أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - احمد ضحية - هوامش على دفتر التحولات ..........دارفور والبلاد الكبيرة ........... كتابة















المزيد.....

هوامش على دفتر التحولات ..........دارفور والبلاد الكبيرة ........... كتابة


احمد ضحية

الحوار المتمدن-العدد: 752 - 2004 / 2 / 22 - 04:01
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


من اين تبدا  الحكاية  والى اين تنتهى ؟  ..  من المقولات الكثيرة التى انطلقت منها فكرة الوطن . وهى تبحث فى عالم جديد , يتكون فى تشظى وتمزق عالم يؤول الى الانهيار والتلاشى !.. عالم تنهض فيه الخرطوم =( سنار القديمة / ام درمان )  بمجهوليها الذين جاءوا من كل مكان يحملون حرمانهم واحزانهم وهزائمهم ... يحملون احباطاتهم وخذلاناتهم العميقة ؟!.. من اين جاء هؤلاء ..  قال الطيب صالح ...انه السؤال الذى شغل البال وقتل من بحث فيه .  فمن اين اتى هؤلاء الى سنار القديمة .. الى امدرمان الجديدة .. الى اشباه المدن  فى البلاد الكبيرة ...  لم ياتوا كالتروبادور المرتحلين بغنائهم الرومانسى المعذب فى اللانهاية .. عابرين بخيالاتهم البحار العظيمة . يواجهون غضب طبيعة متوهمة . واهوال وحوش لا وجود لها . ثم يتكاون على صدر سنار ينفضون عذاباتهم , لتنهار كما نهضت فى الانهيار   مثل دولة المعتمد ابن عباس  مثل كل دويلات المدن .. تنهار بفعل الغربة والحنين !!..
انها سنار لحظة الميلاد . الناهضة فى قلب السوق الافرنجى بالخرطوم , تستمرا تعاطى الاحاجى , وحواديت البلاد الكبيرة عن الذى ياتى ولا ياتى  وميلاد عصر جديد , سهلت فيه عملية تبادل وانتقال عناصر الثقافة , فتقاربت الجزر المعزولة , بما جعل التواصل يتغلغل فى الوجدان , ليتشكل النسيج الذى طالما حلم به الاسلاف !...
لكن قبل ان يموت السؤال نهض فى فضاء الطرف الغربى للبلاد الكبيرة ( جبل مرة ) شاهقا  , شاهقا , شاهقا على الرغم مما ضرجه من نزيف !..الجبل ينزف  والسؤال يظن انه سيهدم العالم ويشيده على نحو مختلف .. لا انهدم العالم  ولا بقى السؤال هو السؤال .. كل ما هنالك: نزيف وضجيج وانهاك  ف ( البدو ) تدخلوا بعدتهم وعتادهم  , يدعمهم الرسميون من ثعالب البحر, التى فاجاتها الوديان , بنعومتها وطزاجتها .. البدو بعدتهم وعتادهم يرمون الجبل بالراجمات  , تؤازرهم الطائرات , لينجرح الخاطر , ويستحيل تناغم الطبيعة ايقاعا مختلا يضرج وحدة السؤال وتوحده , ويهدمه ليعيد السؤال بناء نفسه من جديد .. لا زال السؤال يظن انه سيشيد الاجابة على نحو مختلف ..!
كيف لهم ان يفهموا ان الجبل خارج اطار الفيزياء , كيف لهم ان يفهموا مغزاه الروحى ؟!..سيظل اخضرا مثل الفضاء المرتحل فى اللوعة والغياب والمهاجرين القدامى والجدد ,, فضاء قبل سنار القديمة وهى تتكون فى التمزقات !!...
هاهو السؤال يستعد للنفى الاختيارى والرحيل , يمضى ك( عبد الكريم ) من عشيرة ( كليبا )الى قصر السلطان , يبلغ سن الرشد . فيقود الفرسان  ضد (العريقات ) الجدد .. النازيين اجداد هتلر . يطردهم من ابار ( كارنوى )فى دار ( قلا )  ويزحف حافرا فى طبقات الوعى القصوى  ليحرر الناس والمكان والوادى والشجر والقرود واشجار القمبيل    ليدخل الجميع فى مزيد من الاسئلة الحرجة , لينفك اسار الجبل ...
بينما يسقط الاف القتلى يروون بدمائهم الوديان , فى اللحظة ذاتها  يختلف المثقفون المازومون  حول ( بروتكول ميشاكوس ) ويناقش الساسة والمفكرون المزعومون , الالياذة فى كافتيريات هيئات التدريس , ويتغنى الجميع بالاوديسا  ورحلات جلجامش لايجاد ربط بين مؤسسات المجتمع المدنى فى الخرطوم وسومر العريقة ..يمر الدراويش لحظتئذ بلباسهم المرقع عبر ثقوب الايديولوجيا !..فى كافتيريا ( اتنى )  و( قاع المدينه )  و( ابو جنزير) فى قلب السوق العربى الخرطوم , جوار الجامع الكبير .. ويحتدم السجال فيما اذا كان لابن عربى تاثير على الشعراء المجاذيب , او كون ( مالى ) و( الصونغى )وامارات الساحل محض مؤامرة شيعية !..والى اى مدى تداخلت الازمنه الثقافية , فى بوتقه الصهر . الفرن النازى ( سنار الجديدة )..
