يحيى السماوي
الحوار المتمدن-العدد: 2441 - 2008 / 10 / 21 - 05:52
المحور:
الادب والفن
( إلى الصديق الأديب الفنان عباس حويجي العوفي )
(1)
عُـدتُ ولا بـ " خـُفـَّيْ حُـنـيـن " ..
دخـَلـتـُه ُ وأنـا تابـوت ..
وغـادرتـُه ُ وأنـا مـقـبـرة !
المعضـلة ُ :
لا خيـمـة مـنـفى تـتـَّـسِـع ُ لـه ..
ولا عَـرَبـة ٌ تـقـوى عـلى نـقـلـه ..
حتى لـو تـدبَّرتُ لـه جـوازَ سـفـر ٍ مُـزوَّر
فإنَّ عـلاماتـه الـفـارقـة
سـتـكـشـِفُ عن هـويَّـتـه
في أوّل نـقـطـة تفـتـيـش ..
لـذا
تركتُ الـوطـنَ وديـعـة ً
عـنـد السـيّـد الـزمـن !
(2)
قـلـبي الـطـفـل
لا يرى من الحجـرة غـيـر الـدمـيـة
ومن الحـديـقـة غـير الـفـراشـة ..
هـل يرى الصـيّـادُ ومن البريّـة ِ الشـاسـعـة
غـيـر الـظـبـيـة ..؟
السماوة دُميتي في حجرة الكون
وفراشـتي في حـديـقـة الـعالم
أجـزمُ :
إنَّ الـمـتضـَوّرَ جـوعـا ً
لا يُحِبُّ الـطـبخ َ عـلى نار ٍ هـادئة !
(3)
يا عباس :
إذا كان المُـتهَـمُ أخـرس ..
والـقـاضـي أصَـمّ ..
والـشـاهـدُ أعـمـى ..
فـمـا الـفـائـدة ُ إذنْ
من فصـاحـة الـقـانـون
وبلاغـة المـعـنى ؟
*
(4)
يا عـباس
ضـلـوعي تسـاقـطتْ نـخـلـة ً إثـرَ نـخـلـة ..
سـاعـة الـزمن لم تـتـعـطـل ..
لكنّ عـقـارب المكان قـد صَـدِئت ..
أفـراحـنـا ناقصـة
كصلاة ٍ دون وضـوء
و نهـدٍ دون حـلـمة ..
وعـراق ٍ دون " راء " !
يا عباس
أفـراحـنـا كأرغـفـة فـقـراء الـعـراق :
تـصـغـرُ يـومـا ً بـعـد يـوم ..
وأحـزانـنـا كالزمن :
تـكـبـرُ يـومـا ً بـعـد آخـر ..
#يحيى_السماوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