أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس النوري - تجديد الحضارة أم محاولة لإبداع حضارة جديدة، وهل مسموح التجديد؟















المزيد.....


تجديد الحضارة أم محاولة لإبداع حضارة جديدة، وهل مسموح التجديد؟


عباس النوري

الحوار المتمدن-العدد: 2427 - 2008 / 10 / 7 - 00:56
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لقد قرأ الإنسان طيلة حياته بعد أن أنتشر الكتاب وتناقلت الأقوام القصص والروايات، خيالية كانت أم وقائع وحقائق، بعضها كتبت بدقة، وأخريات وضعت لغايات معينة، أو حسب رغبات حاكم وسلاطين.
وقبل الحديث عن تجديد الحضارة أو إبداع حضارة جديدة علينا التعرف على مصطلح الحضارة ومعناه وأنواع الحضارات.
الحضارة في اللغة العربية كلمة مشتقة من الفعل حضر، ويقال الحضارة هي القرى والأرياف والمنازل المسكونة، فهي خلاف البدو والبداوة والبادية ، وتستخدم اللفظة في الدلالة على المجتمع المعقد الذي يعيش أكثر أفراده في المدن ويمارسون الزراعة على خلاف المجتمعات البدوية ذات البنية القبلية التي تتنقل بطبيعتها وتعتاش بأساليب لا تربطها ببقعة جغرافية محددة ، كالصيد مثلاً ، ويعتبر المجتمع الصناعي الحديث شكلاً من اشكال الحضارة.

تعتبر لفظة حضارة مثيرة للجدل وقابلة للتأويل ، واستخدامها يستحضر قيم (سلبية أو ايجابية) كالتفوق و الانسانية و الرفعة، وفي الواقع رأى ويرى العديد من أفراد الحضارات المختلفة أنفسهم على أنهم متفوقون ومتميزون عن أفراد الحضارات الاخرى، ويعتبرون أفراد الحضارات الأخرى همجيين ودونيين.

و يذهب البعض إلى إعتبار الحضارة أسلوب معيشي يعتاد عليه الفرد من تفاصيل صغيرة إلى تفاصيل أكبر يعيشها في مجتمعه ولا يقصد من هذا استخدامه إلى احدث وسائل المعيشة بل تعامله هو كإنسان مع الأشياء المادية والمعنوية التي تدور حوله وشعوره الإنساني تجاهها. و من الممكن تعريف الحضارة على أنها الفنون و التقاليد و الميراث الثقافي و التاريخي و مقدار التقدم العلمي و التقني الذي تمتع به شعب معين في حقبة من التاريخ. إن الحضارة بمفهوم شامل تعني كل ما يميز أمة عن أمة من حيث العادات و التقاليد و أسلوب المعيشة و الملابس و التمسك بالقيم الدينية و الأخلاقية و مقدرة الإنسان في كل حضارة على الإبداع في الفنون و الآداب و العلوم.

وللتعرف على حضارات الشعوب تُدرس العناصر التالية:

* طرق العيش والظروف الطبيعية.
* الوضع الاقتصادي.
* العلاقات الاجتماعية بين فئات المجتمع.
* أنظمة الحكم السائدة.
* الإنجازات العلمية والثقافية والعمرانية.
((من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة))

والبحث عن تاريخ الحضارات وأصولها يرجعنا لتاريخ 6000سنة قبل الميلاد. ومن البديهي أن لدراسة تاريخ الحضارة أهمية بالغة للتعرف على كيفية تطورها ومساهمة السابقة باللاحقة وأسباب اندحار بعضها وأثر جميع الحضارات على واقع تطور الإنسان من بدائي لصانع المعجزات.

