أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - شجاع الصفدي - قاطعو الرواتب أصحاب المكاسب














المزيد.....

قاطعو الرواتب أصحاب المكاسب


شجاع الصفدي
(Shojaa Alsafadi)


الحوار المتمدن-العدد: 2456 - 2008 / 11 / 5 - 08:43
المحور: القضية الفلسطينية
    


ليس من الغريب في ظل وضع سياسي متدهور , ووضع اقتصادي رديء سواء في الضفة الغربية أو في قطاع غزة أن تسيطر المناكفات والتحديات بين طرفي الصراع على سياساتهما كلٌ بحق الآخر , لكن الغريب والمؤسف أن يسمح حزبان سياسيان يعتبرا القطبين الرئيسيين في الساحة الفلسطينية بأن يصبح المواطن هو ضحية الصراع الدائر بينهما وأن يصبح الشعب الفلسطيني هو القمح المطحون بين شقي الرحى , فيأكل كلاهما خبزا والشعب وحده يحترق بنار التنور.
ورغم المعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني تجد الكثيرين من الوصوليين الذين عهدت مثلهم كل الثورات عبر التاريخ , أولئك الذين يعيشون على حساب طعن هذا والغدر بذاك فيلبس كل منهم قميصا غير قميصه ويسلب حقا ليس أهلا له , بل ويصرح بأنه حامل الراية وأنه الساهر على رد اعتبار حركة ذات تاريخ ثوري عريق رغم أن مثل هؤلاء هم من جعلوا من تلك الحركة جسدا تملأه الثغرات والطعنات التي نزفت من أبنائها حتى أوشكت أن تسقط للأسف. فقد حوّل هؤلاء المنتفعون حركة فتح إلى قطة تأكل أبناءها بشراهة دون تفكير إمعانا في الخوف من مجهول , وبدلا من مجابهة الحقائق ومعالجة الخلل فإنها تعطي الفرصة للمتسلقين ورعاع الثورة المزيفين فرصة التربع على عرش الأمن الفتحاوي ناسين أن هذه الحجارة لا تبني وإنما ترجم تاريخ حركة فتح وثورتها الكبيرة .
لقد تسبب هؤلاء العسس بنشر الرعب بين أبناء فتح في قطاع غزة وكأنه لا يكفيهم ما يحدث بحقهم بسبب الصراع السياسي اللعين حتى باتوا يشكون في أنفسهم , فهم حقا لا يسمعون عن قطع راتب موظف غير فتحاوي ! ويحتاج بعدها ابن فتح للرجاء لينال صكوك المغفرة ويثبت انتماءه وكأن مدبرو هذه المكائد يريدون جعل الانتماء لفتح من خلال راتب هزيل دون أن يدركوا أن الانتماء لفتح انتماء لثورة , انتماء لتاريخ , انتماء لوطن , انتماء لقائد أفنى حياته في سبيل حمل القضية إلى العالم وفرض حقوق الشعب الفلسطيني في شتى المحافل الدولية .
نسى هؤلاء أو تناسوا أن الانتماء لا يكون بمذلة أبناء الحركة وإجبارهم على العيش خائفين دون حتى أن يفكر أي منهم بتغيير انتمائه . لقد بلغت هذه المهزلة أشدّها وأصبح هؤلاء المتحكمون برقاب الخلق آفة تطارد حياة كل موظف رسمي حتى لو كان ملتزما بالقرارات الرسمية للسلطة الفلسطينية , وأصبحوا هم أسياد العيش والسيف المسلط على رقاب الناس , والمؤسف جدا أن يكون في الضفة الغربية من يتعاطى مع التقارير الكيدية بل ويصادق عليها دون حتى أن يتأكد من صحة ما ورد فيها ويخرج المسؤولون للتصريح بأن كل شيء يخضع للمراجعة والتمحيص وأن هنالك لجنة للتأكد من صحة المعلومات و رغم أن هذا لا يعدو عن كونه هراء إعلامي بحت , إذ أن الجميع يدرك أنه يكفي أن ترسل تقريرا على أي رقم فاكس لأي شخص لا يتمتع بمصداقية عن زيد من الناس فيتم قطع الراتب ويبدأ رحلة الجوع مع أبنائه ويبحث عمن يعطيه صكا يثبت فتحاويته , لذلك وعلى فرض أن سيطرة حركة حماس على غزة بعد الأحداث الدامية استمرت أعواما فمعنى ذلك أن تصفى حركة فتح في غزة ويبقى أصحاب المقالب هم أصحاب المكاسب يتجسسون على أنفسهم ويقطعون رواتب بعضهم بعضا !! .وتنتقل العدوى للضفة الغربية وقل على تاريخ الثورة السلام حينها .
فهل هذا ما يدبره ويطمح إليه قاطعو الرواتب ومن كلفهم بتلك المهام ؟
وأخيرا أقول لهؤلاء كفى عبثا بأرزاق الناس على هواكم , وأقول لمن يتلقى التقارير في الضفة الغربية تريثوا ولا تكتفوا بالقول أن في غزة ملاعين يطعنون بعضهم زورا ورغم ذلك تنفذون القتل البطيء بحق من لا ذنب لهم ولا شائبة تشوبهم , وكفى عبثا بتاريخ فتح ونضالاتها , ويكفي أبناؤها ما يتعرضون له من إهانات بسبب بعض من عاثوا فسادا في تلك الحركة الغرّاء .
التاريخ سيكون شاهدا على كل شيء , وكتبة التقارير الكيدية الذين نسوا مخافة الله وحيّدوا ضمائرهم لن يكونوا إلا أصحاب الخسارة بعد أن جعلوا الانتماء لفتح محض تجارة .



#شجاع_الصفدي (هاشتاغ)       Shojaa_Alsafadi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة حب لم يلتقِ بعد فيها العاشقان
- مزج ثنائي
- لا تعتذر , فقد أتاك موتٌ أصغر شأنا من رحيلك
- يكفيك أنكَ أنتْ
- باتت الثورة تأكل أبناءها
- حوار مع الكاتبة المغربية مالكة عسال
- على هامش الوضع الفلسطيني
- بضع أيامٍ تبقت
- من خلف أسوار القصيدة
- حوار مع نائب رئيس اتحاد الكتاب التونسيين الأديب ابراهيم درغو ...
- عرفات .. الفردوس المفقود
- إجهاض لذكرى رجل
- كان الليل أحلك مما انتظرت يا تميم
- حوار أخير على أعتاب السفر
- في أروقة الأمس
- سفر في قطارين منفصلين
- نكسة غزة
- غريبان على ناصية جسد
- لسنا من الدمع في شئ
- وما زال الحب في مرحلة البكارة


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - شجاع الصفدي - قاطعو الرواتب أصحاب المكاسب