|
تفجير الكنائس يناقض الوحدة الوطنية
خالد عيسى طه
الحوار المتمدن-العدد: 2454 - 2008 / 11 / 3 - 08:36
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
نحن لا نقول بأن المسيحين واحد من اكبر الاقليات في العراق .. ولكننا نؤكد بأنها من الاقليات المهمة التي عاصرت التطور الحضاري للعراق منذ القدم خاصة وانهم ايضاً من العرب الساميين الذين نزحوا الى العراق في موجات حدثت قبل بزوع فجر الاسلام وتبشير نبينا محمد (ص) بهذا الدين الوسطي العظيم ومن هذه الموجات ما شكلت حضارات عريقة في العراق مثل البابلية......
وكما كان الاسلام مهماً كأخر الاديان... فأن المسيحية بتثليثها الآلهي (وهي الاب، والابن ورح القدس) هي التي ارست المحبة ودعت الى السلام في العالم.
لذا نرى ان المسحيين كانوا ولا زالوا ذو ادواراً مهمة في التاريخ القديم والحديث..... لا لانهم اقدم الذين سكنوا العراق واكثرهم حقوقا من الاقليات الاخرى في التعايش في البلد والتمتع بما فيه من خيرات.. بل لانهم كانوا ولا زالوا فئة مهمة اخذت وتأخذ بالعراق نحو الاحسن في كل الضروف مشاركة بجدية كل الفئات الاخرى...
ان العراق يمر الان بمرحلة خطيرة والاستعمار متكالب عليه من اكثر من جهة.. وجنود الاحتلال يعبثون في العراق فساداً ودماراً .. وعلينا ان نلاحظ ان الاحتلال ان اصطدت مصالحه واهدافه واستراتيجيته لا ولن يفرق بين كردي .. عربي.. شيعي او سني.. او مسيحي او مسلم...فهاهي نفس الدبابات التي بأمكانها ان تدك معاقل الاكراد ان لم يطيعوا اوامرها .. وتضرب النجف اذا تململ الشيعة ... وتقصف الفلوجة .. الموجودة ضمن المثلث السني..لانها رددت شعارت الرفض لسياسة الخنوع التي تريد سلطة الاحتلال بسطها على العراق بجغرافيته الواسعة.
ان الوطنين وكل من يملك شعوراُ عالياً بالمسؤولية والذي لا زال يحس بجذوره في ارض الوطن والذي يربط مصيره بهذه البقعة من الارض .. يجب ان يطالب وبكل جرأة بوجوب وقف كل العمليات الهادفة الى تفكيك المجتمع العراقي.. نحن نرى ان كل العراقيين ينادون بوحدة الحدود.. ووحدة الارض. ووحدة النظام السياسي.. والكل يريدون للعراقيين جميعاً ان ينصهروا في بودقة الوطنية ومن اجل مصلحة العراق العليا .. وتحت مظلة العراق..
... اذن....!
من المستفيد من خلق الفرقة والقيام بأعمال تفكيك الوحدة الوطنية ومنها تفجير الكنائس وتهجير اخواننا المسيحيين وتفخيخ السيارات والخطف وكلها اعمال بعيدة كل البعد عن الانسانية.. ولا تصب في النهاية في مصلحة العراق العليا..
هناك من يقول ان اعداء العراق هم المسؤولين عن هذه الاعمال... وهناك من يقول بأن التعصب المذهبي والديني ورائها... .. ولكن ما هو رأي الكثرة الكاثرة من المسيحين العراقيين انفسهم؟... ان بأمكاننا ان نقول .. وبكل يقيين وصراحة .. ومن موقع يمكننا فهم الواقع المسيحين في العراق.. وذلك لعدة اعتبارات منها ان نشأتنا ودراستنا كانت في المدارس اليسيوعية المسيحية وعليه فتربطنا مع الكثير من المسيحين صداقات لا زالت متواصلة .. ونحن نراهم اخوان لنا.... ايضاً وبحكم منظمتنا (محامون لا حدود) لا زلنا نواصل تبادل الاراء معهم ومع غيرهم ....ونؤكد ان المسحيين في العراق لهم راي لا يخرجون عنه وهو ان من يقوم باعمال التفجيرات في الكنائس ليسوا من العراقيين .. وان كان بعضهم من العراقيين المأجوريين .. ولكن هي بالحقيقة فئة من خليط من اشخاص غير عراقيون لا يحبون وحدة العراق وتضامنه.
بهذه الروح العالية .. يجد العراقي .. في ظل تفاقم الوضع هذا .. راحة نفسية لما وصل اليه العراقيون من وعي وادراك سياسي خاصة اخواننا المسحيين وهو بأن التفجيرات الواقعة على الكنائس وعمليات التهجير التي جرت لا تخدم مصالح العراقيين ووحدتهم الوطنية... بل تخدم الاهداف البعيدة التي تريدها بعض القوى المعادية في افراغ المحيط العربي من المسحيين.. وهم العرب الساميين.. اذ انهم على خط متواصل ضد كل ما يمس مصلحة العراق خاصة والدول العرابية خاصة فلسطين؟
ان المسيحين هم عرب اقحاح..ومتدينون بررة .. ومواطنون ذوي شكيمة ضد الاحتلال وكل انواع القهر والبطش الاجنبي... هناك امثلة كثيرة على دور الكنائس المسحية في الوقوف الى جانب القضايا الوطنية العربية.. ولا زالت مواقف المطران كابوشي الوطنية ماثلة للاذهان .. تسطع كالشمس لمعاناً وتفجر طاقات هائلة من الوطنية والصلابة رغم الضروف الصعبة التي مرت بها هذه الكنائس.
