أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - عدنان طعمة الشطري - القيادي الشيوعي علي الهلالي :لا نخشى من( الفتاوى المفخخة ) وتوظيف الظاهرة الدينية لأغراض سياسية سيكون ضارا بالجميع















المزيد.....


القيادي الشيوعي علي الهلالي :لا نخشى من( الفتاوى المفخخة ) وتوظيف الظاهرة الدينية لأغراض سياسية سيكون ضارا بالجميع


عدنان طعمة الشطري

الحوار المتمدن-العدد: 2441 - 2008 / 10 / 21 - 09:22
المحور: مقابلات و حوارات
    


قال ان فتوى السيد الحكيم ضد الشيوعية التي اعتبرها كفر والحاد انتهت من الناحية العملية
حاوره : عدنان طعمة الشطري
اجتاح الحزب الشيوعي الشارع العراقي في العقدين الخمسيني والستيني من القرن الماضي وخاض صراعا ايديولوجيا وعقائديا مع التيارات والأحزاب الأخرى في بلد شهد التحولات المفاجئة على صعد النظم السياسية والانقلابات العسكرية الدراماتيكية, مع ذلك كانت الايديولوجيا الماركسية وحركتها السياسية الشيوعية تخوض معتركا مع الأيدلوجيات ومنظومات الأفكار المناهضة للأحزاب والتيارات السياسية الأخرى لاستقطاب ما يمكن استقطابه من شرائح المجتمع المختلفة .
وبعيد سقوط الاتحاد السوفيتي القطب المناوىء للرأسمالية الاميركية آنذاك وسقوط ( نظرية علاقة الأرض بالايديولوجيا ), بالإضافة إلى تفكك المجتمعات السياسية لأوربا الشرقية ,عاش الحزب الشيوعي العراقي وفي منفاه القسري على جبال شقلاوة في اربيل الكردستانية أكثر الأحزاب الشيوعية عسر المخاض التكويني فولد أنموذجا سياسيا وإيديولوجيا فكك القوانين الماركسية وتخلى عن أهم ركائزها الستراتيجية كالبروليتاريا العمالية، وهذا ما سنكاشف به على عويش الهلالي احد كوادر الحزب الشيوعي والقيادي الشيوعي في المنطقة الجنوبية حيث يعد الهلالي من الجيل الشيوعي الذي اعتنق الماركسية بدافع وطني واقتفوا أثرها بحس أيديولوجي واع لتحرير العراق من ربقة التخلف والانحطاط الفكري والأيدلوجي وقرر الانتماء إلى الحزب الشيوعي بعد أن استفز وعيه الطلابي بانتفاضة معسكر الرشيد بقيادة نائب عريف حسن سريع عام 1963 والتي عرفت ( بانتفاضة حسن سريع ) التي أيقظت الغيرة الشيوعية كما يقول الهلالي والتي مثلت له دافع للتعجيل في الانتماء للحزب الشيوعي لان قادة هذا الانقلاب كما يقول لجريدة الجنوب الاسبوعية كانوا من العسكريين ذوي الرتب البسيطة الذي تصدوا لاعتى نظام عرفه العراق وهو نظام انقلاب 8 شباط 963 .
عمل الهلالي في عدة مفاصل إدارية ونقابية واعتقل من قبل الأجهزة الأمنية للنظام السابق لاكثر من ذي مرة بعد سلسلة متكررة من المداهمات الأمنية لمنزله, رافضا أن يكتب على ملفه الأمني الشخصي ( شيوعي مسقط ) كما فعل الكثير من الشيوعيين .
قرر ديوان الرئاسة السابق تحويله من سلك التعليم والتربية إلى وزارة العمل والشؤون الاجتماعية وبعد سنتين نقل إلى وزارة الصناعة والمعادن وبعد سنة نقل إلى وزارة المالية .
جريدة الجنوب حملت حقائبها الصحافية واتجهت إلى الهلالي لنحصد وإياه هذا اللقاء :

جريدة الجنوب :نسف كونفراس الديمقراطية والتجديد الذي أقيم في عام 1993 في شقلاوة البروليتاريا العمالية وهي مرتكز ستراتيجي في الصيرورة والفكر الماركسي و (المركزية الديمقراطية ) التي تعتبر من المبادىء الرئيسة في الفكر والحركة اللينينية- الماركسية فماذا بقي إذا من الصيرورة الشيوعية ؟؟

- الحزب الشيوعي كائن حي خاضع للتطور والتغيير وعليه أن يواكب متغيرات العصر, فالآن العولمة وثورة المعلومات فتحت آفاق واسعة أمام الإنسان كذلك المتغيرات العالمية التي تدعو إلى الديمقراطية والانفتاح والشفافية .. هذه المتغيرات كلها ألزمت الحزب أن يواكب هذه الروح الجديدة للعصر, فليس هناك مفاهيم مقدسة لذلك فان الحزب بدأ يرجح الديمقراطية على المركزية من اجل التفاعل الاكثرمع روح العصر .. كذلك فان ديكتاتورية البروليتاريا صارت شيئا ثقيلا أمام الديمقراطية في الساحة العالمية حيث أصبحت الديكتاتورية بكل أشكالها مفهوما بغيضا لدى الناس , إضافة إلى أن ثورة المعلومات أدخلت شرائح واسعة في عملية الصراع, والطبقة الوسطى وشرائح المهمشين كلها مكونات واسعة يجب أن تأخذ أدوارها ومصالحها بنظر الاعتبار .
جريدة الجنوب: إن القوانين الماركسية على سبيل المثال نصت على إن الدولة أداة قهر للمجتمعات البشرية ومنظم قسري لحركة وطبيعة العلاقات الاجتماعية وفرض سطوة ( الحركة المنظمة ) على الواقع السيسيولوجي فهل يعني إن نسف البروليتاريا العمالية هو عزل ماركس وأساطين الفكر الماركسي وتفكيك المنهج الماركسي تأسيسا لشيوعية جديدة ؟؟

- لو قرانا الماركسية بدقة نراها تؤكد على التجديد سيما وان المنهج الماركسي هو منهج نقدي يؤكد على دراسة الواقع وفهمه ومن ثم تغييره بما ينسجم ومنطق العصر , فالدولة هي الناظم المقبول لكل الأنساق السياسية والاقتصادية والاجتماعية وان فرضية إلغاء الدولة كما رآها بعض المفكرين الماركسيين يجب أن تحصل في الطور الأخير للشيوعية .

جريدة الجنوب : سن الشيوعيون العراقيون منهجهم الجديد في رؤية ساحة عراقية قائمة على أساس التعددية الحزبية وحرية الرأي والمعتقد وإطلاق الحريات العامة .. فإذا أصبح الحزب الشيوعي بهذه الشاكلة الجديدة فبماذا يختلف عن الأنظمة الليبرالية الغربية ؟؟

- النظام الغربي قائم على الفلسفة الرأسمالية والتي أساسها الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج , ووجهها الديمقراطي هو حماية مصالح المستغلين .. أما الطرح الجديد للحزب الشيوعي هو تحقيق العدالة الاجتماعية وإشاعة الديمقراطية وهذه المقدمات ضرورية للتطبيقات الاشتراكية.

جريدة الجنوب: ألا ترى استحالة ذلك على مستوى التطبيق في مجتمع شرقي يشهد صراعا رأسماليا غير منتجا وفي أطواره البدائية , كما لايمكن أن يكون جميع الطيف السياسي يؤمن بالاشتراكية ؟؟

- التعددية وبناء المؤسسات الديمقراطية واحترام الرأي الآخر, هذه الأسس تجعل الإنسان يعمل بما يؤمن به وتطلق طاقاته الفكرية , لذا يصبح الاهتداء للاشتراكية عملية سهلة لان الاشتراكية هي التي توفر الحاجات المادية والإنسانية الضرورية لكرامة الإنسان .

جريدة الجنوب: الأحزاب الشيوعية في أوربا الشرقية قررت وأعلنت تغيير التسمية من الأحزاب الشيوعية إلى الأحزاب الاشتراكية , فلماذا لايخطو الحزب الشيوعي العراقي مثل هذه الخطوة سيما وانه اتخذ خطوات جادة مثلما تقول في سياسة الانفتاح والتغيير ؟؟

- أنت تعلم إن تغيير اسم الحزب يقرر من أعلى سلطة بالحزب وهي المؤتمر الوطني ولم يمر على انعقاد المؤتمر الثامن سوى اقل من شهرين والذي حضره مائتين وأربعين رفيقا ورفيقة ولم يتجرأ رفيق واحد بالمطالبة بتغيير اسم الحزب وهذا يدلل على إن الشيوعيين العراقيون متمسكون باسم حزبهم بأشد مايوصف والسبب إن ليس في تاريخ هذا الحزب ما يخجل منه الشيوعي فهو على مدى ثلاث وسبعين عام رفع راية الكفاح الوطني والديمقراطي ضد كل الأنظمة الاستبدادية التي تحكمت في رقاب العراقيين وأعطى انهارا من الدماء حتى سمي بحق ( حزب الشهداء ) بالإضافة إلى هذا فان الحزب الشيوعي أرسى القيم الوطنية والديمقراطية في ضمائر العراقيين وهذا مما دعا الشيوعيين العراقيين للتمسك باسم حزبهم . فنحن عملنا من اجل التغيير الديمقراطي ضمنا أما الشكل فتمسكنا به لاسباب اعتبارية كما ذكرت .. والذي جرى للأحزاب وخاصة في أوربا الشرقية التي غيرت أسماء أحزابها فكانت صحافة الغرب قد استهانت بهم وذكرت في عناوينها ( الاسم الجديد ) وتلحقه باسم الحزب الشيوعي سابقا .

جريدة الجنوب: الملف إذا هل هذه التسمية مقدسة وتناقض ما ذكرته سلفا بان عصور المفاهيم المقدسة قد ولت في المسيرة الشيوعية ؟

- لاشيء مقدس في النهج الماركسي إذا كان هناك ضرورة للتغيير ولكن ما ضرورة أن يغير الشيوعيون العراقيون اسم حزبهم .

جريدة الجنوب: افرز الواقع الراهن ( شيوعي سيستاني ) و ( شيوعي فياضي ) و (شيوعي بشيري ) على سبيل المثال لا الحصر , هل ترى ثمة مأزق في الذات الشيوعية سيما وان الكثير من هذه الذوات الشيوعية ترجح المرجعية الدينية والمذهبية على المرجعية العلمانية الشيوعية ؟؟

- الشيوعي العراقي ليس مطالب بتغيير دينه وإنما مطالب فقط أن يتمسك بالنظام الداخلي وبرنامج الحزب , أما المعتقدات الدينية والمذهبية فهو حر في ذلك شريطة أن لا يلحق الضرر بمعتقدات الآخرين .

جريدة الجنوب: وماذا عن الفتوى التي أصدرها سماحة السيد محسن الحكيم بان الشيوعية كفر والحاد التي مازال من يروج لها في الشارع العراقي عامة وفي الجمهور الشيعي خاصة ؟؟

