|
باسم الله الرحمن الرحيم.. لماذا!!؟
كريم كطافة
الحوار المتمدن-العدد: 2434 - 2008 / 10 / 14 - 08:24
المحور:
كتابات ساخرة
كثير هو الكلام الذي نقوله بحكم الاعتياد لا التفكير.. نوع من كلام مسبق الصنع معلب في قوالب جاهزة لا يهمنا من قاله ولماذا.. والمؤكد لا تهمنا عواقب الاستخدام بدليل إصرارنا على الممارسة.. ولعل تلك اللازمة المصرية التي ينهي بها أحدهم كلامه أو كلام غيره بـ: أهو كله كلام..!! هي خير دليل على تفاهة ولا أهمية ما قيل ويقال. كأن وظيفة الكلام هي ملأ فراغات الصمت ولا تترتب عليه تبعات من أي نوع. قبل أسابيع قليلة أنهى نواب البرلمان العراقي معركة حامية الوطيس، أخذت من وقتهم (الثمين) قرابة السنة لإقرار قانون لانتخابات مجالس المحافظات.. وكان أحد ميادينها استخدام ما اصطلح عليه بالرموز الدينية في الدعاية الانتخابية، إذ حرم القانون الجديد على المرشح حزباً كان أو فرداً، استخدام تلك الرموز، على خلفية فهم يقول أن تلك الرموز هي للجميع وليس حكراً على هذا أو ذاك.. كانت المعركة صعبة لأن ثمة من أحال كل وجوده وأهدافه إلى تلك الرموز وهو يجادل بـ: لماذا يحق لهذا أو ذاك التكلم باسم العمال والفلاحين والموظفين والطباخين والنفاخين والعتالين والمصورين ولا يحق لي الكلام باسم الأئمة أهل بيت النبوة (عليهم جميعاً مني السلام).. هل العمال والفلاحون وكل هذا (الخريط) هم أشرف من أهل البيت..!! قيل له أيها السيد اطمئن وخل ببطنك بطيخ صيفي فأهل البيت هم أشرف من هذا (الخريط)، لكن المشكلة الآن، أنهم ميتين ومن الصعب عليك أن تستحصل منهم على وكالة خاصة لتتكلم باسمهم. لكن ذلك الـ(ثمة) كذلك لم يرتدع أجابهم بـ: طيب وإذا كان المرشح هو نفسه رمز ديني لا يهم إن كان من سلالة أهل البيت أو مستأجراً عندهم.. هل سيحرمه القانون من استخدام نفسه..!!؟ ولأن السؤال كما هو واضح صعب وعويص ومفحم لذلك جاء الجواب مرتبكاً وداخلاً في بعضه، قيل له: أن المقصود بالرموز هم الميتين فقط.. أما الأحياء فيُترك أمرهم للوكالة الورقية .. بمعنى إن إستحصلت يا هذا على وكالة الرمز موقعة بإمضائه أو ختمه فلك أن تفعل به ما تشاء.. في كل الأحوال سيكون هو المسئول عنك وعن ما تتفوه به. اعتقد الجميع إلى هنا قد انتهت المعركة. لكن المصيبة أنها مستمرة ولم تنته بعد.. وقد تنبهت أنا العبد الفقير إلى ما لم ينتبه له نواب الشعب ألا وهو: البسملة..!! نعم، حين تبدأ الآية القرآنية باسم الله الرحمن الرحيم.. فأن الأمر منطقي لأن الكلام الوارد فيها هو كلام الله تم الإيحاء به إلى رسوله كما هو مفترض.. وحين تردد في صلاتك بسم الله الرحمن الرحيم كذلك الأمر منطقي لأنك ستقرأ آيات قرآنية جاءت بهذه الصيغة.. وحين تنوي ذبح كبش أو أي داجن آخر باستثناء الإنسان طبعاً.. فأنك تقول باسم الله الله أكبر.. ولا تقول الرحمن الرحيم.. لماذا لأن الذبح أي ذبح هو قربان لله وهو فعل لا يستقيم مع الرحمة.. والآن، أنظروا إلى ما يفعله نواب الشعب العراقي من أصحاب الكتل السمينة وما جاورها، الذين وصلوا البرلمان زحفاً على زحافات سحر الرموز الدينية وبنوعيهم المعمم وغير المعمم: ما أن يبتدأ أحدهم كلامه في مقابلة تلفزيونية أو مؤتمر صحفي أو أي حديث آخر عابر إلا ويقول باسم الله الرحمن الرحيم.. وبعضهم وهؤلاء