أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسماعين يعقوبي - الجماعات الأهلية بين رابطة الدم والديموقراطية -- الجزء الخامس –














المزيد.....


الجماعات الأهلية بين رابطة الدم والديموقراطية -- الجزء الخامس –


اسماعين يعقوبي

الحوار المتمدن-العدد: 2450 - 2008 / 10 / 30 - 01:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يمكن تقسيم المراحل التي مرت بها العلاقة بين الدولة/المخزن والمجتمع/القبائل إلى ثلاث مراحل أساسية:

المرحلة الثالثة: وهي تؤرخ لفترة ما بعد توقيع معاهدة ايكس ليبان إلى وقتنا الراهن. ويمكن تقسيمها إلى فترتين رئيسيتين: الأولى تمتد من ما بعد توقيع معاهدة ايكس ليبان إلى بداية التسعينات والثانية تشمل مرحلة التسعينات وبداية القرن الواحد والعشرين.
فإذا كانت مرحلة الحماية عرفت نوعا من الاضطراب والخلل في البنيات المجتمعية "التقليدية", فقد عملت المؤسسات "الجديدة" " بعد معاهدة ايكس ليبان على تركيز أسسها وقواعدها داخل جسم المجتمع المغربي. وهكذا لوحظ تراجع كبير في وظائف المؤسسات التقليدية (الأسرة، الزاوية, القبيلة والتي لم يعد يشملها سوى بعض الترابط الإنساني) في مقابل بروز وتطور مؤسسات أخرى اختزلت بداية في وزارة الداخلية وتنظيمها لتتطور شيئا فشيئا لتشمل التعليم, الصحة, الفلاحة, .... .
لقد عملت الدولة خلال هذه الفترة على توطيد وجودها في كل مناطق المغرب ومركزة هذا الوجود عبر إحداث مؤسسات /إدارات تخترق جميع المناطق وجميع السكان. وفي هذا الإطار تم تبني تنظيم لوزارة الداخلية في المناطق القبلية يهدف ضرب التنظيمات القديمة وزعزعة وحدة القبيلة.
هذا التنظيم اعتمد تسلسلا ينطلق من رئيس الدائرة لينتهي بالشيخ أو المقدم.
- رئيس الدائرة/القائد الممتاز: يمثل السلطة المركزية ويعمل على تنفيذ القوانين والمحافظة على النظام العام كما يراقب عمل ونشاط القائمين على التقسيمات الأخرى التي تتفرع إليها الدوائر, كما انه مكلف بدور التنسيق بين مختلف المصالح التقنية التي تعمل على إعداد وتجهيز هذه التقسيمات الإدارية.
- القائد: يمثل السلطة المركزية في دائرة نفوذه ويقوم بتنفيذ عدد من النصوص التنظيمية والقانونية خصوصا منها المتعلقة بالجمعيات والتجمعات العمومية والصحافة والنقابات المهنية ومراقبة الأسعار كما يسهر على الأمن ويزاول مهام ضباط الشرطة القضائية.
- الشيوخ والمقدمين: يتم تعيينهم من طرف العمال ويلعبون دورا مهما في مساعدة السلطات في القيام بمهامهم نظرا لمعرفتهم الجيدة لقبائلهم ومشاكلها وصراعاتهم وتكتلاتهم.
اعتمدت الدولة في إطار سياستها التحكمية والأمنية على توسيع وتقوية شبكة القياد والشيوخ بشكل يضمن التواجد في مختلف التجمعات السكنية.
هكذا, ووعيا منها بضرورة ضبط المجال القروي وبان السيطرة عليه ليست بالشيء السهل, لجأت الدولة إلى الشيخ والمقدم المنتمي إلى القبيلة أو على الأقل الذي يكون مقبولا من طرف السكان بوصفه وسيطا بين السلطة والمواطن حتى تضمن تمريرا سلسا لكل قراراتها وحتى يتم تقبلها من طرف السكان كجسم غريب يتسرب عبر الشيخ والمقدم كجسم اعتادت عليه القبيلة والسكان.
وهكذا تم الاعتراف للشيخ منذ 1956 بدوره كعون سلطة وبتعويض يقدر ب 250 درهم خضع لزيادات متتالية. كما تحكمت في مساره المهني حيث كان تغييره في السابق يتم بناء على اقتراح الجماعة فأصبح خاضعا للسلطة التقديرية للقائد, الباشا, أو العامل. وفي هذا الإطار نص ظهير 20 مارس 1956 في الفصل السابع: "الشيوخ يساعدون القياد...وان الشيوخ يعينون ويعزلون عن وظائفهم بقرار يتخذه عامل الإقليم بعد اقتراح من القواد"
أما المقدم فيعين بقرار من القائد بعد حصوله على موافقة اجماعة واقتراحه من طرف الشيخ في حالات أخرى ويعزل من عمله بقرار يتخذه عامل الإقليم.
وإمعانا من الدولة لضبط المجال القروي, غالبا ما يتم تعيين مقدم تتعارض مصالحه كليا أو جزئيا مع الشيخ حتى تنعدم أية إمكانية للخروج من رحمة القائد أو رئيس الدائر كممثلان رسميان للدولة ووزارة الداخلية كما تم تحسين وضعية المقدمين الذين كانوا في السابق يتقاضون منحتهم من ميزانية الجماعة القروية سنة 1958 ثم تم تحويله إلى ميزانية العمالة بعد نشوب صراعات مع المستشارين الجماعيين وأصبحوا بعد ذلك تابعين للميزانية العامة ابتداء من فاتح يناير 1977 عبر إحداث مناصب مالية لهم وتم تخصيص رواتب عوض التعويض و الانخراط في التقاعد, رغم ان هذا الإجراء لا يشمل الجميع.
هكذا إذن انتقل الشيخ ممثل القبيلة, من شخص يتم اختياره إما بواسطة الانتخاب أو بواسطة التراضي بين أعضاء اجماعة وفق شروط تتحدد إجمالا في ان يكون رجلا مسنا غنيا أو ميسورا وله نفوذ اجتماعي كما كان الاختيار بصفة دورية وتتناوب العائلات وأفرادها في شغل هذا المنصب وأحيانا يشغل الشيخ المنصب مدى الحياة, إلى ممثل للإدارة المركزية يضبط المجال القبلي من الناحية الأمنية ويعمل عل عدم قيام أية معارضة من داخل القبيلة لسياسات وممارسات الدولة ومسؤوليها, كما تم الاعتماد عليهم لطبخ انتخابات وفق مقاس الداخلية لعقود كبيرة في مواجهة المدن التي عرفت تنظيمات حديثة من مثيل: الأحزاب, النقابات, الجمعيات, المخيمات, التعاضديات, الحركات السرية, الانتفاضات.....
لكن هاته الوضعية انقلبت في العقدين الأخيرين حيث أصبح المجال القروي مصدر قلق وإزعاج كبير بالنسبة للدولة وعادت التنظيمات الأهلية لتضرب بقوة في مجموعة من المناطق.
هذا وتجدر الإشارة إلى ان إقامة التنظيمات الجديدة لم يكن سهلا في كل المناطق, حيث تطلب ذلك من الدولة استعمال الترسانة العسكرية والمدنية كما هو الشأن بالنسبة للريف وشرق وجنوب المغرب.



