كاترين ميخائيل
الحوار المتمدن-العدد: 2427 - 2008 / 10 / 7 - 09:16
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
مؤخرا تبنت وزارة شؤون المراة مشروع يعزم التثقيف بخصوص حقوق المراة ابتداءا بالوزارات. اقولها مرارا وتكرارا هذا المؤتمر يجب ان يكون بعيدا عن السياسة والمحاصصة الطائفية وسيطرة الاحزاب السياسية. معظم القرارات السياسية تتدخل بها الاحزاب المهيمنة على السلطة .
بلاد الرافدين كانت مهد لاول حضارة انسانية في التاريخ البشري المجتمع العراقي يتقبل الحضارة والحداثة . الشعب العراقي بكل مكوناته القومية والدينية يقبل هذا التحدي الذي يفرضه العصر, والمرأة العراقية ستكون في طليعة هذا الركب الإنساني الحديث.طاقات وإمكانيات كامنة يفترض تفجيرها بعناية كبيرة ورعاية تامة ووعي بالمسئولية التاريخية الملقاة على عاتق الجيل الجديد من الشباب العراقي بكلا الجنسين.
المجتمع العراقي بحاجة الى التثقيف بخصوص حقوق الانسان ونحن بحاجة الى تثقيف الرجل والمراة معا . توعية المجتمع تحتاج حملات كبيرة اعلامية , جماهيرية,ثقافية , فنية , اجتماعية . دماغ الانسان ليس حقيبة نضع فيها ما نشاء ونحصل النتائج بين ليلة وضحاها . لتحقيق ذلك يستوجب تغير بنية المجتمع ووعيه الاقتصادي والاجتماعي والثقافي وقدرته على تحمل المسؤوليات وممارسة الحقوق وأداء الواجبات لكلا الجنسين . ضرورة نجاح الحملة يتطلب:
1-عملية البرمجة مهمة جدا لهذه القضية الضخمة والتحرك بوعي وخطة مدروسة من قبل اخصائيين .
2_يجب ان يكون لوزارتي التربية والتعليم ووزارة التخطيط اليد الكبرى لوضع خطط ناجحة وفعالة عن محو الامية بين صفوف النساء وبمختلف الاعمار ومختلف مناطق العراق والاهتمام بالريف مهمة ملحة . رغم قناعتي ان وزارة التربية ليست المؤهلة مع وزيرها ربما تقف ضد هكذا مشروع لان وزير التربية هو الذي يحارب الطلبة وليس حامي الطلبة وكانت حوادث مدينة الصدر اكبر دليل على ذلك .
3-يجب ان يكون المجتمع الجديد مؤهل ليبني حضارة جديدة ويستفيد من حضارة العصر الجديد لتطوير قدراته وكفاءاته وتعزيز دوره للمساهمة في بناء الحضارة البشرية .
4- مهم جدا ان يجري التنسيق بين البرلمانيات ووزارة شؤون المراة .
5-على النائبات مناقشة وطرح مشكلة الامية بين صفوف النساء العراقيات .
