أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - رفعت نافع الكناني - الأزمة المالية...ولادة لنظام اقتصادي جديد ام أزمة عابرة ؟















المزيد.....

الأزمة المالية...ولادة لنظام اقتصادي جديد ام أزمة عابرة ؟


رفعت نافع الكناني

الحوار المتمدن-العدد: 2430 - 2008 / 10 / 10 - 01:13
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


ان بوادر الانهيارالسريع والمتلاحق للنظام المالي والمصرفي الامريكي وما يتبعة في المستقبل القريب من اثار على مستوى العالم اجمع، يمكن وصفة بأنة اسوأ بكثير مما حصل خلال الازمة الاقتصادية بين الفترة 29-1933 نظرا لضخامة حجم الاقتصاد السنوي الامريكي في الوقت الحاضر، والذي يبلغ ما مقدارة (14) ترليون دولار، بل يمكن ان نصفة بانة يمثل امكانية تغيير او الغاء لمجموعة النظم والاليات التي كانت تسيرة، لغرض ردم الفجوة الكبيرة التي احدثها والعودة لمرحلة التوازن في سبيل اعادة الانتعاش الاقتصادي العالمي . اذن هل يمكن لنا القول بان العالم بحاجة الى نظام اقتصادي جديد ام ان هذة الازمة هي من سمات المجتمع الرأسمالي والتي تحدث بصورة دورية، ويمكن اثبات قدرة هذا النظام على التكيف واجتياز مثل هذة الازمات والصعوبات الاقتصادية.
بعض الاقتصاديين والمحللين يؤكدون بأن عصر الهيمنة الامريكية على الاقتصاد العالمي قد ضعفت، ونحن الان بحاجة الى نظام اقتصادي ومالي جديد، يعززها قول رئيس الوزراء الفرنسي( فرانسوا فيون) ما نصة- ان العالم يقف على حافة الهاوية او تطُبق علية ازمة مالية عالمية تهدد الصناعة والتجارة والوظائف في انحاء العالم.
من هنا يلاحظ ان الازمة الحالية يتوقع ان تؤدي الى نتائج خطيرة منها فقدان الكثير من الوظائف، وعدم القدرة على انجاز المشاريع الاستثمارية في مجال البنى التحتية مثل الطرق والجسور والمباني السكنية والمطارات...الخ، وما يتبعها من صعوبة في توفير السيولة المطلوبة لتمويل القروض القصيرة والمتوسطة الاجل في ظل ازمة الأئتمان الحالية، والتي يروج لها البعض بان اصل المشكلة هي عدم قدرة اصحاب المنازل والقروض من تسديد الديون المستحقة والمستقبلية وما يسيية من فقدان الثقة بين المصارف من جهة، وبين المصارف والمقترضين من جهة اخرى، والذي سيؤدي الى حالة من ركود اقتصادي قوي طويل الامد، قد يؤثر سلبا على دول العالم اجمع، ليشمل مستوى الاجور واسعار النفط الخام والمواد الاولية الاخرى. اذن الحكمة تتطلب ان تتدخل الدولة في الرقابة على المؤسسات المالية والاقتصادية وخاصة في وقت الازمات وكما صرح بة الاقتصادي الانكليزي ( كينز ) بعيد ازمة 1929، بعيدا عن نظرية السوق الحرة والتي تعتمد على الية التوازن التلقائي للسوق . وفعلا اجبرت الحكومة الامريكية على التدخل لانقاذ مؤسساتها المالية من الانهيار، وذلك بتأمين مبلغ (700) مليار دولار لدعمها، وهذا ما حدا بوزير الخزانة الامريكي ان يحث الكونغرس الامريكي في الاسراع بتمرير خطة الدعم لمواجهة الازمة وان الدولة ستبذل المزيد من الجهود لزيادة رأس المال المتوفر للقروض العقارية الجديدة وأن تكون لة سيطرة على حجم
العمالة والاستثمار، حيث ستقود هذة السيطرة او الاشراف الى نوع من التنظيم الاقتصادي ونوع من قضايا ملئ الفراغ للانفاق على الاستثمار، وتعتبر تلك الاجراءات نوعا من سياسة تدخل الدولة في منع او التخفيف من الازمات الدورية التي تصيب النظام الرأسمالي. أي ان الدول التي تتعرض لمثل تلك الهزات الاقتصادية لا يمكن ان تقف امامة ساكنة او مكتوفة الايدي، وأنما تتخذ بعض التدابير وألاجراءات للحد منها، ومنعها من التطور نحو ابعاد خطيرة تهدد الاقتصاد برمتة .
ويشكك كثير من الخبراء من نجاح خطة الانقاذ المالي لشراء الديون الهالكة في المصارف المتعثرة والتي يرجح المختصون بأن خطة ال 700 مليار دولار ربما تؤدي لانقاذ بعض المؤسسات المالية المحتضرة الا انة لا يمكن وفق هذا التدهور الكبير الذي ظهرت بوادرة جلية على اقتصاديات اوربا بل تعداها بتاثيرة الى الاسواق الاسيوية، ان يجد حلا يعتمد على شراء الديون المستحقة والمشكوك في امكانية تحصيلها من تلك المؤسسات والبنوك... في حين يرى الرئيس الامريكي جورج بوش ان خطة الانقاذ والتكلفة التي يتحملها دافع الضرائب الامريكي تبقى افضل من خيار فقدان الوظائف على نطاق واسع وانهيار صناديق التقاعد،
