أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - شاكر فريد حسن - نظرة الى تاريخ وكفاح حزب التجمع الوطني التقدمي الوحدوي المصري














المزيد.....


نظرة الى تاريخ وكفاح حزب التجمع الوطني التقدمي الوحدوي المصري


شاكر فريد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 2451 - 2008 / 10 / 31 - 10:03
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


يعود تاريخ الحركة الوطنية التقدمية المصرية الى عشرينيات القرن العشرين الماضي، حيث تأسس وتشكل في العام 1921 الحزب الشيوعي المصري وتعرض فور ولادته للقمع والملاحقة والاضطهاد السلطوي مما اضطره للعمل السري ومن ثم التفكك. وفي اواخر العام 1939 بدأت عدة حلقات ماركسية تتشكل في مصر افرزت عددا من الاحزاب والتنظيمات التقدمية، وقد صمد على الساحة في سنوات الخمسينيات تنظيما "الحركة الدمقراطية للتحرر الوطني" و"الحزب الشيوعي المصري"، وبعد قيام الثورة المصرية سنة 1952 اتخذت هذه التنظيمات مواقف مؤيدة لها، خاصة بعد التأميمات الواسعة التي قام بها الزعيم المصري الراحل جمال عبد الناصر، ولكن في العام 1959 قام النظام الناصري بزج عناصر قيادية وقاعدية كثيرة من هذه التنظيمات والاحزاب في السجون والمعتقلات والزنازين المصرية، واستمر هذا الوضع حتى سنة 1963. وحين خرج المعتقلون بدأت مفاوضات شاقة ومصيرية بين قيادة الاحزاب والتنظيمات الوطنية والشعبية التقدمية وبين نظام عبد الناصر تمخضت عن حل التنظيمين التقدميين "الحركة الدمقراطية" و"الحزب الشيوعي". ووفق ما نشرته مجلة "اليسار العربي" في احد اعدادها الصادرة سنة 1985 ان سبب هذا القرار مرده نمو وتصاعد الجناح اليميني في الحركة الوطنية التقدمية المصرية اثناء اعتقال الجناح اليساري الجذري ونتيجة لخطأ فكري في تقييم المرحلة الناصرية.
وفي بداية السبعينيات اخذت تعصف بالنظام الساداتي ازمة سياسية، ولهذا ومن اجل تحريك القضية السياسية قام بالحرب التي اثبت فيها الجندي العربي كفاءة جيدة، لكن ثمارها ضاعت مع اوهام الحل الساداتي في اتفاقية "كامب ديفيد" التصفوية، وحين اقر السادات في العام 1976 قيام المنابر انشئ منبر اليسار "الشرعي" الذي تحول الى حزب "التجمع الوطني التقدمي الوحدوي" كأحد الاحزاب المعارضة الرئيسية في مصر، وهو تجمع جبهوي يضم بين صفوفه قوى التغيير الجذرية واليسار بكل اتجاهاته، من ماركسيين وعلمانيين وناصريين وقوميين ومتدينين متنورين وشخصيات مستقلة ويحكمهم جميعا العمل الجبهوي حيث يحسون بثقل المسؤولية الملقاة على كاهلهم، ومن ابرز الذين نشطوا وينشطون في الحزب نذكر كلا من: خالد محيي الدين (الذي كان امينه العام)، لطفي الخولي، رفعت السعيد (امينه العام)، صلاح عيسى، محمود امين العالم، فريدة النقاش، امينة النقاش، حسين عبد الرازق، الراحل فؤاد مرسي وسواهم كثيرون.
وبرغم شرعيته فان حزب التجمع المصري لم يسلم مطلقا من استفزاز وملاحقة السلطات المصرية الحاكمة، وتمثل ذلك في الهجوم على مقر الحزب المركزي اضافة الى مصادرة صحيفته واعتقال افراده وتعرضهم لشتى صنوف القمع والتعذيب، ولكن رغم ذلك استمر الحزب في قيادة جموع الحركة الوطنية المصرية في مواجهة الموقف الرسمي المتخاذل ورفض اتفاقات كامب ديفيد.
وتتجسد نضالات ومواقف اليسار المصري والتجمع بخاصة في صحيفة "الاهالي" الناطقة باسم الحزب، وهي الصوت الرافض والهادر ضد سياسة النظام المصري، وصحيفة الشعب المنحازة اجتماعيا وتعطي اولوية لقضايا ومشاكل الطبقات المهمشة والقطاعات الشعبية، من العمال والفلاحين وصغار الموظفين والحرفيين والتجار، وتؤمن بالثقافة الشعبية العمالية التقدمية والدمقراطية وتؤصلها، كذلك فهي صحيفة كل الوطنيين وتنشر اخبار وآراء كل القوى الطبقية في المجتمع وتناقشها باحترام ومسؤولية، وصحيفة الوطن العربي التي تعبر عن وحدته وتحمل لواء الفكر القومي وتتابع القضايا القومية المصيرية في جميع اجزاء الوطن العربي، وهي ايضا صحيفة معارضة تعبر عن مصالح اوسع الجماهير وتطرح مشاكلها للنقاش بهدف الوصول الى افضل الحلول وتتخذ مواقف ناقدة ازاء السياسات المصرية والعربية الممارسة، كما ان "الاهالي" صحيفة تنوير تبشر بأنبل القيم وتعمل على بعث وازدهار الفكر الماركسي العلماني والثقافة الطبقية والوطنية والقومية الدمقراطية الملتزمة واحياء التراث واستثماره، وتجذير القيم الروحية والدينية القائمة على الاخاء والتسامح واعمال العقل، وتدعو للوحدة الوطنية.
والاهالي كالحزب الناطقة باسمه وقفت بحزم وصلابة ضد مشروع كامب ديفيد وتبعياته على الساحة العربية، ورفضت عمليات "التطبيع" وابرزت نشاطات لجنة "الدفاع عن الثقافة القومية" التي تتصدى للغزو الثقافي الاستعماري الامبريالي، كما وقفت بشدة ضد سياسة الانفتاح الاقتصادي ووضحت نتائجه السلبية على المجتمع المصري وتحول هذا المجتمع الفقير الى مجتمع مستهلك للكماليات.
لقد خاض حزب التجمع الوطني التقدمي الوحدوي المصري المعارك الوطنية والشعبية دفاعا عن الخبز والعمل والحرية والفرح الانساني والعدالة الاجتماعية والدمقراطية، وتصدى للفساد والتخلف الاجتماعي المستشري، في ظل الانفتاح الاستهلاكي، واعلن مناصرته ودعمه للقضية الفلسطينية ونضال الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال ومن اجل الاستقلال والتحرر واقامة الدولة المستقلة وطالب باسقاط مؤامرة كامب ديفيد واسقاط نظام الطبقة الطفيلية الحاكم في مصر.
واخيرا، يبقى القول ان حزب التجمع الوطني التقدمي الوحدوي، رغم عسف وقهر السلطة وامكانياته المتواضعة، يواصل نشاطه الدؤوب ورفعه لراية المستضعفين والمعذبين في الارض، ويخوض نضالا عنيدا لا هوادة فيه دفاعا عن الدمقراطية والحريات والتقدم الاجتماعي، ويتصدى للمخططات الاستعمارية العالمية التي تستهدف تركيع الشعوب العربية والسيطرة على الثروات الطبيعية في منطقة الشرق الاوسط.




