مصطفى العوزي
الحوار المتمدن-العدد: 2445 - 2008 / 10 / 25 - 02:36
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
كانت مفاجأتي كبيرة و انا أسمع هذا الصباح خبرا من الروعة بمكان مفاده ان محطة فضائية هندية أطلقت أولى صوارخها نحو الفضاء الخارجي ، الى القمر ن و طبعا و كما لا يخفى على احد فالهند هي واحدة من الدول المحسوبة على الصف السائر في طريق النمو ، غير أنها و لعقود القليلة الماضية عملت على تطوير مخزونها الواحيد الذي تتوفر عليه بشكل كبير ، مخزون الانسان.
فالهند تعتبر عملاقا ديمغرافيا ينافس الصين البلد الاول في العالم من حيث عدد السكان ، و قد عملت الهند على استثمار طاقتها البشرية من خلال العمل على تاهليها بشكل يبشر بتحقيق مجد مرتقب في قادم الايام ، ف الاقتصاد الهند لم يكون يعتمد في السنوات الماضية سوى عل الفلاحة و بعض الصناعات الخفيفة ، فكانت بذلك الهند هي أول دولة في العالم من حيث عدد رؤوس المواشي ، طبعا الامر عندما نتحدث عن الابقار تدخل فيه الاعتبارات الدنية نظرا لان الديانة الهندوسية تحرم ذبح هذا الحيوان المقدس بالنسبة لها ، يضاف الى هذا تفوق الهند في الصناعة السينمائية ، حيث تنتج الهند عددا ضخما من الافلام السينمائية و تعمل على تصديرها الى جل دول العالم ، لكنها و بفضل استثمارها المربح ( تطوير الكفأت البشرية ) تحقق الهند اليوم معدلات نمو مرتفعة في الكثير من القطاعات الاقتصادية ، كما تشهد بعض الصناعات خصوصا العالية التكنولوجيا و الدقيقة طفرة نوعية لم تسبقها الهند من قبل ، العمل كان شاقا و المسار حافل بالانجازات ، بدأ من تأسيس المعاهد العلبا و الجامعات و المدارس المتخصصة ، مرورا بتطوير أليات البحث العلمي ، و رفع حجم الارصادات المالية الموجهة للبحث العملي ، فكانت أن بدات الهند في جني ثمار العمل الطويل و المتعب باطلاق أولى مراكبيها الفضائية في اتجاه القمر في رحلة تستغرق سنتين قصد مهمة استكشافية علمية جد هامة .ذ
اليوم هو يوم تاريخي بالنسبة للهند و بالنسبة لكل الدول النامية الطامعة في الانعتاق من التبعية الاقتصادية لثالوث عمر بيننا طويلا ، هنيأ للهند بانجازها التاريخي هذا ، و كما نقول في الدرجة المغربية عقبا لنا حنا العرب.
#مصطفى_العوزي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