أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد العبيدي - ماري ميناء على نهر الفرات....















المزيد.....

ماري ميناء على نهر الفرات....


محمد العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 2441 - 2008 / 10 / 21 - 02:58
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


هي مملكة ماري ((تل الحريري)) قرب منطقة البوكمال شرق سوريا في الوقت الحاضر ، وهي مناطق الفرات الأوسط ووديان نهر الخابور حتى وصلت إلى منطقة هيت شمالا ، وكانت تحت سيطرة الدولة الاكدية (( د.طه باقر / مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة ج 1ص420)) .
كانت مدينة مهمة جدا خضعت لمملكة أور الثالثة ويقول الأستاذ فوزي رشيد: مدينة ماري هي خاضعة للسيطرة المدنية والعسكرية إلى مملكة أور الثالثة بقيادة أول حاكم لمدينتها (( يكد ليم)) الذي حكمها في النصف الأول من الألف الثاني للقرن التاسع عشر قبل الميلاد ، والمعلومات التاريخية تشير إلى أن المدينة تمثل
حضارة مزدهرة أنارت بتطورها وقوانينها وتجارتها العالم القديم ، وهي مركز تجمع القبائل الخارجة من بلاد الرافدين .
وسلالة أور الثالثة التي أسسها الأمير الشهير (( اورنمو)) وبلغ عدد ملوكها 5 ملوك حكموا السلالة أكثر من مائة عام هذه السلالة اشتهرت بتعمير وبناء البلاد وإعلاء مجد سومر إلى البلاد من خلال التداول وتقديم الالهه السومرية على غيرها من الالهه وإقامة الشعائر الطقسية السومرية القديمة التي كانت تعلي الشأن منهم.
وقد تقدمت الحضارة في هذا العهد تقدما محسوسا وانتشرت المعارف والفنون والآداب والعلوم وتنال قسطا وافرا من العناية حتى أصبحت قبلة الشرق القديم .
مدينة ماري نطلق عليها جسرا تمر عليه موجات الهجرة في قدومها من الغرب إلى بلاد الرافدين ، وكان ملوكها ذو سلطة ونفوذ قوي حتى على مدن جنوب العراق وحتى في عصر فجر السلالات وبالرغم من خضوعهم للنفوذ الاكدي وتم لبعضهم الاستقلال في العهد البابلي القديم وفي زمن ملكهم (( زمري لم )) كانت الكفة لهم ولكن تقدم الملك حمو رابي عليهم ، لم يدع لهم مجالا بل حاربهم الواحد بعد الاخروقضى عليهم جميعا جميعا الواحد بعد الاخروقضى عليهم جميعا.
موقع المدينة على نهر الفرات جعل من ملوكها الاهتمام بالتجارة ولاسيما ربط المدينة بمصر وبلاد الشام لكن نفوذ الدولة الآشورية جعلها تواجه صعوبات بالرغم من استقلالها لفترة قصيرة وبعدها خضعت تحت سيطرة الملك حمورابي وانتهت المدينة في عصر الملك (( زمري لم)) .
قصر الملك (( زمري لم)) تبلغ مساحة القصر حوالي هكتارين ونصف ويضم حوالي / 300 / غرفة وباحة كان يؤلف مدينة داخل مدينة محاطة بسور ضخم أبعاده 200 / 120 م 0‏ ويتألف القصر من قسمين شرقي وغربي وتقع المكاتب والإدارة في قسمه الشمالي الغربي حيث يوجد سكن الملك وعائلته 0‏
أما مدخل القصر وهو الوحيد في جداره الشمالي ويتألف من غرفة واحدة يرتفع على جانبيها برجين دفاعيين يتقدمها مدرج مبلط بالحجارة ثم تليها غرف متتالية وممرات متعرجة يصل المرء من خلالها إلى باحة سماوية هي اكبر باحات القصر أطلق عليها اسم باحة النخيل وقد ذكرت في احد الرسوم الجدارية في القصر تبلغ مساحتها / 49 ? 33 م / مبلطة باجر مربع ومن خلال هذه الباحة يتم الوصول إلى مختلف أقسام القصر كما خصصت قاعات لجلسات الملك تطل من خلال باب عريض على غرفة يوجد فيها منصة منخفضة تدل على موضع العرش وهناك قاعات أخرى للاحتفالات الدينية 0‏
جداريه تنصيب الملك (( زمري لم )):
الرسم الجداري في باحة القصر كان يمثل إبلاغا ملكيا كون تضايف مكان وجوده كخلفية لعرش الملك نفسه ، وهذا برأي الكاتب اخذ يعزز الرسالة التي يبثها الرسم الجداري نفسه ، ويحتوي على مفردات وعناصر حددت ضمن مجال التقابلات المتناسبة والمتعددة الجوانب، تلك التقابلات ألمحت الجانب التقني والأدائي للفنان في أن يؤسس قيم لونية ، وشكليةللاشارة التي تعطي إلى خلاصة الفكر المهم والنبيل لحكم ملكي في ارض الرافدين والذي يحمل الهيمنة الملكية الإلهية الغير متداخلة مع الأوجه المتعددة للعلامات الأخرى (( تقابل—متعدد --- متناسب)) مقابل إلى (( الطيور وأشجار النخيل الماء)) اى (( الأسد – الحلقة—الصولجان))كل هذه سجلت ضمن الطبيعة التواصلية للمشهد ، هذا النسق بدا يتحاشى كل صور التعقيد ولابد أن يحتل مرتبة مفهوميه متقدمة من قبل عامة الشعب، بالرغم موت وجود التقابلات الثابتة التي لاتسمح التجريد ولا الاختزال كونها مثلت مصدر القوة، الأسد والحلقة والصولجان اكتسبت قيمة المنع بعدم العبث بهذا الرمز الإلهي ولا يكون صورة دارجة ضمن الصور ، ولكنه اكتسب قيمة التبادل وقيمة المنع في نفس الوقت .
