أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حسام محمود فهمي - وكأنه حقيقي وبصحيح وبجد...














المزيد.....

وكأنه حقيقي وبصحيح وبجد...


حسام محمود فهمي

الحوار المتمدن-العدد: 2457 - 2008 / 11 / 6 - 03:44
المحور: كتابات ساخرة
    


احتلَ مؤتمرُ الحزبِ الوطني هذه الأيام، زماناً ومكاناً، الشوارعُ تحملُ لافتاتِه، الإعلامُ يرسلُ كاميراتُه وميكروفوناتُه بالعشراتِ لنقلِ ما يجري في القاعاتِ الفخيمةِ التي استضافته. استنفارٌ للمواردِ، إعلامٌ، صحفٌ، طرقاتٌ، مجاميعٌ من البشرِ، الشئ لزوم الشئ، مصاريفٌ لا يُعرفُ مقدارُها؛ تجمعٌ ظاهرُه مؤتمرٌ للحزبِ، واقعاً لم يُرْ في ما سبقَه من مؤتمراتٍ غيرُ حياةِ الضنكِ والبؤسِ. بدلٌ سوداءٌ، كرافتات، وجوهٌ يبدو عليها الاهتمامُ والتركيزُ حينما تنصتُ ومتحدثون يرسمون الجديةَ والإلمامَ والصرامةِ، كلُه جدٌ في جدٍ، علي السطحِ. لم يجدْ المؤتمرُ صديً، لا في الشارعِ ولا في وسائلِ الإعلامِ الخارجيةِ، منتهي التجاهلِ، عدمُ الاكتراثِ، كأن شيئاً لم يكن، هل لتزامنِه مع الانتخاباتِ الأمريكيةِ؟ قطعاً لا، المقارنةٌ غيرُ واردةٍ، التجاهلُ متواصلٌ متعمدُ منذ بدأت هذه الحلقاتُ من المؤتمراتِ.
التسابقُ والتباري في اتهامِ المعارضةِ بالنباحِ ظاهرةٌ، إعلامُ الحكومةِ يستخدمُ مفرداتٍ علي شاكلةِ، فلان ألقي قفازَ التحدي، في وجه من؟! كلامٌ بلا مضمونٍ، مجردُ رَصِ خاناتٍ، لست من المعارضةِ، تحمِلُ كلَ مثالبِ الحزبِ الكاتمِ علي كلِ ما يطولُ، اتهامُها بتعويقِ مسيرةِ الانجازاتِ لا يتفقُ مع حالٍ بلا انجازاتٍ أو شحيحِها، مع سيطرةِ القلةِ علي كل الفرصِ، مع تدهورِ الأحوالِ الاقتصاديةِ، تهميشِ الجامعاتِ والعلمِ، توليةِ من لا يجيدون غيرَ إثارةِ التوترِ. تدَني وضعُ المصريين في بلدِهم فهانوا خارجَها، المصري يئنُ في كلِ مكانٍ، لم تَفتحْ له سوي الأرصفةِ أزرُعَها. المعارضةُ إذا هاجمت حزباً يسيطرُ بلا أساسٍ حقيقي فلا عتابَ عليها، الشعبُ كلُه يرددُ ما تنشرُه صحفُها حتي لو لم يقرأُها، إذا صرخَت، فمن قلةِ حيلتِها، من انكارِها، من المنِ عليها بأقلِ ما يجبُ.
الشعبُ، قبل المعارضةِ، لا يصدقُ ما يقالُ عن عدمِ التوريثِ، عن السياساتِ والخُططِ، عن المكانةِ والريادةِ، لماذا يُصدقُ؟ الثقةُ معدومةُ فيمن يحكمون، الحياةُ سنتُها التغييرُ، الحزبُ الكاتمُ لا يعترفُ به إلا عندما يُزيحُ من يعارضونه، من داخلِه أو خارجِه، مُنزهٌ هو عن التغييرِ، عن تركِ الحكمِ لغيرِه، لا يوجدُ من يُضاهيه عقلاً وفكراً وكفاءةً، هكذا يتوهمُ. من يعارضونه ليسوا بأفضلِ، مهما كانت شعاراتُهم، مهما اعتصموا وصرخوا وانتقدوا، زعيقُهم مبررٌ، سُدَت أمامَهم كلُ السبلِ، بلطجيةُ الحزبِ الكاتمِ يحاصرون أي رأي، في أي مكان، حتي علي الإنترنت، طبعاً، إنه حزبٌ حكومتُه زكيةٌ، يفهمُ كيف يردُ علي منتقديه، كيف يقضي علي بطالةِ الشبابِ، البلطجةُ بالعصي في الشوارعِ وبالسبابِ في مواقعِ الرأي الإلكترونيةِ.
نصبَ الحزبُ مؤتمرَه، هناك من يتركزُ دورُهم في الكلامِ أمام الميكروفوناتِ والشاشاتِ، هناك من يقومون بدورِ المنصتين باهتمامٍ، أخرون يؤدون مشاهدَ المناقشين، معهم ملفاتٌ كبيرةٌ ضخمةٌ، مكتوبٌ عليها عناوينٌ خطيرةٌ، الأزمةُ الاقتصاديةُ، حقوقُ الفقراءِ، السياسةُ الخارجيةُ، الأمنُ القومي، حقوقُ المرأةِ والطفلِ، الأوراقُ بداخلِ الملفاتِ بيضاءٌ، غير مهم، كلُه تمثيلٌ في تمثيلٍ، أدوارٌ علي مسرحِ قاعةِ المؤتمراتِ، بلا روح، المهمُ الأجرُ، وزارةٌ، إدارةٌ، سفريةُ، أرضٌ، فيلا، شقةٌ، كلُه خير.
زحمةٌ، كلٌ يغني علي ليلاه، الحضورُ ضروريٌ، أبعديةٌ، مصر،،



#حسام_محمود_فهمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجمعةُ الغرقانةُ!!
- تصويتٌ علي نشرِ صورةِ سوزان تميم مقتولةً!!
- أنا أفتي.. إذاً أنا موجود
- في الجامعاتِ الأجيالُ لا تتواصلُ..
- في تشكيلِ اللجانِ العلميةِ للترقياتِ
- شعبٌ شامتٌ
- الحكومةُ الإلكترونيةُ
- الكذبُ والإدارةُ
- المالُ والسلطةُ .. والطبقةُ المتوسطةُ
- الكراسي عنوانُ النظامِ
- أخفض رأسك يا ...
- مصر في بكين..
- الجامعات..بين الغضب والأسف
- بدءُ الدراسةِ.. تربوياً
- القانونُ الجديدٌ للمرورِ.. والماشطة!!
- هل تُحملُ المرأة وحدها بالتكليفات؟
- مصرُ.. بعضُها يأكلُ بعضَه
- الثانويةُ العامةُ..وامبراطوريةُ الغشِ
- المهنةُ: مُفتي فضائياتٍ
- القاهرة اليوم00 فقط؟!


المزيد.....




- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حسام محمود فهمي - وكأنه حقيقي وبصحيح وبجد...