أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نصارعبدالله - أين ذهب البق؟














المزيد.....

أين ذهب البق؟


نصارعبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 2438 - 2008 / 10 / 18 - 04:20
المحور: كتابات ساخرة
    


قال لى أحد الأصدقاء المنتمين إلى الحزب الوطنى : " أنت فى كل ما تكتب تقريبا ، لا ترى شيئا إيجابيا على الإطلاق ...رغم أن الحقبة الراهنة التى نعيشها تحفل بالإيجابيات غير المسبوقة التى لا يستطيع أن ينكرها أحد " ... ولأنى أشعر بأن صديقى هذا قد ظلمنى، فقد قررت أن أعيد نشر واحد من المقالات التى سبق أن تناولت فيها ظاهرة إيجابية جدا أعتقد أن كاتبا مثل الأستاذ سمير رجب أو مثل الأستاذ ممتاز القط لن يجد صعوبة على الإطلاق فى ردها إلى صاحب الفضل فيها، خاصة وأنها قد بدأت تتضح منذ بداية الثمانينات من القرن الماضى ،..(وهو توقيت لا شك أن له دلالته!!)! ... الظاهرة المقصودة هى ظاهرة اختفاء البق ، أماالمقال فهو " أين ذهب البق" ؟ وفيما ياتى نصه : ـ
هل تذكرون البق؟ تلك الحشرة اللعينة المستديرة ذات اللون العسلى والتى لم يكن حجمها يتجاوز نصف حبة من العدس (أبى جبة)، ومع هذا فقد كانت تسبق المشكلات العاطفية والمالية فى أسباب حرماننا من النوم!، ..ربما كانت الأجيال الجديدة لم تعاصر مثلنا تلك الحشرة التى لم يكن يكاد يخلو منها بيت مصرى خاصة فى بيوت الطبقات الفقيرة والمتوسطة، حيث كانت تعشش بين ألواح الأسرة، وفى ثنايا المراتب والألحفة والوسائد، وفى انكسارات الحوائط وزوايا النوافذ والأبواب، وتحت فجوات المقابض وفى ثقوب الأقفال، بل إن منها ما كان يعشش فى زواياالأسقف وأركانها ويظل ساكنا طيلة النهار، حتى إذا أتى الليل وأوى المرء إلى سريره تحركت الواحدة من جيوش البق من مكمنها ثم سقطت من السقف مثل جندى المظلات لكى تستقر بدقة شديدة خلف أذن المرء أو فى قفاه!، ثم تبدأ فى الزحف وهى تصب موادها المهيجة التى تدفعه إلى الهرش المحموم محاولا عبثا أن يظفر بها، ونادرا ماكان المرء يفلح فى ذلك إلا أن يقوم من نومه ويخلع ملابسه ويفتشها بدقة ، حينئذ يعثر عيها وقد اختبأت فى ياقة جلباب أو بيجامة، حتى إذا تخلص منها وعاد إلى رقاده انقضت عليه واحدة أخرى أو اثنتان أو ثلاثة ، فيعاود الكرة مرة بعد مرة إلى أن يصيبه الإعياء فيستسلم مهزوما ويهمد، ويسلم دماءه حلالا مستباحا للبق فى بعض الحالات، أو يظل يقاوم إلى أن يدركه الصباح فى حالات أخرى! ،.. ورغم كل المجهودات التى كان يبذلها المصريون لتخليص بيوتهم من البق إلا أن تلك الحشرة كانت تثبت دائما قدرتها على البقاء والصمود فى مواجهة كل أساليب الإبادة التى كان يشنها عليها الإنسان، بما فى ذلك استخدامه للمبيدات الحشرية بدءا من مادة دى دى تى التى كانت تعد فى أوان اكتشافها فتحا من الفتوحات، ومرورا بالتوكسافين واللينيدين وانتهاء بالبيروسول والأيروسول، وهى جميعها مبيدات لم تفلح إلا فى محاصرة أجيال معينة من البق ، أما الأجيال التالية فقد تحصنت ضد كل تلك المبيدات ولم تعد تعبأ بها ، وبهذه المناسبة أذكر أنى ألقيت ذات مرة ببقة إلى داخل علبة مملوءة بالتوكسافين فظلت البقة تجاهد إلى أن خرجت منها ناجية وراحت تواصل سيرها فى أمان كأن لم يصبها شئ ،.... وفجأة وبدون سبب معلوم، ومع بداية الثمانينات من القرن الماضى بدأ البق يتقلص إلى أن اختفى تماما من سائر البيوت بما فى ذلك بيوت متوسطى الحال والفقراء ، وقد تعاصراختفاؤه مع اختفاء كائنات أخرى مثل طائر الحدأة التى كثيرا ما كانت فى الريف تختطف الطيور الصغيرة من أسطح المنازل بل إنها كثيرا ما كانت تختطف الطعام الذى كان يحمل على الرءوس فى الصوانى من البيوت إلى المناظر لكى يتم تناوله بشكل جماعى فى المناسبات العامة،.. لكم أتمنى وأنا أستعيد ذكرى تلك الأيام ، كم أتمنى أن يفسرلى أحد المتخصصين فى العلوم البيئية أسباب اختفاء البق والحدأة، وعما إذا كان هناك صلة بين الأمرين، أم أن اختفاءهما من مصر فى وقت واحد تقريبا هو مجرد صدفة.



#نصارعبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قرار العفو: الرابح والخاسر؟
- حسنى وعزيزة
- مخدرات بأوامر الكبار
- المصريون يندهشون
- لاصوت يعلو
- ديكورات مجلس الشورى
- أسوار مصر العازلة
- جلال عامر أبو 6
- حتى العميان ...يغشون!
- فلنخسرها ..بشرف!
- البطارسة
- تحية إلى وليم نصار
- الترويج للطوارىء
- عام جديد ...عار جديد!
- سقف فهم بوش
- عن أعراض الأمراض الإعلامية
- الحزبان : الفيسى والفاسى
- تلك الشائعة
- من حكايات المجاعة
- البوكر العربية


المزيد.....




- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نصارعبدالله - أين ذهب البق؟