حيا الله المسيحيون العراقيون وندعو لهم بالاستمرار في طريق النضال الوطني ضد كل ما يسيء الى راحة العراق وشعب العراق ونحن معهم في طريق واحد نعمل يد بيد من اجل تحقيق الوحدة الوطنية وترديد الشعارات الثلاثة:
الاول: لا نريد اي مظهر من مظاهر اضطهاد المسحيين في العراق.
الثاني: لا نريد ان يكون وجود المسحيين مهدد مما يضطرهم للهجرة الى خارج العراق.
الثالث: لا نريد اي تفرقة .. ومن اي نوع... بين مسيحي ومسلم .. وبين مذهب ومذهب آخر... او عنصر وعنصر آخر.
نحن نطالب بضرورة وجود مجالاً اوسع للمسيحيين الذين كانوا .. وبكل جرأة من طلائع الشعب العراقي.. في المحن وفي السياسة وفي العلوم .. وهم رواد الانفتاح على الحضارة العالمية... وهم جسراً متيناً لجمع الجضارات..
ان من الضروري ان لا يكون هناك اي تغيب للمسيحين عن الساحة السياسية .. فأن في ذلك ضرراً واجحاظاً لحقهم .. وضرراً على العراق ووحدة العراق ومصيره...
أنني اتجرأ هنا واقول وبكل صراحة .. ان هذه الفئة التي اضطرت للهجرة من العراق مع بقية العراقيين بمختلف فئاتهم... واستقرت في اوروبا وامريكا.. اقول انهم الان يضعون مفاتيح القرار في جيوب سراويلهم ويستطيعون يؤثروا وان يلعبوا دوراً مهماً يفيد مسيرة العراق الوطنية وانهم يستطيعون ان يكونوا لوبياً واسعاً مؤثراً لا يقل في اهميته عن بقية اللوبيات المؤثرة في السياسة وخاصة في الولايات المتحدة.
فهل يعلم الذين يقومون بهذه التفجيرات والجرائم بأنهم يقتلون العراق ويهدمون صرح حضارته بمعاول الجريمة والاعتداء ...؟؟
ما الذي يبغيه هؤلاء .. والى متى يمكنهم الاستمرار في غيهم واجرامهم..؟
اننا لدينا اعتقاد ان طريقهم قصير وان الرد عليهم لا يكون الا بالوحدة الوطنية وبزيادة الوعي الاعلامي .. والعمل المتواصل لتمتين اواصر المحبة والاحترام بين كل الاديان وخاصة مع المسحيين .. فهم اولاد العراق وبناته وجسره الحضاري للعالم.
#خالد_عيسى_طه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
دردشات من وحي الماضي
-
عملية بوس اللحى ...مساومة مشبوهة على ثروة النفط العراقية
-
كيف ينظر الاحتلال لبلدنا العراق وبأي عين
-
ليس من الانصاف السياسي أنكار عروبة العراق ...!
-
دردشات من عمق التاريخ القريب
-
جراحات العراق تسيح بدردشات مأساوية
-
دماء من تسقي ارض العراق؟
-
حماس هي اساس قيام الاصلاح السياسي الفلسطيني واساس مبادرة صلح
...
-
العراق سيخرج كالعنقاء من الرماد
-
في القانون الانكليزي السكوت سياج لا يمكن اختراقه!!
-
دردشات قصيرة ولكنها عميقة
-
في رحاب العدالة والقانون هل تستطيع المحاكم حماية الديمقراطية
...
-
الارضية الديمقراطية تمنع عنا التعصب الطائفي او القومي
-
الفرق بين مقاومة الاحتلال.. ومقاومة صراع المصالح...!
-
تمخض الجبل فولد فأراً...!!!!
-
لنكن واقعيين في السياسة
-
نعم للعراق الفيدرالي ولكن لماذا؟؟؟
-
بعض الناس خلطوا الأوراق .... لحد أن ضاعت الحقيقة وغشا بصر ال
...
-
توظيف الطائفية السياسية هو هدف لتقسيم العراق
-
الأمريكان يتخبطون بغبائهم ..!
المزيد.....
-
وفاة الملحن المصري محمد رحيم عن عمر يناهز 45 عامًا
-
مراسلتنا في الأردن: تواجد أمني كثيف في محيط السفارة الإسرائي
...
-
ماذا وراء الغارات الإسرائيلية العنيفة بالضاحية الجنوبية؟
-
-تدمير دبابات واشتباكات وإيقاع قتلى وجرحى-.. حزب الله ينفذ 3
...
-
ميركل: سيتعين على أوكرانيا والغرب التحاور مع روسيا
-
السودان.. الجهود الدولية متعثرة ولا أفق لوقف الحرب
-
واشنطن -تشعر بقلق عميق- من تشغيل إيران أجهزة طرد مركزي
-
انهيار أرضي يودي بحياة 9 أشخاص في الكونغو بينهم 7 أطفال
-
العاصفة -بيرت- تتسبب في انقطاع الكهرباء وتعطل السفر في الممل
...
-
300 مليار دولار سنويًا: هل تُنقذ خطة كوب29 العالم من أزمة ال
...
المزيد.....
-
لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
/ المنصور جعفر
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
-
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|