وهنا يعطي الزميل يعرب العبد الله في صحيفة الفرات وصف تقني ناجح بالإمكان الاستعانة به: إن أهم ما يشتهر به قصر الألف الثاني ق.م، في ماري الرسوم الجدارية التي دلت على إتقان رفيع لفن الفر يسك منذ ذلك الزمن الباكر، فلقد عثر على الرسوم في العديد من قاعات القصر (القاعات 132 ، 106 ، 220 ، 34) وكانت‏
بقاياها مبعثرة، وقد أمكن ترقيمها وإعادة ترتيب مشاهدها.‏ لقد استخدمت في رسم هذه المشاهد الألوان البيضاء والسوداء والحمراء على‏
خلفية من الملاط الكلسي، وقد عولجت الموضوعات بشكل امتزجت فيه التأثيرات السومرية – الاكدية ، فظهرت لوحة متميزة فيها الكثير من الإبداع والتجديد.‏
على جدار القاعة رقم (106) بجانب لوحة التنصيب الشهيرة رسم مشهد أسماه المنقب لوحة التضحية (La Sacrifice ):‏
لقد نفذ المشهد على طبقة سميكة من الكلس وهو يظهر موكباً يسير على رأسه رجل مهيب أكبر من الجميع بردائه المشرشب وقبعته المميزة، ويسير خلفه ستة رجال أصغر يرتدون لباساً مشابهاً للرجل الرئيسي ويقودون ثورين زينت قرونهما بطبقة من رقيقة من الذهب.‏ إن التشابه بين ملابس رجال هذا الموكب ورداء الملك شمشي حدد الأول الذي‏ ظهر على مسلة من حجر البازلت وجدت في ماردين، ومع أعمال آشورية أخرى معاصرة،‏ جعل الدارس ينسب هذه الرسوم إلى عصر هذا الملك عندما كانت ماري تابعة له وتحكم من قبل ابنه يسمح حدد /1800 – 1870 ق.م/ قبل أن يستعيد العرش فيها زمري ليم إن أهم وأكبر رسم جداري في ماري هو المشهد الذي ظهر على القسم اليميني من القاعة ( 106 ) أي على الباب الموصل لقاعات العرش ( 64 ، 65 )، لقد وجد‏ هذا المشهد بحالة أفضل من البقية وقد أسماه المنقب مشهد تنصيب زمري ليم ( l’Investiture ) ونسبه إلى زمن حكم هذا الملك /1775 – 1761 ق.م/:‏ لقد نفذ مشهد التنصيب على طبقة رقيقة من الكلس الناعم واستخدم فيه‏
ثلاثة ألوان (أبيض – أسود – أحمر ) ضمن إطار كبير /250 × 175سم/ رسمت المشاهد في ثلاثة حقول طولا نية عاموديه، مشهد التنصيب الرئيسي في الوسط يحيط فيه من الجانبين مشهدان متماثلان، ولقد وزعت المشاهد في الحقل الأوسط في حقلين أفقيين مستقلين، وقد يرمزان إلى شكل المعبد، ففي الحقل الأعلى نرى الملك زمري ليم بردائه المشرشب الجميل الذي يشبه الرداء الذي ظهر في مشهد التضحية، وعلى رأسه القبعة الملكية )، ويستلم باليد اليسرى الحلقة والعصا‏
رمز السلطة من الربة عشتار التي تقف على حيوانها المفضل الأسد، ويرفع هذا الملك يده اليمنى محيياً بينما تقف خلف الربة عشتار وزمري ليم آلهة أخرى‏
تراقب المشهد وتباركه، وفي الحقل الأسفل ظهر مشهدان متماثلان تماماً‏ ومتقابلان، فيهما ربتا ينبوع متقابلتان ترتديان ثوباً مهدباً تحملان كل منهما‏
إناء تخرج منه المياه ترافقها النباتات والأسماك رمز الحياة، ويحيط بمشاهد‏ الحقل الأوسط كما ذكرنا مشهدان متماثلان نرى فيهما شجرة نخيل طويلة تحرسها ثلاثة كائنات خرافية مجنحة يليها شجرة أخرى يتسلق عليها رجلان ويفر منها طائر مذعور وخلف الجميع تقف آلهة ترفع يديها بابتهال تبارك المشهد وتحميه.‏
ويرى الكاتب ان وظيفة المشهد هو الابلاغ عن اختيار الالهه للسلطة الملكية الارضية والمباركة الواضحة في عملية التنصيب وبذلك توظفت هنا الفكرة الملكية مع السلطة المنبثقة لكي تحقق اول دعامات استلام زمام الامور من خلال قيادة المدينة وهي بحاجة الى قوة مسؤولة تنظم عملية الادارة وارتباط سلطة الملك بالالهه.
والتحليل العلمي في فلسفة الفن اثبت ان الجدارية لها سياق مهيمن ، يوضح شخصية الملك البطل لتبلغ مكانته في قيادة المدينة بجواز من الاله حيث عرضت الجدارية خلف العرش هذا لعب دورا بارزا وفاعلا في اعطاء فرصة بث حي ونقل مباشر يقول ان الاشكال هي ذات قيم تعبيرية ومفاهيم ذات نشاط انساني، في الفكر الاجتماعي ليرضي الحاجات التعبيرية لدى الشعب، ولعل خير شاهد الذي يبثه المشهد هو الارتكاز على الشخصية الحاكمة .