يتبع
www.smainey.skyblog.com






#اسماعين_يعقوبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الازمة المالية والاشتراكية
- تاريخ المغرب من خلال الذاكرة الشعبية بعد 12 قرنا من الخطاب ا ...
- الجماعات الأهلية بين رابطة الدم والديموقراطية -- الجزء الثال ...
- الجماعات الأهلية بين رابطة الدم والديموقراطية -- الجزء الثان ...
- الجماعات الأهلية بين رابطة الدم والديموقراطية -- الجزء الاول ...
- المجتمع المدني في الفكر المعاصر -الجزء السابع-
- المجتمع المدني في الفكر المعاصر -الجزء السادس-
- درس في المنهجية الديموقراطية
- الإرهاب فيه وفيه ( الجزء السادس )
- عقلية التخلف -1-
- الإرهاب فيه وفيه (الجزءالخامس )
- الإرهاب فيه وفيه (الجزء الرابع )
- الإرهاب فيه وفيه (الجزء الثالث )
- الإرهاب فيه وفيه (الجزء الثاني)
- الإرهاب فيه و فيه
- المجتمع المدني في الفكر المعاصر -الجزء الخامس-
- المجتمع المدني في الفكر المعاصر -الجزء الرابع-
- المجتمع المدني في الفكر المعاصر -الجزء الثالث-
- المجتمع المدني في الفكر المعاصر-الجزء الثاني-
- المجتمع المدني في الفكر المعاصر -الجزء الاول-


المزيد.....




- إسرائيل تُعلن تأخير الإفراج عن فلسطينيين مسجونين لديها بسبب ...
- الخط الزمني للملاحقات الأمنية بحق المبادرة المصرية للحقوق ال ...
- الخارجية الروسية: مولدوفا تستخدم الطاقة سلاحا ضد بريدنيستروف ...
- الإفراج عن الأسير الإسرائيلي غادي موزيس وتسليمه للصليب الأحم ...
- الأسيرة الإسرائيلية المفرج عنها ‏أغام بيرغر تلتقي والديها
- -حماس- لإسرائيل: أعطونا آليات لرفع الأنقاض حتى نعطيكم رفات م ...
- -الدوما- الروسي: بحث اغتيال بوتين جريمة بحد ذاته
- ترامب يصدر أمرا تنفيذيا يستهدف الأجانب والطلاب الذين احتجوا ...
- خبير: حرب الغرب ضد روسيا فشلت وخلّفت حتى الآن مليون قتيل في ...
- الملك السعودي وولي عهده يهنئان الشرع بمناسبة تنصيبه رئيسا لس ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسماعين يعقوبي - الجماعات الأهلية بين رابطة الدم والديموقراطية -- الجزء الخامس –