أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - فاطمه قاسم - دولة للفلسطينين ام دولة للمستوطنين















المزيد.....

دولة للفلسطينين ام دولة للمستوطنين


فاطمه قاسم

الحوار المتمدن-العدد: 2428 - 2008 / 10 / 8 - 09:31
المحور: القضية الفلسطينية
    


لماذا، في هذا الوقت بالذات، تتصاعد بشكل ملفت للنظر الاعتداءات التي يقوم بها المستوطنون الإسرائيليون ضد الفلسطينيين في مدنهم وقراهم بالضفة الغربية ؟ حيث تتعرض البيوت والمزارع وبقية الممتلكات لهذه العربدة المكشوفة من قبل المستوطنين، دون أن يكون هناك مجرد تبرير لما يحدث ؟
والأخطر من ذلك كله:
لماذا في هذا الوقت بالذات، يتم الاعتراف العلني من قبل ضباط كبار في الجيش الإسرائيلي، ومسئولين كبار في دولة إسرائيل، بان سلوك المستوطنين تجاوز الحدود، وأصبح يشكل خطرا حقيقيا، وان الجيش الإسرائيلي نفسه بدا يتحاشى الصدام مع هؤلاء المستوطنين ؟

وبالعودة إلى الذاكرة القريبة:

فان هؤلاء المستوطنين على امتداد الضفة الغربية، لم يأتوا من تلقاء أنفسهم، رغم كل الدعاية التي أحيطت بهم، بل وجدوا بدفع مباشر، وتشجيع مباشر، ودعم كلف خزينة الحكومة الإسرائيلية مئات الملايين، وان إسرائيل دائمة التفاخر، تاريخيا أمام الجميع بان قوة القوانين لديها سارية المفعول ونافذة ولا تحتمل الجدل أو الفهم الخاطيء، وان قرارات القيادة السياسية لا يقف في وجهها احد، وانه في كل مرة وقفت الحكومة الإسرائيلية بشكل جدي ضد مظاهر الاستيطان اليهودي، فان هذا الاستيطان قد تبخر بسرعة كأنه دخان ليس إلا، والأمثلة على ذلك واضحة وصارخة في الوضوح في يا ميت بالقرب من العريش في شمال سيناء، وفي قطاع غزة حين تم تدمير أربعة وعشرين مستوطنة من رفح إلى بيت حنون، وتم إجلاء المستوطنين بكلمة واحدة رغم المشهد المسرحي الذي جرى في عام 2005، ولكن جميع المستوطنين في القطاع، وضعف عددهم من الذين جاءوا من إسرائيل للتضامن معهم، لم يستغرقوا أكثر من بضع ساعات لتحملهم الحافلات وتغادر بهم المستوطنات التي كانوا قد أقاموها وعاشوا فيها، وولد بعضهم داخل بيوتها، لأكثر من ثلاثين عاما،

وما يثير الاستغراب والحيرة:

ا الائتلاف الحاكم في إسرائيل الحالي هو الأكثر انسجاما منذ فترة طويلة، والذي ما زال صامدا من عهد شارون إلى زمن أولمرت إلى تسيبي ليفني، وان الجيش الإسرائيلي أكثر قوة وأضخم من حيث التجهيزات والاعتمادات المالية، فلماذا يبدوا الآن ضعيفا أمام تجاوزات هؤلاء المستوطنين

والمثير للدهشة والحيرة أكثر:

