أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سعاد خيري - دماء فتاة الجسر تستصرخ اخواتها العراقيات لقبر اتفاقية الاستعباد الامريكية احياء لاتفاقية بورتسموث














المزيد.....

دماء فتاة الجسر تستصرخ اخواتها العراقيات لقبر اتفاقية الاستعباد الامريكية احياء لاتفاقية بورتسموث


سعاد خيري

الحوار المتمدن-العدد: 2429 - 2008 / 10 / 9 - 09:26
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


اقتحمت في 22/1/1948 فتاة عراقية بعمر الورد الجسر الذي حوله رصاص ادوات الهيمنة البريطانية على العراق الى سعير متقد ارهب المتظاهرين الذين خرجوا ليدكوا صرح المستعمرين وادواتهم . وتعالت اصواتهم مطالبة ليس بقبر اتفاقية بورتسموث التي تهدف لادامة الاحتلال البريطاني عشرين عاما اخرى، قبل انتهاء امد اتفاقية 1930 فقط، بل وباسقاط الحكومة التي ابرمتها. فقد نصب النظام الملكي التابع الرشاشات على مداخل الجسر ومخارجه لمنع التقاء جماهير الكرخ والرصافة في ذلك البحر الصاخب الذي يهدد باكتساح الاحتلال وادواته. ولم تتورع حتى عن استخدام منائر الجوامع لتنصب فوقها الرشاشات لتحصد الجماهير . موقف رهيب امام الموت المحقق فارتجت صفوف المتظاهرين وفي لحظة تاريخية حسمت الموقف بهيجة. وشهد الجميع الاشعاع الجبار الذي احدثه اختراق جسدها لجدار النار الذي اغلق مدخل الجسر، فحول كل متظاهر الى سهم جبار يخترق الجسر . هرب الاتباع وخرست الرشاشات . والتقت الجماهير من جميع اطراف بغداد وانطلقت تدك معاقل الاحتلال ومركزه الثقافي ولم يهديء غضبها سوى اعلان الحكومة في ذلك اليوم بالغاء معاهدة بورتسموث وسقوط وزارة صالح جبر التي وقعتها. وهكذا سجلت فتاة الجسر بدمائها ذكرى انتفاضة كانون 1948 كتجربة تاريخية رائدة لشعبنا ودورا بطوليا رائعا للمرأة العراقية لا يمكن ان تشوهه اليوم صور النسوة الانتحاريات اللاتي تدربهن قوات الاحتلال او اللاتي يرغمن من قبل الارهابيين تحت التهديد بالموت او قتل اعزائهن على اقتراف جرائم بحق ابناء شعبهم .
ان المثل الذي قدمته فتاة الجسر ليس فريدا في تاريخ المرأة العراقية حتى في يومنا هذا . فالمرأة العراقية عبر التاريخ تقدم التضحيات وتقتحم صنوف الموت من اجل تحرير الوطن . فكان صوتها مدويا في ثورة العشرين ودورها بارزا في دعم رجال الثورة رغم كل ستر التخلف والجهل والاستعباد. وتطور وعيها مع تطور الحركة الوطنية واقتحمت جميع مجالات العلم والمعرفة رغم كل العوائق التي وضعها المحتلين عبر ادواتهم من رجال الدين المزيفين ودعاة حماية التقاليد . وانشأت منظماتها المدافعة عن حقوقها في الثلاثينات من القرن الماضي . واسست اول ارتباطاتها الخاجية، بارتباطها بالمنظمات النسوية العربية . وكان للحرب العالمية الثانية والنصر الذي حققه الاتحاد السوفيتي على الفاشية وتحريره للبشرية من ظلامها تأثيره على رفع وعي المرأة العراقية بارتباط تحرر وطنها وتحررها كامرأة بتحرر البشرية من الظلم والاستعباد. وجاء تأسيس رابطة الدفاع عن حقوق المرأة عام 1952 اول انطلاقة لها الى ميدان النضال العالمي ضد الامبريالية العالمية التي تسهم في استعباد شعبنا ومن اجل السلام العالمي الذي تخرقه الامبريالية العالمية لحل ازماتها ومد هيمنتها. وبرز دورها في جميع انتفاضات شعبنا وسجلت في ثورة 14/تموز/1958 اروع الملاحم في انتصار الثورة وفي الدفاع عنها وعن مكاسبها وفي النضال من اجل تطورها. وحققت اعظم الانجازات في تاريخها، تشريع قانون الاحوال الشخصية الذي حرر نصف المجتمع العراقي من قيود القرون الوسطى واطلق طاقاتها لبناء الوطن ، وليترسخ في وعي الاجيال الترابط المتين بين تحرير الوطن من الاحتلال وادواته ونيل المرأة حقوقها.
ارتعب الامبرياليون من هذا النهوض الجبار لشعبنا بنسائه ورجاله وسائر مكوناته القومية والدينية الذي استطاع في فترة وجيزة من عمر الزمن، خمس سنوات ان يعصف بقيود سياسية وعسكرية واجتماعية وفكرية حرصت الامبريالية البريطانية على تكبيل شعبنا بها خلال نصف قرن . اهوت بنظام ملكي تابع واتفاقياته ومعاهداته وعصفت بحلف بغداد العسكري وبالنظام الاقطاعي وقانون دعاوى العشائر وباكثر ما كان يكبل المرأة العراقية من قوانين وتقاليد بالية . ويحتفظ التاريخ وذاكرة من عاصرها بصور رائعة لا تمحى.
وفي غمرة نصف قرن من المؤامرات والانقلابات العسكرية وتنصيب افضع دكتاتوريات العالم والحروب والحصار والتجويع والتقتيل باخطر اسلحة الابادة استطاعت الامبريالية الامريكية احتلال العراق. وفي غضون خمس سنوات دمرت خلالها انجازات قرون وسلبت شعبنا كل ما تبقى من حقوق ناضل سنوات من اجل تحقيقها بما فيها حق الحياة. وعمل على تمزيق وحدة الشعب العراقي على اساس قومي وطائفي ولم يغفل التمييز ضد المرأة لشل نصف الشعب عن النضال . فاذا اوغل في قتل الرجال بكل انواع الاسلحة الفتاكة، فقد اوغل في قتل المراة البطيء المعذب . بتحميلها كل نتائج جرائمه من الثكل والترمل ورعاية الايتام في ظروف اقسى اشكال التمييز ضدها في العمل والدراسة فضلا عن فقدان فرص العمل للجميع وتاجيج كل وسائل وادوات اضطهاد المرأة وسلب حريتها بل وحقها في الحياة فاباحت قتلها واغتصابها والتمثيل بجثثها والغاء قانون الاحوال الشخصية دستوريا تحت شعارالديموقراطية وتقنين مساهمة المرأة في صنع القرار !! فما اغرب صورعراق اليوم بدماره ووضع نسائه واطفاله عن عراق ثورة 14/تموز بانطلاقته الجبارة بسواعد ابنائه ونسائه ورعاية اطفاله .
واليوم تعمل قوات الاحتلال الامريكية بكل ما تمتلك من وسائل ابادة وتدمير من اجل تشريع الاحتلال وادامته من خلال عقد الاتفاقية الاسترقاقية أي ادامة كل هذا التدمير والظلم والاستعباد الذي يعانية شعبنا عامة ونسائه واطفاله خاصة .
فاين انتن يا اخوات فتاة الجسر من النضال لقبر الاتفاقية الاستعبادية والمساهمة الفعالة في مقاومة الاحتلال وتحرير الوطن، الضمان الوحيد لتحريركن من جميع اشكال التمييز والاستعباد. فاقتحامكن ميادين النضال الجماهيري الفعال يفجر طاقات جميع فئات الشعب وينهي التردد والصبر على القهر.ولتسجلن في انطلاقتكن انطلاقة شعبنا الجبار واروع انتصاراته .



