عندما تضرب المرأة رجلاً

سارة غاوي

الحوار المتمدن-العدد: 2443 - 2008 / 10 / 23 - 08:20
المحور: العلاقات الجنسية والاسرية
    

بالأمس شاهدت بأم عينى امراةً تجلس في المقعد الخلفي للسيارة , تلكم رأس الرجل الذي يقود , والذي على ما يبدو زوجها,كانت حانقة وغاضبة جداً, وبادرته بلكمات متواصلة علس راسه. أراد الرجل أن يرد لها بعض اللكمات لكنه لم يستطع بسبب قيادته للسيارة , كما أنه لاحظ انتباهي ورؤيتي لما حصل فتوقف

هذه المرأة هي غير عربية وغير مسلمة و لأ ن العربية أو المسلمة إن فعلت هكذا بزوجها في مكان عام وعلى مراى من المارة , فصدقوني القبر هو النهاية الحتمية لما يمكن أن يفعله بها الرجل , وليس مستبعداً أن يقوم بعض المارة من الرجال بمساعدة هذا الزوج في تأديب هذه المرأة الفاسقة إذ كيف تتجرأ بمد يدها على الرجل.

خلال متابعتي لإحدى القنوات العربية استرعى انتباهي ذلك الإستطلاع عن مسلسل نور التركي ولماذا حصد كل هذه الشعبية في العالم العربي؟ أحد تلك التعليقات من الرجال كانت ما يلى: والله لو كل رجل لازم يعامل مرته مثل مهند م بيعامل نور يا أخي هذه مصيبة مصيبة !
طبعاً عند الرجل العربي معاملة المرأة بشكل راقٍ هو مصيبة ولا تعليق .

البارحة سجل القانون المصري تحفة جديدة في اللانتصار للرجال دون النساء . وذلك بالتغاظي عن الجرم الذي يرتكب باسم الشرف , وعدم تعريض القاتل لأي مسائلة كما لو أنه قد قتل برغوثاً , وبالمقابل تتعرض المرأة لأشد انواع العقوبة والتجريم إن قامت بقتل الزوج الخائن على مرأىً منها , فسورة الغضب ليست للنساء العربيات.
لعمري إن غضب النساء لشديد , فلولا غضب الملكة القشتالية إيزابيل لما تحررت الأندلس من اللإحتلال العربي , ولولا الفتاه جان دارك لما قامت الثورة الفرنسية .

أيتها النساء استقوين بأنفسكن ,دافعن عن حقكن في الحياة , لو أن المراة التي تُساق إلى حفرة وأدها قامت بقتل موئدها , أو مغتصبها ونجحت في التخلص منه فهذا حقها , فالدفاع عن النفس مشروع
لاتكوني كالخروف الذي يمد رأسه لسكين الجزار قاومي بضراوة اللبؤة ولا تستسلمي.
الجأي الى مؤسسات دولية وأجنبيه لحمايتك فهم على علم وافر بمدى معاناتك والظلم الذي تتعرضين له, الدرب أمامك طويلة وشاقة , لعل وعسى أن تتقلص هذه الجرائم المرتكبة بحقكن لأن الدنيا مع القوي والغلبة للأقوى.

هذه دعوة لوقف العنف وليست للعنف , ولا أؤمن بالعنف كوسيلة لحل الخلاف فالعنف هو شريعة الغاب وليس شريعة المجتمعات الإنسانية , ,لكن أحياناً لا يصح إلا المبداْ القائل : أفضل وسيلة للدفاع عن هي الهجوم .

#سارة_غاوي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات