فراس الحمداني
الحوار المتمدن-العدد: 2429 - 2008 / 10 / 9 - 00:08
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
مصر وبابل وأشور والفرس يضطرب هذا الخليط من الشعوب نصف البدوية .....،
وعشرات العشرات من الشعوب الأخرى التي كان كل شعب منها يظن نفسه مركز الأرض ومحور التاريخ، ويعجب من جهل المؤرخين وتحيزهم إذ لم يخصوه إلا بفقرة أو فقرتين في كتبهم. وكان هؤلاء البدو طوال تاريخ الشرق الأدنى خطراً يهدد الممالك التي كانت أكثر منهم استقراراً
وول ديورنت – قصة الحضارة
أولا : تعريف المجتمعات التقليدية
يعرف علم الأجتماع " المجتمعات التقليدية " بانها مجموعة من البشر التي تعتمد الأساليب غير العلمية والعملية و التي ترتيط باسس تاريخية لها قد تكون اسطورية لتكوين أسس ارتباط بين أفرادها , أنها نقيض للمجتمعات المتمدنة الحديثة , مايميز كلمة تقليديةهي ارتباطها بالتاريخ التراثي و بنزعة من محاولة احلال ذاك التاريخ في الحاضر المعاصر تمهيدا لتكوين مستقبل يماثل " ذاك الماضي الذهبي " الذي كانت تحتله تلك المجتمعات
ثانيا مميزات المجتمعات التقليدية :
1-الأنعزالية : تتميز تلك المجتمعات عادة بانعزالها عن المجتمعات المحيطة بها و تاخذ اساليب نمو و تطوير مختلفة عن الأخرين , ينبع هذا الميل بالأنعزالية عن طريق نظرة تمييزية تعتمد على فروقات جنسية عنصرية او فروقات حضارية او حتى فروقات جغرافية,
2-الأرتباط بفكرة شمولية تؤسس للتلاحم بين أفراد المجتمع الواحد : وهذا مايعزز النمط الانعزالي التي يصاحب تلك المجتمعات , عادة تكون هذه الفكرة شوفينية محددة تنظر اليها تلك المجتمعات على انها اساس ذاك التمميز ( الجامع لهم ) و المفرق عنهم عن باقي المجتمعات الأخرى ( مثال على هذه الأفكار : الأفكار التي تتكلم على قدسية الملك او الأعتقادات الموروثة عن خلق تلك الجماعة )
3-الأختلاف في المسيرة الحضارية للتطور البشري : ( التخلف ) : بسبب العاملين السابقين و ما يسببهما من انعدام اي محاورات و تبادلات ثقافية للحضارة الأنسانية كلل , لهذه المجتمعات فيؤدي هذا الانعزال الى وجود تراجع في التقدم الحضاري للمجتمع
4-وجود نخبة سياسية تقوم على تعزيز تلك النظرة المتخلفة للمجتمعات و ذلك من اجل حماية مصالحها في الحكم
5-سيادة مفاهيم اجتماعية خاصة حول العلاقات البشرية
6-وجود مشاكل محددة في تحديد هويتها عند محاولة السعي للانتقال من تلك المرحلة و الانفتاح نحو الاخرين
7-وجود علاقة صراع اجيال طبقي بين رياح الحداثة التي تهب على تلك المجتمعات و محاولة الحفاظ على المخزون التقليدي التراثي هذا الصراع ( يتحول من صراع كمي الى صراع كيفي ) يكون فيه للمنتصر الية تحدد والتحكم في حركة المجتع لمستقبل اخر
8-العلاقة بين هذه المجتمعات و المجتمعات المجاورة تقوم على علاقة استعلائية استبعادية تنطلق من فكرة وهمية حول عداء باقي المجتعات المجاورة لهم عن طريق خطر وهمي غير واقعي
ثالثا : صفات المجتمع التقليدي العراقي , نموذج كلاسيكي
تعتبر العراق حالة نموزج كلاسيكي للحالة التقليدية للمجتمعات في وقتنا المعاصر و اهم ما يميز المجتمع العراقي هو
1-أكثر سكان العراق يعتمدون على الزراعة كاسلوب في معيشتهم
2-وجود طبقة سياسية فئوية نخبوية سادت العراق منذ الستينات حتى قبل 5 سنوات من الأن
3-أنعزال المجتمع العراقي عن الأختلاط ببقاي الأجناس و محاولة خلق هوية عراقية موحدة /مزيفة لمحاولة ربط التميز بذاك , فكانت العراق منذ القدم على علاقات حروب مع حيرانها و تعرضت العراق الى غزوات و شنت غارات معاكسة حول جيرانها من ايام البابليون الذين وصول الى القدس ثم احتلالها على يد الأمبراطورية الفارسية و ثم بعد الفتح الأسلامي علاقاتها المضطربة مع اقاليم الحجاز و الشام وصولا الى التاريخ المعاصر
4-كما ان العلاقات الأجتماعية والتقاليد التي الغير مكتوبة ( الأعراف ) تعود الى تقاليد بدوية مغرقة في القدم , مجهولة التاريخ و لكن بنفس الوقت مازلت تحكم و تعلو على صوت القانون , خصوصا في مناطق العشائر حيث يكون الحكم العشائري هو الحكم المطبق دون اي مراعاة للقانون
