بطرس بيو
الحوار المتمدن-العدد: 2445 - 2008 / 10 / 25 - 02:35
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
مقدمة
لا اعتقد أن أي شخص ذهب إلى الإستانة لم يزر كاتدرائة آيا صوفيا.
شيدت هذه الكاتدرائية في عهد الإمبراطور قسطنطين و هو أول إمبراطور روماني إعتنق المسيحية. و عندما إحتل العثمانيون الإستانة, و كانت تدعى في حينه القسطنطنية, حولوا الكاتدرائية إلى مسجد و غطوا جدرانها بالجص لإخفاء النقوش و تصاوير القديسين. و من حسن الحظ لم يزيلوا النقوش و التصاوير عن الجدران. و لما تسنم مصطفى كمال كرسي الحكم في تركيا حول المسجد إلى موقع أثري فأزيلت طبقة الجص من الحيطان و ظهرت التصاوير و النقوش للعيان. و في أدناه نبذة عن الكاتدرائية مترجمة عن الإنكليزية من كتاب "أفول و سقوط الإمبراطورية الرومانية" للكانب المعروف أدوارد كيبون الذي عاش في القرن الثامن عشر.
"The Decline and Fall of the Roman Empire" By Edward Gibbon
الكنيسة الرئيسية و التي كرسها مؤسس القسطنطية إلى القديسة صوفيا كان قد جرى تدميرها مرتين بالحريق خلال الخصام الذي كان دائراً بين الحزبين الأزرق و الأخضر. و ما أن تم تهدئة الوضع حتى ندم عامة الشعب المسيحي على فعلتهم و لكنهم في الواقع كان ينبغي أن يفرحوا لهذه المصيبة التي حلت بالكنيسة لو كان بإمكانهم التنبأ بالحلة البهية التي ستتحلى بها الكنيسة بجهود الإمبراطور جستينيان حيث تم رفع الأ نقاض عن الموقع خلال أربعون يوما ًو جرى تملك مزيداً من الأراضي بدفع مبالغ مغرية لأصحاب الأرض لتوسيع مساحة الكنيسة وتم رسم المخطط من قبل المهندس النابغة أنثميوس و بدأ العمل بتشييد كنيسة جديدة بتشغيل عشرة آلاف عامل الذين كانوا يتسلمون أجورهم بالعملة الفضية عند كل مساء. و كان الإمبراطور يشرف بنفسه على العمل كل يوم. و تم إنهاء العمل بالكاتدرئية بعد خمسة سنين و إحدى عشر شهراً و عشرة أيام و كرسها البطريرك إلى القديسة صوفيا عند إنتهاء العمل فيها. و في حفل الإفتتاح صاح الإمبراطور "المجد لله الذي وجدني كفؤا لأن أقوم بعمل عظيم كهذا"ً. و لكن بعد ما يقارب العشرون عاماً حطم الزلزال الجزء الشرقي من القبة و الذي تم إصلاحه من قبل الإمبراطور نفسه. و في السنة السلدسة و الثلاثون من حكم جستينيان كرس الكنيسة مرة ثانية و لا يزال بناء هذه الكنيسة شامخا بعد إثنى عشر قرناً من الزمن.ً
#بطرس_بيو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