فقط الصدريون يضيفون إلى البسملة: أعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم..!! في هذه الحالة؛ فأن السامع المتمتع بعقل طبيعي سيفترض أن كل ما سيقوله هذا السيد أو السيدة، هو كلام الله مرسل عبر المتكلم لتوصيل رسالة ما إلى البشر.. بينما الواقع يقول أن المتكلم يتكلم باسم رئيس الوزراء أو مجلس الوزراء أو البرلمان أو رئيس الجمهورية أو حزبه السياسي أو باسمه الشخصي وليس باسم الله... وإلا ما علاقة الله بالمحاصصة وتقاسم الغنائم أو قانون النفط والزفت.. طيب ألا يُحسَب هذا شركاً (والعياذ بالله) من قبل جناب المتكلم بالذات الإلهية لأنه يدعي في كلامه الإلوهية.. وهو إن لم يكن شركاً ألا يكون في أفضل التأويل تجاوزاً على الذات الإلهية بإلصاق كلام باسمها لم تقله.. لماذا هذا التوريط للإله بآراء وتصورات وأحكام وبلاوي هي من صنع البشر.. ألا يرتدع هؤلاء القوم أثابهم الله ويكفوا عن تشويه دينهم أكثر مما هو مشوه الآن على أيدي عصابات وجماعات كلها تتكلم باسم الله وتتوسل مرضاته وقبوله لهم وهم يمارسون ليل نهار أعمال يندى لها جبين الوحوش في أوكارها خجلاً من سلب ونهب وخطف وقتل عشوائي وكذب ودجل ونفاق.. ولماذا يكون العلمانيون أكثر منهم حمية واحتراماً للدين ورب الدين.. على الأقل الواحد منهم إذ يتحدث لا يبسمل بل يتحدث باسمه أو اسم من يمثله.. ألا يكون لهؤلاء العلمانيون كل الحق في نضالهم وسعيهم لتحرير الإله المخطوف من يد الجماعات المسلحة وغير المسلحة وإعادته إلى الناس... هل نحتاج حقاً إلى قانون واضح يتعامل مع الرموز الدينية باعتبارها ثروة قومية كأي ثروة قومية يعود نفعها للجميع في حالة حسن الاستخدام مثلما يعود ضررها على الجميع في حالة سوء الاستخدام..!!؟
#كريم_كطافة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
إلى السيد فؤاد النمري.. مع التحية
-
شيخ ياباني.. شيخ تايواني..!!!
-
فئران الدين إلى أين..!!؟
-
دراجة السيد رامسفيلد..!! (*)
-
إعادة تحوير أمخاخ النساء
-
قبر لكل صحفي..!!!
-
الحاجوز
-
العراق بين ظهر النص وصدره..!!؟
-
من اللثام إلى الشفافية
-
محنتنا مع سارق الأكفان وولده
-
أخيراً.. أحدهم قد خجل
-
بيروكوست وحكايات صدام حسين
-
فاقد الشيء لن يدافع عنه..!!؟
-
كرة الدين في ملاعب المسلمين..!!؟
-
إلى قناة -الشرقية- حصرياً..!!؟
-
عن حكمة إله الدماء...!!؟
-
لا تزعجوهم.. أنهم يتحاصصون
-
تحولات العالس والمعلوس ..!!؟
-
ماذا يحدث في سومرستان وأنباريا!!؟
-
نسخ الله المتكاثرة..!!؟
المزيد.....
-
الجزيرة 360 تعرض فيلم -عيون غزة- في مهرجان إدفا
-
من باريس إلى عمّان .. -النجمات- معرض يحتفي برائدات الفن والم
...
-
الإعلان عن النسخة الثالثة من «ملتقى تعبير الأدبي» في دبي
-
ندوة خاصة حول جائزة الشيخ حمد للترجمة في معرض الكويت الدولي
...
-
حفل ختام النسخة الخامسة عشرة من مهرجان العين للكتاب
-
مش هتقدر تغمض عينيك “تردد قناة روتانا سينما الجديد 2025” ..
...
-
مش هتقدر تبطل ضحك “تردد قناة ميلودي أفلام 2025” .. تعرض أفلا
...
-
وفاة الأديب الجنوب أفريقي بريتنباخ المناهض لنظام الفصل العنص
...
-
شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح
...
-
فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|