كاظم غيلان
الحوار المتمدن-العدد: 2451 - 2008 / 10 / 31 - 10:03
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تصاعدت في ايامنا هذه نغمة مثيرة للضحك حقا، ألا وهي نغمة الترحم على اقذر مرحلة شهدها العراق واشدها وحشية وانتهاكا لحقوق الانسان انها مرحلة حكم الفاشية التي عصفت بها حروب بربرية وحصارات مفتعلة، هذه النغمة لابد من فضحها وتعريتها والكشف عن مستورها انا لا اقول بأن الوضع الراهن خال من الازمات والعراقيل لكن هذا لايدفعني لان اترحم عمن اصبحت تركاته المأساوية تجثم على قلوبنا وصدورنا.
المتابع لمهرجانات الشعر الشعبي لابد ان يتوقف عن القصائد المشبعة بسموم ايتام ذلك النظام الاسود وهي تدسها في قصائد النواح على العراق وخراب بغداد والجدران العازلة وكأن بغداد كانت عروسة ارض الله يوم كان يحكمها المقبور بقبضة من النار والحديد، ولماذا يتباكون اليوم على العراق وعاصمته واين كان هذا البكاء ودموع التماسيح من انين الشرفاء في اقبية قصر النهاية والشعبة الخامسة والامن والرضوانية، اين كان كل هذا البكاء على عراق اليوم ايام كان عراق صدام وعصابته القذرة التي استباحت شعبهم دونما رحمة وتركته يطفو على مقابر جماعية، اين كانت هذه الدموع الغبية من ارامل شهداء العراق وايتامهم بل واين كان هذا الأنين من تجفيف اهوار الجنوب ومجازر حلبجة والانفال؟! انه لمن المضحك حقا ان يتباكى على عراق اليوم نفر من الذين نتفوا شواربهم بدلا من ان يحلقوها ويتقدموا بها هدية للمقبور عدي اثباتا لعهد الولاء، انني ادعوهم لكتابة مرثية تلك (الشوارب) قبل ان يتباكوا على العراق وماحصل له من (دمار) كان سيدهم هو الفاعل والمتسبب في كل مجريات حزنهم الحالي.
فاصل:
ولك لو تسوه العتب جا عاتبيتك
ناظم السماوي
#كاظم_غيلان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