حيدر وسم
الحوار المتمدن-العدد: 2442 - 2008 / 10 / 22 - 06:16
المحور:
الادب والفن
عـنــدمـا تـُسـرق الأفــكــار
هـذا الـمـسـلـسـل والـذي كـان نـصـه أفـضـل حـبـكـة وتــنـاول أحـداث مـن مـسـلـسـل الـبـاشـا , يـروي هـذا الـمـسـلـسـل أحـداث الـتـهـديـد الـمـتـربـص بـالـعـقـول والـشـهـادات الـعـراقـية مـن خـلال الدكـتـور سـلـيـم ( مــحــمـود أبـو الـعـباس ) " الـهــجـرة " يــتـم إخـتـطـافـه من قـبـل عـصـابـة لـيُـداوي أحـد أفـرادهـا ومـن ثـم يـسـتـغـلـونـه لـشـراء غـرفـة عـمـلـيـات كـامـلـة وتـجـهـيـزهـا فـي مـــنـــزلـهـم ( بـلـد الـمـافـيـات الـثـانـي ) وبــقـاء تـعـامـلـه مـعـهـم حـتـى بـعـد ضـربـهـم لـه وإظـهـار خـنـوعـه وعـدم تـبـلـيـغـه لـقـوات الأمــن الـعـراقـيـة " عـدم الـثـقـة بـالـحـكـومـة " ثــم بـعـد إلـحـاح زوجـتـه يـسـافــر إلـى سـوريـا , كـذلـك الـطـبـيـبـة الـمـحـبـة لـلـنـاس ( رؤى ) والـتـي تـراقـب مـن قـبـل نـفـس الـعـصـابـة ثـم يـخـتـطـفـوهـا ويـقـوم بـتـهــريـبـهـا أحـد الأفـراد الـمـضـلـل بـهـم ( شـاكـر ) الـمـهـنـدس الـعـاطـل عـن الـعـمل هــذا الــشــاب يـنـخـرط مـع الـعـصـابـة بـعـد تـغـريـره بـأنـهـم مـن الـمـنـظـمـات الـجـهـاديـة الـتـي تـعـمـل لـطـرد الـمـحـتـل لـيـثـأر لـدم أخـيـه والذي لـقـي حـتـفـه بــشـظـايـا سـيـارة مـفـخـخـة , بـعـدهـا يـكـتـشـف بـعـد فـوات الأوان ويـصـحـو مـن تـنـويـم الـعـصـابـة الـمـغـنـاطـيسي لـه عـن طـريـق حـبـه لـلـ الـطـبـيـبـة ( رؤى ) بـعـدهـا يـــنـــتــقـمـون مـنـه الـعـصـابة بـعد الـوشـايـة بـهـم بـطـلـقـات نـاريـة فـي نـفـس الـمـشـفـى الـذي أصـبـح مـوقـع تـصـفـيـة الـحـســابــات .