في حين يرى البعض الاخر ان دافعي الضرائب سيدفعون ثمنا كبيرا لسياسة البنوك والمؤسسات المالية الامريكية والتي تتصف بالفساد وعدم ضبط الرقابة وقلة المحاسبة لادارات تلك المؤسسات. فالضرائب التي يدفعها الامريكي وجدت اصلا لتنفيذ مشاريع متنوعة تعود لمنفعة وخدمة هذا الفرد لا ان تدفع لشراء ديون لمصارف كانت تدار من قبل مدراء مغامرين ، همهم الاول الحصول على اجور وامتيازات ومخصصات عالية جدا بالرغم من الظروف الصعبة والحرجة التي تمر بها مؤسساتهم ..
في حين يرى خبراء ومختصون في هذا الشان، ان اسباب الازمة المالية العالمية، والتي بدأت بوادرها من فترة ليست بالقصيرة، هي نتيجة عوامل وأسباب عديدة ومنها ، سياسة البذخ والاسراف التي تتبعها الحكومة الامريكية مما شجعت المواطن على التمسك بسياسة الاستهلاك المبالغ واتباع نموذج الرفاة الاقتصادي وخير تعليق بهذا الخصوص ما صرح بة المعلق الاقتصادي لمجلة نيوزويك، من ان الامركيين ينفقون اكثر مما يملكون. وما تنفقة الولايات المتحدة من نفقات عسكرية ضخمة لقواتها في العراق وافغانستان ومناطق اخرى من العالم وما تتطلبة تجاربها النووية والفضائية من مبالغ كبيرة، حيث ان مقدار ما صرفتة على برنامجها الفضائي (شالنجر) اكثر من ( 600 ) مليار دولار، اضافةلارتفاع اسعار النفط الخام وانهيار سعر صرف الدولار مقابل اليورو والين، وما يسببة الفساد الاداري والمالي لمدراء البنوك والمؤسسات المالية، والسياسة التي تتبعها الدولة والبنوك بمنح قروض عقارية لبناء المساكن الفخمة او شراء العقارات وباسعار عالية غير حقيقية لم يتمكن المواطن من تسديد اقساطها مما ادى الى انهيار البنوك المانحة، وهناك من يرى ان التقلبات في معدل الاستثمار هي السبب في اصل المشكلة، أي ان التقلبات هذة هي نتيجة التغيير الذي يحدث في هبوط مستوى الارباح العائد الى تلك المؤسسات والبنوك (مستوى الكفاءة الحدية لرأس المال) نظير وضعها القروض في مجالات الاستثمار والتمويل.
ولكن بالرغم من هذا التشاؤم الحاد من نتائج الازمة المالية التي تعصف بالاقتصاد الامريكي وما تسببة من اضرار اقتصادية ومالية على اقتصاديات الدول الاخرى وما نتج عنة من خسائر مادية كبيرة ادت الى انهيار مؤسساتها المالية والمصرفية ، الا ان بعض الاقتصاديين والمحللين الستراتيجيين يرون بان الأزمة الحالية ربما تكون مفيدة ونافعة على مسيرة الاقتصاد العالمي في المستقبل ... حيث يرون ان قطاع المال والبورصات قد اتسع اكبر من حجمة الطبيعي وبصورة مذهلة وسريعة وحقق ارباح خيالية في فترات زمنية قصيرة ، مما شجع المستثمرين للدخول في هذا الميدان، والابتعاد عن القطاعات الاقتصادية السلعية، كالقطاع الصناعي والزراعي نظرا للتكاليف الباهضة لانتاجها ، وما تلاقية تلك المنتجات في اسواق العالم الاخرى من منافسة ، تحد من تحقيق الارباح المجزية اضافة للقوانين الكمركية التي توضع امامها وما تسببة تلك القوانين من صعوبة الانتقال بين حدود الدول المختلفة... بينما يلاحظ ان قطاع المال والبورصة يحقق ارباحا كبيرة للمستثمرين وبسهولة ، اضافة لسرعة وسهولة انتقال الاموال بين الدول عبر الاسواق المالية والبورصات وبآلية سهلة من خلال الثورة الرقمية والمعلوماتية والطرق الاخرى في الاتصالات السريعة والرخيصة. اذن الخسائر المؤلمة للمستثمرين في هذا الميدان حاليا، ربما تؤدي للاتجاة نحو القطاعات الاخرى، ويجب على الدول التدخل لتوجية الاستثمار للوجهة التي تقوي اقتصاد البلد وتنمي قطاعاتة المختلفة واحداث التوازن المفقود بين القطاعات التنموية المختلفة، أي ان يكون هناك توجهة في السير نحو مبدأ ( تحقيق التناسب ) في تقسيم الاستثمارات بين القطاعات الانتاجية من جهة وقطاع المال من حهة اخرى، لغرض تحقيق التوازن المطلوب في مجالات الاستثمار وتقليل التداخل والاضطراب...خاصة وان الاقتصاد الامريكي يملك من عناصر القوة ما يمكنة من احتواء هذة الازمة، وما يمتلك من شبكة كبيرة من الشركات والكارتلات العملاقة يمكنها من العمل والتعاون المشترك في المجال الاقتصادي والمالي والتجاري يمتد لاغلب دول العالم الصناعي في اوربا واسيا والدول المصدرة للنفط وما تملكة من امكانيات مالية هائلة، تستطيع ان تتحمل الخسائر التي تحدث بين فترة واخرى من فترات الكساد المؤقتة...حيث ان العوامل الاقتصادية في تطور مستمر وتغير وحركة دائمة لا تعرف الجمود والسكون...



