جمهورية الردم الصحي

هادي جلو مرعي

الحوار المتمدن-العدد: 2452 - 2008 / 11 / 1 - 07:20
المحور: كتابات ساخرة
    

انت الان بعيد عن بغداد.. هل ترغب في معرفة الاحوال، هذه الايام؟ اقرأ ما اكتبه اليك، فهذه رسالة اليك.
بالامس امطرت، انت، تعلم، وكالعادة فالصيف الطويل الممل، ترك اثراً سيئاً في انحاء من المدينة، والعواصف الترابية المتوالية كانت تهجم فتصبغ الابنية وتغير الوان الاوراق في الشجر. المطر غسل كل شيء. اغرق الشوارع، ولم تستطع سوى الهمرات من ان تجتاز بحيرات الشوارع المتلاطمة.. ونسي عمال البلدية ان ينظفوا المنهولات من بقايا النفايات، فانحبست المياه عن مجاريها.
ماتزال الامور سيئة، امانة بغداد دوخت رؤوسنا بدعايات فارغة عن انجازات فارقة ولم تنجز شيئاً من كميات الوعود الهائلة، ومنذ خمس سنوات والبتاوين فقدت شوراعها فقد حفر ابطال الامانة ارضيات جميع الدرابين بحجة مد شبكة مجار، وحفرت دون ان تمتد تلك الشبكات، وصارت الاتربة في الصيف تضرب وجوه المواطنين، والاطيان تغوص فيها الارجل الى الركب، والجزرات الوسطية (تلعب النفس) الازبال في كل مكان.. دعني احدثك عن ضواحي بغداد.. في الشرق منها تم اعلان جمهورية الردم الصحي، وهي جمهورية تبلغ مساحتها اكثر من عشرين كيلو متر اعلنت استقلالها عن العاصمة، ويحكمها (ناس خوش اوادم) وتمول نفسها بنفسها، وابرز الصناعات فيها (اعادة تاهيل النفايات) اما ثرواتها فليست اكثر من محاولات لبعض سكانها الاصليين لنبش اكوام الازبال والعثور على لقى ثمينة ومن ثم بيعها الى تجار اخرين. ومنذ سنوات والناس لا يفضلون سوى بنوع خاص من الازبال تجلبه حاويات قادمة من مناطق اكثر رقياً كالمنصور، والاعظمية، والكرادة، فالازبال القادمة من هذه الاحياء غير تلك الاتية من مدينة الصدر او الكمالية، اوحي العامل وام المعالف..!
المياه غير متوفرة لاغلب الاحياء والضواحي، والامانة تصيح بعلو صوتها.. لقد انجزنا الكثير، ونحن نصيح ايضاً (ما شفنا شي) الا اذا كنا (عميان).
اما الكهرباء، فهي واحدة من (علامات الظهور) فليس لنا ان نحلم ان توفر لنا وزارة الكهرباء ما نحتاجه من هذه الطاقة الضرورية للحياة، فقد اعلنت الوزارة عجزها عن توفير الكمية التي نحتاج. وبغداد المدينة الوحيدة في العالم التي لايوجد بيت من بيوت ساكنيها الا واشترى (لاله) او (فانوس) ولابد ايضاً من مولدة صغيرة (تحبل وتجيب كهرباء).
اشياء عدة لم تتغير في بغداد، الا ان ما يخيف النفوس المحبة لهذه المدينة ان تبقى الوعود، والمشاريع مجرد اخبار كاذبة لانصيب لها من الصحة..

#هادي_جلو_مرعي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات