أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي الانباري - -بلاد سعيدة- رواية الموت المطلسم














المزيد.....

-بلاد سعيدة- رواية الموت المطلسم


علي الانباري

الحوار المتمدن-العدد: 2439 - 2008 / 10 / 19 - 01:07
المحور: الادب والفن
    


بلاد سعيدة هي الرواية الاخيرة للكاتب المبدع شاكر الانباري وتدور احداثها في قرية الحامضية على لسان
بطلها محمد الذي اصيب بجروح شديدة في راسه بعد قيام طائرة امريكية بقصف بيت عمه الحاج حسن
بعد سقوط طائرة اباشي بالقرب منه متاثرة بصاروخ اطلق عليها من الضفة المقابلة لقرية الحامضية التي
تقع على نهر الفرات.
وبعد اصابة محمد نتيجة للقصف الصاروخي يوشك على الموت ويفقد الذاكرة لعدة ايام وبع ان يستفيق يبدأ
عقله الباطن باستعراض الاحداث التي مرت بها القرية ابتداء من دخول القوات الامريكية لها والتحول الكبير
الذي اصابها وهذا التحول يتمحور على عدة جهات اجتماعية واقتصادية وسياسية.
فقد صاحب الاحتلال دخول التكنلوجيا المتطورة الى البيوت من سيارات حديثة الى اجهزة موبايل الى ستلايت
وغير ذلك من الاشياء التي كان النظام السابق يقف سدا منيعا امامها ربما لاحكام سيطرته على المجتمع ووضع
سور منيع بيته وبين العالم.
وعلى صعيد الوضع السياسي انقسم المجتمع الى صنفين صنف استقبل الوضع الجديد بنوع من الارتياح نتيجة
للقمع السياسي والتضييق الذين كان الحكم السابق يفرضهما على الناس وهذا القسم يشعر بالمرارة لان الخلاص
جاء على يد قوة اجنبية ولكن ما دام الواقع قد فرض نفسه قلا مناص منه اما القسم الثاني فهو الذي وقف ضد الوضع
الجديد متكئا على مقولات دينية ترفض الركون ال الاجنبي وهذا القسم هو بقايا النظام السابق وانصار السلفية الذين
توحدوا في خندق واحد ومن هنا بدأت المأساة الكبيرة .
كانت الامور في البداية اقل تعقيدا فهناك معسكران بارزان للعيان هما معسكر الاحتلال ومعسكر المقاومة ومن خلال
هذه الطريقة استطاع من يدعون المقاومة التغلغل في عقول الناس وكسب ودهم ولكن الذي حدث بعد ذلك ان بنادق
المقاومين بدأت توجه الى صدور الناس من اجل ارعابهم وكسبهم بالقوة الى صفوفهم ومن هنا بدأ المسلسل الرهيب
من القتل والاختطاف والتدمير والتخريب لكل ما هو جميل في الحياة.
والبطل محمد يستعرض تاريخين للقرية الاول حالة الهدوء والوئام الاجتماعي الذي كان سائدا في القرية الى ان بدأ
المسلحون يحكمون قبضتهم على البلدة بمساعدة وافدين من دول اخرى تحت ستار الجهاد والمقاومة.
اما التاريخ الثاني فهو دخول القرية في دوامة رهيبة من القتل والقمع وانتشار الجثث على الطرقات والقائها في الانهار
مقطعة الاوصال وتوج هذه الماساة سقوط الطائرة الامريكية في القرية وقيام المسلحين باحراق جثتي الطيارين وتوجيه
النيران الى فرقة الانقاذ الامريكية من داخل سياج الحاج حسن مما دفع الامريكيين ال تهديم البيت الشاهة بصاريخين
الاول ضرب الطابق الثاني وبعد تجمهلر الناس لانقاذ اطفال فيه انطلق الصاروخ الثاني مجهزا على البيت تماما مما
ادى الى استشهاد ثلاثة عشر شخصا وجرح ثلاثين ومن بينهم بطل الرواية محمد الذي اصيب بجروح بليغة كادت ان
تقضي عليه.
وفي خضم الاحداث يذكر محمد رجوع اخيه سعيد من الخارج بعد غيبة ونفي استمر اكثر من عشرين عاما وكان لرجوع
سعيد الى قريته الحامضية اثر كبير في احداث الرواية فسعيد كاتب وصحفي خبر العالم وجابه مختزنا تجربة كبيرة
وكان لارائه التحررية اسهام كبير في القاء الضوء على كثير من الامور الغامضة التي افرزتها الاحداث كتحول المقاومة
الى ارهاب وسلوك الامريكيين في معاملة العراقيين والدوافع الحقيقية التي املت عليهم دخول العراق وقلبه راسا على عقب.
ان رواية بلاد سعيدة ذات مضمون عكسي لعنوانها وربما تكون السعادة امنيات في قلب كل انسان نزيه كان حلمه ان يرى
البلاد سعيدة حقا ولا سيما بعد حدوث التغيير السياسي والوعود الكبيرة في الحرية والديمقراطية ولكن الذي حدث هو ان
المشهد اصبح لا يعبر الا عن الموت والخراب والدمار الهائل الذي وقع اثناء الفترة العصيبة التي تتحدث عنها الرواية.
ان شاكر الانباري استطاع بلغة جميلة مبسطة وسبك فني جميل استطاع ان يشد القاريء ويمنحه كشفا للاحداث من خلال
استبطان مكامن الذات في اعماق شخوصه.



