أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - زياد اللهاليه - حوار القاهرة بين التفاؤل والتشاؤم















المزيد.....

حوار القاهرة بين التفاؤل والتشاؤم


زياد اللهاليه

الحوار المتمدن-العدد: 2447 - 2008 / 10 / 27 - 07:05
المحور: القضية الفلسطينية
    


حينما قبلت الفصائل الفلسطينية بالوساطة المصرية للمصالحة وتحت إشراف الجامعة العربية وتحديدا طرفي الصراع فتح وحماس أثار البهجة والسرور في النفوس ورسم البسمة على الشفاه وهذا كان واضح على الشارع الفلسطيني , وان اغتب البعض من هذا الوفاق والقبول المفاجئ بعد الرفض الشديد واللآت العديدة ورفض العديد من الوساطات الفلسطينية والعربية وانا ممن يغتب وأنظر إلى قبول فتح وحماس فقط بعين من الريبة والشك
ان إعادة اللحمة والوئام والوفاق الى الشعب الفلسطيني وتوحيد شطري الوطن وتغليب المصلحة الوطنية فوق كل الاعتبارات الحزبية والفئوية الضيقة , وإعادة القضية الفلسطينية إلى الواجهة السياسية الدولية والعربية والإسلامية بدل هذا التغييب القصري , ورفع الحصار الغاشم والمعاناة والألم وتسيير حياة المواطن أصبح الهم الذي يؤرق كل الشارع الفلسطيني والعربي , وقدمت العديد من الوساطات الفلسطينية من مختلف فصائل منظمة التحرير ومن خارج المنظمة ومن شخصيات وطنية ومثقفين ومبادرات عربية كلها آلت إلى الفشل ولم تقبل من طرفي الصراع وان قبلت كانت من باب الدبلوماسية والمناورات السياسية , ولكن ماهو التحول المفاجئ الذي أدي إلى القبول بالوساطة المصرية ؟ اعتقد انة الضغط العربي وتعرية الطرف الرافض وانهيار الحكومة الإسرائيلية واستقالة رئيس وزرائها وانشغال الولايات المتحدة بالانتخابات الأمريكية أي غياب الدول الممانعة للحوار الفلسطيني وأيضا رغبة مصرية جامحة وملحة لتخفيف الضغط عنها بسبب تحملها مسئولية إغلاق الحدود مع غزة اذا هي عوامل إقليمية ودولية قبل ان تكون رغبة من طرفي الصراع فتح وحماس .
واعتقد ان هذا الرفض والتعنت يعود إلى أسباب عديدة تخص الحركتين ومن وجهة نظر سياسية وسلطوية بحتة وهي :..
أ : فتحاويا
1 يعتبر الصراع بين القطبين فتح وحماس هو صراع أيدلوجي بين ثقافتين مختلفتين في المنهج والرؤي وكل له محاورة وتحالفاته وارتباطاته الإقليمية والدولية وهو صراع سياسي واجتماعي قائم على استبدال الأخر وهذا مالم تسلم به حركة فتح بعد إعلان النتائج النهائية للانتخابات وان كان التسليم السلس للسطة مع وضع العصي في الدواليب وتشكيل حكومة براسين مما أدى إلى ما آلت إليه الأحداث
2 تعتبر حركة فتح نفسها ومعها فصائل منظمة التحرير صاحبة المشروع الوطني وقائدة الكفاح المسلح لأكثر من نصف قرن وهي التي انتزعت القضية الفلسطينية وقرارها الوطني من النظام العربي والرجعية العربية وخاضت الكفاح المسلح مع الاحتلال وقدمت عشرات آلاف من الشهداء والجرحى والمعتقلين وانتزعت الاعتراف الدولي بالقضية الفلسطينية وحولتها من قضية لاجئين الى قضية شعب ووطن, فيما كان الأخر رهين النظام العربي الرسمي والامبريالية .
3 تعتبر السلطة من صنيعة حركة فتح ومن لف حولها وهي التي بنت لبناتها ومؤسساتها وحولتها إلى واقع وان كان منقوص واستطاعة ان تنقل ثقل المنظمة ومركزها من الخارج إلى الداخل وعلى ارض الوطن لتقدمها على طبق من ذهب لحركة حماس في ليلة وضحاها
4 حركة حماس أصبحت المنافس القوي الذي يهدد حركة فتح والذي سيفقدها هيمنتها على مؤسسات السلطة وعلى مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية ان دخلتها ضمن قانون التمثيل النسبي الذي يضمن لها الأغلبية