#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بشير البرغوثي في الذكرى السابعة لرحيله
- من يوميات الفقر
- عن الهجمة الظلامية ضد الدكتورة نوال السعداوي
- الشاعر نمر سعدي بين التفرد والتواصل
- أفكار حول المجتمع المدني العربي
- محاولة للولوج الى عالم فاروق مواسي الشعري
- مع ابداع الروائي والمسرحي والشاعر الجزائري كاتب ياسين
- عن الصحافة الثورية- ألاتحاد نموذجًا
- في ذكرى استشهاد شاعر العمال والثورة: عــبــد الــرحــيــم مـ ...
- من صناع الفكر الثوري الحاد ماذا يتبقى من مهدي عامل؟!
- لذكرى المناضل الوطني والقائد الشيوعي محمد علي محاميد
- نوال السعداوي ومواجهة أُخرى مع الفكر الظلامي المتطرف


المزيد.....




- -غير أخلاقي للغاية-.. انتقادات لمشرع استخدم ChatGPT لصياغة ق ...
- بالأسماء.. مقاضاة إيرانيين متهمين بقضية مقتل 3 جنود أمريكيين ...
- تحليل.. أمر مهم يسعى له أحمد الشرع -الجولاني- ويلاقي نجاحا ف ...
- مكافأة أمريكا لمعلومات عن أحمد الشرع -الجولاني- لا تزال موجو ...
- تفاصيل مروعة لمقابر سوريا الجماعية.. مقطورات تنقل جثث المئات ...
- يقدم المعلومات الكثيرة ولكن لا عاطفة لديه.. مدرسة ألمانية تض ...
- الجيش الإسرائيلي يستهدف مستشفيي كمال عدوان والعودة شمال قطاع ...
- قلق من تعامل ماسك مع المعلومات الحساسة والسرية
- ساعة في حوض الاستحمام الساخن تقدم فائدة صحية رائعة
- ماكرون يزور القاعدة العسكرية الفرنسية في جيبوتي ويتوجه إلى إ ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - شاكر فريد حسن - نظرة الى تاريخ وكفاح حزب التجمع الوطني التقدمي الوحدوي المصري