- السيد الحكيم رحمه الله كان ضد الحزبية قاطبة وكان شعاره ( الغالبون حزب الله ) لذا حينما ذهبت وفود من الذين تضرروا من ثورة الرابع عشر من تموز من الإقطاعيين وملاك الأراضي وملاك العقارات وكافة المتضررين من الثورة وطرحوا عليه إن لا حقوق شرعية تقدم من قبل الناس لان الشيوعيين افهموا الكادحين بان لا وجود للرب فصدرت الفتوى بحق الحزب الشيوعي .. وبعد ثلاثة اشهر ذهب إلى فضيلة الإمام متصرف الديوانية وكان آنذاك ( حسين الصافي ) وهو بعثيا معروف بالخبث والدهاء وقال لسماحة السيد نحن شيعة ومذهبنا قائم على التقليد, والمقلد يجب أن يكون شخص معلوم فما هو رأيك بتشكيل حزب سري شيعي فأجاب سماحة السيد إن ذلك لا يجوز فرد عليه الصافي بالقول : لقد تشكل حزب سري باسم حزب الدعوة والمؤسسين هم ابنك مهدي الحكيم وابنك محمد باقر الحكيم والسيد محمد باقر الصدر والسيد مرتضى العسكري , فقال له السيد الحكيم إن ذلك لا يجوز واستدعى هؤلاء الأربعة من السادة الأفاضل وابلغهم بقراره فاستقال الثلاثة من حزب الدعوة وجمد مرتضى العسكري عضويته في الحزب وهذا ما يؤكد رفض السيد الحكيم لتشكيل الأحزاب . كما إن هذه التداعيات حصلت في ظل اضطراب سياسي لا مثيل له وقد ظلم الشيوعيون من خلال استهدافهم من قبل القوى المستبدة وخاصة السلطة البعثية البائدة .. أضف إلى انه كان دور الاستعمار الإنكليزي كبيرا في هذا المضمار إذ إن (ببراي ) رئيس الشعبة الخامسة في العراق أرسل السفير الاميركي والسفير البريطاني عام 1954 إلى سماحة السيد محمد حسين كاشف الغطاء الذي كان المرجع الأول في العراق آنذاك وقال له السفيرين إن الخلايا السوداء انتشرت بالقرب منك أي في النجف ونحن نوجه لك دعوة لحضور مؤتمر ( بحمدون ) وهو احد المصايف في لبنان , لتدارس الخطر الشيوعي .. وعمل الإنكليز على تجميع كل أعداء الشيوعية في هذا المؤتمر وبعد ظهور قرارات المؤتمر رد عليهم سماحة السيد كاشف الغطاء بكتيب موجود في الأسواق بعنوان ( هنا الإسلام وليس في بحمدون ) وقال ( شكرا للشيوعيين المجاهدين من اجل تحرير بلدانهم ).
كذلك وجهت دعوة من قبل سماحة السيد محمد باقر الحكيم رحمه الله عام 1999 إلى قيادة الحزب الشيوعي لغرض الاجتماع وتقرير كيفية مقاومة نظام صدام حسين, وفعلا ذهب وفد من الحزب إلى إيران والتقى سماحة السيد الحكيم ووقع الطرفان وثيقة تفاهم .. كذلك تم توقيع وثيقة تفاهم مع حزب الدعوة الإسلامية , إذن الفتوى من الناحية العملية قد انتهت ولكن بقي من يروج لها من اعداء الكادحين . وحقيقة التاريخ إن كل من ينتصر إلى الفقراء فهنالك من يوجه له سهام الكفر وكما حصل ذلك للإمام علي ( عليه السلام ) وللشيعة حينما قالوا إنهم رافضة .

جريدة الجنوب : ولكن المجلس الأعلى الاسلامي ( المجلس الأعلى للثورة الإسلامية سابقا ) رفض حضور احد اجتماعات المعارضة العراقية وذلك بسبب وجود الحزب الشيوعي ؟؟

- أنا أوضحت إن هنالك دعوة رسمية قد وجهت للحزب عام 1999 من قبل سماحة السيد محمد باقر الحكيم وقد سافر وفد من قيادة الحزب إلى جمهورية إيران الإسلامية والتقى سماحة السيد محمد باقر الحكيم وقيادة المجلس الأعلى للثورة الإسلامية ووقعت بين الطرفين وثيقة تفاهم .. كما إن لقاءاتنا الآن مستمرة مع كافة الأحزاب الإسلامية والزيارة الأخيرة التي قام بها سكرتير الحزب حميد مجيد موسى ورفاق آخرين للسيد عبد العزيز الحكيم وذلك للاطمئنان على صحته .

