|
احذروا أنشطة الوهابيين فهي حضن ومنبع الجهاديين .
سعيد الكحل
الحوار المتمدن-العدد: 2442 - 2008 / 10 / 22 - 08:47
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
نقلت بعض الصحف الوطنية معطيات أولية تخص عدد الجمعيات ودور القرآن المرتبطة بالمدعو المغراوي ، شيخ السلفيين الوهابيين في المغرب . والأرقام المنشورة لا بد وأن تضع المسئولين على الأمن العام والأمن الروحي أمام خطورة المدى الذي تتخذه هذه المدارس من حيث نشر عقائد الانغلاق والتطرف ، واستقطاب الأتباع من مختلف الأعمار وخاصة فئة الأطفال والشباب الذين يُنشّأون على فقه الغلو وثقافة الكراهية ؛ مما يجعل من هذه المدارس محاضن توفر الزاد العقائدي والجيش الاحتياطي من المتشددين الذين لهم كامل الاستعداد للقتل والانتحار من أجل العقائد التدميرية التي باتوا متشبعين بها . إن عدد 12 ألف من أتباع المغراوي الذين راسلوا الملك في موضوع إغلاق مدارسهم ، ليس عددا بسيطا يمكن ضبطه . إذ وراء هذا العدد أعداد مضاعفة من الأسر والمتعاطفين والمنتفعين . وكلهم يشكلون قوة تدميرية تستهدف ، بداية ، القيم والعقائد التي تتأسس عليها وحدة الشعب المغربي لتنتهي إلى زعزعة الاستقرار عبر القتل والتفجير . والاتجاه المتنامي الذي يأخذه منحى هذه المدارس لا بد وأن ينبهنا جميعا ـ مسئولين حكوميين ، علماء ، أحزاب ، باحثين ، إعلاميين ، حقوقيين ، مجتمع مدني ـ إلى حدة المخاطر التي تشكلها المدارس القرآنية الوهابية حاليا في السعودية واليمن والباكستان . ومصدر خطورتها في طبيعة الفكر والعقائد التي تنشرها . والسعودية ، مهد هذه المدارس ، لم تدرك أن عقائد التكفير والقتل والتفجير هي المصدر الرئيسي لاتساع ظاهرة الإرهاب واشتداد خطورته على أمن المواطنين واستقرار الوطن ، لم تدرك هذا إلا بعد أن باتت المواجهات ضد الإرهابيين أحداثا يومية على أرض الحرمين الشريفين . حينها عمدت السلطات إلى اتخاذ سلسلة من التدابير والإجراءات تروم محاصرة الفكر الضال والعقائد المنحرفة . ذلك أن مطاردة الإرهابيين في الشوارع لن تكفي للقضاء على الإرهاب إلا بتجفيف منابعه الفكرية التي تشكل المدارس القرآنية والشيوخ أساسها وقاعدتها . ولا بد لنا في المغرب أن نستحضر المعطيات التالية حتى لا يبقى من شك في مخاطر هذه المدارس القرآنية : 1 ـ المواجهات المسلحة بين الجيش الباكتساني وطلاب المسجد الأحمر ، والتي انتهت باقتحام المسجد وسقوط العشرات من القتلى . والمسجد الأحمر واحد من 15 ألف مدرسة دينية توجد بباكستان ، وقد لعبت الولايات المتحدة الأمريكية دورا رئيسيا في إنشاء ودعم هذه المدارس خلال حربها ضد السوفييت أو ما سمي بالجهاد الأفغاني . فضلا عن الدعم الذي كانت تتلقاه من الحكومات الباكستانية ، إذ سبق واتهم "اي. ايه. رحمن" مدير لجنة حقوق الإنسان في باكستان ، الحكومة الباكستانية بتغذية التطرف وتشجيعه . والآن تحصد الحكومة الباكستانية نتائج دعم وتمويل مدارس التطرف التي لم ينحصر مدى خطرها على الباكستانيين وحدهم ، بل اتسع ليشمل شعوبا أخرى رغم بعدها . فالحرب التي تخوضها الحكومة ضد طالبان باكستان المتحالفة مع تنظيم القاعدة والتي تؤوي زعماءه ، باتت حربا يوميا تتسع لتعم كل التراب الباكستاني . بل إن هذه المواجهات المسلحة اتخذت أبعادا خطيرة في عدتها وعتادها وإستراتيجيتها ، مما يدل على أن التنظيمات المتطرفة أصبحت ذات قوة وعدة جعلتاها عصية على الهزيمة أمام جيش عرمرم بما يملك من تكنولوجيا حربية متطورة . 