أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد حسنين الحسنية - مصارف أمريكا أفرطت ، و مصارف مصر تمتنع و تحابي














المزيد.....

مصارف أمريكا أفرطت ، و مصارف مصر تمتنع و تحابي


أحمد حسنين الحسنية

الحوار المتمدن-العدد: 2444 - 2008 / 10 / 24 - 02:39
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


لازالت بعض وسائل الإعلام السلطوية في مصر تلهج بالثناء على القيادات المصرفية المصرية ، و على سياستها النقدية - الحكيمة !!! - التي جنبت البلاد شر الإنهيارات الإقتصادية !!!
معلوم سبب الطبل و الزمر الرسمي ، فتلك هي وظيفة الإعلام عموما في بلاد الإستبداد ، فماذا سيقول إن لم يطبل و يزمر و يكذب ؟؟؟ و لكن أن تنطلي الكذبة على أخرين - هم في الحقيقة ضحايا للنظام المصرفي المصري السلطوي - فيرددوا هم كذلك نفس أهازيج المديح الزائفة ، فهذه هي الطامة ، لأنها الدليل على نجاح سياسة غسل الأدمغة الممارسة بحقنا كشعب .
في الخارج ، في الولايات المتحدة و أيسلندا ، و غيرها من البلدان التي تعرضت فيها بعض المؤسسات للإنهيار أو المتاعب ، كان السبب هو إفراط تلك المؤسسات في أداء وظيفتها ، بصورة غير حكيمة .
المصارف وظيفتها الأولى التعامل في النقد ، بحفظه لمن يملكه ، و إعارته لمن يطلبه و قادر على سداده ، سواء لقضاء حوائجه أو للإستثمار و النمو .
المصارف الأمريكية و البريطانية و الأيسلندية ، و كل الهيئات المالية التي تعرضت للإنهيار ، أو تعاني حاليا من متاعب مالية ، أفرطت في أداء تلك الوظيفة - كما ذكرت عالية - فمنحت القروض دون التأكد من قدرة المقترضين على السداد ، فكانت أن تراكمت الديون السيئة ، التي لا أمل في تحصيلها بالكامل ، أو تحصيلها على الإطلاق .
في تلك البلدان منحوا المال دون وعي ، أما في مصر فمنعوا ، ليس لأن السياسات المصرفية المصرية تسير على النهج الفرنسي المصرفي الحذر - النابع ربما من الطبيعة الفرنسية المتشككة و المقترة التي سبق و أن أشار إليها الكثير ممن كتبوا عن سيكولوجية الشعب الفرنسي عموما ً مثل أندريه سيجفريد و الكاتب الساخر بيير دانينوس - و الذي لا يعطي إلا بعد التأكد إنه سيسترد و يربح ، و لكن لأن السياسة النقدية المصرية العامة ، مع السياسات المصرفية الداخلية في البنوك العامة المصرية ، محابية للأثرياء و فاسدة أيضا .
فما هي نسبة صغار رجال الأعمال الجادين ، الذين لهم في مجال عملهم سمعة طيبة و سنوات طويلة من العمل الشاق المستقيم ، و بمقدورهم الحصول على قرض مصرفي من بنك مصري عام ، للتوسع في مجال أعمالهم ؟؟؟
مَن من الشباب المصري ، من أصحاب الأفكار الخلاقة ، و الإرادات الصلبة ، و الطاقات الفوارة ، بمقدوره الحصول على تمويل مصرفي للبدء في مشروع جديد ؟؟؟
كم هو عدد الأسر المصرية الشابة ، التي يعمل فيها الزوج و الزوجة منذ عدة سنوات ، في وظائف ثابته ، و بدخول معقولة ، و بمقدورهم الحصول على قرض طويل الأجل لشراء شقة صغيرة لا تزيد عن حجرتين فقط في منطقة متوسطة في أحد المدن الكبرى أو بمدينة جديدة ؟؟؟
بالتأكيد يمكن الإجابة على تلك الأسئلة بذكر أمثلة لأشخاص حصلوا على قروض ، و لكن النقطة المحورية هي ما هي نسبة هؤلاء من شرائحهم ، و مقارنتها بالنسب في الخارج ؟
المصارف المصرية عموماً ، و العامة خصوصاً ، لا تقوم بعملها على الوجه الأمثل ، فالمصارف العامة تغص بالفساد ، بل هي غارقة في وحله لأذنيها ، و وظيفتها ليست إنعاش الإقتصاد المصري مع الربح ، بمد يدها بالمال لكل مستثمر مستقيم مهما صغر شأنه و لكنه قادر على السداد ، و لكل شاب جاد طموح ، و لكن وظيفتها الحالية هي دعم فئة محظوظة هم أعضاء لجنة سياسات الفساد الخاصة بالإبن المحظوظ أيضا ، و بعض الأشخاص الأخرين المرتبطين بالسلطة بشكل أو أخر ، و هم حفنة يعرفها الشعب المصري بالإسم .
أما المصارف الخاصة ، فإنها و إن كانت أكثر بعدا عن دائرة الفساد ، إلا أنها لازالت تحابي الفئة المحظوظة ، و كبار رجال المال و الأعمال ، و تفضلهم في التعامل على متوسطي و صغار رجال الأعمال .
و هذه الأساليب المصرفية الجائرة تجبر صغار رجال و سيدات الأعمال الراغبين في التوسع ، و المستثمرين المبتدئين ، و الشباب الراغب في الحصول على مسكن ، للإنتظار سنوات و سنوات حتى تتراكم المدخرات الشخصية ، و هي سنوات طويلة في ظل ضعف الدخول ، و ضعف القوة الشرائية للعملة المصرية .
في الخارج البعض أفرط في الإقراض دون تبصر ، أما في مصر فإنهم يمنعون التمويل عن الشرفاء الجادين ، مادموا صغار في حجم الأعمال أو في مقتبل العمر .
لهذا فإذا كانت مصر بعيدة بعض الشيء عن الأزمة المصرفية العالمية ، فإنها غارقة في أزمة مصرفية محلية مزمنة - لا يبدو إنها ستفيق منها في القريب العاجل ، قوامها الفساد و المحاباة - تمنع النمو العام للإقتصاد المصري ، و تقيد الحراك الإجتماعي لأعلى وتوسيع رقعة الرفاهية بالتالي .
مصر تحتاج مصارف تساعد على زيادة عدد أصحاب الأعمال الخاصة الصغيرة و المتوسطة ، و على مساعدة الشباب على الحصول على سكن ، و على تشجيعهم على خوض ميدان الإستثمار و الإبتكار ، فيخرج لمصر أمثال الشابين الذين إبتكرا محرك بحث جوجل .



