أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - إدريس ولد القابلة - لعبة -البوكر-














المزيد.....


لعبة -البوكر-


إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)


الحوار المتمدن-العدد: 2452 - 2008 / 11 / 1 - 07:36
المحور: كتابات ساخرة
    


ما زال الخطاب الرسمي حول الديمقراطية والتشاور وإشراك المجتمع المدني في تدبير أمور البلاد والعباد والحوار الاجتماعي والمبادرات التنموية كلاما مكررا في جوهره لا يتعدى استهداف ذر الرماد في العيون لتخفيف وطأة انتظارات المغاربة منذ أكثر من 5 عقود، وذلك عبر إعادة تكريس شكل من أشكال الاتكالية، باستخدام واستعمال فعاليات كانت بالأمس القريب محسوبة على قوى مدافعة عن طموحات الشعب وساعية إلى التخفيف من معاناته عوض التواطؤ ضده تحت غطاء تغيير الأحوال والمعطيات.
ومازال الواقع مرّاً ببلادنا على أكثر من صعيد، إذ إن المواجهة القمعية لمختلف أشكال الاحتجاج والتنديد هي القاعدة المعتمدة في تدبير الشأن الأمني والتنكيل بجملة من حاملي الشهادات المعطلين والتعسف عليهم، علما أنهم يشكلون وصمة عار على جبين الدولة والحكومة، واستمرار الانتهاكات لحقوق الإنسان بالاختطاف والتعذيب والتنكيل، بالرغم من كل ما يقال بهذا الخصوص.
وبخصوص التعليم، الذي ظل أمل المغاربة في تحسين أوضاع أبنائهم منذ الحصول على الاستقلال، هناك اجتهاد غير مسبوق وعنيد لتسريع وتيرة تصفية التعليم العمومية و"تسليعه" عبر البرنامج الاستعجالي لإصلاحه، وبروز تعثرات كبيرة في مشاريع السكن الاجتماعي ومحاربة العشوائي منه واستمرار التفريط في ممتلكات الشعب عبر عرض المؤسسات العمومية الرائدة في مجالها للبيع في المزاد العلني بواسطة الخوصصة وتبديد مداخيلها فيما لا يخدم التنمية وتحسين واقع الحال المرّ لأغلب المغاربة، هذا موازاة مع العمل بثبات لتصفية صندوق المقاصة في وقت تتواصل الأسعار في الارتفاع، وإضافة إلى كل هذا وذاك، هناك تكريس لعملية تهديد استقرار سوق الشغل عبر إقرار العمل بالعقدة لدقّ آخر مسمار في نعش قضية التشغيل.
إن تصاعد مرارة الواقع المعاش تزيد بالنسبة لأغلب المغاربة، في حين تنعم أقلية ببحبوحة العيش الرغيد، مما يقدم تفسيرا واحدا لا ثاني له، وهو أن هذا الواقع تجلّ واضح ونتيجة مباشرة للسياسة الاقتصادية والاجتماعية المعتمدة، حيث لازال القائمون على أمورنا لم يحركوا ساكنا، علما أن مثل هذا الكلام قيل وكتب كثيرا، بمناسبة وغير مناسبة.
مختلف الخطابات الرسمية بخصوص الأوضاع الاجتماعية وتحسين واقع الحال تظل بمثابة حديث الليل الذي سرعان ما يمحوه النهار، والحالة هذه، فإن من مقتضيات واجبات احترام المغاربة ضرورة إخبارهم دائما بالحقيقة، وليس نفاقهم كما هي العادة عندنا.
فالوضع لا يزداد إلا سوءا، لكن خطاب التفاؤل الوردي والمطمئن هو السائد ـ كأنَّ لسان حال القائمين على الأمور عندنا يشنفون مسامع المتضررين من هذا الوضع، وما أكثرهم بخطابات، معسولة ـ يقول لهم "لمن تاتعاود زابورك يا داوود"؟
فالخطاب الرسمي مازال ورديا والواقع يتحول من الرمادي الداكن إلى الأسود رويدا رويدا، إذ في مختلف المجالات تتناسل الفشلات، في مجال التعليم مثلا، نلاحظ تراجعا على جميع المستويات، حيث تألقنا في تكريس "الجهل المركب" وفي الهذر والانقطاع المدرسي والتكوين بدون جدوى، وعوض أن نهتم بالتعليم باعتباره قطاعا استراتيجيا تعاملنا معه كقطاع عادي، علما أن الدول التي اهتمت بتعليمها حق الاهتمام استطاعت التقدم في جميع النواحي، أما الدول التي لم تهتم بتعليمها فما زال وضعها الاقتصادي والسياسي والثقافي متخلفا.
وعلى الصعيد الاقتصادي لم يستفد "مغربنا السعيد"، حيث لا زال اقتصادنا هشا ومجموعة من مكوناته تعتمد على الريع والإكراميات عوض الارتكاز على إنتاج وإعادة إنتاج الثروات المضافة.
ولا يمكن تجاوز هذا الوضع إلا بإصلاحات اقتصادية جريئة بإشراك الشركاء الاجتماعيين والاقتصاديين والدولة، وعلى الصعيد الأمني أضحت الكثير من المدن مرتعا للجريمة وتفريخ العصابات، بعضها بات يستخدم السلاح الناري، وهي ظاهرة لم تكن معروفة بالمغرب سابقا.
والحالة هذه، مازال الخطاب الرسمي لم يتغير بعد في جوهره، وكلما استمر على الشكل الذي هو عليه (دون تغيير) ساد الغموض، وعندما تتسع دوائر الغموض يتقوى شعور الكثيرين بأن هناك خداعا، كما لو أننا في لعبة "البوكر"، وهي لعبة تعتمد أساسا على الخداع والغموض، فكأن القائمين على أمورنا يلعبون "البوكر" مع أنفسهم ويخفون كل أوراقهم، ذلك أن خطاباتهم توحي عكس ما هو واقع وقائم.



