|
فوائد الفساد 1
جهاد علاونه
الحوار المتمدن-العدد: 2429 - 2008 / 10 / 9 - 00:08
المحور:
كتابات ساخرة
أحيانا نكون بأمس الحاجة لشخص مفسد ولكننا لا نجده! كما حدث معي اليوم في دائرة الأراضي الأردنية ,فلقد بحثت كثيرا عن مفسد واحد ولم أجده,لذلك تعثرت مسألتي جدا ورجعت لبيتي حزينا أجر أذيال الخيبة ورائي . وأحيانا إذا بحثنا عنه جيدا نجده بإنتظارنا ..وأحيانا يتأخر في الظهور.. وأحيانا نجده قد تاب وآمن وعمل صالحا وقال إنني من غير المفسدين فلعنة الله على الفساد والمفسدين .
وأحيانا نكون بأشد الحاجة لوجود فساد كبير في أجهزة الحكومة ولكن المفسدين يخافون من الظهور وأحيانا يطلبون أجور أكبر!! حتى أن بعض الحكومات تبحث أحيانا عن أشخاص مفسدين لإشغار بعض المناصب ويكون فسادهم مثير وله فوائد على الحكومة والمواطن . أنا لا (أتمصخر _أتهكم )ولكنني فعلا أبحث عن مفسدين في بعض الأحيان ولا أجدهم من أجل تقديم خدمة إنسانية لي أو لغيري .
إن الفساد بكل أشكاله وألوانه من الصعب حصره وهنالك أعمال خيرية يطلقها أصحابها من أجل مساعدة الناس بطرق فاسدة جدا وهي بالأصل أعمال خيرية ولكنها في حقيقتها هي أعمال فاسدة جدا تفسد المجتمع العربي وغير العربي فساد الروح في الجسد. تلك الأعمال من الممكن أن تكون ذات محسوبية على الأقرباء لبعضهم البعض قرابة الدم مثل العشيرة والمناطق التي يخدمها بعض النواب وفي الأصح هي (الواسطة والواسطات ).
والفساد الذي دخل الجسم العربي وكاد أن يقض بمضجعه هو فساد كبير جدا وحجم الموآمرة كبير جدا والحرب على الفساد يشبه إلى حد قريب إعلان الحرب على الإرهاب قبل بدأ الحرب على الإرهابيين أنفسهم .
فمحاربة المفسدين لا يحل مشكلة الفساد رغم أنه يحل أحيانا مشكلة فرعية وليست كلية فالمسألة مسألة نوع ومسألة كيف وليست مسألة كم . فالمفسدون كثر ولكن الفساد أكثر من كلمة المفسدين أنفسهم أي أننا يجب أن نعلن الحرب على الفساد وليس على المفسدين فسجن المفسدين الصغار لا يحل مشكلة المفسدين الكبار وزج الصغار بالسجون لا يعني القضاء على رأس الجسد الفاسد فالجسد الفاسد يجب أن يقطع وأن يفصل عن الجسم بكامله . إن كلمة الفساد أكثر إثارة من كلمة المفسدين الأوائل أو الجدود المأسسين للفساد في العائلات الفاسدة وفغي المجتمعات الفاسدة إجتماعيا وماليا وسياسيا . وحجم المشكلة كبير ومن المحتمل أن يسقط الحرب على الفساد أصحاب الأسلحة الموجهة إلى المفسدين فحجم المنشكلة كبير وحجم المآمرة كبير وإمكانياتنا ضعيفه ومواردنا شحيحة . إن الحرب التي شنتها يوما الولايات المتحدة الأمريكية على تجار المخدرات في أواخر الثمانينيات لم تحل مشكلة المخدرات كليا بل هي قللة من الأهمية الكبرى للمخدرين وللمتعاطين بالمخدرات ولكنت المشكلة الأساسية مازالت قائمة ولربما كلفت النظام الأمريكي الشيء الكثير ومن هنا من المحتمل أن يسقط النظام المحارب للفساد إذا هو إستمر بحل المشكلة . نعم هذا صحيح : فكم من الوزراء العرب فقدوا مواقعهم ومناصبهم الفنية والسياسية بسبب حملتهم على الفساد ظنا منهم أن حجم المشكلة ينحصر بالأشخاص وببعض الشخصيات غير أن الصحيح أن حجم المشكلة أكبر من كل ذلك . فإعلان الحرب على المفسدين يجب أن لا ينحصر بصورة الفساد نفسه وأن لا يكون لمعنى كلمة الفساد معاني جامدة فكلمة الفساد مصطلح مطاطي فللفساد أعمال خيرية وليس من الضرورة أن تكون الشائعات صحيحة عن المفسدين . إننا كمواطنين في أغلب الأحيان نبحث عن الفساد وإن لم يوجد نخترعه إختراعا وبالمثال على ذلك : نحاول مثلا أن نجد شخصا ما يخدمنا أو ليقدم لنا خدمة خارجة عن القانون أو خارجة على القانون نفسه ولا يكون هنا إختراق القانون جرما دينيا يعاقب عليه الله !!أو الدين نفسه أو النظريات الفقهية لأن حجم الفائدة التي يجنيها الزبون تكفر عن جريمة المفسد . إننا نبحث عن الفساد من أجل مساعدة شخص منكوب أجحيانا وأحيانا من أجل مساعدة عائلة منكوبة فمثلا أيضا نحاول أن نقوم بإيجاد شخص ما يستحدث وضيفة لرجل فقير أو لإمرأة فقيرة من أجل مساعدة عائلة كاملة حتى وإن كانت لا تستحق الوضيفة وكان هنالك من هوى أولى منها بالوضيفة . وفي أغلب الأحيان ينقطع المفسدون من الدوائر الحكومية أو أنهم يطلبون مبالغ أكبر من قيمة العرض نفسه والرقم المدفوع يكون أحيانا أصغر من حجم طمع المفسد نفسه . فأين هم المفسدون الإنسانيون ؟؟؟ إنني اليوم أبحث عنهم من أجل مساعدتي أو مساعدتي غيري من الناس . إنني لا أتهكم ولكنني محق فيما أقول فللفساد قيمة كبرى في بعض الأحيان ومصائب قوم عند قوم فوائد
#جهاد_علاونه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مكافحة الفساد
-
العرب يتحدون المخابرات الأمريكية
-
عربي يلقي خطابا ساخر في: يوم المرأة العالمي
-
عيد الشيطان الرجيم
-
شفاه المرأة وحي يوحى
-
أسباب الفساد الإداري في الأردن
-
وزارة التنمية الإجتماعية الأردنية تحاصر الفقراء
-
كشف الجوانب الغامضة من حياة العقاد
-
التهرب الزكوي2
-
سوآل إلى فقهاء الإسلام
-
التهرب الزكوي 1
-
البورصنجية في الأردن 2
-
البورصنجية في الأردن1
-
الإنسان ما قبل المسلم وما بعد المسلم2
-
الإنسان ما قبل المسلم وما بعد المسلم 1
-
نعمل من أجلكم نأسف لإزعاجكم
-
أنا علماني
-
صناعة الكتب 2(قراءة الكتب)
-
صناعة الفقر
-
صناعة الكتب 1
المزيد.....
-
شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح
...
-
فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
-
قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري
...
-
افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب
...
-
تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
-
حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي
...
-
تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة
...
-
تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر
...
-
سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
-
-المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|