#علي_الانباري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبثا انادي من انادي
- مدائن الفضة... الى ابراهيم البهرزي
- الحزن وراءك والموت امامك
- حجر الجنون
- امريكا والمهدي المنتظر
- هذا العراق شقيق روحي
- تذكير لادباء العراق
- حوار للتمدن خير زاد
- خرائب آدم
- رسائل قد لا تصل الى........
- عجيب امر من ساسوا
- البرلمان والكوليرا
- كردستان عذرا!
- الكتابة من خارج الاتون
- رحلة الى كردستان تنتهي بالخذلان
- انا مثلك يا حلاج
- نشيد الماذن
- ارى وطنا تناثر كالمرايا
- وداعا كامل شياع
- ما احوج قلبي لشموسك


المزيد.....




- رشاد أبو شاور.. رحيل رائد بارز في سرديات الالتزام وأدب المقا ...
- فيلم -وحشتيني-.. سيرة ذاتية تحمل بصمة يوسف شاهين
- قهوة مجانية على رصيف الحمراء.. لبنانيون نازحون يجتمعون في بي ...
- يشبهونني -بويل سميث-.. ما حقيقة دخول نجم الزمالك المصري عالم ...
- المسألة الشرقية والغارة على العالم الإسلامي
- التبرع بالأعضاء ثقافة توثق العطاء في لفتة إنسانية
- التبرع بالأعضاء ثقافة توثق العطاء في لفتة انسانية
- دار الكتب والوثائق تستذكر المُلهمة (سماء الأمير) في معرضٍ لل ...
- قسم الإعلام التطبيقي بكليات التقنية العليا الإماراتية والمدر ...
- نص من ديوان (ياعادل) تحت الطبع للشاعر( عادل جلال) مصر.


المزيد.....

- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري
- هندسة الشخصيات في رواية "وهمت به" للسيد حافظ / آيةسلي - نُسيبة بربيش لجنة المناقشة
- توظيف التراث في مسرحيات السيد حافظ / وحيدة بلقفصي - إيمان عبد لاوي
- مذكرات السيد حافظ الجزء الرابع بين عبقرية الإبداع وتهمي ... / د. ياسر جابر الجمال
- الحبكة الفنية و الدرامية في المسرحية العربية " الخادمة وال ... / إيـــمـــان جــبــــــارى
- ظروف استثنائية / عبد الباقي يوسف
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- سيمياء بناء الشخصية في رواية ليالي دبي "شاي بالياسمين" لل ... / رانيا سحنون - بسمة زريق
- البنية الدراميــة في مســرح الطفل مسرحية الأميرة حب الرمان ... / زوليخة بساعد - هاجر عبدي
- التحليل السردي في رواية " شط الإسكندرية يا شط الهوى / نسرين بوشناقة - آمنة خناش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي الانباري - -بلاد سعيدة- رواية الموت المطلسم