كانت مسارب الايديولوجيا تحاصر , البعد فوق الفيزيقى , للكائن المسمى ( جبل مرة )وتلخص المسالة فى حدود الشرط الفيزيقى !..بينما تدلو كافتيريا ( اتنى ) اهم المنابر بدلوها وتتدلى فى الفراغ ........
فالى ( اتنى ) ياتى القلقين .. المتوترين والموتورين الذين لا يستطيعون الاستمرار فى اى عمل, نظرا لحساسيتهم المفرطة , تجاه المضايقات . اذ تجعلهم يشعرون بالحزن والتشاؤم , ما يدفعهم للغربة والاغتراب حيث هم !.. فتدهمهم المنافى بالحنين , ويتاوهون ويغمدون جراحاتهم , اقصى تفاصيل الفجيعة والدمار .. و يمضى الواحد منهم باحساس محارب منقرض .....
انها( اتنى ) السوق اتلافرنجى .. ( اتنى ) العاطلين عن العمل , والمشردين الباحثين عن وطن دفء , فى الخمر البلدى المختلس من خفراء العمارات والنازحين الى غابات الاسمنت , ينزل عليهم الان ( بروتكول ميشاكوس ) كالصاعقة . فيفيقون من سكر دام لعقود طويلة يحلمون بالسودان الجديد !!..
لكنه الالم والرعب فى العيون الخبيئه الكابية , ففى فراغ ( اتنى ) تمر الصور , الذكريات , الاخيلة التى عاشوا لاجلها طيوفا متمزقة  بالاسى والحرمان .....
فيكتب البعض بايحاء السؤال اسئلة اخرى : ( بين مطرقة اليانكى وسندان النازيين السمر ) : احداث ووقائع العذابات اليومية بوحدتها ووحشتها واساها !!..فى الخط الفاصل بين عالمين  لينطوى السؤال على نبؤة الماساة !..
تنهض هنا مساحة خالية , ملاى بالتساؤلات الحارقة , التى يحملها التاريخ السحيق لشعب  البلاد الكبيرة .. شعب الوادى , الذى يتكون فى التمزق الشامل للناس والحياة والوادى ذاته ,, الوادى بطبيعته وناسه واحساساته الغامضة .. الوادى الشاهد على اندثار اجيال ومولد اخرى , بافكارها المتباينه وتطلعاتها المتجددة  عن : الحياة والناس والوجود والمصير والهدف ...
حياة الوادى المتبدلة بناسها , هى حياة السؤال نفسه مذ كان هاجسا فى خاطر الكون , فى لحظة دقيقة تفصل بين عالمين ينهض على ركامهما الوادى , كشاهد على عواصف الطبيعة وزوابع التاريخ !.....
ربما هو اللوذ باليانكى الغرباء , الذين قدموا , رغم انف رائحة التراب وعبق التاريخ , ورغم انف العالم المقهور كله ! .. حماة للسلام وراعين للديموقراطية والتنمية وحقوق الانسان  , كما يزعمون   .. جاءوا كما جاء اجدادهم من قبل . يدعون اخراج الناس من الظلمات الى النور , فغاص الناس فى الظلمالت اكثر فاكثر !..
لم يرفض شعب الوادى والجبال اليانكى , كما فعل الاسلاف منذ وقت بعيد . لم يرفضوهم على الرغم من انهم كانوا يدركون ان اليانكى سياخذون ثمنا غاليا !!..من وجدان الناس وثروات الجبال الغنية واحساسات الارض !..
هذا القبول باليانكى ينطوى على اسئلة محرجة , حول العلاقة بالسلطة الوطنية , منذ غادر الانجليز حتى لحظة تدخل اليانكى لانهاء الحرب الاهلية !.. فمن الموقع الاخر  , فى الغابات يتكررذات الموقف : لم يرفض رجال الغابات اليانكى , سمحوا لهم باقتلاع الاشجار  والحفر عميقا فى باطن الارض لاستخراج الزيت بعد ان ارضوا الفرنسيين , الذين لا تزال الاشواق الديجولية فى السودان الغربى تعمل عملهافىتطلعاتهم العولمية !..
اذن لم يات اليانكى هذه  المرة كرجال منظمات انسانية فحسب , تحارب الفقر والجهل والمرض .. ورجال الغابات يعلمةن ذلك , ويقبلونه بطيب خاطر . فقد اوقف اليانكى الحرب واصبح بالامكان مساءلة الحكومة عن الميزانية العامة للدولة ؟!.. لكن سلطة اليانكى تتمدد لتشمل كل اطراف البلاد الكبيرة المهمشة !..لم يعترض احد على اليانكى فقد اشتغلت بنجاح تام رمزية الغريب , الحكيم : الذى يملا الارض عدلا بعد ان ملئت جورا !!!...........



