أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عماد علي - الفتاوى الدينية و الازمات السياسية














المزيد.....

الفتاوى الدينية و الازمات السياسية


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 2430 - 2008 / 10 / 10 - 09:58
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بين فينة و اخرى نسمع فتاوى عدة صادرة عن الشيوخ و علماء الدين حول مواضيع عديدة سوى كانت سياسية او فكرية او اقتصادية او ثقافية ، و لك منها ذو اهداف و اغراض متنوعة تنبع من المصالح المتعددة لاصحاب شؤون متفاوتة من البلدان و تتحمل كل فتوى تاويلات و تفسيرات متعددة و اكثرها مبهمة للمجتمع و عامة الشعب و الطبقات امسحوقة بشكل خاص.
لكون اصحاب العقول و الايديولوجيات الدينية لا يفصلون بين الدين و الدولة ،لذا فان اي قضية تخص العباد و ما حوله تعتبر من صميم فكرهم ، ولو حسبنا المواقف و القضايا الانية فان غرض اي فتوى يكون معلوما ومن وراءها و لمنفعة من، و منها ما تكون خاصة بالقوا نين و الشريعة و اغلبها تصدر عندما تكون هناك ضغوطات على المعنيين للاصلاح فيما يمس مصالح اولياء الامور و اصحاب الشؤون و الفخامات العليا، و لابد ان تلقي و تحصل على حجج و اعذار و افرة من اجل تثبيت القول و تشريعه و ضمان فعاليته المباشرة على عموم الشعب و خاصة الطبقات الدنيا.
فان كانت الايات العديدة في المصحف ، و الاحاديث المعتبرة تتحمل الكم الهائل من التاويلات و التفسيرات فان الفتاوى تكون حتما منحازة لعقلية و فكر صاحبها و مصلحته و ايمانه و معتقداته، و ان غطت بهالة كبيرة من الشرح و التفسير الا انها في المضمون تنعرج نحو ما مقصود من ورائها ومن اصدارها و تحديد الهدف، و كلنا على العلم بان اختيار الاوقات الملائمة لاصدار العديد من الفتاوى دليل على الاغراض و الاهداف الذاتية او السياسية البحتة منها، و من لديه سلطة الحل والربط يطلق العنان لافكاره و ما يبديه من المواقف الى التصريحات الدينية على هيئة فتاوى سياسية او بتالعكس تماما، و ينتشي المفتون ان احسوا بتاثيرات و ابعاد و انعكاسات فتواهم لحد الافتخار بالنفس و النظرة الى عامة الشعب من العلو، و مشاهدة المستضعفين صغار المغلوبين على امرهم.
هنا لابد ان نذكر ان الفتاوى ام ايديولوجية او سياسية او عقيدية فكرية محصورة بفئة معينة او طيف ما او دينية عامة و لكن غير متفق عليها من الاطراف ، و كل حسب مصادرها المختصة و ينبع و يصدر من المؤسسات المختلفة في المعمورة. و كثيرا ما نشاهد فتاوى كثيرة و من مصادر مختلفة لقضايا بسيطة و غير هامة للشعب بشكل عام و لكنها مهمة للطبقة العليا او الحاكمة و اصحاب السمو و تمس بمصالحهم بشكل مباشر و هي في الشكل و المضمون تافه لحد بعيد و لو تعمقنا بتفسيرها علمياو بشكل واضح من كافة جوانبها.
يجب ان لا يخفى على احد متطلبات الظروف العالمية و ابعاد الصراعات الحضارية المتعددة و احتكاكاتها و مؤثراتها على الجميع، من الناحية السياسية الاقتصادية ، فيسخر المصدر الفكري العقيدي من اجل اغراض اخرى و لضمان استمرارية الوضع المناسب و لصالح المتنفذين على الدوام ، و لعل كثرة و اختلاف الفتاوى حول قضية واحدة دليل على الدوافع المستورة وراء كل منها و الهدف المنشود في اطلاقها ، و لو تعمقنا كثيرا في نوع و اتجاه و منبع اية فتوى تكشف كثيرا من الاهداف و ما المراد من تحديد كل منها و اختيار الوقت لاصدارها.
و ان كانت اية فتوى غير انية و صادرة لاهداف استراتيجية دينية و عقيدية بحتة ، لابد ان يكتشف مل ورائها ، هل هي من اجل الاستقامة و المصالح العامة كما يدعي اصحابها ام كرد فعل لاعمال و افكار او نكاية بمعتقدات و مباديء عقيدية مقدسة اخرى و على الجانب الاخر.كما هو في السياسة ، حتى المصادر تختار من الجهات العليا و حسب المستوى المراد من بيان تاثيرها ، و كانها قضايا سياسية او ترتيب ارضية مرادة لعمل دبلوماسي سياسي مجرد و ليست مبنية على المصادر الالهية المقدسة، و لذلك نشاهد منها ما تكون معتدلة في الفعل و التعبير و اخرى متشددة و حسب الطلب، و الهدف هو الصراع و متطلباته و من الفتاوى التي تخلق الازمات و هي التي تفرض ابداء المواقف و تحديد الاراء و توجيه الموالين لاغراض سياسية و مصلحية و باسم الدين او المذهب او العقيدة.