تطور الحضارات القديمة

* 1.1 حضارات العالم القديم (الأفريقية – الأوروآسيوية)
o 1.1.1 حضارة سومر "الحضارة السومرية" (5300 – 2000 ق م)
o 1.1.2 حضارة وادي السند و شبه القارة الهندية (3500 ق م – وحتى الوقت الحاضر)
o 1.1.3 حضارة المصريين القدماء (3200 – 343 ق م)
o 1.1.4 حضارة عيلام في إيران اليوم (2700 – 539 ق م)
o 1.1.5 حضارة الكنعانيين في سوريا (2350 ق م – 100 م)
o 1.1.6 الحضارة الصينية (2200 ق م – وحتى الوقت الحاضر)
o 1.1.7 الحضارة الإغريقية "اليونانية" (2000 – 146 ق م)
o 1.1.8 الحضارة الكورية (900 ق م – حتى الوقت الحاضر)
o 1.1.9 حضارة الأتروسكان والرومان القدماء (900 ق م – 500 م)
o 1.1.10 حضارة الفرس (550 ق م – 650 م)
* 1.2 حضارات العالم الجديد (الحضارات الأمريكية)
o 1.2.1 حضارات "نورت شيكو" (3000 – 1600 ق م)
o 1.2.2 الحضارات الأولمية (1200 – 450 ق م)

والملاحظ أن جميع شعوب الكرة الأرضية على مر التاريخ كلٌ مهتم بتاريخ حضارته ويدافع عن وجودها ويشير بشكلٍ وآخر لأثرها البالغ في تطور الآخرين.

لكن نلاحظ أمر في غاية الأهمية وجدير بالبحث والدراسة موضوع تأخر بعض المجتمعات التي كانت تمتلك أروع الحضارات في الماضي، وتطور مجتمعات لم تعرف عن الحضارة أمراً، وبل لم يكن لها وجود يذكر إلا ما ندر من أساطير قد تكون مختلقة. ولهذا الموضوع تشعبات كثيرة ومفاصل متنوعة من الصعب الإشارة السريعة لمجملها في مقال صغير أو كبير، ولكن المكاتب العربية والعالمية مليئة بالكتب والمخطوطات الثمينة والقيمة فلا يمكنني أن أضيف حرفاً، وليس هذا هو المقصود.

وحديثي مجرد إشارة للحضارة التي تخصنا وذات علاقة بشعوبنا، وقد لا أوفق لحصر جميع المجتمعات والأقوام التي سكنت هذه المناطق، ولذلك سوف أختصر الأمر على جزء بسيط من مجموعة شعوب وعدد من الحضارات لها إرثها التاريخي والثقافي والأدبي والعلمي وتعد من أهم كنوز البشرية جمعاء.

تحديداً حضارة سومر، حضارة المصريين القدماء، حضارة عيلام، حضارة الكنعانيين. والسبب الوحيد الذي دلني لحصر الموضوع هو أن مقصدي دولة قد خط ورسم حدودها لتجمع أقوام متعددة منذ زمن قريب…وقد عانت شعوب هذه الدولة الفتية الكثير من الحروب والمآسي.
والحديث أما يكون عن تجديد أجزاء من مجموعة حضارات متأثرة في بعضها البعض، وأما البحث عن حضارة جديدة مستمدة من تواريخ شعوبها وثقافاتها وكنوزها العلمية والأدبية.

التجديد برأي المتواضع غير ممكن وليس مستحيل، لكن الأمر يتطلب مفكرين من جميع الأطياف والأقوام يتفقون على السعي من أجل التوصل لقاسم مشترك شرط أن لا ينفي جهة أو ينتقض من حق طرف على حساب طرفٍ آخر. لكن البحث عن إبداع حضارة جديدة تلائم مجموعة المجتمعات المتعايشة ضمن الرقعة الجغرافية أمرٌ أكثر سهولة وأقرب للتطبيق من التجديد لأسباب عديدة منها وليس على وجه التحديد.
- التجديد يعني التغيير في الكثير من الأسس والثوابت وهذا أمرٌ لا يمكن قبوله من أكثر الأطراف إن لم أجزم من جميعها.
- الإبداع يعني البحث عن حضارة تلائم جميع الأطراف ولا تتدخل بثوابت وأسس حضارات المعنيين.
- التجديد يأخذ وقتاً طويلاً ولا يصل الجميع لحل مقبول.
- بينما الإبداع هو وضع مجموعة مقترحات تهم الجميع وتهتم بها وهذا لا يثير جدل بلا نفع.