#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)       Driss_Ould_El_Kabla#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المغرب على العتبة الأوروبية
- الاستعداد لحلقة أخرى من مسلسل -الخوصصة-
- انعكاسات الأزمة العالمية على المغرب
- هكذا انتشرت ظاهرة بيع الجسد بالمغرب
- مشروع قانون المالية 2009
- الاحتقان المتراكم داخل الكوركاس هو الدافع لمراسلة الملك
- صرخة العسكريين المدانين بتهمة تسريب أسرار للصحافة
- صنعه الإسبان، حماه الحسن الثاني، فهل يحاسبه محمد السادس؟
- القاعدة الأمريكية بطانطان بين تأكيد التقارير الأجنبية وصمت ا ...
- في النكتة السياسية
- كبوة أم اختراق؟
- الأزمة الاقتصادية والمعاشية في المغرب .. إلى أين؟
- قضاؤنا قد -يخطئ- كثيرا ونادرا ما يصيب
- الجزائر غنية بنفطنا، تعادينا من أجله وتحاربنا بمداخليه
- يجب خلق كتابة دولة تعنى بقضية الصحراء الشرقية وساكنتها
- نفط الجزائر هو مغربي أصلا..اعتقاد لا يمكن تجاوزه أو تجاهله
- عبد الرحمان مكاوي ... المغرب لا يطالب بالصحراء الشرقية و إنم ...
- المرحوم عبدالرحمان المكينسي من الرجال الذين قصرنا في حقهم
- أمل استقبال -حلالة- لمحمد السادس يجهض من جديد
- منظومة المنظومة الإعلام و تنوع المجتمع


المزيد.....




- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
- المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا ...
- الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا ...
- “تعالوا شوفوا سوسو أم المشاكل” استقبل الآن تردد قناة كراميش ...
- بإشارة قوية الأفلام الأجنبية والهندية الآن على تردد قناة برو ...
- سوريا.. فنانون ومنتجون يدعون إلى وقف العمل بقوانين نقابة الف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - إدريس ولد القابلة - لعبة -البوكر-