هل يعد ماخلفته حربا الخليج في العراق سلاح ابادة بايولوجيا؟

خالد وليد

الحوار المتمدن-العدد: 2453 - 2008 / 11 / 2 - 06:34
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    

بالرغم من مرور سنيين على انتهاء حرب الخليج الاولى والثانية الا ان اثارها مازالت تشكل ابادة جماعية نتيجة لماخلفه استعمال اليورانيوم المنضب فيها من قبل القوات الامريكية والبريطانية, والذي انعكست اشعاعاته وسمومه على المواطن العراقي, لتصيبه باشد الامراض خبثا, الا وهو السرطان بانواعه, الى جانب الامراض الاخرى الوراثية, كالتشوهات الولادية. فبحسب تقارير وبحوث منظمة اليونسكو, فان مايقارب 940 قذيفة من اليورانيوم اطلقت في اثناء الحربين, واستخدمت القوات الامريكية والبريطانية مايقارب 2000 طن من اليورانيوم المنضب, نتج عنها ارتفاع الاصابة بمرض السرطان الى 15 ضعفا عماكان عليه قبل عام 1990 .وتضاعفت ايضا حالات التشوهات الولادية الى 12 ضعفا, وتحوي المحافظات الجنوبية لاسيما البصرة 80% من الاصابات, وتتوزع مابين سرطان المخ والعظام والدم والكلى والكبد والثدي, الى جانب امراض التشوهات الولادية وامراض اخرى منها انهيار نظام المناعة, وارتفاع حاد في الامراض المعدية, وانتشار واسع للبثور الجلدية او الحصبة حتى لدى الاطفال الرضع, واضطرابات في الكلى والكبد. ومع هذا الارتفاع في الاصابات بمرض السرطان, شكلت اعداد المصابات بسرطان الثدي تخوفات لدى الباحثين, واثارا نفسية سلبية لدى النساء وبحسب احصاءات مركز السرطان جنوب العراق, فانه في عام 2003 بلغ عدد المصابات 137 بينهن 40 امراة دون سن الثلاثين وتسع فتيات دون العشرين. وفي 2005 ارتفع العدد الى 145 بينهن 15 دون سن العشرين. ووصل العدد في هذا العام الى 262 اصابة, بينهن مايقارب 25 دون سن العشرين. ويخلف اليورانيوم المنضب نوعين من المخلفات, الاول اشعاعي يمتد لملايين السنين, والثاني كيميائي يتوغل في التربة عند سقوط الامطار ليختلط مع المياه الجوفية مسمما بذلك الغذاء النباتي, وملوثا مياه الانهار, ومشكلا السبب الرئيس وراء هذه الامراض. ولا يوجد سوى مركز وحيد لتشخيص امراض السرطان والاشعاعات يقع في محافظة البصرة, ويفتقر هذا المركز الى ادنى متطلبات العلاج والتشخيص والادوية والاجهزة الطبية. هذا الارتفاع في اعداد الاصابات يتطلب من الجهات المسؤولة ان تاخذه بعين الاعتبار, وتبادر الى تطوير المركز للحد من هذه الظاهرة التي باتت تعد من الابادات الجماعية فالاطفال يولدون اما مشوهين فاقدين لاحد الاعضاء, او ككتلة لحمية بدون معالم بشرية, هذا الى جانب التوائم الذين يولدون متلاصقين, ومواليد يموتون بعد ايام من ولادتهم لاسباب يجهلها المختصون, عزيت الى اشعاعات اليورانيوم المنضب او ترسباته الكيميائية تحت التربة, هذا فضلا على امراض اخرى ظهرت في الجنوب لم تكن مكتشفة,اما اعراضها فهي اضطرابات في الكبد وتشوهات في الكلية, قد تكون وظيفية او خلقية. والغريب في الموضوع انه بالرغم من تفاقم المسببات السلبية للاشعاعات النووية في العراق, الاان التغطية الاعلامية دون مستوى المشكلة, لدرجة ربما توحي للكثيرين بوجود تعتيم اعلامي. فالمشكلة ليست بصغيرة كما يعتقد البعض, وافضل حل لها بحسب المختصين, اعتبار المنطقة الحدودية التي شهدت حربا الخليج الاولى والثانية بين العراق والكويت, محظورة ويحرم دخولها, مع الاخذ بنظر الاعتبار محيط الاشعاع ومداه, وقد اعتمد هذا الحل في جميع المناطق التي اصابها الاشعاع النووي في العالم فلماذا لايعتمد في العراق؟

#خالد_وليد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات