عجبي لمن يغني لكرة جلدية واخيه يحترق

عدنان طعمة الشطري

الحوار المتمدن-العدد: 2455 - 2008 / 11 / 4 - 00:40
المحور: كتابات ساخرة
    

لكرة القدم العراقية أعاجيب وألاعيب وفنون وجنون ومهاترات وسجالات .. وللكرة الجلدية التي مرغت الجمهور البشري بتراب العماء البصري وعماء الادارك العقلي فوائد ومزايا وأرباح ومخطيطات ومختبرات تنتجها أنظمة سياسية عالمية لقهر الحركة الاجتماعية التي تنحو الى التصادم والتمرد لخلق عقود جديدة تفرز أنظمة سياسية جديدة .. فالسياسي ينظر إليها بالقدر الذي تغذي هذه الكرة الملتهبة 99% حقنات التخدير والتونيم للعقول الجمعية التي ترى في الكرة البلاستيكية لذتها الجمعية وعطلة لاعضاءها البشرية الحساسة للسياحة الرقصية والهز الهستيري في علب الشوارع المتنقلة إلى الصباح.
والقائمون على الرياضة ولجنتها الاولمبية المنحلة بقرار مالكي صائب , ينظرون إلى الكرة البلاستيكية لبناء عروش فوق عروشهم وتيجان جدد فوق كراسيهم وتسمين بطونهم و( لغودهم ) اعلاءا لشمخرة انوفهم وتمتين علاقاتهم البراغماتية طائفيا مع بعض أقطاب محيطهم العربي للانتفاع وتخزين الدولار الخليجي في خزائنهم الرياضية كما فعل حسين سعيد الذي عزف على الوتر الطائفي بمهارة وخبر بحذاقة في من أين تؤكل الكتف , فرصدت له أموال خليجية إماراتية وسعودية لقيادة دفة كرة الجلد العراقية وتسييس انتصارها المزعوم آسيويا لخدمة الخطاب الإعلامي الطائفي وما حصل في احتفالية الأمارات خير شاهد ودليل على ذلك وكيف سيست أدق تفاصيل هذا الاحتفال .
وللعقل ألمخابراتي الفوقي حرفيته لتطويع انتصار كروي لرفع الغطاء قليلا عن المرجل العراقي الساخن والتخفيف عن صدماته اليومية المتتالية بحقنه كروية مخدرة تسهم في التنفيس عن الوعي الجمعي المحتقن طائفيا ومناطقيا واثنيا وتحقيق الاتزان الاجتماعي مرحليا , وأرجح والله اعلم إن انتصار بلاد المصائب والمفخخات كرويا في آسيا ربما يكون وراءه اتفاق مخابراتي أمريكي مع بعض مخابرات الدول التي لها فرق كروية تلعب في هذه التصفيات وعلى رأسها السعودية ..
تصوروا كرة الجلد العراقية قد حققت انتصارا كرويا آسيويا مزعوما ففرت الأنفس البشرية من بيوتها ومحال عملها إلى الشوارع وهي ترقص وتهز الأكتاف والأرداف بينما كانت على مقربة عشرة أمتار لاغيرها جثث عراقية تحت الأنقاض بفعل شاحنة مفخخة هاجمت مناطق سكنية في الكراده , ومازالت بعض الجثث لحد هذه الساعة لم يتم استخراجها من أنقاض البيوت التي أصبحت كالعصف المأكول .
انظروا إي انسان هذا الذي يرقص ويطلق الأبواق وناعقات السيارات وإخوته مازالوا جاثمون تحت الأنقاض موتى وصرخات ما تبقى من عوائلهم تستغيث وتصرخ..أي إنسان هذا ؟؟الذي يرقص وأخيه جنبه لفظ أنفاسه الأخيرة في أبشع صور الموت في التاريخ.
انظروا بعيونكم كيف تقتل الأبرياء بفعل من يرمي أطلاقات نارية عشوائية وما أخبرتنا به وسائل الإعلام عن أعداد الجرحى والقتلى في بغداد وحدها في أي مباراة يحقق فيها الفريق العراقي الكروي انتصارا مزعوما هي انصع دليل إن أفراحنا هي قبور بشرية متنقلة لبلاد مابين الأموات ..

تفكروا .. تبصروا

وعجبي لمن يغني واخيه يحترق

#عدنان_طعمة_الشطري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات