أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زينب محمد رضا الخفاجي - متزوجون أو غير متزوجون...تلك هي المشكلة














المزيد.....

متزوجون أو غير متزوجون...تلك هي المشكلة


زينب محمد رضا الخفاجي

الحوار المتمدن-العدد: 2456 - 2008 / 11 / 5 - 05:09
المحور: الادب والفن
    


كانت تجلس كما تفعل في كل مرة يخرجون بها في المقعد الامامي للسيارة... قرب زوجها...تنظر أما الى الأمام أو الى الجانب...وحتى عندما يسألها عن أمر... يتكلم دون الالتفات اليها وتجيبه دون ان تحول نظرها عن الشارع...
صمتها كان اسماً ثانياً لها.. كل ما تفعله سكونٌ وابتسامة... و إلتفاتةٌ بين فترة وأخرى تنبه بها صغارها في الخلف الى وجوب الصمت...فالوالد يقود...والصوت يزعجه...
ليس هناك من صوت غير (الهورنات) وصوت أم كلثوم في مسجل السيارة يهدء ما توتر من أعصابها...أولاً.. بسبب الكثير ممن يجهلون فن القيادة...وثانيهما...روتين حياتها المتعب.. تضرب بأصابعها على قدمها بإيقاع يقارب موسيقى الأغنية...وتدندن معها...(حب أيه الي أنت جاي تقول عليه...أنت عارف قبلة معنى الحب أيه)...فالطالما حلمت بالحب وتمنته...لم تكن ممن يقمن العلاقات قبل الزواج وتصورت أن الحب الأعظم ستجده عند زوجها...لم تقبل في يوم اي علاقة...برغم جمال وجهها وروعة روحها...سمعت نصائح أمها...التي طالما وشوشتها بأذنها...المرأة الصالحة هي التي تحافظ على نفسها من كل زلة...وتبقى خالصة مخلصة الى حين يأتي زوجها فيغرقها في حب انتظرته طويلاً... حب يرضى عنه الله ويباركه...ويسعد أمها وزوجها... ولكن من فكر بسعادتها هي؟ ....طبعاً لا أحد...المهم في وجود الأنثى سعادة ورضى من حولها أما هي فصفرٌ في أدنى الشمال....تذكرت صديقتها (وسن) وكيف عاشت الكثير من مغامرات الحب قبل الزواج...أغرقها كل من عرفها من الذكور بمعسول الكلام وكثرة الدلال والأهتمام...كانت دوماً ترفض واقع صديقتها وكثيراً ما أنتقدتها.... حاولت نصحها ولكن دون جدوى... كانت تخاف عليها من أن يكتشف أمرها أحد ... وتفكر ترى ماذا ستقول لشريك حياتها حين يسألها في المستقبل... عن أي علاقة سابقة لها...ولأن علاقتهما ببعض كانت قوية جداً وكأنهما أختان...أصطحبتها وسن معها الى صالون الحلاقة يوم الزفة... ولم تستطع اصطباراً...وسألتها...هل علم خطيبك بعلاقاتك السابقة...ماذا قلت له؟ التفتت إليها وضحكت كالعادة من أفكار صديقتها وقالت...(إنت بعدج على سوالفك) أنا بريئةٌ من أي رجل قبله كبراءة الذئب من دم يوسف....وقهقهت كثيراً وكثيراً جداً حتى دمعت عيناها....
وعندما تزوجت هي كانت سعيدة جداً لأنها حفظت نفسها صادقة لزوجها وشريك عمرها...أنتظرت طويلاً كلمات الحب وعبارات الغزل التي ستعوضها عن كل حرمانها السابق...ولم تحصل ولا حتى على كلمة أحبك...ولحد الآن لم تسمعها...وتسائلت دوماً...ما الذي كسبته من حرمانها لذة الحب...وفي النتيجة اصبحت هي و وسن في نفس كفة ميزان الشرف والعفة....لا فرق بينهما عند زوجيهما...وكلاهما في نظرهما طاهراتٌ لم يمسسهم بشرُ من قبل.
استيقظت فجأة على صوت أطفالها يتصارخون فيما بينهم... التفتت إليهم سائلةً أياهم عن المشكلة فقالت الكبرى...ماما (الي بهذه السيارة متزوجين لو لا؟)..التفت إلى السيارة التي أشارت إليها فأجابتها وما أدراني أنا...ولكن لمَ هذا السؤال؟...فقالت بعصبية أخي حمودي يقول أنهما متزوجان وأنا أقول لا... ولأن الوالد ما زال يقود وما زلوا تحت إنذار ج ...طلبت منهم الهدوء الى أن يصلوا البيت ليتناقشوا في الأمر...ولكنهم لم يصبروا وظلوا يتشاجرون...متزوجون او عير متزوجون... أوقف الوالد السيارة امام محل المكوي ليجلب ملابسه...فالتفتت الأم اليهم تسألهم..ماذا حصل معكم هل جننتم...ولأن حمودي دائم الكلام ولا يسكت ولا يستسلم أخبر أمه القصة بكاملها ... وهي أنهم كلما خرجوا في السيارة ينظرون الى السيارات التي تمر بقربهم فيعرفوا بمجرد النظر إن كان ركابها متزوجون أم لا...فسألت الأم وكيف ستعرفون والرجل غالباً لا يلبس محبس الزواج...ضحكت ابنتها وقالت...إذا كان الزوج ينظر الى الأمام ولا يلتفت اليها وملامحه عابسة...يكون زوجها...وإذا نظرت هي الى كل الجهات إلا جهته هو تكون زوجته...لا يتكلمون ولا يبتسمون..فقفز حمودي وقال لكنها كانت تنظر اليه مبتسمة..إذا هي ليست زوجته...فأجابته أخته...لقد كان عابساً..ربما كانت تطلب منه أن يأخذها لزيارة أمها فأضطرت الى الأبتسام بوجهه..ورفض هو فظل عابساً...
وبينما هم في نقاش حاد...فتح الوالد باب السيارة واضعاً ملابسه...وبحركة شبيهة بحركة الرجل الآلي ركب السيارة وادار المفتاح وأنطلق...ألتفتت اليه...نظرت له طويلاً...لقد كان بالضبط كما قال حمودي... هذا الصغير انتبه الى وضعٍ رفضت هي تصديقه...وظلت تنتظر الحب في يوم منه..ويبدو إنها حتى لم تنتبه أنها تنظر فعلاً لأي مكان ليس فيه وجهه.
ضحكت في سرها وأكتشفت أن كل من حولها يعرف أنهم متوجون...وتلك هي المشكلة.



#زينب_محمد_رضا_الخفاجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إليك يا ستار
- سبع نساء في اسبوع
- سأرفع ضدك حرف ال...لا
- دبة حميسة....تاكل هريسة
- أنا شمسك ....... دون غرور
- أيامكم سعيدة
- الله يساعدك يوم
- اللهم إني لك صمت...وبأمر الحكومة أفطرت
- الجدة(رايس)
- عزة العزاج زكية
- دار دور
- أنا(رضاوي)...أنا أبي
- يتيم وعيديه
- كرامة زوجة صماء
- حواسي الست وانا...سعداء بمقدمك...
- واصرخ علو الصوت احبك
- وردية والدروس السبعة
- ولادة انثى .... تكملة القرين
- ماذا لو
- صحوة حلم


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زينب محمد رضا الخفاجي - متزوجون أو غير متزوجون...تلك هي المشكلة