#سعاد_خيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الادارة الامريكية تستنفر ادواتها المتهرئة لتركيع شعبنا جلاد ...
- الشهرستاني يبيع حاضر ومستقبل العراق في مساومة امريكية ايراني ...
- الازمة العامة المحتدمة للراسمالية تعيد الثقة بالماركسية وطني ...
- حرمان البشرية من ترليونات الدولارات من احتياطيات الشعب الامر ...
- الراسمالية المحتضرة تخنق البشرية بازماتها في غياب القيادة ال ...
- من اجل استعادة الحركة الطلابية واتحادها العام لدورها الطليعي ...
- انجازات وحقوق الطبقة العاملة العراقية رهن بالتحرر من الاحتلا ...
- الالوسي يسبق اقرانه في كشف وتنفيذ احد بنود الاتفاقية الاستعب ...
- رفض الاتفاقية الاستعبادية دعم للتحدي العالمي للهيمنة الامريك ...
- بوش يمضي في ابادة الشعب العراقي ويراهن على دعم احزاب سياسية ...
- الخطوة الاولى لانقاذ شعبنا: استعادة الهوية الطبقية للحزب الش ...
- تصاعد مهمة ادوات الاحتلال في خلق مختلف المشاكل لاشغال الشعب ...
- قتل قوات الاحتلال للرفيق كامل شياع تحذير لقيادة الحزب الشيوع ...
- لتنهض الطبقة العاملة العراقية بدورها الطليعي في النضال ضد ال ...
- التوقيع على الاتفاقية الامنية مع المحتلين مساهمة بما اقترفوه ...
- الاتفاق بين المالكي وبوش على ادامة الاحتلال بربط الانسحاب بم ...
- ليس دفاعا عن البشير وامثاله وانما المطالبةاولا بمحاكمة اعتى ...
- لنحفل بذكرى ثورة14/تموز بتصعيد جميع اشكال مقاومة الاحتلال وا ...
- نصف قرن وثورة 14/تموز تستنزف طاقات الامبريالية الامريكية دون ...
- استحضار ملاحم شعبنا المحتدمة هذه الايام يؤجج طاقات شعبنا لاج ...


المزيد.....




- خبراء عسكريون يدرسون حطام صاروخ -أوريشنيك- في أوكرانيا
- النيجر تطالب الاتحاد الأوروبي بسحب سفيره الحالي وتغييره في أ ...
- أكبر عدد في يوم واحد.. -حزب الله- ينشر -الحصاد اليومي- لعملي ...
- -هروب مستوطنين وآثار دمار واندلاع حرائق-.. -حزب الله- يعرض م ...
- عالم سياسة نرويجي: الدعاية الغربية المعادية لروسيا قد تقود ا ...
- إعلام: الجنود الأوكرانيون مستعدون لتقديم تنازلات إقليمية لوق ...
- مصر.. حبس الداعية محمد أبو بكر وغرامة للإعلامية ميار الببلاو ...
- وسائل إعلام: هوكشتاين هدد إسرائيل بانهاء جهود الوساطة
- شهيدان بجنين والاحتلال يقتحم عدة بلدات بالضفة
- فيديو اشتعال النيران في طائرة ركاب روسية بمطار تركي


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سعاد خيري - دماء فتاة الجسر تستصرخ اخواتها العراقيات لقبر اتفاقية الاستعباد الامريكية احياء لاتفاقية بورتسموث