أمـا الـدكــتــور طـارق ( نـزار الـسـامـرائـي ) وعـائـلـتـه الـمـكـونـة مـن زوجـتـه ( سـنـاء عـبـد الـرحمن ) وإبـنـه الـوحـيـد الـمـدلـل ( سـنـان ) والـذي يـرفـض دلال أمـه لـه وهـو طـالـب جـامـعـي يـقـع فـي غـرام زمـيـلـة لـه ( لـيـلـى ) ولا أعـرف كـيـف أسـنـد الـمـخـرج هـذا الـدور الـمـهـم لـفـتـاة جـديـدة عـلـى الـوسـط الـفـنـي حـتـى إنـهـا لا تـمـتـلـك أي مــوهــبــة فـي الـتـمــثــيــل فــكـل شـئ فـي أدائـهـا غـيـر مـرضـي ( مـشـيـتـهـا , صـعــوبـة الـتـكـلـم , بـرودهــا مـع ردات الـفـعـل وغـيـره كـثـيـر مـن لأمـثـلـة ) عــدا زمـيـلـتـهـا ( إلـهـام ) فــمـخـارج الـحـروف لـديـهـا غـيـر صـحـيـحـة ولا أسـتـطـيـع ذكـر مـثـال عـلـى هـذا الأمـر بـسـبـب كـثـرتــهـا مـع لـبـسـهـا ومـاكـيـاجـهـا الـذي يـوحـي بـأنـهـا تـعـمـل نــادلــة فــي نـادي لـيـلـي لا طـالـبـة فـي جـامـعـة عـدا الـمـشـهـد الأخـيـر مـن الـمـسـلـسـل , كــذلـك عــرض شـخـصـيـة هـذه الـفـتـاة وأخـيـهـا الـوحـيـد كـان نـاقـصـاً بـعـدم تـبـريـر وجـود أبـويـهـمـا وحـتـى عـدم الإشـارة لـوفـاتـهـمـا ويــتــطـور حــب ( سـنـان ولـيـلـى ) ويـكـثـر الـوشـاة ولـهـذا يـــتــعـرض لـلـضـرب مـن خـلال زمـلاء مـتـشـدديـن ديـنـيـاً يـنـفـرون جـلـوس الـجـنـسـيـن مـعـاً " دخـول الـتـيـارات الـديـنـيـة لـلـجـامـعـات " والـسـؤال الـذي يـطـرح نـفـسـه أن لـيـلـى وإلـهـام وسـنـان فـي أي جـامـعـة وفـي أي كـلـيـة وفـي أي إخـتـصـاص ولـِمَ لـَمْ نـرى مـحـاضـرة واحـدة عـلـى الأقـل وتـطـور الـحـدث مـن خـلال مـقـاعـد الـدراسـة أو عـن طـريـق أحــد الأسـاتـذة , أمـا الـمـضـمـد ( محسن العزاوي ) وإبـنـتـه ( لـيـلـى ) وهـذا الـمـضـمـد الـذي يــعــمــل فـي نـــفـــس الـمـشـفـى الـذي يـعـمـلـون بــه جـمـيـع الأطــبــاء الـوارد ذكــرهــم ســلــفــاً " المشـفـى هـو الـعـراق " يـتـوفـى وتـتـلـقـى ( لــيـلى ) تـهـديـد مـن خـلال نـفـس الأفـراد الـذيـن ضربوا حـبـيـبـهـا ( سنـان ) وتـضـطـر وبـعـد إلـحـاح الـدكـتـور ( طارق ) الـذي أوصـاه أبــيــهــا ( صديـقـه الـقـديـم ) أن تـذهـب لـلـعـيش مـعـه إذ وافـتـه الـمـنـيـة وتـصـطـدم بــزوجــتـه الـمـتـسـلـطـة والـتـي تـخـاف عـلـى ولـدهـا من أي شئ وبـالذات من الـبـنات الـتـي تـوصـيـه دائـمـاً بــالإبـتـعـاد عـنـهـن , وهـذا الـفـتـى الـذي كـان أقـل وطـأة مـن زمـيـلـتـيـه فـي أدائـه وأعـيـد وأكـرر كـيـف يـسـنـد الـمـخـرج أدوار بـطـولـة لـمـمـثـلـيـن جـدد مـع كـثـرة الـمـمـثـلـيـن الـشـباب فـي الـعـراق , والـمـفـارقـة إن الـحـبـيـبـيـن يـسـكـنـان الـدار ذاتـه ولـكـن تـسـلـط أم ( سـنـان ) عـلى ( لـيـلـى ) وإجـبـارهـا لـلـخـروج فـجـراً لـلـكـلـيـة والـعـودة مـبـكـراً وقـفـل الـبــاب وإسـدال الـسـتـائـر وعـدم الـتـجـول فـي الـحـديـقـة الـمـجـاور لـلـمـشـتـمـل الـذي أجـلـستـهـا فـيـه كـل هـذا حـتـى لا تـرى الـفـتـاة ولـدهـا مـع عــدم عـلـمـهـا بـالـحـب الـمـتـبـادل بـيـن ولـدهـا ( وإبـنـة الـمـضـمـد ) كـمـا تـسـمـيـهـا والـدتـه مـن وجــهــة نــظــرهـا الأرسـتـقـراطـيـة .