وأن لم أذكر الدولة المعنية فأن أكثر القراء يستنتجون أنها العراق، وهذا هو المقصود وذلك لكثرة المشاكل التي ظهرت على الساحة العراقية بعد التاسع من نيسان 2003، وهي حقبة جديدة في تاريخ العراق المعاصر وتحول مهم وخطير لعموم الشعب العراقي بكافة مجتمعاته المتنوعة. حيث يعد عهد تحول من سيطرة ديكتاتورية وحكم مركزي لحكم لا مركزي، وهذا العنوان أدى لتباين الأفكار حول أسلوب الحكم والبحث عن نظرية الدولة العراقية الجديدة.

صحيح أنه كتب دستور جديد يلمح في العديد من بنوده لتقسيم السلطات وتقريب السلطة من المواطن، وبيان الحقوق والإقرار بها، لكن في العديد من مواد وبنود الدستور مفارقات ومتناقضات. وأصبح للدين والمذاهب والقوميات تداخل وتأثير في وضع الدستور وصياغته، وقد غابة أطراف في وقتٍ حرج كان من الضروري مشاركتهم.

نظرية الدولة العراقية الحديثة لم تكتمل، ولا يمكن القول أن هناك فكرة لوضع هذه النظرية أو البحث فيها. وفي واقع الأمر أنني أتحث عن وضع وإبداع حضارة جديدة تخص العراق والعراقيين، لكن الذي يثير للدهشة ويخلق المشاكل ويزيد في الفجوة بين الأقطاب النافذة في السلطة وعدد من الأطراف التي هي بعيدة أو مبعدة عن المشاركة الحقيقية في السلطة وإدارة وبناء الدولة العراقية الحديثة هو التسابق على المراكز المهمة والتسابق للحصول على الكم الأكثر من الثروات الظاهرة والثروات الباطنة، والتسابق من أجل ضمان مستقبل الأطياف بصورة عادلة أو منصفة.

ومن أجل إحداث زلزال في العقلية العراقية العامة والخاصة لكي يشرع مفكرون ومثقفون المجتمعات العراقية للإبداع في التحضير لحضارة عراقية حديثة…نحتاج لوعي وتجرد من شوائب الماضي وأمراضه. وهذا بدوره بحاجة ماسة وملحة لمفكرين ومثقفين لديهم القدرة والشجاعة في الطرح…ولخطاب سياسي من قادة سياسيين متجردين من خصوصياتهم وما يمتلكون من إرث حضاري وفكري…وهذا الخطاب لا ينتج طالما لا تظهر قيادات شجاعة قادرة على مواجهة الشعب بالإبداع.

وهنا لا أبحث عن سياسي قيادي شجاع لكي يخالف المألوف من أجل الظهور والتظاهر، ولكي يكون شاذاً بل مجدداً بأسلوب وأخلاق مقبول. ولا يمكن أن يظهر مثل هذا الخطاب عن طريق الصدفة والمباغتة، ولكن مثل هذا الخطاب ينتج بعد دراسة وتمحيص، وبعد قراءة واقعية لواقع الإنسان العراقي البسيط ومعرفة احتياجاته وآماله وتطلعاته…أو توجيه هذا المواطن لأهداف قريبة يلمس منها نتاج وثمرة، وحثهُ للعمل من أجل أهداف استراتيجية بعيدة لكن ممكنة التطبيق.

أهم المستعصيات أمام المبدعين لحضارة حديثة متطورة.

