عبدالله الداخل
الحوار المتمدن-العدد: 2456 - 2008 / 11 / 5 - 06:05
المحور:
الادب والفن
قيل واستـُدعيَ من عمّانَ فوراً، ولمّا مَثـُلَ بين يدي أمير المؤمنين قبـّل الأرض ثم قيل له:
- قبل أن ’نأخذ رأسك‘ أجـِبنا يا هذا.
- رأسي ملكُ مولاي.
- ألسْتَ القائل:
"ولمْ أرَ فيها فضلَ نفس ٍ وإن قَـَسَتْ
يُنازعُها في الضائقات انحرافـُها"؟
- بلى يا مولاي.
- أحقاً أن نفسَك تنازعُك على الانحراف؟
- ولكن يا مولاي أنا لم أقل هذا، أنما قلتُ أن الانحراف هو الذي ينازع نفسي.
- لستُ مقتنعاً.
- يا مولاي: في "ينازعُها في الضائقات انحرافـُها"، حيث "انحرافُ" فاعل متأخر مرفوع بالضمة الظا....
- لا تراوغ. لمْ أقصد هذا.
- عفواً، وما كان قصدُ مولاي؟
- ما هذا الصراع الذي في نفسك؟
- ليس من صراع ٍ في نفسي يا مولاي.
- هل تريد أن أصدقك يا هذا؟ ليس من صراع ٍفي نفسك؟ كيف وأنت تقول "ينازعُها في الضائقات انحرافها"!
- أجل يا مولاي، ولكني قلتُ قبلها: "ولم أرَ فيها فضلَ.."
- ولكنك تقول: "وإنْ قسَتْ".
- يا مولاي: "إنْ" أداة شرط غير جازمة.
- أخيراً وليس آخراً... ما عنيتَ بالانحراف؟
- الانحراف عن حب مولاي.
- م م م، ولكنَّ في هذا موتـَك: كيف تـُنازعك نفسُك على حبي؟ وفي الضائقات؟
- حاشى لله أن أقول ذلك يا مولاي: المعنى واضحٌ لا لـَبْسَ فيه لأنَّ "وإنْ قسَتْ" هي جملة اعتراضية لا قيمة لها وسوف أبدلها إن لم تعجب مولاي.
- أحسنت. أعطوه خمسينَ ألفَ دِرْهَم!
#عبدالله_الداخل (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