هاني نعيم
الحوار المتمدن-العدد: 2461 - 2008 / 11 / 10 - 02:11
المحور:
كتابات ساخرة
ما يميّز الارز عن باقي الاشجار ان لديه القدرة على ان يتجّسد في علم بين احمرين، وهذا احد الالغاز اللبنانية من القدم، وقد يكون لهذا السبب سمي “بأرز الرب”.
ويحدث احياناً، ان تطغى الكلاسيكية على سهراتنا، العامرة بحذر شعبي، وخوف نسبي، فنسمع البيتهوفن والزجل ونشرات الطقس.
وكثيراً ما يكون المعاش هاجساً مُعاش يومياً، خصوصاً وانّ الغلاء والاسعار يعيشان في مساكنة وقحة، فتحضر الارقام فوراً باستجابة سريعة للجهاز العصبي المستنفر بشكل امني، وضمني.
الى الآن، نستطيع، كلبنانيون اولاً، وبشر ثانياً، وروّاد الكرة الارضيّة لاحقاً، تقبّل هذه الحالة بشكل منفصل، كلٍ على حدة؛ ولكن ماذا عن تواجد الكلاسيكية والارقام في علبة مثلّجات واحدة؟، كالخضار او اللحوم المثلّجة.
ما يميّز اللبناني ايضاً عن غيره، قدرته على استحضار هذه النوستالجيا من برّادات القرون المغبّرة، وكأننا في متحف دائم.
معذورون السياسيون، الاحزاب، والنخب المثقّفة منها والخمولة، قد لم ينتبهوا الى الرزنامة المتواجدة، بشكل متجدد كل عام، على مكاتبهم او صالوناتهم مثلاً، ليعرفوا اننا في صدد الالفيّة الثالثة على الاقل، ولكن ألم يستحوا، على سبيل التمثيل علينا، من طرح قانون الستين (اي عام 1960) كقانون للانتخابات النيابية المقبلة؟، هذا إذا وجدت!
كثيرة هي الالغاز التي تدور في فلك لبنان، وهي اقرب الى الطلاسم، وهذا ما يفسّر الى حدٍ ما، التكاثر الطحلبي للمنجّمون والمتنبّئون على الشاشات وفي المكتبات والازقّة الضيّقة.
#هاني_نعيم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