أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد تركي - اليها..في الذكرى الثانية لرحيلها الأبدي














المزيد.....

اليها..في الذكرى الثانية لرحيلها الأبدي


سعد تركي

الحوار المتمدن-العدد: 2447 - 2008 / 10 / 27 - 02:10
المحور: الادب والفن
    


مر عامين مذ رحلت وتركت الدار موحشاً (يا سنا داري), تركتني وأنا أخطو بساق مرتجفة نحو خريف العمر..أين وعدك بأن تشيخي معي ونعالج بعضنا بعضا من علل وأمراض الكبر والشيخوخة كما كان يفعل أبوانا؟
مر عامان مذ رحلتِ ورضيعكِ لما يكمل عامه الأول بعد, ولم يستطع كبقية الاطفال أن يناديك يا أماه, لم يعرف الى الآن من هي أمه وسط كل هذه الوجوه المشفقة العطوفة التي تستطيع أن تكون كل شيء وأي شيء الا أن تكون له أماً ..فارق صدركِ الحنون عنوة ولما يأخذ بعضا من حنانكِ ورقتكِ, أيتها العفيفة الطاهرة الحنون.. ما أقساكِ!
مر عامان والبيت موحش مظلم فارقته البسمة والضحكة..فارقتني اليد التي كانت تربت على ظهري حين أعود منهكا متعبا من العمل..كيف استطعتِ الرحيل؟هل مللتِ عشرتي؟ أعلم أنك عشتِ معي (على الحلوة والمرة) والمر كان أكثر بكثير من الحلو لكنكِ كنتِ راضية سعيدة وانت تنظرين الى الأولاد يكبرون ويأتي(خيرهم) ,والبيت الذي كان يضمنا (على ضيقه) كنا نراه واسعا بالمحبة والحنان والمودة التي كانت تجمعنا تحت سقفه الواطئ..من قال لكِ أنني قادر أيتها الحبيبة على العيش بعدكِ؟ من قال لكِ أنني أستطيع أن أكون أباً وأماً لأطفالكِ الذين أربكهم اليتم وزرع حزنا مقيما وهما ثقيلا في قلوبهم الصغيرة الطرية؟من أغراكِ بالرحيل يا بهجة القلب وقرة العين؟
مر عامان وولديك (الرويسية) ماعادا يتشاجران ولا يتمازحان ,ماعادا (يتناكران)..فقدا البريق الذي كان يشع من عينيهما البنيتين..ماعاد (البكر) يهتم بأن يلفت اليه نظر بنات الحي ,وما عاد (يكشخ).. ماعاد صغيرهما يهتم باللعب واللهو والبحث عن أحدث ألعاب البلي ستيشن..أصبحا لا يفقهان شيئا مما يقرآن وتراجعا في دروسهما..لم يعد هناك من يحثهما على القراءة والدرس ويهيء لهما ملابسهما نظيفة مكوية ويجهز لهما الافطار الشهي قبل ايقاظهما من نومهما الثقيل صباح كل يوم..
مر عامان وما زال اللون الأسود لا يفارق ملابس ابنتك (الوحيدة) ولياليها الموحشة المظلمة الحالكة السواد..تركتها وهي تتهيأ لتكون امرأة..تركتها وهي في أشد الحاجة اليك والى نصائحك لتخطو خطوتها الأولى كامرأة وقف على بابها الخطاب والعرسان..من ستجهزها حين تُزف الى بيت عريسها ومن ستُطلق الزغاريد والهلاهل(من كل كلبها)وتختلط دموع الفرح والحزن في عينيها, ومن ستحمل لها فطور الصباح الأول؟ومن سيهتم بها ان حملت وان وضعت حملها ويعلمها ابجديات تربية الأطفال وقبلهم تربية الزوج؟
مر عامان مذ رحلت ولم تعد الدار كما كانت ولم نعد كما كنا..كأن العمود الأساس الذي كان يشد الدار بعضها الى بعض قد انهار..كأن شيئا تمزق في قلبي..كل شيء أضحى سقيما وعقيما وباردا..لم يعد لنا بعدك يا غالية الا الدموع والحزن المقيم في القلوب..ستبقى قلوبنا تنزف على فقدك أكثر من طاقتها واحتمالها, وأقل..أقل مما تستحقين..



#سعد_تركي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شوكت ترجع؟
- ظنناك جواد الشكرجي..فاذا أنت أبو حقي!!
- قفاصة بلد الناس النزيهين!!
- زمن مضى..لكنه لا ينتهي*
- لست (مهند)..كما أنكِ لستِ (نور)!!


المزيد.....




- مش هتقدر تغمض عينيك “تردد قناة روتانا سينما الجديد 2025” .. ...
- مش هتقدر تبطل ضحك “تردد قناة ميلودي أفلام 2025” .. تعرض أفلا ...
- وفاة الأديب الجنوب أفريقي بريتنباخ المناهض لنظام الفصل العنص ...
- شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح ...
- فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
- قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري ...
- افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب ...
- تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
- حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي ...
- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد تركي - اليها..في الذكرى الثانية لرحيلها الأبدي