|
فرصة انتخابات - ذهبية - قادمة الي فلسطين!!
طلال الشريف
الحوار المتمدن-العدد: 2456 - 2008 / 11 / 5 - 08:45
المحور:
القضية الفلسطينية
هاتفني أحدهم قائلاً: يا دكتور ما هي خطوتك القادمة؟ وعلي أية قائمة ستخوض انتخابات التشريعي القادمة في يناير 2010م ؟ فصمت برهة من المفاجأة، وقلت له: لا أدري يا صديقي العزيز، فالظرف حساس جداً، وليس من الوارد التفكير في الانتخابات الآن قبل إنهاء الحوار الفلسطيني، والوصول إلي اتفاق علي تلك الانتخابات.
رد علي قائلاً: الناس بدأت تعد قوائمها، وكلفتني مجموعة تود خوض الانتخابات بالاتصال بك حيث تبلورت لديهم أسماء جديرة بالاحترام قاربت علي العشرة وهم في طريقهم لإكمال قائمة يخوضون بها الانتخابات. ودار بيني وبينه حديث مطول عن مجمل الاحتمالات في واقعنا الفلسطيني المتحرك، ونوعاً من الفضول وحب الاستطلاع سألته عن أسماء هذه الشخصيات، وأخذنا نتحدث عن هؤلاء الأشخاص، وفي نهاية الحديث أخبرته بأنني مررت بتجارب انتخابية بائسة في السابق تفرض علي شخصياً التأني في اتخاذ القرار.
وجلست في هدوء استرجع ما طرحه هذا الرجل من أشياء لا تخطر علي البال في هذا الظرف العصيب، حين أخبرني بمتناقضات فيها من الايجابي والسلبي الكثير وفيها من إصرار هذا الشعب علي النهوض رغم كل المعيقات التي تواجهنا ورغم الحصار الذي حولنا فقد تحولنا إلي مبدعين في كيفية الحصول علي مستلزماتنا بما فيها متطلبات الانتخابات في ظل الحصار.
من أهم ما قاله لي إن واقعنا الفلسطيني رغم الصعوبات فإنه يسير بحكم الواقع، كما كل المجتمعات الإنسانية الحية، إلي تحسين العملية الديمقراطية، والتي تتفوق علي مثيلاتها العربية، ومادام هناك إصرار علي إجراء انتخابات نسبية كاملة من جموع شعبنا بعد أن أوصلته القوانين السابقة إلي حالات الاحتكار السياسي والهيمنة الفئوية التي ولدت الاحتقان والاقتتال ومن ثم الانقسام الذي عصف بكل قضيتنا.
وعليه فإن الانتخابات القادمة ستكون فرصة ذهبية لزيادة جرعة الديمقراطية في المجتمع الفلسطيني، وعلي التجمعات السياسية والاجتماعية والمهنية الجديدة مثل أساتذة الجامعات، التجمعات العمالية غير الحزبية، المزارعين، والصيادين، والتجمعات الثقافية التي فقدت استقلاليتها علي خلفية الوظيفة العامة في المراحل السابقة، وحتى البرجوازية الوطنية إذا ما زالت موجودة، وقطاعات مهنية واجتماعية أخري اغتنام فرصة الانتخابات النسبية للحد من احتكار الفصائل عامة والفصيلين الكبيرين خاصة، ولأن هناك غياب لتيار ثالث آخر حقيقي في المقابل لتخفيف حدة الهيمنة، والي الآن لم تظهر بوادر مشجعة لنهوض تيار يساري قوي وله من الشعبية ما يجعله قوة منافسة حقيقية، ولهذا فهي فرصة لتجمعات مثل أساتذة الجامعات، وكذلك كل القطاعات التي تضررت من رفع شعار الوطنية أولاً وإهمال مصالح الناس لصالح مشاريع الأحزاب النفعية من تجارة وتمويل ومساعدات ومؤسسات ربحية أو ما يسمونها غير ربحية تمويهاً علي حساب الناس ومصادر رزقهم ومعوناتهم وخدماتهم، وهذا أصبح واضحاً في ذهن الجمهور، من أيام الصراع علي المشاركة بالمشاريع التجارية والاستثمارية ووصولاً لاحتكار كثيراً من التجارة والعمولات والصفقات للمتنفذين في الأحزاب ومراكز القوي التي تتجدد مع كل الظروف،وكأن صيانة مصالح الناس هي خارج العمل الوطني، والانتخابات الجديدة هي فرصة أيضاً للشبكات والتشبيكات، والمؤسسات الأهلية السياسية المتخفية في لباس العمل الأهلي ومنظمات ما يسمي بالمجتمع المدني والتي تعمل بالسياسة باحتراف ةاقتناص الفرص، وهي أيضاً فرصة للشخصيات المستقلة التي تعمل خارج الأحزاب وهي فرصة لكل الذين خرجوا من أحزابهم لعدم ديمقراطيتها وهيمنة ودكتاتورية أعضاء مكاتبها السياسية ولجانها المركزية المستدام علي احتكار المواقع والقوائم الانتخابية والوظائف العامة ومستحقاتها، وكذلك هي فرصة لمن يري في حزبه عقماً غير قابل للإصلاح.
