أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - أمير المفرجي - قراءة عراقية لملف الأزمة المالية العالمية















المزيد.....

قراءة عراقية لملف الأزمة المالية العالمية


أمير المفرجي

الحوار المتمدن-العدد: 2441 - 2008 / 10 / 21 - 05:46
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


تحاول الدول الأوروبية تحديد أولوياتها لإصلاح النظام المالي الدولي بعد أن تم الاتفاق على الإجراءات التي تبنتها القمة الأوروبية المصغرة في باريس الأحد الماضي لمعالجة الأزمة المالية القادمة من الولايات المتحدة. وقد انضمت بريطانيا وألمانيا إلى فرنسا في دعوتها إلي عقد قمة عالمية هذا العام لصياغة نظام مالي عالمي جديد في الاجتماع الذي عُقد موخرا في بروكسل, في الوقت الذي يقابل من جانبه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الرئيس جورج بوش في كامب ديفيد، داعيا وبصفته كرئيس حالي للاتحاد الاؤروبي إلى نظام مالي عالمي جديد ينهي حقبة جديدة من السيطرة الفوضوية التي ساهمت بها الولايات المتحدة الأمريكية في النظام المالي والاقتصادي العالمي لمنع الأزمات المالية في المستقبل. وبهذا وجب تجديد الهيئات الإدارية والقوانين الطوعية التي شرعت في اتفاق يطلق عليه *بريتون وودز* بعد نهاية الحرب الكونية الثانية .

ولمعرفة أسباب هذه الأزمة المالية العالمية بات من المهم البحث عن مسبباتها ومصادرها. لقد أتفق البعض بأن الذي حصل هو ليس أكثر من عمليات (ربا) وهوالاساس الذي يقوم عليه الاقتصاد الأمريكي بالإضافة للمعاملات الأخرى كبيع الدين والقمار بالأموال, ويمكننا من التعاطي بهذا الموضوع من جانبيه الأساسيين : الجانب العملي والروتيني للعمليات النقدية لتحديد مكان الخلل وهذا بسيط حيث يكفي للمرء من التركيز على سبب هذه الأزمة المالية العالمية والتي هي أمريكية المنشأ‏,‏ من حيث الجوهر ‏والتي من أصولية السوق الحرة‏. حيث يستطيع المجتمع من تجاوز هذه الأزمة عن طريق إسقاط هذه الأصولية بمثالها الأمريكي الرأسمالي الأعلى‏ وهو نموذج قائم على حرية السوق القادر علي المناوره الذاتية دون ضبط ورقابة ومحاسبة الدولة ‏,‏ والربح الفردي الجشع وعلى حساب الربحية المجتمعية‏ في غياب تدخل الدولة في اقتصاد السوق وإنعدام الشفافية والرقابة عن المعاملات الاقتصادية‏ خارج نطاق القطاع العام ‏. وبهذا يشرح لنا الأخصائيين ألأسباب والمسببات لهذه الأزمة. ولكن لمعرفة حقيقة الكساد والإفلاس المالي وأنتشاره ليشمل جميع دول العالم بالرغم من كونه مشكلة أمريكية داخلية بحتة, وجب علينا معرفة الجانب الاخر المهم القائم على نوعية النظام المالي المُهيمن ودور الدولار الأمريكي في النظام المالي العالمي ناهيك عن دور الولايات المتحدة الأمريكية في الاستحواذ على أرصده العالم والمقامرة بها وهنا بيت القصيد.

وهنا وجب أن نقف قليلا عن أهم الأحداث التي مرت على خشبة المسرح الدولي وعن الأدوار الأولى لأجزائها خصوصا الدور المهم المنفرد ومسؤولية القوه الأمريكية المهيمنة إقتصاديا وعسكريا في عالم أُحادي القطب. لم يعد خافياً على كل ذي بصيرة بأن المشهد العراقي وفشل المغامرة الأمريكية في بلاد الرافدين قد كلفت المليارات من الدولارات للمجتمع الأمريكي الذي يعيش بدون أي إدخار وهذه المليارات التي تُدفع في قتل العراقيين وإحتلال العراق ليست سوى أموال عالمية ربطها النظام الرأسمالي الأمريكي بنظام الدولارالمُسيطر والمُهيمن على إقتصاد العالم إبتداءاً من سعر النفط ومروراً بتجارة الاسلحة والطائرات المدنية. وبمعنى أخر : تحويل السيولة النقدية من دول الجنوب لتذهب إلى الشمال لتوضع في الخزائن الأمريكية تحت ظل الدولار. وهنا يطرح السؤال نفسه. هل هذا يعني بأن الكساد الحالي وأزمة العالم المالية هي تحصيل حاصل للتبذير الأمريكي واستعمال أموال الادخار الأجنبية المودعة في البنوك الأمريكية والمربوطة قسرا بالدولار الأمريكي في حروب بوش الفاشلة في العراق وأفغانستان؟ وهل يعني هذا أيضا من أن الإدارة الأمريكية قد استعملت الأموال التي أودعها العالم في نظامها وقامرت بها في مغامرات فاشلة للسيطرة على اقتصاد العالم ..الجواب هو نعم إذا ما أخذنا بنظر الاعتبار الحالة الأمريكية العويصة بدخولها في المستنقع العراقي وفشلها من سرقة الثروات العراقية ووضع اليد على خطوط تجارة النفط من العراق وحتى أفغانستان. يقول الوزير الفرنسي السابق شوفينما موضحا هذا * لقد أوقعت الولايات المتحدة نفسها بجهل في مستنقع مخيف في العراق الذي هو جزء من العالم الإسلامي وبخزانة مطلوبة بأكثر من ثمانية مليار دولار وبدون إدخار .إنهم يعيشون على أموال العالم بفضل الدولار* . لقد أثبتت الدراسات الاخيره بأن المجتمع الامريكي هو مجتمع يفتقد لأدخار الاموال ويعيش حياة فوق طاقتة وان نسبة *الاموال الاجنبية المودعة في البنوك الامريكية هي أكثر من 80% من الادخار لدول العالم بما فيها الدول الفقيرة . وهكذا تلعب وتغامر بل تقامر الولايات المتحدة بثروات الأخرين في ظل نظام الهيمنة العسكرية وطغيان الدولار.

