أمل فؤاد عبيد
الحوار المتمدن-العدد: 2438 - 2008 / 10 / 18 - 05:56
المحور:
الادب والفن
كان الشتاء مازال يفتتح برودته بعزلة من الشعور .. يضغط على الأنفاس بلا مقدمات .. كان حضوره له لذة من نوع خاص .. وشغب الزيارات يفتعل أسباب الانقطاع .. يستقي رنينه الخاص .. لفصل مميز .. ذلك العام كان له شتاء ببرودة الغربة والاغتراب .. في انتفاضة الأقصى .. تراكمت الصور في المخيلة .. وتباعدت اسطر العشاق تنتحب المسافة .. وقسوة الطرقات تنشق عن أسفلتها اللامع .. وهاتف ينقطع عن اتصاله .. مشحونا بالأسئلة .. أذكر جيدا تلك اللمحات والوجوه .. التي كانت ترتمي صرعى نجواها .. بحيرة وألم .. كنت اصمت الدمع في المآقي .. حسرة على مشاهد تتراءى مع بكاء السماء .. وأيدي تعبث في شرخ النفس .. كنت وحدي هناك .. رغم الكثير من البشر .. وأغاني المسرات تشدو الفرحة .. وصوت يأتيني على استحياء من الجمع .. استنطق الضمير للعلني أجد ضالتي في صرخة للبلاد .. أمسك الكتب أتصفح الأرقام .. وأول حروف من السطر .. لعلني استفتح فاتحة خير على الطريق .. فأتراخى الدمع يسيل مني على ضرر.. وحين أصحو على غفوتي .. تأخذني المتاهة في عيون الحضور .. فأوارى اغترابي خلف بصر مشحون .. باستجداء السماء .. لأنهي الخطوة .. بتراجع إلى الرهان .. فيشتعل مني الوريد .. يخرجني أنفاساً حارة .. فيشعلني برقاً .. ولربما رعداً .. لأغيب في نهايات الطريق قبل الأوان ..
#أمل_فؤاد_عبيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