أمـا أفـراد الـعـصابـة وهـم مـحــور الأحـداث فـهـم الـذيـن يَـعـْـمَـلَـوَنْ عـلـى تــأزم الأحـداث فـي هذا الـمـسـلـسـل وبـالأخـص شـخـصـيـة ( نـجـم ) الـذي قـام بــتـجـسـيـده الـمـمـثـل سـنـان الـعـزاوي هــو مــن يـسـحـب شـاكـر إلـى مـسـتـنـقـع الـرذيـلـة وهـو صــديــق قــديــم لـه أما شـخـصـيـة زعـيـمـهـم ( دُخـنـه ) الـذي قـام بــتـجـسـيـده الـمـمـثـل طـلال هــادي الـتـي هـي مـثـار جـدل فـالـمـمـثـل لا يـتـحـلـى بـأيٍ مـن صـفـات رئـيـس الـعـصـابـة وكـان مـن الـمـمـكـن جـعـل ( الـفـنـان سـنـان الـعـزاوي ) الـذي أسـنـد لـه دور نـجـم فـهـو أفـضـل مـمـثـل فـي الـمـسـلـسـل فـنـيـاً وجـمـاهـيـريـاً أم شـخـصـيـة ( أبـو الـقـوط ) فـكـان جـيـداً بــالـمـقـارنـة مـع الـمـمـثـلـيـن الـشـبـاب إمـا شـخـصـيـة ( سـنـاء ) تـلـك الـفـتـاة الـتـي اُخـتـطـفـت مـن قـبـلـهـم وبـعـد يـأسـهـم مـن عـدم حـصـولـهـم عـلـى الـفـديـة بـسـبـب يـتـمـهـا فـقـد إسـتـعـبـدوهـا مـن خـلال تـقـديـمـهـا هـديـة ( زوجـة غـيـر شـرعـيـة ) لـزعـيـمهـم وكـان الـخـيـار الأخـر لـهـا هـو قـتـلـهـا فـكـان خـيـارهـا الـعـيـش الـذلـيـل مـعـهـم " أي مـا آل إلـيـه وضـع الـمـحـصـنـات فـي الـبـلـد "
وتـنـتـهـي الأحـداث نـهـايـة تـدعـو إلـى مـغـادرة الـبـلـد مـن خـلال مــحـاولـة إغـتـيـال ( شاكـر ) الـفـاشـلـة ودعــوة الـطـبـيـبـة ( رؤى ) لـلـهــروب خــارج الـبـلـد " الـهـجـرة " ومـقـتــل ( سـنـــان ) الإبـن الـوحـيـد لأبـويـه " الـيـأس مـن الـحـيـاة " وعـدم مـعـرفـة مـصـيـر بـاقـي أفـراد الـعصابـة " بــقـاء الـتـهـديـد " وإنـهـيـار مـسـتـقـبـل ( لـيـلـى ) الـتـي عـلـقـت كـل أحـلامـهـا عـلـى حـبـيـبـهـا الـذي خـطـفـتـه يـد الـمـنـيـة بـغـتـة مـنـهـا " تـلاشـي الأحـلام بـالإسـتـقـرار " كـل هـذه الـشـفـرات الـتـي أرادت الـشـرقـيـة قـولـه مـن خـلال مـا حـاول طرحـه بـتـزريـقـها لـهـذه الأفــكـار بـيـن سـطـور الـمـسـلـسـل .
#حيدر_وسم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