- القيم والعادات المتوارثة وبالخصوص المبادئ والأعراف العقيمة والقديمة.
- المقدسات بكل أنواعها والتي تعد خطوط حمراء.
- المفاهيم والمصطلحات السائدة …حتى الكثير من الأمثال الشعبية.
- فهم الإنسان العراقي لذاته وللغير.
- المعرفة والفكر والثقافة وجميع معلقاتها.
- الوطن والوطنية وقدسية الأرض.
- فهم العالم للإنسان العراقي وفهم العراقي للعالم.

من غير العلمي والمنطقي القول أن ما وضعتهُ ملم بجميع مفاصل المشكلة ولا يمكن أن أقول بأنني قريب من الحل السحري للبدء بالتحضير لحضارة عراقية مبدعة. لكنني أسعى قد جهدي وإطلاعي أن أثير الموضوع ولم أكن الأول فهناك أساتذة أفاضل أجادوا في الطرح وأغنوا الموضوع. وليس النقاط آنفة الذكر جميع المستعصيات لكنها تتطرق لما أراها مهمة وقد يراها آخرون غير ذلك.
وفي ختام أود الإشارة لأمر مهم هو أنني لا أدعو لرفض كل ما هو قديم، ولا أحاول الانتقاص من مسلمات مجتمعات وثوابتها أو أي مقدس. كما وأنني أدعو الجميع التمسك بتاريخهم وثقافاتهم وكنوز حضاراتهم، لكن ترك الشوائب والأمراض الاجتماعية. من أجل بناء حضارة تعتمد على قاسم مشترك أعظم يدعو للتآخي والوئام…وينتج أكثر مما يستهلك.



#عباس_النوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لما يراوح العرب....وتقدم الغرب؟
- منظمات حقوق الإنسان تقدم الحكومة للمحاكم
- منظمة الشفافية - جوائز للأوائل
- الانقلاب العسكري والحديث الساخن
- من وراء انتشار الأوبئة - عملية إرهابية
- الإنسان العراقي مجبر على وضعه ...من يغير؟
- البطالة في العراق وقود الإرهاب
- التجسس الأمريكي على القيادات العراقية
- كرامة العراقيين فوق المعايير الدلوماسية
- حياتي أم حياتك...أيهما أفضل
- السياسة الخارجية العراقية ليست في مصلحة الإنسان العراقي
- نداء الإنسانية لأصحاب الضمائر
- الإعلام العراقي المنتمي ...مرضٌ مزمن!
- لكل من يسأل عن كركوك
- الحل الأمثل لقضية كركوك ضمها لإقليم جزيرة الواق واق
- هل وضع العراق الحالي أفضل أم السابق؟
- لا يمكن بناء عراق جديد...دون مشاركة الجميع
- دراسات مجانية للمهاجرين والنازحين
- بطانية بمنية ..أم سكن ووظيفة
- من للعراقي البسيط؟


المزيد.....




- مجلس الوزراء السعودي يوافق على -سلم رواتب الوظائف الهندسية-. ...
- إقلاع أول رحلة من مطار دمشق الدولي بعد سقوط نظام الأسد
- صيادون أمريكيون يصطادون دبا من أعلى شجرة ليسقط على أحدهم ويق ...
- الخارجية الروسية تؤكد طرح قضية الهجوم الإرهابي على كيريلوف ف ...
- سفير تركيا في مصر يرد على مشاركة بلاده في إسقاط بشار الأسد
- ماذا نعرف عن جزيرة مايوت التي رفضت الانضمام إلى الدول العربي ...
- مجلس الأمن يطالب بعملية سياسية -جامعة- في سوريا وروسيا أول ا ...
- أصول بمليارات الدولارات .. أين اختفت أموال عائلة الأسد؟
- كيف تحافظ على صحة دماغك وتقي نفسك من الخرف؟
- الجيش الإسرائيلي: إصابة سائق حافلة إسرائيلي برصاص فلسطينيين ...


المزيد.....

- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس النوري - تجديد الحضارة أم محاولة لإبداع حضارة جديدة، وهل مسموح التجديد؟