أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حياة البدري - الزمن المقيت














المزيد.....


الزمن المقيت


حياة البدري

الحوار المتمدن-العدد: 2432 - 2008 / 10 / 12 - 06:50
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


تغيرت القيم ولم تعد هناك مبادئ، اللاهم كم عندك كم تساوي ومالربح المادي الذي سينجم عن أي خطوة يخطوها الإنسان؟ !!
لم يعد المرء يتحرك من أجل الآخر ويخدم الآخر ويحنو عليه ويحس به ويتحزب من أجل الصالح العام ومن أجل تغيير الأوضاع المأسواية التي تسير بالشعب نحو الانحطاط والفوارق الشاسعة وازدياد الفقر المدقع وانتشاره بشكل أوسع على كافة الخريطة المجتمعية...
فقد تغير المناضل، ذاك الإنسان الذي كنا نعرفه ذاك الإنسان الذي يضحي بالغالي والنفيس من أجل قضية الإنسان، قضية العيش الكريم للإنسانية جمعاء وحفظ ماء وجه الإنسان وكرامته الإنسانية وعدم معاملته معاملة لا إنسانية ...
فأين هم المناظلون وأين هم الحقوقيون وأين هم المثقفون ؟هل الكل تراجع إلى الوراء وهل الكل أخذ عطلة طويلة؟هل الكل شرب دواء النوم الطويل، أم الكل تعرض للإحباط والانكماش والتقوقع على النفس والاكتفاء بالتأمل؟ هل تم إخماد جذوة الغيرة على الوطن وعلى الإنسانية جمعاء لديهم ؟ فمن المسؤول عن انتشار هذا المرض العظال الذي لا ينفع معه دواء ومن الذي أوصلنا إلى هذه الهزيمة الشنعاء؟ ومن الذي اشتغل منذ زمن طويل في غفلة منا، لكي يوصلنا إلى هذه النتيجة المهدمة وإلى هذا الزمن المقيت الذي أصبح فيه المرء وحده ؟ !يتعارك مع الزمن وحده ويجري وحده وكأنه يدور في حلقة مغلقة، محملا بحجر سيزيف مرات ومرات ... فمتى كنا نؤمن أن يدا واحدا تصفق؟ ومتى كنا نؤمن أن امرءا وحده قادرا على تدليل الصعاب وتحقيق كل المطالب ؟...لوحده؟
فمن شتت الشمل ومن زرع التفرقة والشتات ومن أضعف الأحزاب ومن نخرها ووجهها الوجهة المعكوسة وجعلها تبحت عن تحافات لاعقلانية بالمرة، تحالفات ستزعج المناظلين الحقيقيين في قبورهم ...؟ فمن المسؤول عن هذا الزمن المقيت من ؟
ومن تسبب في انتشار الهلوسة واللاتفاهم بين أعضاء الجسد الواحد ومن كان له اليد في وضع بكتيريا الشتات والتفريخ والتكاثر اللاعقلاني واللانفعي للأحزاب؟ فقد أضحى الحزب ينقسم وينقسم... حتى بات يعاني من الضعف...
فمن أضعف ضغط الأحزاب وعمل على تغيير خريطتها السياسية وجعلها تتحالف مع أعداء الأمس والمستقبل مع أعداء أراقوا دم أبرزمناظليها وروادها...؟
وما الغرض من هذا الشتات والإضعاف وإلى أين يسير بنا أصحاب أفكار التقسيم والتفريخ؟؟ وإلى أي تجربة يدفعون بنا؟
الفقر؟ فقد أصبح معظم سكان هذا البلد يلتذع بلظاه ويعاني من ارتفاع المعيشة والغلاء الفاحش ...
الأمية فقد أصبحت الأمية الثقافية جد مخيمة ولم يعد العديد يهتم وأصبح الهم الأكبر هو مادة الحساب ، حساب كيف سيكيف ميزانية الشهر،ماء، كهرباء،طعام ،كريدي ثم الكريدي ... فأي هو الوقت للتثقيف وغسل الدماغ وتطويره ،أيضا لم تعد الدراسة بالكلية كما كانت ! تساعد الطالب على البحث والتفكير واستعمال "الجمجمة " بقدر ما أصبحت المقررات عبارة عن مخذات ووسادات يجب على الطالب ابتلاعها وإرجاعها يوم الامتحان، الشيء الذي ساهم في انتشار النقل بدل العقل، ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل تم تحديد سنوات الدراسة وسيادة نظام تدريسي، يخرج منه العديد من الطلبة بخفي حنين وكأنهم لم يمروا بالكلية ! والأكثر تعقيدا هو تحديد الدراسة العليا فقط في من يحصل على نقط جيدة أما ذاك الطالب الذي لم يسعفه الحظ وانتابته نوبات نفسية يوم الامتحان أو شيء من هذا القبيل... أولا يجيد فن النقل ولم يحصل درجات مطلوبة ورغم شغفه الكبير بالدراسة والبحث والتحصيل بالدراسات العليا ...فليس من حقه ...فيكفيه ذاك المستوى.
فإلى أين سيسير بنا هؤلاء، الذين رموا بنا إلى هذا الزمن المقيت، زمن المصالح والتكالب على المال والسلطة... زمن التفرج على الظلم وعلى الطفل والمرأة والشيخ...وهم يتعرضون للسرقة والضرب المبرح الجرح والاغتصاب من قبل لصوص ومعتدين لم يجدوا أمامهم سوى إخوانهم البؤساء...
نتمنى أن تكون هاته المرحلة مجرد مرحلة عابرة ومجرد حلم مزعج وكابوس عابر، سرعان ما نستيقظ منه ...وتعود المبادئ والقيم الحقيقية والغيرة الكبرى على بني البشر ويستيقظ ضمير المناظل والمثقف...والإنسان الحقيقي للوقوف ضد زحف هذا الزمن المقيت وويلاته...