ب : حمساويا
تعتبر حركة حماس نفسها البديل عن منظمة التحرير سياسيا وأيدلوجيا وبناءا على ذلك رفضت دعوات عديدة للدخول في منظمة التحرير مطالبة بنصف أعضاء المجلس الوطني في ذلك الحين وحينما فازت الحركة في الانتخابات الأخيرة صرح الناطق الإعلامي وعضو المجلس التشريعي السيد مشير المصري قال ( مخطئ من يعتقد ان نتائج الانتخابات سوف تنتهي خلال اربع سنوات قادمة او عشرين عام ) والدليل الثاني ان السيد محمود الزهار قال في مهرجان العهد والوفاء لاسر الشهداء في مدينة رفح بتاريخ 28/7/2008 حركة حماس الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني وهذا دليل على ان الحركة ترغب بالاستئثار بالسلطة والأغلبية التي منحت لها لسنوات طويلة وما الانتخابات الا وسيلة أرادت منها الحصول على الأغلبية المطلقة والوصول للسلطة
2 تعتبر حركة حماس نفسها حركة ربانية وأولياء الله على الأرض وما حصل في قطاع غزة يعتبر نصرا وفتحا ربانيا وهذا ما عبر عنة كل القيادات السياسية للحركة وتكفير وتخوين حركة فتح ذات التوجه العلماني يأتي في هذا الإطار
3 بما ان الحركة هي امتداد لحركة الإخوان المسلمين تعتبر الحركة ما حصل في غزة هو نجاح للمشروع الإسلامي العام وسقوطها يعتبر سقوط للإخوان المسلمين وبناءا على ذلك أعلن الدكتور محمود الزهار في 28/7/2008من رفح قال ( ان مشروعنا يجب ان ينجح في فلسطين لأنه نجاح للمشروع الإسلامي في العالم ولن نسمح لأحد بإفشال هذا المشروع مهما بلغت التضحيات ) ما قاله محمود الزهار دليل على ان ما حصل يتجاوز حالة الانقسام السياسي وتباين الآراء ويتجاوز كل المبررات السابقة التي تحدثت الحركة عنها .
جـ وطنيا
الصراع على السلطة وسيطرة حماس على قطاع غزة وعلى السلطة جاء على بحر من الدماء وأجساد مقطعة الأوصال وعلى انتهاكات عديدة لا يمكن لأي توافق وطني او أي مصالحة ان تتجاوز تلك الحقائق وان تمر عليها مرور الكرام دون محاسبة مرتكبيها واعتقد ان هذه المعضلة لن يسامح فيها الشعب الفلسطيني دون ان يأخذ حقوقه او يحاسب مرتكبيها أينما كان انتمائهم السياسي والحزبي .
هذا على مستوى النوايا الحقيقية للحركتين ولكن من أراد الحوار بنية صادقة ويريد تغليب المصلحة الوطنية فوق كل الاعتبارات عليه ان يوقف فورا الحملات الإعلامية وتبادل الاتهامات عبر الفضائيات ووسائل الإعلام والإفراج الفوري عن المعتقلين السياسيين ووقف الفصل التعسفي بحق الموظفين الحكوميين وخاصة قطاع التربية والتعليم وقطاع الصحة
وهنا لنا تساءل لابد منه هل ستنجح حوارات القاهرة في رأب حالة الانقسام الفلسطيني الفلسطيني وإعادة اللحمة وتوحيد شطري الوطن وإغلاق صفحة سوداء من تاريخ الشعب الفلسطيني ؟ ام هي نوع من أنواع الحوارات التي يراد منها رفع العتب وتحميل الأخر المسؤولية عن الفشل المستقبلي للحوار تحت مسميات وجزئيات وبرامج وأهدف قد تكون واهية ؟ وهذا التساؤل متروك للأيام القادمة وللمتحاورين للإجابة عليه.
النقطة الأخرى ان حوارات القاهرة اذا أنتجت لنا اتفاق بمواصفات اتفاق مكة فبراير 2007 ـ اتفاق المحاصصة السياسية فهو اتفاق مرفوض وسيؤدي الى انفجار جديد أكثر كارثية مما سبق والنقطة الاخري انه يجب إشراك العمق العربي الجامعة العربية في الحوار واللجان الخمس المشكلة لتكون شاهد وضاغط ومراقب إن أريد لهذا الاتفاق النجاح .