#احمد_ضحية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المقدمات التاريخية للعلم الحديث...
- النوة.......... قصة قصيرة
- دار فور: ما لا يقتلنى يقوينى 4_4
- نافذة للحنين نا فذة للشجن ....قصة قصيرة
- القاص السودانى عبد الحميد البرنس : الطيب صالح لو عاش فى السو ...
- القاص السودانى عبد الحميد البرنس: الهيئة المصريه احتفت بالتج ...
- على خلفية القرالر 137 فى العراق - الاسلام السياسى قنبلة موقو ...
- دار فور : ما لا يقتلنى يقوينى3_4
- عثمان علي نور / رائد القصة القصيرة في السودان
- دارفور ملا يقتلنى يقوينى 2_4
- كل ما لا يقتلنى يقوينى 1--4
- دار فور: حرب تلد أخرى........
- منال - قصة قصيرة ...
- في ذكرى الأستاذ محمود محمد طه
- الحوار المتمدن .. خط شروع جديد
- السودان : احتمالات السلام واجندة عمل مؤسسات المجتمع المدنى
- العراق : ذاكرة الهنود الحمر .. كم عميق هو الدم !!
- من اوراق الزيتون 2 طارق الطيب
- تخليصات حس طارق الطيب وبعيدا عن الذاكرة السودانية المشتركة


المزيد.....




- رقمٌ قياسيّ لعملة فضية نادرة سُكَّت قبل الثورة الأمريكية بمز ...
- أهمية صاروخ -MIRV- الروسي ورسالة بوتين من استخدامه.. عقيد أم ...
- البرازيل.. اتهام الرئيس السابق جايير بولسونارو بالضلوع في مح ...
- اكتشاف عمل موسيقي مفقود لشوبان في مكتبة بنيويورك
- وزيرة خارجية النمسا السابقة: اليوم ردت روسيا على استفزازات - ...
- الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان الحدث وحارة حريك في ال ...
- أين اختفى دماغ الرئيس وكيف ذابت الرصاصة القاتلة في جسده كقطع ...
- شركة -رايان- للطيران الإيرلندية تمدد تعليق الرحلات الجوية إل ...
- -التايمز-: الغرب يقدم لأوكرانيا حقنة مهدئة قبل السقوط في اله ...
- من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - احمد ضحية - هوامش على دفتر التحولات ..........دارفور والبلاد الكبيرة ........... كتابة