انني هنا لا يخامرني اي شك في ان النوايا لاتي تعتمد عليها السادة الكرام في الافتاء و هي مخططة ومن وراء الستار ، و لا يهم من يتضرر او الضحايا نتيجة اية فتوى و انما المصالح الذاتية هي العمل الحاسم و بالاخص السياسية الاقتصادية و كثيرا الشخصية في كيفية و نوعية اصدار و دعم اية فتوى ، و لا ننسى ان هناك من الظروف العامة التي تمنع بعض الجهات من الافتاء المباشر حول بعض القضايا العالقة، او المشاكل العالمية ، فهناك الخط الثاني او من هم وراء الستار وهم المواين و بشكل غير مباشر ، و يعملون و دائما هم تحت الطلب في اي وقت و ان، و به يفيدون الاسياد و يتضرر من يعارض بكل الوسائل لحد السيف و القتل، و على الرغم من ذلك لا يتحل المستفيدون اية عوارض او توابع او انعكاسات لها و هم يخرجون من اية ازمة تخلق من اية فتوى كالشعر من العجين سالمين معافين.
لنكن صريحين اكثر، و على الاعتبار ان هذه القضية تهم الجميع و تمس المستضعفين اكثر لنكشف المستور بكل حيادية و بدلائل موثوقة، و عليه يجب تعاون كافة القوى لتحديد المواقف و اعلان ما يضع حدا لهذا العمل و تاثيراته النباشرة ، و لقطع الطرسق امام هذه الافعال لابد من اتباع الخطط والعمل المشترك من اجل نشر الثقافة العامة والمؤمنة بالحياة التقدمية و المستندة على القوانين و الشرائع و الدساتير الوضعية، و قبل اي شي لابد العمل و النضال من اجل فصل الدين عن الدولةو الذي هو الخط الفاصل من حيث اقرار القوانين و التطبيق ، و من ثم التوعية بكافة الوسائل و الطرق للتثقيف العام من اجل تقليل التاثيرات المباشرة لهذه الفتاوى على الجميع و بالاخص الطبقة الكادحة ، وحصرها على رجال الدين و وضع الدين في مكانه الخاص كعمل خلص بالفرد و يجب ان يعطى الحرية له في ما يعتنق او يؤمن، ووخير عمل في هذا الطريق هو الاصرار على ضمان العدالة الاجتماعية و المساواة احترام القانون .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جوهر نضال الطبقة الكادحة يكمن في الالتزام باليسارية الواقعية
- الافكار الضيقة لا تساهم في علاج الازمات الخانقة في العراق
- الاعلام الحر ومخاوف سلطة اقليم كوردستان العراق
- اقليم كوردستان العراق و الثقافة التنموية
- الشعب العراقي بين الدعوة و العودة
- اقليم كوردستان العراق بحاجة الى فلسفة الحكم العلماني و الشفا ...
- ماذا بعد اقرار قانون انتخابات مجالس المحافظات في العراق؟
- كادحو كوردستان العراق بحاجة ماسة الى اتحاد القوى اليسارية (7 ...
- كادحو كوردستان العراق بحاجة ماسة الى اتحاد القوى اليسارية( 6 ...
- كادحو كوردستان العراق بحاجة ماسة الى اتحاد القوى اليسارية (5 ...
- كادحو كوردستان العراق بحاجة ماسة الى اتحاد القوى اليسارية (4 ...
- كادحو كوردستان العراق بحاجة ماسة الى اتحاد القوى اليسارية (3 ...
- كادحوكوردستان العراق بحاجة ماسة الى اتحاد القوى القوى اليسار ...
- كادحو كوردستان العراق بحاجة ماسة الى اتحاد القوى اليسارية (1 ...
- متى يستقر الفكر التسامحي في عقليتنا
- هل استفادت امريكا من افتعال ازمة القوقاز؟
- هل تسليح الجيش العراقي يعيد السلام و الامان الى الشعب؟
- دور القادة في مهزلة السياسة العراقية
- افتعال ازمة خانقين امتداد لازمة كركوك بوسيلة اخرى
- الاستناد على الاخلاق و المباديء في السياسة و التحزب


المزيد.....




- كفن المسيح: هل حسم العلماء لغز -أقدس- قطعة قماش عرفها التاري ...
- هاري وميغان يقطعان الدعم عن منظمة إسلامية لسبب صادم!
- يهود بريطانيون يدينون حرب غزة ومنظمة أميركية تطالب بوقف تسلي ...
- عراقجي يسلم بوتين رسالة قائد الثورة الاسلامية
- شوف الجديد كله.. طريقة تثبيت تردد قناة وناسة وطيور الجنة ورج ...
- ‌‏وزير الدفاع السعودي: التقيت قائد الثورة الاسلامية بتوجيه م ...
- المسيحيون يحتفلون ببدء أسبوع الفصح من الفاتيكان إلى القدس
- روسيا ترفع حركة طالبان من قائمة المنظمات الإرهابية
- عيد الفصح في بلدة سورية تتحدث لغة المسيح: معلولا بين ندوب ال ...
- ماما جابت بيبي..أضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي الفضائية على ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عماد علي - الفتاوى الدينية و الازمات السياسية