جريدة الجنوب : ألا تخشون من ( فتوى مفخخة ) تحرق الأخضر واليابس ويعود الشيوعيون إلى المنفى من جديد ؟؟

- ننظر إلى الظاهرة الدينية بأنها ظاهرة طبيعية لان الناس عانت من القمع الديني والمذهبي في أبشع صوره من قبل النظام الدكتاتوري السابق , لذا فيكون هذا رد فعل طبيعي على حالة القمع وتعبير الناس بحرية عن مشاعرهم الدينية , فنحن لا نخشى هذه الظاهرة إذ إننا نحترم المعتقدات الدينية ولا يوجد تقاطع بيننا وبين هذه المعتقدات . أما إذا وظفت الظاهرة الدينية لأغراض سياسية فهذا سيكون ضارا على الجميع .

جريدة الجنوب: لكن ( العراق الجديد ) ارض خصبة حاليا لإصدار مثل هذه الفتوى في ظل بروز التكفيرية والأصولية التي تكفر كل من لا يتفق ومنطقها المدمر ؟؟

- نحن لا نستبق الأحداث وإنما نتعامل مع الواقع ولا نريد أن ندخل صراع مع أي جهة كانت بل نحن نعمل من اجل خلق مناخات صحية يلتقي فيها الجميع على خدمة الشعب ومصلحة الوطن وعلاقتنا جيده مع جميع الأطراف .

جريدة الجنوب: هل مازلتم تتطلعون بأبصاركم وبصيرتكم إلى الساحة الحمراء , القبة المنقذة للبشرية حسب القناعة الشيوعية الجمعية , وماهو رأيك بذكر احد كتاب الحزب الشيوعي العمالي بان كارل ماركس يرتجف غضبا وحنقا على الحزب الشيوعي العراقي ؟؟

- لا نتفق مع طروحات الحزب الشيوعي العمالي ولم نتطلع إلى الساحة الحمراء كما كان في السابق بل ان أهدافنا وبرامج حزبنا تصاغ على أساس المصلحة الوطنية . ولو قرأ الحزب الشيوعي العمالي الماركسية بدقة لوجد نفسه يغرد خارج سرب الماركسية .

جريدة الجنوب: لكن الاتحاد السوفيتي القديم كان يمثل علاقة الأرض بالايديولوجيا , أي الأرض الخصبة التي تنمو فيها الماركسية وتزهر فيها أشجار الشيوعية ؟؟

- كان هنالك تضامن أممي سببه انقسام العالم إلى معسكرين وحينها كان الاتحاد السوفيتي يشكل طليعة الحركة الثورية .. أما الآن فان خيار الحزب الشيوعي هو خيار وطني يبنى على أساس مصلحة الشعب العراقي وهذا ما نراه من خلال البرنامج الوطني الذي اقره المؤتمر الثامن للحزب.
جريدة الجنوب: الطبقة الفلاحية والعمالية الكادحة قد تسيست بالمنظور الإيديولوجي الديني والمذهبي وقد ظهر للعيان ذلك من خلال صناديق الاقتراع في الانتخابات العراقية الماضية وانقياد الوعي الانتخابي لهذه الطبقة بالفتوى المذهبية .. ترى على أي قاعدة ترتكزون سيما وان ( الشيوعية الجديدة ) لم تسر في الدماء الشابة التي انتمت إلى الحزب الشيوعي وهي قليلة نسبيا حيث لم يستطع حزبكم سد الفراغ الإيديولوجي الذي خلفته السياسة الاستبدادية للنظام البائد ؟؟

- يناضل العمال والفلاحين من اجل مصالحهم الطبقية وهذا لا يتقاطع مع معتقداتهم الدينية والساحة مفتوحة للجميع فمن يتبنى مصالح الناس بإخلاص سيكون موضع رضا لدى الجميع.
وأنتج النظام الديكتاتوري المنهار فراغا فكريا هائلا انسحب على الجميع ويناضل الحزب الشيوعي العراقي الآن من اجل رفع المستوى المعرفي لدى الجماهير .

