أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جادالله صفا - التاسع من يناير 2009 ...... هزيمة ام انطلاقة جديدة؟















المزيد.....


التاسع من يناير 2009 ...... هزيمة ام انطلاقة جديدة؟


جادالله صفا

الحوار المتمدن-العدد: 2434 - 2008 / 10 / 14 - 00:14
المحور: القضية الفلسطينية
    


الجدل القائم بالساحة الفلسطينية حول شرعية استمرار رئاسة ابو مازن ما بعد التاسع من يناير، وحول قانونية التمديد او عدمه، ومجرد انتقالنا الى هذا الجدل، فانه ينذر بانتقال الساحة الفلسطينية الى واقع اخر، لن يكون بافضل عن الوضع الحالي، وانما يقود الساحة الى مزيد من التدهور بالعلاقات الداخلية الفلسطينية التي تزيد من حالة الانقسام قد يصعب العودة بها الى الوراء، فانجرار بعض الاطراف الفلسطينية للصراع والنزاع على رئاسة السلطة، التي هي بالاساس من مخلفات اوسلو ونتائجه، والتي تنقاد الى محاولات اعطاء شرعية للسلطة والتي لا تمثل الا اتفاقا منقوصا وقعت عليه قيادة منظمة التحرير الفلسطينية مع حكومة الكيان الصهيوني، وهذه السلطة ليس لها شرعية تمثيلية للشعب الفلسطيني بكافة اماكن تواجده، وانما هيئة اتفق عليها مع الكيان الصهيوني لادارة الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال، ومراهنة الفصائل الفلسطينية على التعاطي مع اتفاق اوسلو من منطلق الاستفادة من الثغرات الموجودة بالاتفاق، ما كانت الا عبئا كبيرا على القيادات الفلسطينية، فالاتفاق لم يكن به ثغرات ليستفيد منه الجانب الفلسطيني، وانما كان هناك اختلال موازين القوى لصالح الكيان الصهيوني الذي تعامل مع الاتفاق بما يخدم مخطاطاته واهدافه.

وفقط مجرد التركيز على الشرعية الفلسطينية من خلال الرئيس او الشخص او شرعية سلطة غزة او رام الله، انما يقود بالواقع الى اهمال قضية اكبر من ذلك، وهي شرعية منظمة التحرير الفلسطينية ووحدانيتها لتمثيل الشعب الفلسطيني، فرسالة الاعتراف الصهيونية التي كتبها رابين لم تعطي المنظمة الشرعية التمثيلية الوحيدة، وانما تمثيل غير كامل او تمثيل مؤقت، والخطوات الاسرائيلية والاجراءات التي تعامل بها قادة هذا الكيان بعد تبادل رسائل الاعتراف، كانت خطوات باتجاه تصفية الكيانية الفلسطينية المتمثلة بمنظمة التحرير الفلسطينية الى سلطة فلسطينية تتمتع بصلاحيات محدودة موافق عليها من الكيان الصهيوني، وهي صلاحيات لحكم ذاتي، فالسلطة الفلسطينية ليس لها اطلاقا سلطة الا على المواطنين الفلسطينين ضمن المسموح لها به، فهنا نقف امام خيارين ضمن هذه التوجه او ان نكون اقلية ضمن حدود دولة اسرائيل لدينا حكم ذاتي وصلاحيات محدودة كاقلية طائفية، او الانتقال الى منطقة جغرافية اخرى ضمن مسميات اخرى باعتبارنا جزء من امة اخرى او شعب اخر......! فالكيان الصهيوني يسعى الى تصفية الكيانية الفلسطينية المستقلة، من خلال تدمير والغاء المؤسسة الفلسطينية، فكما يلاحظ المتتبع والمراقب اننا الان نعيش بين خيارين، وكلاهما مر، الاول حكم ذاتي من خلال سلطة فلسطينية والثاني وصايا عربية من خلال مصر والاردن.