#رفعت_نافع_الكناني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفرهود... ثقافة شعب ام ردة فعل ضد الدولة
- حرب القوقاز...هل هي مؤشر لميزان قوى جديدة !!
- شظايا حلم
- رفقا...بوزير الكهرباء
- الأستخدام الأمثل للمياة المتاحة...والطريق نحوالتنمية الاقتصا ...
- ليلةالأمس
- سياسة التعليم في العراق واساليب تطويرها وتحديثها
- الدكتور احمد الجلبي ...والانتخابات القادمة !!
- السياسة الدولية ...وتأثيرها على مستقبل الموارد المائية
- ظاهرة تشغيل الاطفال والاحداث...ومسؤولية المجتمع الدولي لحماي ...
- التعداد السكاني مشروع وطني كبير ...يحتاج الى دراسة متأنية
- نانوعمرو موسى ...وجنجويد البشير
- الشهيد حازم العينة جي ...وضريبة الموقف الحر
- ثورة 14 تموز ومسلسل اضطهاد الشيوعيين العراقيين
- الاتفاقية العراقية الامريكية...الامن والاقتصاد والسيادة
- تلوث البيئة الاسباب والمعالجات


المزيد.....




- سعر الذهب صباح اليوم السبت 23 نوفمبر 2024
- أكبر محنة منذ 87 عاما.. -فولكس فاغن- تتمسك بخطط إغلاق مصانعه ...
- صادرات روسيا إلى الاتحاد الأوروبي تجاوز 3 مليارات يورو لشهر ...
- ترامب يرشح سكوت بيسنت لمنصب وزير الخزانة
- عمل لدى جورج سوروس.. ترامب يكشف عن مرشحه لمنصب وزير الخزانة ...
- وكالة موديز ترفع التصنيف الائتماني للسعودية بفضل جهود تنويع ...
- موديز ترفع تصنيف السعودية وتحذر من -خطر-
- ارتفاع جديد.. بتكوين تقترب من 100 ألف دولار
- -سيتي بنك- يحصل على رخصة لتأسيس مكتب إقليمي له في السعودية
- بوتين يأمر بإنتاج كميات كبيرة من السلاح -الذي لا يقهر-


المزيد.....

- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - رفعت نافع الكناني - الأزمة المالية...ولادة لنظام اقتصادي جديد ام أزمة عابرة ؟