جريدة الجنوب: يقول بعض الساسة والمراقبين إن الدولة العراقية الراهنة هي دولة الميليشيات سيما وان هذه الميليشيات قادرة على فرض واقع انتخابي مزور في الانتخابات القادمة كما تشير بعض التقارير , فهل تفكرون وتماشيا مع سياسة الأمر الواقع بتأسيس ميليشيا شيوعية مسلحة لها سطوة في الشارع العراقي ؟؟

- لم يفكر الحزب الشيوعي بخلق ميليشيا مسلحة لان هذا يتقاطع مع سياسة الحزب الرامية لحل الميليشيات وفرض سلطة القانون واحترام مؤسسات الدولة كذلك نحن نحترم برنامج حكومة الوحدة الوطنية الذي أكد على حل المليشيات لان هذه الحكومة لها عنوان حكومة الوحدة الوطنية وشاركت فيها جميع مكونات الشعب العراقي ونحن جزء من هذه الحكومة .

جريدة الجنوب : لكن الواقع يقول إنها حكومة محاصصة طائفية ؟؟
- نحن نعمل من اجل إلغاء المحاصصة الطائفية والتأكيد على إعلاء شان المواطنة .

جريدة الجنوب: هل تتفق مع الرأي القائل إن الميليشيات الشيعية مثلت ( توازن رعب ) لميليشيات القاعدة والأصولية التكفيرية والفصائل البعثية المسلحة ؟؟

- نحن ضد وجود الميليشيات ونعمل من اجل فرض القانون وسيادة سلطة الدولة , ومهما كانت المبررات فان وجود الميليشيا يتعارض مع سلطة الدولة وسيادة القانون ؟؟

جريدة الجنوب : نشوء القيادات السياسية والدينية هي انعكاس للواقع الاجتماعي فالثورة الفرنسية افرزت شخصيات مثل جان جاك روسو التي مهدت تعاليمه الفكرية للثورة وكذلك شخصيات تنويرية مثل فلوبير ومونتسكيو, وهذا ينعكس على الواقع العراقي الذي افرز قيادات على مقاساته , فهل الشيوعية والشيوعيين غريبة على الواقع العراقي الآن ؟؟

- طبيعي إن الواقع السياسي والاجتماعي واقع مضطرب وليس هناك رؤى سياسية واضحة لدى الكثرة الكاثرة من الناس لذلك ساد التوجه اللامعقول وهذا سببه نقص الوعي المعرفي . لو دققنا في سلوكيات هذه الميليشيات نراها لاتحمل برنامج وطني سياسي وليس هناك آفاق فكرية واضحة . نحن نناضل من اجل رفع مستوى الوعي المعرفي لدى جماهير شعبنا والبرنامج الذي صاغه المؤتمر الثامن للحزب يؤشر هذا التوجه .

جريدة الجنوب : ذكرت بعض المصادر العراقية والصحف الاميركية إن التشكيلة الخماسية المتكونة من الحزب الشيوعي وحزب الدعوة الإسلامية والحزبين الكرديين والمجلس الأعلى للثورة الإسلامية قد وقعتم وبصمتم على جميع الشروط التي شرطتها الإدارة الاميركية قبيل الغزو الاميركي والذي افرز واقعا طائفيا ومحاصصيا بغيضا في المجتمع العراقي , إذا انتم الشيوعيون تشكلون حلقة من حلقات المأساة والكوارث الدموية التي يمر بها الشعب العراقي حاليا , فماذا تقولون ؟؟

- الصحافة الاميركية تقول ما تشاء ولكن الحقيقة التي نعرفها وليس عليها غبار إننا لم نساهم بالمشاريع التي خططوا لها في خارج العراق , فلسنا مشاركين في مؤتمر لندن ولم نشارك في مؤتمر صلاح الدين وكان لدينا مشروعنا الوطني والذي تجسد قبل الغزو الاميركي في الشعار الذي رفعه الحزب لا للدكتاتورية لا للحرب وبعد أن وقعت الحرب وأصبح الاحتلال واقعا دعونا إلى عقد مؤتمر وطني تشارك فيه كل مكونات الشعب العراقي وتنبثق عنه حكومة وطنية لتعيد الأمن والاستقرار وبناء الدولة العراقية والتخلص من الاحتلال ولكن ضيق الأفق لدى بعض المكونات السياسية ضيع هذه الفرصة مما دفع قوات الاحتلال بالتوجه إلى الأمم المتحدة والحصول على القرار 1483 والذي شرعن الاحتلال , وعندما دعا الحاكم الاميركي الأول ( كارنر ) إلى تشكيل مجلس حكم بدون صلاحيات لإدارة الدولة فنحن أول من تصدى لهذا المشروع وبعده جاء الحاكم المدني الثاني ( بول بريمر ) والذي دعا إلى مجلس حكم بصلاحيات محدودة ودعونا من قبل أطراف متعددة للاشتراك في هذا المجلس وافقنا على ذلك واعتبرنا هذا المجلس احد ميادين الصراع وفعلا تحققت إنجازات عديدة من خلال هذا المجلس , وهذه هي السيرة السياسية الحقيقية لحزبنا وهي على النقيض ما ذكرته الصحافة الاميركية. وفي مجلس الحكم استطعنا مع الأخريين أن نوقف تمرير بعض المشاريع الضارة بمصالح شعبنا وخاصة مشروع الخصخصة والذي لم يأخذ بنظر الاعتبار الواقع العراقي وحتى قانون الاستثمار حينما طرح دعونا إلى ( الاستثمار المقيد ) الذي يحمي مصالح الطبقة العاملة وسائر الكادحين .

جريدة الجنوب: ثمة من يقول إن استقالات جماعية قد شهدها الحزب الشيوعي في المنطقة التي تحت قيادتكم المباشرة ؟؟

- لم تكن هناك البتة استقالات من الحزب بل إن هناك التفاف واسع حول الحزب لصحة وملموسية سياسته وتبنيه لمصالح أوسع الجماهير. نحن نعيش تحت توجهات شعار الديمقراطية والتجديد الذي اقره المؤتمر الخامس للحزب والديمقراطية تعني النقد والنقد الذاتي والمصارحة والمكاشفة وطرح الحقائق وهذه كلها قنوات تعطي للشيوعي حقه في رسم سياسة الحزب وتاشير الايجابي فيها ونقد السلبي منها , كذلك تحقق للشيوعي استحقاق انتخابي كبير بدءا من الخلية وانتهاءا بالمؤتمر الذي يشكل أعلى سلطة للحزب .

جريدة الجنوب: كان اليمن الشمالي يطلق أسماء شيوعية على شوارعه ومرافقه العامة كشارع لينين وحديقة ماركس وتجمع الشبيبة الطلابي وما أن دب الخلاف بينهم حتى اتجهت الرموز الشيوعية إلى العشيرة للاستقواء بها فهوى لينين وأيديولوجيته وهبط ماركس حزينا ينظر بحسرة إلى هذا الواقع المتناقض, هذا الحال قد تكرر مع بعض القيادات الشيوعية التي ما أن تصارعت مع بعض الرموز الدينية حتى اتجهت إلى العشيرة ( والكوامة) العشائرية للتحصن بها ودرأ الأخطار فماذا تقول ؟؟

- نحن جزء من هذا الواقع نتعامل مع ماهو ايجابي ولكن لا نسمح لأحد أن يهضم حقوقنا , سلاحنا الفكر والسلوك القوي ومحبة الناس ودعمهم لنا . نحن لم نتجه للعشيرة وهناك مثال واضح حصل لنا حينما جاءت تسريبات إبان الانتخابات الماضية على إن هناك قوى اعتدت على بعض مقرات الأحزاب العلمانية وتفكر هذه القوى بالاعتداء على الحزب الشيوعي العراقي فاحتشد جمع غفيرمن الاهالي على اختلاف انتماءاتهم أمام مقر الحزب وكذلك جاء المسؤولون والأجهزة الأمنية ووقف الجميع أمام مقر الحزب , وهذا يؤشر احترام الناس وحبهم للحزب الشيوعي العراقي .