لم تتمتع المرأة بحريتها واستقلالها الاقتصادي ونشاطها الاجتماعي ولم تُظلم من قبل الدولة والحكومة وحدهما بل الفكر الذكوري المهيمن على المجتمع العراقي والدستور العراقي الاعرج, الذي لا يزال يغيب حقوق المرأة الأساسية ويعزز من الحالة الذكورية الراهنة التي تواجهها المرأة العراقية, المراة حبيسة الدار والمطبخ والعباءة , كما هي حبيسة تخلف الغالبية العظمى من النسوة والجهل الكبير واستخدام الدين والشريعة كسلاح متحيز من قبل الذكور ضد النسوة وحريتهن. رغم اعتراف دولة العراق بلائحة حقوق الإنسان منذ إقرارها في العاشر من كانون الأول/ديسمبر 1948, فإنها لم تجد التطبيق الفعلي, بل داس جميع الحكام في العراق وحكام اليوم ايضا عليها بالاقدام , ومعهم الغالبية العظمى من رجال الدين في المؤسسات الدينية العراقية ومعهم قسم من النساء العراقيات اللواتي يتبنين سياسة احزابهن فقط بوعي او بغير وعي وكلاهما اضطهاد لحق المراة العراقية,وهذا ادى الى تراجع فعلي في دور المرأة العراقية في الحياة الاجتماعية والثقافية وفي التأثير الإيجابي على المجتمع وفي حياة الأندية الفكرية والرياضية والمحافل الثقافية والفنية. وتشير بعض الإحصائيات إلى تنامي الأمية في الريف والبادية إلى 75 % بين الرجال و98 % بين النساء في الوقت الحاضر.وفق تقارير وردت في الاعلام
اليات العمل تحتاج:
* يلاحظ تراجع شديد في عدد الطالبات في المدارس والمعاهد والجامعات بما يعكس موقف الرجل من المرأة وحالة الإرهاب التي لا تقتصر على الاختطاف والابتزاز المالي والاغتصاب الجنسي فقط, بل ومعرضة للموت أيضاً. فرض التعليم الإلزامي المجاني للبنات والبنين إلى الصف العاشر المتوسط ومعاقبة الآباء والأمهات الذين يقفون بوجه تعليم أطفالهم .
* دعم جهود المرأة في مكافحة أمية كبار السن وخاصة في الريف, والنهوض بمستواها التعليمي والثقافي وقدرتها على مزاولة مختلف النشاطات الفكرية والثقافية والاجتماعية والفنية وتشكيل منظماتها غير الحكومية الخاصة بهذا الجانب .
* انغمار المرأة في ضوء العلاقة مع رجال الدين والفتاوى في الغيبيات واعتبار أن ما يصيبها هو قدرها المكتوب عليها وليس في مقدورها رد المكروه عنها.تحتاج الية ذكية لتثقيف المجتمع بهذا الخصوص ليس المفهوم ابعاد المجتمع عن الدين لكن تكريس تعاليم الدين النبيلة لتثقيف المجتمع والمراة بشكل خاص .
* ضعف مشاركة المرأة في مجمل العملية السياسية, وجمهرة غير قليلة من العاملات في الحقل السياسي وفي البرلمان يرتبطن بقوى سياسية إسلامية ومحافظة جداً ويصعب عليهن التعبير عن مصالح المرأة في العصر الذي نعيش فيه, ويلتزمن بسياسة احزابهن وليس بقناعتهن .
على وزارة شؤون المراة الاهتمام بالنساء المثقفات اللواتي يطرحن قضية المراة على الساحة السياسية من خلال عقد اجتماعات ومؤتمرات تبحث معهن كل قضية عصيبة في المجتمع لدراسة وتشخيص اسبابها وعلاجها . واليوم احدث عن مكافحة الامية .
ظروف المرأة ومكاسبها في كردستان هي أفضل بكثير من المرأة التي تعيش في بقية العراق , وفي مقدورها أن تلعب دورا طليعيا لتغيير أوضاع المرأة في سائر أرجاء العراق الاستفادة من تجربة البرلمانيات في كردستان مهمة ملحة لكل امراة عراقية, يفترض بالبرلمانية العراقية أن تنهض في هذه الفترة بشكل خاص. رغم اني احس لازال هناك قصور في كردستان بخصوص مكافحة الامية .
إن المشاكل الملموسة المرتبطة بشؤون المرأة تطلب معالجة جادة من جهة, ونضال عنيد من قبل النساء العراقيات إذ أن تغيير الواقع العراقي وبنية المجتمع هو الطريق الأسرع والأضمن لتأمين حقوق المرأة ومساواتها بالرجل.
من جهة اخرى حققت المرأة بفضل وعي جمهرة كبيرة من المناضلات المتميزات بالوعي والثقافة والشجاعة بعض المكاسب المهمة تشريعاً, ولكنها ما تزال شكلية مثل 25 % من عضوية مجلسي النواب والوزراء وفي مختلف المواقع المهمة. الخطوة الاخيرة المشرفة ادركن البرلمانيات لمشاركة المراة في الانتخابات المحلية حين صوتنا للحفاظ على الكوتا 25% لحصة المراة وهذه كانت خطوة ايجابية يقدرن عليها والى المزيد من الخطوات الجريئة ,إلا أننا بحاجة إلى جملة من الإجراءات المهمة اشير إليها فيما يلي:
عقد مؤتمر يساهم فيه من تعنيه مكافحة الامية بين صفوف النساء , وربما يتسائل البعض من هم هؤلاء ؟
منظمات المجتمع المدني خاصة المنظمات النشطة منها التي لاتقع تحت هيمنة الاحزاب السياسية .