#حياة_البدري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل أتتك أخبار المحرقة المغربية؟
- هل أتتك أخبار هذه البلاد؟...
- إدا صلح أطفالنا صلحت بلادنا
- لنتحد ضد الخونة والمزورين...
- متى ستنصف المرأة العربية...! ؟؟
- عبدة التفجيرات...گفى حماقات واستهتارا بالحياة...
- متى يستفيق العرب ؟...
- متى استعبدتم الشعوب وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا...؟!...
- أبحرو ولا تتوانوا فهو رهن إشارتكم أينما حللتم وارتحلتم
- الآلة الصهيو أمريكية صناعة التخاذل العربي وصمته المطبق...
- متى سنتحضر ؟...ونركب قطار التحضر؟ ...
- تجارة اللاشرف تقرع أجراس الخطر …
- ثمانية مارس عيد يجب تخليده وتأريخه والزغردة أيضا من أجله ...
- 8مارس عيد يجب تخليده وتأريخه والزغردةأيضا من أجله ...
- بأي حال ستدخل علينا أيها العام الجديد ؟؟ ...
- إلى من يهمهم الأمر، إلى أعداء الحياة
- لنعش حياتنا ...ونتصالح مع دواتنا وفلذات أكبادنا
- حقوق خادمات البيوت بين مطرقة القهر وسياط الظلم ...؟!!...
- إن أسكت قمني واحد فهناك قمنيون ...
- التخمة العربية من أين والى متى ؟


المزيد.....




- -غير أخلاقي للغاية-.. انتقادات لمشرع استخدم ChatGPT لصياغة ق ...
- بالأسماء.. مقاضاة إيرانيين متهمين بقضية مقتل 3 جنود أمريكيين ...
- تحليل.. أمر مهم يسعى له أحمد الشرع -الجولاني- ويلاقي نجاحا ف ...
- مكافأة أمريكا لمعلومات عن أحمد الشرع -الجولاني- لا تزال موجو ...
- تفاصيل مروعة لمقابر سوريا الجماعية.. مقطورات تنقل جثث المئات ...
- يقدم المعلومات الكثيرة ولكن لا عاطفة لديه.. مدرسة ألمانية تض ...
- الجيش الإسرائيلي يستهدف مستشفيي كمال عدوان والعودة شمال قطاع ...
- قلق من تعامل ماسك مع المعلومات الحساسة والسرية
- ساعة في حوض الاستحمام الساخن تقدم فائدة صحية رائعة
- ماكرون يزور القاعدة العسكرية الفرنسية في جيبوتي ويتوجه إلى إ ...


المزيد.....

- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حياة البدري - الزمن المقيت