جريدة الجنوب: ثمة دلائل تشير إلى دكتاتورية واستفراد في السكرتارية المركزية للحزب الشيوعي , فماذا تقول ؟؟

- في المؤتمر الثامن للحزب الذي عقد قبل شهرين والمؤتمر هو أعلى سلطة في الحزب وجرت انتخابات ديمقراطية لاختيار القيادة الجديدة وتم اختيار الرفيق أبو داود بالإجماع , فلماذا هذا الإجماع :لأننا لا ننظر إلى الرفيق أبو داود كسكرتير حزبنا فحسب بل هو ثروة وطنية هائلة يستفيد منها كل أبناء الشعب العراقي لما يمتلكه من مؤهلات قيادية وروح وطنية صادقة وإيمان مطلق بقضية الشعب العراقي , وقد جرى اختياره وإعادة انتخابه على أساس هذه المعايير فلا دكتاتورية ولا استبداد ولا استفراد بسلطة الحزب وإنما هناك خيار ديمقراطي صحيح .

جريدة الجنوب: ولكن استمرت ولايات السيد حميد مجيد موسى بسكرتارية الحزب لأكثر من عشر سنوات وهذا لم تقره الدساتير والأنظمة الديمقراطية ؟؟

- هناك سلوك سياسي خاص بهذه الأنظمة وذلك من خلال تبادل الأدوار وهذا متفق عليه من قبل المؤسسات الحاكمة لهذه الدول وليس هناك وجه تطابق بيننا كشيوعيين عراقيون وبين الانظمة الديمقراطية الغربية , فنحن لازلنا نناضل تحت اشد الظروف تعقيدا لذا يستلزم منا هذا أن نختار القائد ذو المواصفات النضالية المطلوبة .

جريدة الجنوب: المحاصصة الحزبية مخرت عباب المجالس المحلية في المحافظات عامة ومجلس محافظة ذي قار على وجه الخصوص مما انعكس سلبا وتدميرا على الواقع الأمني والخدمي ..إلا أن الحزب الشيوعي ظل صوته مبحوحا وموقفه خجولا إزاء ما يجري في المحافظة من تدهور امني وخدمي فماذا تقول ؟؟

- جرت انتخابات مجالس المحافظة ليس على أساس البرامج السياسية بل على أساس المحاصصة الحزبية فصوت الناس على أساس المذهب والطائفة ورافق هذا تدني مستوى الوعي الانتخابي لدى الناس مما أعطى الفرصة لجهات الخندق الطائفي أن تشكل الأكثرية المطلقة في مجلس المحافظة وبذلك أصبحت حصة الحزب غير مؤثرة في القرار.. إلا إن رفاقنا لم يترددوا في تقديم المشاريع والآراء التي تخدم الناس كما لدينا فعاليات جماهيرية غير قليلة حققنا فيها مكاسب حديده للناس.. في قطاع الكهرباء تحقق للعمال مكسب كبير وهو تحريك السلم الوظيفي لرواتب العمال وحصل هذا من خلال قيادة رفاقنا لإيصال الحقوق المطلبية للجهات المعنية .. كذلك في معمل النسيج في الناصرية هنالك نضال مطلبي واسع وبتأثير رفاقنا .. وفي القطاع الفلاحي ينشط رفاقنا في تحقيق المطالب الفلاحية فنحن لم نتأخر بالمساهمة في تبني قضايا الناس ولكن السلطة والقرار في أيدي الآخرين. ونحن جزء من حكومة الوحدة الوطنية ومساهمون في العملية السياسية إلا إننا لم نقف مكتوفي الأيدي أمام مصالح شعبنا فننقد كل ماهو سلبي وضار وندعم كل ماهو ايجابي ومفيد .



#عدنان_طعمة_الشطري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في الاسى
- اطفال بلون الوجع السومري
- صحيفة المدى وعصا العساكر والشرطوية
- العمامة العلمانية .. اياد جمال الدين انموذجا


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - عدنان طعمة الشطري - القيادي الشيوعي علي الهلالي :لا نخشى من( الفتاوى المفخخة ) وتوظيف الظاهرة الدينية لأغراض سياسية سيكون ضارا بالجميع