رابعا : المجتمع العراقي و عوائق التنمية
على الرغم من ان التنمية في المفهوم الأقتصادي تعني فقط زيادة التاتج القومي لقطر من الأقطار سنويا بمعدل ما , الا ان هذا المؤشر ماهو الى تعبير قياسي عن حالة من النهوض الأجتماعية والعلمية و السياسية التي تمربها دولة ما بكلمة أخرى ( تغيير ) , واذا كان من البديهي ان هدف اي دولة ما هو اتباع سلوك تنموي يصل الى معدلات عالمية مقبولة الأ اننا نلاحظ عادة وجود بعض العوائق , لعل من أهم تلك العوائق هي العنصر البشري ذاته , من هنا نات مقولة التنمية البشرية كاحد الركائز الأساسية التي عتمد عليها المجتمع لتحقيق تنميته ,
عادة ما كانت تصطدم التنمية البشرية بذاتها , ومن اهم المشاكل المثارة هي
1-أنتشار الفساد الأداري واساءة استخدام السلطة العامة لتحقيق اهداف خاصة تؤيدها الثقافة القبلية او العشائرية أو حتى المناطقية
2-غياب الحريات العامة , مما يجعل الفرد مكبلا بالتزامات وواجبات تتسم بمظهر نفاقي / لا واعي تجاه تلك الألتزامات
3-أنتشار ثقافة التعليم السطحي و الواهي , ثقافة النقل دون الابداع , و تبجيل للخرافات على الحقائق ,
4-تغيب اجباري لنصف المجتمع و تعطيله سياسيا و اجتماعيا و ثقافيا
5-التستر على الاخطاء و المسكوتات عنها في المجتمع دون محاولة نقدها او تصحيحها ,وسيادة مبداء التبجيل و التقديس وليس النقد و الأعتراضات ,
لقد كانت العراق الدليل الواضح على انه في ظل نظام ديمقراطي غير تقليدي يتقلص الفساد، ويصبح غير شرعي وغير قانوني، و تزداد مساحة الحريات , مما يؤدي الى خلق جو صجي لنمو تنمية شملة , أما في ظل الدكتاتورية ونظام الحزب الواحد، فليست هناك رقابة ولا ضوابط تؤدي الى حدوث تنمية حقيقة ,بل اغلبها تنمية سلبية تراجعية , تزيفها البيانات الحكومية
خامسا : أثر المجتمعات التقليدية على سمات التفكير الفردي لأفرادها ,
ان سمات طريقة التفكير التي يمكن ملاحظتهاعلى المجتمع ككل يمكن ان تنطبق ببساطة على افردالمجتمع وتظهر تللك السمات بوضوح عند ظهور هوة او فجوة تنموية ثقافية يجب مواجهتها ,– و هذا لا يعني عدم وجود استئناءات فردية متنورة – ولكن ولو تم مقارنة المنهج العقلي التفكيري لؤلئك الأفراد " المجتمعيون " في مواجهة الأحداث السياسية او حتى وصولا الى النظرة العامة لتفسير التاريخ نجد ان هناك لدى الأفراد نوع من العجر من المواجهة امام العالم و تاكيد ذاتهم , و هذا بسبب أكيد يرجع الى خضوع الفرد لاعتباطيات تفكيرية غير متناسقة تتسم بطبع اللحظية و تشوش فكرة القوانين المسببة لحراك الأجتماعي و السياسي الذي يدور حولهمم , يظهر هذا بديها عند ظهور اي فكرة او ظاهرة غير مالوفة فيميل عادة الى التعسف الفكري عن طريق اطلاق قوالب جاهزة لمخالفيه . دون اي تحاول محاولة زلزلة اي من البناء الفكري المتداعي الذي ينادي به , الفوضى و العشوائية في التنسيق الفكري والقفز من البديهيات الى النتائج هي الحل المناسب الذي يتم اتباعه في محاولة وضع تفاسير جديدة او حتى حلول مثالية لبقاء الفرد تحت مخباءه الدافى الدي وفره له المجتمع , ويتناسى الرياح الباردة التي قد تهب أحيانا من الغرب , هذه الطرق في التفكير تؤدي غبن الذات الفردية و تغييب العقل فيها و دعوتها للكسل و الأرتياح بالأضافة الى تشكيلات منابع جديدة لارهاب فكري يهدد كل من يعارض او يبدي ادنى تشكيك بتلك القيم
, من هذا المنطلق وايمانا ان تطور اي مجتمع يبداء بتطور العقليات الفردية المؤسسة لذاك المجتمع نجد ان الخطوة الحقيقة هي البدء باحلال ثقافة عصرية تتناسب مع وكب الحضارة السريع و ذلك بتغيير جميع طرق التربية و التاهيل و التركيز على غرس قيم اجتماعية تتناسب و خصوصيات كل مرحلة يمر بها المجتمع
#فراس_الحمداني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