#محمد_العبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ابتهال بليبل
- عبير عبيد..... رموز فاعلة في لوحة التشكيل.
- إسماعيل الشيخلي ....لوحة تشكيلية في إيصال المفهوم الفكري.
- عبد القادر الرسام .....لوحات الرسم العراقي المعاصر
- جواد الشكرجي بين الفن و(( ؟؟؟؟؟؟ )) ..
- سوسيولوجيا الآنية الفخارية السومرية....
- الدلالة الإيحائية للمدركات غير المجسمة.
- دعاء موجه إلى نهر الفرات.....
- سهاد حسن مانع..... وجدت مكاني في المدرسة التعبيرية
- المالكي في متحف برلين ......
- علي طالب..... التماثل البصري والتحول الجديد
- الصف الأول الابتدائي... المدرسة السومرية.
- مسلة العقبان السومرية...... وانتصار اللوفر.
- نجلاء صبري..... غرف القلب ... وإنعاش الثقافة
- الرئيس آشور بانيبال.... يصل إلى (ممفيس)
- عاجل: إلقاء القبض على حمو رابي
- آخر فنجان قهوة......مع حنان بديع
- سميرة عبد الوهاب...... جماليات الرسم ولغة الجسد
- سلام عمر..... لوحات رسم تثير الانتباه.
- بان قيس كبة.... حنين الهجرة إلى الواقع


المزيد.....




- الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج ...
- روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب ...
- للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي ...
- ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
- موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
- هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب ...
- سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو ...
- إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس ...


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد العبيدي - ماري ميناء على نهر الفرات....