ابراهيم البهرزي
الحوار المتمدن-العدد: 2449 - 2008 / 10 / 29 - 06:09
المحور:
الادب والفن
الريحُ تقلق نومَ
النوافذِ يا مريم ..
وكنت وعدتكِ إني سأفتحُ كل النوافذ في العاصفة
لأكنسَ بيتي
ومكتبتي
وأحلامي المكدسة على الوسائد ...
لكنني لم اقو على الوقوف ..
ظللت أصغي لصفير الرياح في ظلف النوافذ
واشعر بمهانة الخيانة ..
ومن وطأةِ الحزن
كالطفل كنت أنام:
اكَدّسُ روحي
على دمعتي
فائضة عن المنفعة اغلب أوقاتي :
تلك الأوقاتُ التي لا اكتب
أو اقرأُ
أو أضاجعُ
أو أصغي بهدوءٍ للصمت
أو اشرب كقصّابٍ يدهنُ شاربهُ الكثَّ بزُفرتهِ
أو
أموتْ ....
فائضة دون ذلك كل أوقاتي
الندمُ اشدُّ ايجاعًا من الفراديسِ المُضاعة ِ...
من الموجع أني أدركت ذاك
بعد أن أبلى روحي
الندم !
اتندمُ على ندمٍ ؟
هذا ما يحدثُ ...
هذا ما يبيد بقيَّة اليفاعةَ في الروح ...
أوهمُ نفسي
بان الموتَ لا يختلفُ
حين يأتيكَ وأنتَ تحت هول السلاسلِ
أو يأتيكَ
وأنتَ في مَهَبِّ الحريةِ ...
الغباءُ في الوهمِ:
أنَّ الحياة التي سبقت الموت
لن تأتي بعدهُ
حتى وانْ
لأجلِ التوبةِ
غالبا ما كنت احلم أن
يكون لكاسي
مقاماً طويلاً
يقاربُ جبهةَ راسي ..
لكي لا تقاربهُ
يدُ غيري :
كنت أرى أنّ الملكياتِ الفرديةِ
بالنسبة لي
_حتى لو أنكرَ كل شيوعي في التاريخ قراري _
هي :محض:
رأسماليةِ كاسي
وارستقراطية أيري!!
وسوى ذلك
لا باس بان استشهدَ
بدلا
عن جنديٍّ أضحيةً..
غيري !!!
هنالك بين اللسان
وبين اعتقاد الخلائق
شتى الدروب ...
طويلٌ يعيد بنسيانه
أو بشيطانه
جمهرات المعاني ..
أو قصيرٌ
يَحيرُ بِورطةِ مُعتقَدٍ
ويُعاني ...
فلا يستطيعُ
مبادلةً في الطريقِ ..كتابَ المراثي
بِسِفرِ المغاني!! ..
أنا واحدٌ احدٌ
ضِعتُ بين زماني
وبين مكاني
فثَمّةَ بين لساني
وبين اعتقادي
ثوانِ..
فَكلُّ الذي في خرابِ اعتقادي
يعيطُ مُباشرةً
من لساني !!!
ذهبوا للصلاةِ جميعاً ظهيرةَ جُمعتنا الوطنيّةَ
كل الذين تباروا معي
بالجُمُعاتِ العتيقة
بالخمر والمزّةِ البلديّة والانتهاكِ لصمتِ الليالي
بناشز أصواتِ من يسكرونْ ..
كوخنا كان من سعفٍ
فوقنا النخلُ يحمي من المطرِ الكثّ اذرعهُ ألخالعهْ ..
جُمْعَتي وحدها الآنَ
حافلةٌ بالحنينْ ..
لم يَعُد عنديَ البالَ
كي استعيدَ هوى الغابرين
فانا
مَحضُ سُكْري وحيدًا
مغامرةٌ مُرَّة ٌ
في زمانٍ تواترَ غلمانهُ
بينَ نَيكٍ مُبينٍ
ودينٍ مَتينْ ..
وحدي الآنَ
اسكرُ
لا أتذكرُ
إلا طنين البطولات
في الزمن الأريحيِّ الأمينْ ..
(فان مت
فارثيني بما أنا أهلهُ )
وإلا
فلا تبكي......
طريقٌ سَيعبرهُ
أهلنا
أجمعينْ
في غَدٍ
سوف لن نلتقي أبداًِ
فغدا
كلّهُ:
غُربةٌ
ومَنونْ
#ابراهيم_البهرزي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