انه في أعقاب مؤتمر أنا بولس، الذي منه بدأت عمليه المفاوضات مرة أخرى بين الاسرائيلين والفلسطينيين، زاد حجم النقد العنيف والمغطى بتقارير مبعوثين امريكين ضد الاستيطان، وضد المستوطنين، وان القيادة الأمريكية ابتداء من الرئيس بوش ووزيرة خارجيته كونداليزا رايس، وحتى الجنرالات الامريكين المقيمين بالمنطقة مثل الجنرال دايتون والجنرال فريزر يرسلون تقارير دورية بمخاطر هذا الاستيطان وتداعياته السلبية، وان كل من زار إسرائيل والأراضي الفلسطينية في السنة الأخيرة أدان هذا الاستيطان بكل أشكاله وألوانه، فلماذا تصاعد الاستيطان، ولماذا استشرس، وازداد العنف في سلوك المستوطنين ؟
هناك حلقة مفقودة بين ما يقوله الإسرائيليون وما يفعلون، بين اشتراكهم بالمفاوضات وإدارتهم لها، بين إعلانهم عن قبول مبدأ إقامة دولتين وتفاصيل اجرائاتهم التي تجعل من هذا المبدأ غير قابل للتطبيق موضوعيا، بل إن هذه الحلقة المفقودة تتسع وتتضخم إلى الحد أننا لا نواجه فلسطينيا قرارا إسرائيليا واحدا بل قرارين ،قرار الحكومة التي نتفاوض معها ،وقرار المستوطنون الذين يشتبكون معنا على الأرض،وفي كل مرة يحدث هذا نرى أن الدولة الإسرائيلية بكافة هياكلها تنحاز إلى جانب هؤلاء المستوطنين الذين يتصرفون على أساس أن ما يخص امن الدولة الاسرائلية القومي إن جازت هذه التسمية من اختصاص الحكومة الإسرائيلية ،أما مصير الضفة الغربية فهو يخصهم وحدهم ، والا كيف نفسر هذا المسلسل من الاعتداءات المتلاحقة والمتصاعدة ،لدرجة أن المزارعين الفلسطينيين يحتاجون لكي يجنوا موسم الزيتون إلى اشتباكات ،والى متضامنين دوليين ، والى تكتيك يسمح لهم بجني ثمارهم بسرعة قبل أن يدمرها المستوطنين ،هؤلاء الذين لديهم شبكة معايير خاصة بهم بالنسبة للجدار ،وبؤر الاستيطان ،ومجموعات العدوان اليومي من الشباب الإسرائيلي المنظم ،والذي وصل إلى حد استخدام السلاح ،والى صناعة الصواريخ المحلية .
هل هذه مقدمة لكي يجد سكان الضفة الغربية أنفسهم يطالبون العالم بحل النزاع بينهم وبين المستوطنين بدلا من حل النزاع مع الحكومة الإسرائيلية، وهل هؤلاء المستوطنين يهيئون أنفسهم لحلول وسطيه بينهم وبين سكان الضفة الغربية ؟ وهل تتداعى التفاصيل إلى حد انفجار نزاعات موضوعية مسلحة بين السكان أصحاب الأرض والمستوطنين مثلما حدث قبيل إعلان دولة إسرائيل؟
حتى هذه اللحظة ،فان الحكومة الإسرائيلية ،هي وجيشها وقواها الأمنية ومؤسساتها القانونية لم تعطينا موقفا جادا ضد هؤلاء المستوطنين ،حتى أن هؤلاء المستوطنين الموجودين داخل بؤر استيطانية تقول عنها الحكومة نفسها أنها غير قانونية ،لا يواجهون سياسة إسرائيلية رسمية حاسمة بل يتم تجاهل بتعمد ما يفعلون ،والتجاهل يعني التشجيع وهذا يعني خلق وقائع جديدة ،وهكذا تتهيأ عوامل الاشتباك بينما الحكومة الإسرائيلية تواصل المفاوضات .

مع الأسف الشديد:

فان الأطراف المنخرطة في محاولات حل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي، وحتى الأمم المتحدة لأتبذل الجهد المطلوب، ولا تشير بجدية إلى ما يجري علنا على الأرض بل إن هذه الأطراف تعمل جاهدة حتى لا يتطور الاهتمام الدولي إلى درجة أعلى، واكبر مثال على ذلك، أن المجموعة العربية طالبت بعقد جلسة لمجلس الأمن لمناقشة الاستيطان، مجرد جلسة نقاش، لم يكن هناك مشروع، ولم يكنن مطلوبا تصويت، ولم يكن هناك قرار، إلا أن الولايات المتحدة رفضت حتى مجرد النقاش وأحالت الموضوع إلى جهة الاختصاص، وهي اللجنة الرباعية، في الوقت الذي كانت فيه اللجنة الرباعية تواجه الاتهامات حتى من قبل المنظمات الحقوقية الدولية بالتقصير الشديد،
وهكذا يستمر الدوران في الحلقة المفرغة بينما المستوطنون يرسمون حدود دولتهم في الضفة الغربية، فان الإخوة الأعداء يحاولون تكريس انقسام دولتهم قبل حتى أن تكون



#فاطمه_قاسم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصعود باتجاه الحوار
- قصيدة للغناء
- الاستيطان والتحديات الكبرى
- شرف المحاولة
- الذهاب إلى الحل ام الذهاب إلى المشكلة
- الدورة رقم 130
- الحواروالخريف
- التعليم قاعدة التنمية البشرية
- قريبا هناك.... في القوقاز
- همس الرحيل
- استنساخ العدو
- إعادة تركيب المشهد الفلسطيني
- احتمالات الزمن الصعب
- ليل يحتاج الى نهاية
- اطفالنا ذوي الاحتياجات الخاصة بين ظلم المجتمع وعجز القوانين
- ضرورة اسمها القوة
- قرارخارج السياق
- الحوار الوطني رؤية عملية
- الحوار الفلسطيني ماذا ينتظر؟
- اختبار كبير اسمه التهدئة


المزيد.....




- مصر: الداخلية تكشف حقيقة فيديو لتوقيع طالب وطالبة على ورقة ز ...
- أمريكي يحاول اختطاف طائرة في بليز
- غضب في الجبل الأسود بسبب صفقة مع شركة إماراتية لاستئجار أحد ...
- -لم تعد بلاد الحرية-...خوف الطلاب الأجانب في الجامعات الأمري ...
- أمل جديد لمرضى باركنسون: خلايا جذعية تعيد الأمل في العلاج
- ماكرون يعلن عن محادثات بشأن أوكرانيا الأسبوع المقبل في لندن ...
- مشاهد مروعة.. جثث أطفال متفحمة بقصف إسرائيلي على منزل في بني ...
- الجيش اللبناني يعلن توقيف فلسطيني بحوزته أسلحة في مدينة صيدا ...
- أمطار غزيرة تسبب فيضانات عارمة شمال إيطاليا (فيديو)
- كوريا الجنوبية تناور على حدود جارتها الشمالية


المزيد.....

- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - فاطمه قاسم - دولة للفلسطينين ام دولة للمستوطنين