#أحمد_حسنين_الحسنية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصارف الخارج أفرطت في أداء وظيفتها ، و مصارف مصر تمتنع و تحا ...
- إلى الإتحاد الأوروبي : أقطع المفاوضات ، و أبدأ في العقوبات
- ليكن النضال شاق و طويل ، و لكن بنيان الجمهورية الثانية قوي و ...
- ضرورة إتفاقية دولية لحماية زوار كل الأماكن المقدسة
- المستقبل للتقدمية ، أي الرأسمالية الضميرية ، أو الطريق الثال ...
- القضية الأندلسية يا سادة يا أوصياء لها أصحاب
- في قضية الجلف الكبير ، الكذب على العالم ضحى
- في قضية هضبة الجلف الكبير ، الكذب على العالم ضحى
- لن أغير رأيي بسبب شهرين
- علم الوراثة الجينية يثبت أن العرب و بني إسرائيل من أصل واحد
- إمتدادات الإخوان المسلمين الخارجية تمنعهم من قيادة التغيير ا ...
- دلالات طلبهم منا الإنتظار ، السلطة خائفة
- يكفيك ما قمت به يا شيخ قرضاوي
- مصر تستحق علم مصري ، لا ألماني قيصري و لا تركي الأصل
- مبارك و الخديوي إسماعيل ، مقارنة لازالت في صالح الثاني
- الدعاء وحده لا يكفي يا شيخ إبراهيم
- في مسألة التمييز ، لماذا لا نعدل فتأمن مصر ؟
- عرب الحضارة ضد عرب البداوة ، صراع قديم قائم
- غزة ، مرحباً بالإنضمام ، و لا لعودة الإدارة المصرية
- يوم الفخر - يوم الدرعية 9-9-1818


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد حسنين الحسنية - مصارف أمريكا أفرطت ، و مصارف مصر تمتنع و تحابي