أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سهيل أحمد بهجت - صابر و صبرية و الإتفاقية الأمنية..!!














المزيد.....

صابر و صبرية و الإتفاقية الأمنية..!!


سهيل أحمد بهجت
باحث مختص بتاريخ الأديان و خصوصا المسيحية الأولى و الإسلام إلى جانب اختصاصات أخر

(Sohel Bahjat)


الحوار المتمدن-العدد: 2458 - 2008 / 11 / 7 - 09:23
المحور: كتابات ساخرة
    


شاهدت على أحد المواقع العراقية كاريكاتورا للفـــنان المبدع سلمان عبد يجسد بحق واقع المجتمع العراقي الذي يشهد كارثة في ظل حكم كتل مليئة بثقافة الشعارات و الوطنيات التافهة التي يأكلون بها رأس المواطن الفقير، في الصورة المبدعة رجل – اسمه صابر – و هو رث الثياب ذو أسنان متساقطة يتحدث إلى زوجته "صبرية" التي لا تختلف عنه في مظهرها الفقير و آلاف الحشرات و الذباب يهاجم أطفالهما العراة و المرضى، وسط هذا المشهد المضحك المبكي يسأل زوجته:
ــ صبرية ما كَلتيلي شنو رايك بالإتفاقية الأمنية.."؟!
فالمواطن العراقي أصيب بما يشبه الحيرة من واقع الخدمات الرديء و سوء الأحوال المعيشية و الصحية و المستقبل المجهول، و بين حكومة تتشدق كل يوم بشعارات و هتافات عن الإنجازات المتحققة و الخطوات الكبيرة التي تم إنجازها و برلمان الجامع الذي أصبح شغله الشاغل "القضية الفلسطينية" و الاحتجاج على الكاريكاتور "المسيء للنبي"!! أو الروايات الصربية "المسيئة للإسلام"!! متناسين أن أكبر إساءة وجهت للإسلام و للنبي هو هذا البرلمان "البعثي" بامتياز، و كيف لا نصفه بالبعثي و هو يتبنى ذات الخطاب الصدامي و يا "مرحبا بمعارك المصير"!! أو يشرع قوانين تناسب فعلا "دولـة العراق الإسلامية"!! و سيادة المالكي "البطل" يتحفنا بكلماته المباركة عن "العراق دولة القرآن و القرآن دستور العراق"!!، نحن لسنا ضد القرآن و الإسلام و لكننا بالتأكيد ضد هذا النفاق الذي يسعى إلى استغلال الدين لأغراض سياسية تزيد الحاكم "عصمة" و الشعب بؤسا.

و لنعد إلى الاتفاقية الأمنية، و ما سيجره الموقف الحكومي المتردد من أخطار على البلد و الشعب، فكلنا يعرف أن العراق الآن هو دولة "غير مكتملة" و هذا البلد يحيط به جيران يتحينون الفرص للهجوم و لتهميش هذا البلد الغني بالبشر و الموارد، فالعراق ليس محميا بالبحار كبريطانيا أو اليابان أو سنغفورة، بل على العكس، فهو أسهل بلد من حيث إمكانية اختراق حدوده أو اقتصاده، و الولايات المتحدة هي بمثابة الوالدة القوية التي أنجبت هذا العراق الجديد و التي يجب أن تستمر في رعاية هذه التجربة إلى أن يستطيع العراقيون فعلا حكم أنفسهم، لكن الإشكال الكبير يكمن في أن الكتل البرلمانية كلها بدون أستثناء – نستثني بضعة نواب – لا زالت غير مؤمنة بالعراق و المواطنة العراقية، فالبعض يسعى وراء أمته القومية المقســــــــمة بين جيران العــــــــــراق أو وراء أمة إسلامية مزعومة من موريتانيا إلى إندونيسيا.

من جانب آخر، فإن الكتلة البرلمانية الأكبر "الائتلاف العراقي الموحد" لينة في كل القضايا إلى حد أن هذه الليونة أصبحت أشبه بضعف و تهاون لا سابق له في تاريخ العراق، اللهم إلا في الشأن الأمريكي فإن هذه الكتلة قوية "لخاطر عيون آية اللـــه خـــــامنئي"!!، و هذا المنهج بالتأكيد يهدد مستقبل المصالح العراقية و يهدد بجعل العراق ساحة صراعات سعودية إيرانية بدلا من جعله منطقة قوة تخلق توازنا إقليميا و تجعله دولة منتجة يحسب لها حساب، لكن إذا ما كنا سنستمر في بناء دولتنا بالمسابح و اللحية و العمائم و الشعارات القومجية و النضال القومي المزعوم، فنحن مقبلون على كارثة حتمية و حقيقية و بما يكون ما حصل من إنهيار أمني أعقب إسقاط السرطان البعثي سيصبح "نزهة" بالنسبة إلى ما سيرافق انسحاب قوات التحالف و قيام "دولة العراق الإسلامية"!! التي سيتنازع عليها القوميون و المتطرفون، و يا صابر و يا صبرية لا تنتظروا الفرج..!!



#سهيل_أحمد_بهجت (هاشتاغ)       Sohel_Bahjat#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من دولة العشيرة إلى دولة القانون
- المثقف في مواجهة -الإسلام النفطي-!!
- العراق.. اللا دولة -تنجز إتفاقية-؟!
- نرى القذى في عين الغرب و لا نرى العود في عيننا – عبد الوهاب ...
- خمسة سنوات من -النفاق السياسي-!!
- خالص جلبي – من الديناصورات إلى آخر الحضارات!!
- معك و ضدك يا أستاذ عادل..!!
- العراقيون بين الديمقراطية و -المعزومية-!!
- الفقر و صديقي الأمريكي و الإمام السيستاني
- إشكالية الدين و العلمانية في العراق
- الشعب و برلمان التعليق و العلاق!!
- العراقيون الشيعة – بين العار و العرعور
- دراما للتخدير و دراما للتحرير
- العراق... قائمٌ بذاته
- نحو.. عقل عراقي جديد
- العراق و برلمانه..-النازي-
- جيراننا إرهابيون و حكومتنا جبانة
- حول فكرة -الأب القائد-!!
- نحو..-كتلة وطنية- للمستقبل العراقي
- (الشخصية العراقية) بين التفكيكية و التحليلية(2)


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سهيل أحمد بهجت - صابر و صبرية و الإتفاقية الأمنية..!!