بالضرورة ان تحضر المؤتمر ممثلات عن الفنانات والرياضيات العراقيات لان الفن والرياضة هما الوسيلتان اللتان تجمع العائلة العراقية الكبيرة بكل الوانها وخلفياتها .
يجب ان يكون للمراة الريفية حضور متميز لانها مهملة تماما .
يجب ان يكون المؤتمر شامل لكل العراقيات من الشمال الى الجنوب لان وزارة المراة وعضوات برلمان كردستان لهن خبرة ممتازة بمصارعة العقلية الذكورية المهيمنة على المجتمع العراقي .
من الضرورة التفكير والعمل الجريء امام الاعلام على عكس ما موجود حاليا حيث تخاف المراة من الاعلام . اعني تشجيع الاعلام لطرح كل الامور المخالفة للقانون وتشجيع الاعلاميات لطرح امور المراة العراقية بجرأة عالية وفضح اية فئة تقف حجر عثرة امام تطور المجتمع العراقي وبناء العراق الجديد دون تخوف وتوفير الحماية للمراة الاعلامية لتمارس عملها بنجاح . وايجاد مناسبات لمنح جوائز مالية وتقديرية للمراة الاعلامية الناجحة . تشجيع النشر النسوي بمختلف أشكاله وضمان التحاق النساء بالعمل الإعلامي، سواء أكان في الصحافة أم التلفزة أم الإذاعة أم غيرها بشكل يتناسب وحجمها ودورها في المجتمع، ودعم مشاركة النساء في مختلف النشاطات الإبداعية دون استثناء وتوفير السبل المناسبة لنشر نتاجاتهن الفكرية والإبداعية المختلفة. . تأمين برامج تلفزيونية وإذاعية ووسائل إعلامية أخرى للمرأة لتمارس دورها فيها وتطرح من خلالها مشكلاتها وتطلعاتها ومشروعاتها الراهنة والمستقبلية وتعبئة النساء حول مكافحة الامية في المجتمع .
6-طالبات الجامعيات يجب ان يكون لهن دور ايضا بالحضور لانهن عانين الكثير في ظل الاوضاع السابقة لخمسة سنوات ولا زلنا امام مصاعب كثيرة . وكيف يمكن ان يساهمن بهذه العملية الجبارة .
بالضرورة ان يطلب من المنظمات الدولية ان تحضر وخاصة الامم المتحدة , بدون مساعدة المجتمع الدولي لانستطيع ان نسير قدما .
تنامي عدد الأرامل بسبب الحروب الماضية وبسبب الإرهاب الدموي الذي يقتل العشرات يومياً ويحيل الكثير من النساء إلى أرامل والأطفال إلى يتامى ويخل بالتوازن المطلوب في التناسب بين عدد الإناث وعدد الذكور في المجتمع.الارامل شريحة كبيرة وهن بامس الحاجة لتطوير امكانياتهن الثقافية وتعلم القراءة والكتابة لزجهن بالعمل .
مشروع محو الامية وحده يحتاج الى مؤتمرات ودراسات واليات فعالة واذا كانت الوزارة جدية بهذا المشروع يجب ان يتلقى دعم كافي من الدولة العراقية ابتداءا من التمويل المالي وانتهاءا بالخبرات الحديثة باستغلال التكنلوجيا الحديثة .
كل قضية كبيرة مثل هذه تحتاج ان تتحول الى قضية جماهيرية . نحتاج توفير اليات تناسب اوضاع المراة العراقية ليس عن طريق الفرض بل عن طريق الترغيب وافهام رب العائلة ان هذه القضية ضرورية لتحسين وضع العائلة الاقتصادي والتربوي .
اوكتوبر 2008
#كاترين_ميخائيل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