#زياد_اللهاليه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أي العبثيات عبثيه المقاومة ام المفاوضات ؟
- جورج حبش كان قائد بحجم الوطن وقائدا استثنائيا
- من نتائج لقاء المأزومين إلغاء حق العودة وتعديل الحدود ويهودي ...
- ظاهرة الحوار المتمدن شكلت ظاهرة إعلامية خارجة عن نطاق سيطرة ...
- مؤتمر انابوليس بين الوهم وأولوية الوحدة الداخلية
- مبادرة للحوار مقدمة إلى السيد محمود عباس وحركة حماس
- هل حماس امتداد للخط التكفيري ؟؟
- فتح وحماس والصراع على السلطة
- إلى المزايدين على الجبهة الشعبية نقول
- نحن مسئولون عن تهويد الأقصى
- الصراع على السلطة وثقافة الديماغوجيه
- الدولة الفلسطينية في السياسة والايدولوجيا الأمريكية
- أي من العواصم العربية أيل للسقوط بعد الصومال
- من اجل السلطة يراق الدم الفلسطيني
- الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والسقوط من القمة
- أمام حكومة حماس ثلاث خيارات للخروج من الأزمة وحقنا للدماء
- ما الذي تحقق بعد خمس سنوات من 11سبتمبر ؟
- الحكومة الفلسطينية غير مسئولة عن مواطنيها
- هذه ضريبة الدم التي يجب على اللبنانيين أن يدفعوها من اجل الا ...
- الأمم المتحدة والنظام العربي شريكان في المجزرة


المزيد.....




- لاستعادة زبائنها.. ماكدونالدز تقوم بتغييرات هي الأكبر منذ سن ...
- مذيع CNN لنجل شاه إيران الراحل: ما هدف زيارتك لإسرائيل؟ شاهد ...
- لماذا يلعب منتخب إسرائيل في أوروبا رغم وقوعها في قارة آسيا؟ ...
- إسرائيل تصعّد هجماتها وتوقع قتلى وجرحى في لبنان وغزة وحزب ا ...
- مقتل 33 شخصاً وإصابة 25 في اشتباكات طائفية شمال غرب باكستان ...
- لبنان..11 قتيلا وأكثر من 20 جريحا جراء غارة إسرائيلية على ال ...
- ميركل: لا يمكن لأوكرانيا التفرّد بقرار التفاوض مع روسيا
- كيف تؤثر شخصيات الحيوانات في القصص على مهارات الطفل العقلية؟ ...
- الكويت تسحب جنسيتها من رئيس شركة -روتانا- سالم الهندي
- مسلسل -الصومعة- : ما تبقى من البشرية بين الخضوع لحكام -الساي ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - زياد اللهاليه - حوار القاهرة بين التفاؤل والتشاؤم