العديد من بعض القياديين ببعض الفصائل الفلسطينية هددوا بانتفاضة ثالثة ضد الكيان الصهيوني، واعتقد ان التبريرات لهذه التصاريح غير مقنعة بوجهة نظري، فالتلميح لانتفاضة ثالثة، هي بالاساس مصطلح فارغ او تصريح فارغ، فاليسار اعتقد انه غير قادر على تحريك الشارع الفلسطيني لانتفاضة ثالثة، فالظروف التي تعيشها الساحة الفلسطينية غير ناضجة حتى لايقاف حالة التردي والانقسام الفلسطيني، فكما نشاهد فالشارع الفلسطيني منقسم بين فتح وحماس، في صراع لا يترك لنا الا دمارا وخرابا والما وحسرة، والقوى الاخرى الحريصة والتي تبذل جهدا لتجاوز الوضع السيء الذي تشهده الساحة الفلسطينية، واعني بها قوى اليسار الفلسطيني، ما زالت تؤكد كل المعطيات فشلها وعدم قدرتها على اولا طرح نفسها كقوى لها فعلها ودورها بالساحة وقادرة على فرض نفسها ومواقفها، وثانيا عدم قدرتها على تحريك الجماهير، فالوضع الفلسطيني اخطر بكثير مما نتصور، والوصول للوحدة ابعد بكثير مما نتوقع، ونحن بالاساس نسير بمنعطف اخر سيء ومدمر، وهو منعطف تدمير كافة الانجازات الفلسطينية التي حققتها منظمة التحرير الفلسطينية والثورة الفلسطينية على مدار مسيرة مليئة بالتضحيات، مسيرة دخلت تاريخ البشرية معمدة بالدم الفلسطيني والعربي والاممي على طريق هزيمة الامبريالية والصهيونية والرجعية العربية وتحرير الارض الفلسطينية والانسان العربي.

لقد قادت منظمة التحرير الفلسطينية على مسيرة ما يزيد على اربعة عقود من الزمن، نضالا شرسا ضد الكيان الصهيوني حيث نقلت القضية الفلسطينية من قضية لاجئين الى قضية شعب يناضل من اجل العودة والتحرير والاستقلال، وعلى طول هذه المسيرة سجلت الثورة الفلسطينية اروع الملاحم النضالية، وتصدت لكل المحاولات الرامية الى تصفيتها سواء بالاردن او لبنان، فلاحقها العدو بكل مكان، واغتال ابرز قادتها، حيث كان يسعى الى اضعافها على طريق تصفيتها، وهو يدرك ان تصفية القضية الفلسطينية لن يتم الا من خلال تصفية منظمة التحرير الفلسطينية بصفتها الكيانية الممثلة للشعب الفلسطيني، وما نشهده اليوم من تراجع بمكانة منظمة التحرير الفلسطينية فلسطينيا وعربيا ودوليا، وتغليب السلطة الفلسطينية عليها، التي هي نتاج اوسلو، ان تاخذنا الى استنتاجات تؤكد ان انهيار المنظمة هي نهاية المشروع الوطني الفلسطيني، والانتقال بالصراع بالمنطقة العربية على اسس دينية، وهذا ما نلمسه اليوم حيث الصراع بدأ يغلب عليه الطابع الديني، ومطالبة اسرائيل بالاعتراف بها كدولة يهودية، تؤكد الى الاتجاه الذي ينتظر طبيعة الصراع المستقبلي مع هذا الكيان.

فالتمسك بمنظمة التحرير الفلسطينية ككيانية فلسطينية ممثلة وجامعه للشعب الفلسطيني، واعادة الاعتبار للميثاق الوطني، واعادة بناء المنظمة على اسس وطنية وديمقراطية، بما يضمن اوسع مشاركة فعلية لكافة القوى وممثلي الشعب الفلسطيني ضمن مؤسساتها واطرها، ووضع ضوابط للعلاقات الداخلية على اسس ديمقراطية بما يضمن القيادة الجماعية والمشاركة الواسعة والتاكيد على التمسك بالحق التاريخي للشعب الفلسطيني على كامل التراب الفلسطيني، يجب ان تكون من اولويات الحركة الوطنية الفلسطينية بكافة اطرافها، فالمنظمة هي المستهدفة من جانب الكيان الصهيوني بكل تفاصيلها، فبعد الاهمال المتواصل ,والمتعمد للمنظمة ومؤسساتها على فترة تزيد عن عمر اوسلو، والتمسك بالقيادة الفردية وشرعيتها كبديل للمنظمة وشرعيتها، واعتماد السلطة الفلسطينية ومؤسساتها المنقوصة بديلا عن المنظمة ومؤسساتها من الناحية العملية والتمثيلية والنضالية، تمكن الكيان الصهيوني من جر هذه القيادة التي طالما تحكمت بتفاصيل منظمة التحرير للوقوع بالفخ الذي نصبه هذا الكيان الرامي الى تصفية هذه المنظمة على طريق تصفية القضية، فليس المطلوب اليوم الاتفاق على تمديد ولاية ابو مازن او عدم تمديدها، او الدعوة الى انتخابات تشريعية ورئاسية، وليس المطلوب اليوم هو الدفاع عن مؤسسات الحكم الذاتي التي تمثلها سلطة اوسلو، وانما المطلوب البحث عن مخارج باتجاه التاكيد على وحدة الشعب الفلسطني بمنطقة ال 48 والضفة الغربية وغزة والقدس والشتات واللاجئين، واعادة الاعتبار الى المؤسسة الممثلة لكافة ابناء شعبنا بكافة اماكن تواجده.

