مجد أبو شاويش
الحوار المتمدن-العدد: 2445 - 2008 / 10 / 25 - 04:04
المحور:
الادب والفن
طفلٌ صغيرٌ
يخشعُ فِي حِضْنِ أمهِ
يلثمُ ثديَها ..
تمنحهُ جزءً من روحِها ..
يحْويهِم بيتٌ صغيرْ
يُضيئهُ القمرْ ..
وتزيّنهُ النّجومْ ..
صوتٌ منَ البعيدْ
أتى مدوّياً ..
معكّراً صفاءَ الليلْ
وهازماً السكونْ ..
ثمّ .. سكونٌ .. سكونْ ..
بعدَ برهة
انفجرتْ الصرخاتْ ..
و تعالتْ الآهاتُ و الأناتْ ..
ازدحمتْ الشوارعْ
هذا يبحثُ هنا ..
وهذا يبحثُ هناكْ ..
أتُراكَ تَراكْ ؟
أمْ تُهتَ بينَ الأشلاءْ ؟
لستَ الوحيد الذي اختطفهُ الموتْ ..
طفلٌ .. سَجدَ عليهِ بيتْ ..
شابٌ .. استضافهُ مُبكراً الموتْ ..
امرأةٌ .. حُكمَ على جَمالِها بالفنَاءْ ..
شيخٌ .. صعدَ أخِيراً إلى السّماءْ ..
أرأيتْ ؟!
بقايا بيوتْ ..
بقايا بشرْ ..
كانوا يوماً
يرتلونَ صلاتهمْ
تحتَ ضوءِ القمرْ ..
امتلأتْ المآقِي بالدموعْ
فانسابتْ على الوجنتينِ
أنهاراً حارقهْ ..
ترفضُ القلوبُ الخضوعْ
تيكَ القلوبُ التي
فِي بحورِ آلامِها غارِقهْ ..
عيونٌ تنظرُ إلى البعيدْ
تنتظرُ فجرَ يومٍ جديدْ
علّهُ يكونُ أفضلَ حالاً .!
لمْ يعدْ يُسمعُ
بكاءُ ذاكَ الطفلْ ..
لمْ يعدْ هناكَ أمٌ تسعى ..
ولمْ يعدْ هناكَ بيتْ .!!
#مجد_أبو_شاويش (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