2 ـ الهجمات الإرهابية التي يتعرض لها اليمن على أيدي المتطرفين رغم ما يتوفر عليه من إمكانات عسكرية واستخباراتية . ذلك أن تنظيم القاعدة حول اليمن إلى ميدان مفتوح للمواجهة وساعده في هذا خريجو المدارس الدينية التي تهيمن عليها التنظيمات الوهابية المتشددة على غرار ما حدث في باكستان وأفغانستان . إنها نفس العقائد الضالة والمضللة التي تنشرها هذه المدارس حيثما وجدت . وكل من درَس فيها وتشبع بعقائدها إلا وأصبح متعطشا إلى قتل الأبرياء وترويع الآمنين أيا كانت جنسيته أو بيئته الاجتماعية . ويمكن أن نقف عند بعض النماذج لأخذ العبرة : أ ـ برويز خان ـ بريطاني من أصل أسيوي ـ كان يعيش حياة على النمط الغربي يدخن ويشرب الكحول ويرتاد الملاهي الليلية . لكنه تحول إلى متطرف مناهض للغرب بعد زيارة قام بها إلى باكستان . وقد أدانته محكمة بريطانية الإثنين 18-2-2008 بالسجن مدى الحياة بعد اعترافه بأنه خطط لخطف جندي بريطاني مسلم لقطع رأسه، ثم بث شريط فيديو عن جريمة القتل . ب ـ المغربي رشيد مقتنيع الذي سافر إلى أيت ملول سنة 2004 للعمل كميكانيكي . وهناك التحق بدار للقرآن غيرت نمط ومجرى حياته بفعل ثقافة التطرف والقتل التي تشبع بها . وحين عودته إلى مدينة الدر البيضاء تعرف على أحد المتطرفين أعضاء شبكة مختصة في تهجير المقاتلين إلى العراق حيث تم تسفيره إلى هناك . ج ـ كتب عاطف العزي يقول(ونحن فى العراق ما زلنا نعانى ونواجه أعمالهم الإجرامية في كل يوم. إن الانتحاريين في العراق ليسو باكستانيين وإنما أغلبيتهم عرب درسوا في مدارس باكستان الدينية أو مدارس شبيهة لها في بلدان عربية)إيلاف 14 يناير 2008 . إذن لم يعد مجال للشك في كون هذه المدارس القرآنية التي تنشر الفكر الوهابي المتطرف وعقائده المدمرة القائمة على الكراهية وتمجيد قتل الأبرياء ، باتت تشكل خطرا حقيقيا يهدد مباشرة قيم المجتمع المغربي وأمنه الروحي والمادي . لهذا تقتضي المصلحة العليا للوطن الإسراع بإغلاق هذه المدارس قصد تجفيف منابع التطرف والإرهاب . وكل تأخر في تطبيق القانون وتحصين المجتمع سيحول المغرب حتما إلى باكستان جديدة خصوصا وأن فرع القاعدة في الغرب الإسلامي يوسع أنشطته التخريبية في الجزائر وموريتانيا ومنطقة الصحراء الكبرى . للحديث بقية
#سعيد_الكحل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أية آفاق أمام إعلان حزب العدالة والتنمية عن الفصل بين الديني
...
-
أية آفاق أمام إعلان حزب العدالة والتنمية عن الفصل بين الديني
...
-
احذروا دور الانغلاق واحظروها .
-
أية آفاق أمام إعلان حزب العدالة والتنمية عن الفصل بين الديني
...
-
أية آفاق أمام إعلان حزب العدالة والتنمية عن الفصل بين الديني
...
-
في معنى الاحترام الواجب للملك .
-
أية آفاق أمام إعلان حزب العدالة والتنمية عن الفصل بين الديني
...
-
أية آفاق أمام إعلان حزب العدالة والتنمية عن الفصل بين الديني
...
-
لنتصدى جميعا لتيار البدونة والانغلاق.
-
هل سيفلح حزب العدالة والتنمية في أجراء الفصل بين الديني والس
...
-
أوراش الملك وأوراش الحكومة(2) .
-
أوراش الملك وأوراش الحكومة (1).
-
هل سيفلح حزب العدالة والتنمية في أجراء الفصل بين الديني والس
...
-
متى ستضع الحكومة كرامة المواطن في مقدمة اهتماماتها ؟(3)
-
متى ستضع الحكومة كرامة المواطن في مقدمة اهتماماتها ؟(2)
-
هل سيفلح حزب العدالة والتنمية في أجرأة الفصل بين الديني والس
...
-
حزب العدالة والتنمية على خطى الفصل بين الديني والسياسي (3) .
-
متى تضع الحكومة كرامة المواطن في مقدمة اهتماماتها ؟(1)
-
حزب العدالة والتنمية على خطى الفصل بين الدين والسياسة (2).
-
أزمة التعليم من أزمة تدبير الشأن العام .
المزيد.....
-
-لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د
...
-
كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
-
بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه
...
-
هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
-
أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال
...
-
السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا
...
-
-يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على
...
-
نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
-
مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
-
نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟
المزيد.....
-
لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
/ المنصور جعفر
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
-
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|