من هذا المنطق يتفق الجميع على مسببات هذه الأزمة بأنها مشكلة تسببت فيها الولايات المتحدة لكونها المركز الاقتصادي الكوني ودور الدولار الامريكي الذي يدور في فلكه الاقتصاد العالمي. ولكن وبعد سقوط الحلم الامبراطوري في العراق وإنفجار الازمة المالية ماذا سيكون مصير الدولار. هذا ما سوف نراه في الدور الامريكي القادم ووصول الحكومة الامريكية المنتخبة إلى السلطة وماستقرره للحفاظ على هذه العملة الخاسره بما فيه الانسحاب العسكري من العراق والمنطقة مما لن يجعلها من هذه اللحظة فصاعداً تحت وصاية عالم أحادي القطب. وهكذا وبفضل هذه الأزمة سوف تنتهي قطبية العالم لأمريكا وانهيارها كقوه أمبراطورية مما سيسمح لظهورعالم متعدد الاقطاب يشمل الصين واوروبا والدول الصناعية الصاعدة.

لقد أثبتت نتائج الأزمة المالية العالمية بأن إحتلال العراق سيؤدي إلى مقاومة تُنهك القوات الأميركية، آجلا أو عاجلا، وبالتالي توقع "هزيمة أميركية"، ولا يعني ذلك وقوع "هزيمة عسكرية" بالمعنى التقليدي للكلمة، وإنما اضطرار واشنطن في النهاية إلى التراجع عن أهدافها السياسية والاقتصادية من وراء الحرب، إقليميا ودوليا بصورة علنية، وهنا وجب التأكيد من أن ولادة عالم متعدد الاقطاب لايعني أن تفقد الولايات المتحدة القدرة على التصرف في المنطقة العربية والإسلامية على وجه التخصيص، بل إنه عالم جديد لاتفترق فيها المصالح الأميركية والأوروبية كثيرا، فالرفض الأوروبي للسياسات الأميركية، يتركز على رفض كونها أصبحت تخدم أغراض الهيمنة الأميركية في عالم احادي القطب، خارج نطاق "الهيمنة الغربية المشتركة. ان مايريده الاتحاد الاوروبي هو صيغة نموذجية" للعلاقات المستقبلية في نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب، يكون في زعامتة وموقع إلى جانب الولايات المتحدة الأميركية، وليس تحت هيمنتها وهذا هو الدرس الذي وجب على العرب من فهمه بعد غياب سياسة عربية قوية يمكن أن يؤدي إلى أن تتحول المنطقة في المرحلة المقبلة إلى ساحة لتقسيم النفوذ بين القوى الكبرى وبمشاركة أيرانية ـ تركية وعلى حساب العراق المُحتل ضمن خريطة نظام عالمي جديد دون أن يكون للعراق دور ولو محدودا للاعتراض على الأقل، ناهيك عن صعوبة السماح له بالمشاركة في صياغة المستقبل السياسي والأمني للمنطقة. أن قضية العراق هي القضية الرئيسية، وهذا ما يعنيه الإلحاح على أن يكون للأمم المتحدة دور رئيسي وحقيقي في الحفاظ على مستقبل هذا البلد ووحدة شعبه.



#أمير_المفرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكومة أرخص من النفط ... و يبقى الوطن غالي
- إيران. اليوم مع تركيا وغدا مع تل أبيب
- العراق اللعبة والرهان
- حرب كونية وقودها العراقيين ونفطهم
- (عكاز) جلال الطالباني الرمز الحقيقي للحاله في عراق اليوم
- مليون ونصف شهيد والوطن شاهد
- كوشنير وازدواجيه مفهوم الوطن العراقي
- أحداث وتغيرات . . . والوطن باقي
- اللقاء الامريكي الايراني الثاني في بغداد .. تطابق أفكارامبري ...
- ثلاث مواضيع والوطن واحد
- سياسة فرنسا الديغوليه مسؤولية تاريخية تتوافق مع مصالح الشعب ...
- بعد انتهاء المحاكمه وتنفيذ حلقه من المسلسل . ما هو القادم لل ...
- سياسه فرنسيه أمريكيه أم سياسه فرنسيه ديغوليه
- كل شي يهون من أجلك ياعراق
- ان كل قطره دم عراقيه أغلى من أبار نفط العراق وان اجتمعت بكام ...
- عراقنا لم يسقط بعد... ولكن ان سقط فقد كنا نحن الذين قد أسقطن ...


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - أمير المفرجي - قراءة عراقية لملف الأزمة المالية العالمية