فالدفاع عن انتخابات تشريعية ورئاسية للسلطة الفلسطينية وحتى الاتفاق بين الفصائل الفلسطينية على حكومة وفاق وطني او حكومة تكنوقراط، والخوض بهذه المتاهات انما تعبر بالاساس عن نسبة التراجع الذي وصلت اليه كافة قوى منظمة التحرير الفلسطينية بما فيها اليسار الفلسطيني، فالتناقض الفلسطيني الفلسطيني القائم، جاء نتيجة لمشروعان متعارضان احدهما تقوده منظمة التحرير الفلسطينية واخر تقوده حركة حماس ولا لقاء بينهما، فمشروع حماس بحركة متواصلة دؤوبة ومستمرة ولا جدل حول ذلك، واما مشروع المنظمة فهو بالرمق الاخير، فالفساد الاداري والسياسي والمالي اضافة الى تعطيل مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية وعدم قدرتها على الفعل والحركة بما فيها ايضا الاطر الجماهيرية والعمالية والنسائية والطلابية والاعلامية التي وصلت بها الامور الى هذا الحد الماساوي انما يقودنا الى خلاصة من خلال قدرتنا على الاجابة على الاستفسارت التالية: هل حقيقة ان منظمة التحرير الفلسطينية والثورة الفلسطينية وهذه المرحلة النضالية قد وصلت الى نهايتها وفشلت؟ وهل القيادة الفلسطينية ستعلن فشل ثورتنا عن تحقيق اهدافها بالعودة والتحرير والاستقلال؟ وهل الانطلاقة القادمه ستاتينا بعد 17 عشرة عاما ام ستطول اكثر؟

لا اعتقد ان هذا الفشل سيصيب فقط منظمة التحرير الفلسطينية وكافة مؤسساتها، وانما حركة حماس ايضا ستكون جزءا من هذا الفشل، فحركة حماس تتحمل مسؤوليتها ايضا اتجاه المؤسسة التمثيلية للشعب الفلسطيني، كمؤسسة موحدة وجامعه، وان تتحمل المسؤوليه الى جانب كافة القوى والاطراف الفلسطينية، واعتراف الحركة بانها جزء من المقاومة الفلسطينية اسوة مع القوى الاخرى، والا ستجد ايضا نفسها بالموقع الذي لا يرغبه احدا، فالكل مستهدف لاننا اصحاب قضية واحدة بغض النظر عن انتماءاتنا السياسية اومعتقداتنا الدينية، فلا نريد من التاسع من يناير ان يكون تاريخ الفشل لهذه الثورة العملاقة وانما تجديد لانطلاقة الثورة الفلسطينية على طريق العودة والحرية والاستقلال وازالة هذا الكيان السرطاني الجاثم على ارضنا الفلسطينية على ما يزيد على ستين عاما.



#جادالله_صفا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اين تنشط الحركة الصهيونية بالبرازيل؟ ج4
- اين تنشط الحركة الصهيونية بالبرازيل ج 3
- فاوستو وولف المناضل الاممي
- اين تنشط الحركة الصهيونية بالبرازيل؟ الجزء 2
- اين تنشط الحركة الصهيونية بالبرازيل؟ الجزء الاول
- امريكا ليست دولة محايدة
- اليسار الفلسطيني والازمة الفلسطينية....تحديات ومهام
- المحاكم الاسبانية ...... والجرائم الاسرائيلية
- اللاجئون الفلسطينيون بامريكا اللاتينية... خطوة باتجاه التصفي ...
- ايهما اقل شرا سلطة رام الله ام سلطة غزة
- انهيار فتح.... انهيار للمشروع الوطني الفلسطيني؟
- كم بقي لدينا من الوقت لنمنع الانهيار؟
- لمين التعويض للفلسطينيين ام الاسرائيليين؟
- رسالة الى السيد انطونيو غوتيريس رئيس المفوضية العليا للاجئين
- التناقضات المستعصية بالعلاقات الداخلية الفلسطينية
- دفاعا عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
- تطورات الوضع العام للاجئيين الفلسطينيين بالبرازيل
- الفأر اللي الغى نشاط النكبة
- اللاجئين الفلسطينيين بالبرازيل ماهو واجبنا اتجاههم؟
- اي مصير ينتظرنا؟ مستقبل مجهول، ام حل مفروض؟


المزيد.....




- الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و ...
- عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها ...
- نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...


المزيد.....

- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جادالله صفا - التاسع من يناير 2009 ...... هزيمة ام انطلاقة جديدة؟