حقيقة نحتاج لنفس جديد ممن قمعوا في أحزابهم علي خلفية النقد الذاتي واهتزاز قناعاتهم بإمكانية نهوض تلك الأحزاب المتقوقعة علي مجموعات المصالح القادمة من الزمن الماضي والتي استنفذت وقتاً أطول من اللازم في الخارطة السياسية الفلسطينية وهي محمولة علي أكتاف البيئة والظروف غير الطبيعية التي مرت بها الحركة الوطنية في بلادنا فعملت كملاحق أو توكيلات لأحزاب كبيرة. نقول كل هذا بعد انكشاف الحالة الفلسطينية ودون مزايدات أو تكبير الشعارات.
ونحن الآن نعيش في حالة جديدة مفادها العودة الجبرية إلي الحضن العربي بقده وقديده ومن يقول غير ذلك فعليه إعادة التفكير في العمل بالسياسة، وخاصة وأن الجميع قد قبل بحدود السبعة وستين، وقد أوقفوا جميعا المقاومة المسلحة، وأصبحنا في هدنة طويلة بضمانات ورغبة دول إقليمية قادرة علي صيانتها وتطويرها نحو حلول تفاوضية حسب إستراتيجيتها العربية المتوافق عليها الكل العربي، وهذه الحالة قد آلت إلينا نتيجة لتطور، أو، تدهور أوضاعنا التي أدخلتنا أخيراً وبفعلنا الذاتي وإدارتنا السيئة للصراع علي السلطة إلي تلك القبضة العربية التي كنا نتهرب منها، وأصبحنا بين خيارات أحلاها مر. وأول بوادر هذه الحالة الجديدة التي وصلنا إليها هو هذا الحوار الموجه والمفروض علي الجميع، والذي ما انفك الجميع يدعي بأنه بحكم إرادته، والأهم بأنه لا يتوفر لدينا بدائل بحكم الحصار المفروض علينا وبحكم غياب خيار المقاومة الذي غيبناه بإرادتنا، ولكن هذا ما جري فعلاً.
ومن هنا كان كلام صديقنا يحتاج إلي تفكير وعلي التجمعات التي تري بأنها قادرة علي خوض العمل السياسي بشخصيات جديدة قد يكون لديها ما ينهض بمجتمعنا، فالسياسة ما دامت تتراجع انجازاتها، فعلي شعبنا طرح البدائل دون خشية ودون تردد.
من الأشياء الغريبة وليست بغريبة إذا ما أخذنا بعين الاعتبار حالنا مع الحصار وعدم إمكانية عودة كل التسهيلات كما ذكر صديقنا في اتصاله بي، بأن قائمتهم تبحث في إمكانية الحصول علي قماش اليافطات والورق والحبر ومستلزمات الدعاية الانتخابية، أو حتى طبع الصور في مصر وإحضارها عن طريق الأنفاق إذا تعذر وجودها هنا.
عند ذلك أدركت أن الكلام جدي والناس لديها رغبة إن لم تكن في التغيير فإنها في طريقها للمشاركة بقوة جديدة وحسب الواقع التي أفرزتها مآسينا مع العمل السياسي وهيمنة الفصائل وقضيتنا المزمنة، ولكن الجديد أن الناس ملت الشعارات وعليها المشاركة الحقيقية في صنع قراراتها ومستقبلها، وعليها الدفاع عن مصالحها وعندها سوف يتطور العمل السياسي الفلسطيني لأن الناس ستدافع عن حقوقها ومصالحها مثلما تدافع الأحزاب والفصائل عن مصالحها الحزبية الخاصة ضمن شعار الوطنية والمقاومة والعمل الأهلي والاجتماعي. 3/11/2008م
#طلال_الشريف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل توافقت الفصائل الفلسطينية على استمرار حصار غزة ؟!!
-
تجويد المتابعة الجماهيرية في مواجهة تقوقع المحاصصة الفصائلية
-
التنطع بالشرعيات ولزوم ما يلزم للعلم بالشيء !!!
-
وقفة عز أيها الفلسطينيون من المحيط الي الخليج والمهجر !!
-
زهرة كنعانية تتألق على شاطئ السودانية بغزة الحزينة !!
-
رسالة الي العمريين / موسى وسليمان
-
شتاء فلسطيني حار جداً ؟ !!
-
قادمون مع حل نهائي ... أم ؟!
-
لماذا لم تحدث انتفاضة على حماس ؟!
-
درويش مات ومات الذي ما مات !!
-
تأبيد الأقنعة !!
-
فساد السلاح .... والسياسة في فلسطين
-
نداء ... نداء هذا هو المخرج من أزمة الشعب الفلسطيني
-
فساد الاعلام .... والسياسة في فلسطين
-
قصة قصيرةباللغة العامية: شروخ شرجية وطنية!
-
فساد المال ... والسياسة في فلسطين
-
قدر غريب !!!
-
حوار فلسطيني عبر الشبكة الاليكترونية
-
للزمن سيدان .. حبك وموتي !!
-
نودا تزهر عشقاً !!
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|