|
سوريا لم تعد آمنة في ظل نظام الاستبداد
صلاح بدرالدين
الحوار المتمدن-العدد: 2426 - 2008 / 10 / 6 - 08:57
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
منذ الانفجار الأخير الذي وقع في دمشق بالقرب من مركز قسم – الدوريات – التابع لجهاز الأمن العسكري المتخصص منذ عقود بتفخيخ وارسال الشاحنات والمركبات الى كل من لبنان ومن ثم الى العراق ما بعد الدكتاتورية أو الداخل السوري اذا اقتضت الحاجة تنفيذا لخطط القيادة العليا , منذ ذاك وحتى الآن وبعد مرور كل هذه المدة والسلطات الحاكمة مازالت تحاول بكل طاقاتها ووسائلها الاعلامية الموجهة ايهام الشعب السوري والرأي العام العالمي بكون العملية من صنع منظمة – القاعدة – أو احدى أخواتها مستخدمة في حركتها الدعائية خطابين واحد موجه الى الداخل يحمل ادعاء أن النظام يواجه التحديات من القوى الرجعية الظلامية المرتبطة بالعدو الخارجي من اسرائيل وامبريالية عالمية لأنه قلعة الصمود والتصدي والطرف الوحيد الذي يدافع عن الأمة وكرامتها وآخر يتضمن رسائل موجهة الى الغرب عموما واسرائيل والولايات المتحدة على وجه الخصوص يوحي أن العهد مستهدف من قوى الارهاب والممانعة منذ أن قرر السير في عملية التفاوض مع الدولة العبرية ونشدان السلام وانتهاج الانفتاح والمضي قدما لفك التحالف مع نظام طهران واتخاذ الخطوات لمعالجة قضايا حزب الله وحماس وبقية المنظمات الأصولية الموصومة بالأعمال الارهابية باتجاه الحد من أدوارها ونشاطاتها بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية الغربية وحسب توجيهاتها ولاشك أن الدوائر الأمنية السورية منهمكة الآن في البحث عن مخرج بعد تواتر معلومات تقود الى أرجحية علاقتها المباشرة بالتفجير وفبركة معادلة مركبة تفي غرض الاستجابة لأهداف الخطابين داخليا وخارجيا بايجاد مشهد مشابه لرواية – أبو عدس – المضللة ابان عملية اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية السابق رفيق الحريري . منذ عقود خلت وحتى الآن لم ينعم السورييون بالأمن والأمان تحت سلطة النظام المستبد الحاكم الذي – يقود الدولة والمجتمع – من هزيمة الى أخرى ومن كارثة الى أخرى في ظل قانون الطوارىء والأحكام العرفية وهيمنة الحزب الواحد واللون الواحد والسياسات المغامرة بما في ذلك التورط في الأعمال الارهابية والانجرار وراء المخطط الايراني التوسعي المذهبي فالشعب السوري المحروم من الحريات يعيش في خوف مزمن حيث بلغت نسبة المعتقلين والسجناء والملاحقين درجة مخيفة وملفتة ويعاني من فقدان الأمن الاقتصادي والاجتماعي والحد الأدنى من العيش الكريم اللائق جراء استغلال الطغمة المتسلطة الناهبة لخيرات البلد دون رقيب أو حسيب الى حد أن منظمة الشفافية الدولية المستقلة أدرجت سوريا في آخر تقرير لها في ذيل قائمة البلدان الأكثر فسادا في العالم . عملية التفجير الأخيرة في دمشق وحكاية الارهاب تستدعي وقفة مسؤولة وتشخيص دقيق للظاهرة التي بدأ السورييون يستشعرون بهولها ويعانون الى جانب اللبنانيين والعراقيين والفلسطينيين من نتائجها المدمرة بهذا الشكل المريع منذ أن تسلط البعث على مقاليد الحكم في كل من سوريا والعراق حيث مارس النظامان ارهاب الدولة ضد المعارضين والخصوم الداخليين والعرب والجوارعلى وجه الخصوص بمختلف الأشكال والوسائل وعبر أجهزتها السرية المختصة وباشراف مباشر من الرؤوس المدبرة في الحيز الضيق من دائرة مصدر القرار ووصل الأمر الى مرحلة تطلبت توسيع – الكار – عدة وعددا وساحات وظهرت الحاجة الماسة لتفعيل مهام ارهاب الدولة بتطعيمه بقدرات ومهارات ارهابيي جماعات الاسلام السياسي المحلية ومجاهدي افغانستان المدربين الذين تحولوا نتيجة التطورات الى عاطلين عن العمل وهم بكل مجموعاتهم يتحدرون من التنظيم الأم – حركة الاخوان المسلمين – الدولية المنتشرة في معظم البلدان العربية ومارست الارهاب منذ محاولة اغتيال الرئيس الراحل جمال عبد الناصر التي عرفت بحادث – المنشية – وقد كان لتحالف التيار البعثي الحاكم مع مجموعات الاسلام السياسي السنية منها والشيعية ايذانا بتفاقم ظاهرة الارهاب وتهديدها لوحدة الشعوب وكيانات الدول القائمة وانعكاسها السلبي على وتائر التطور الطبيعي في مجالات الاقتصاد والتنمية والسلم الأهلي وتآلف الأديان والمذاهب في المنطقة والعالم . لقد التقى جناحا الارهاب الأصولي – الديني والعلماني – منذ ما يقارب عقود ثلاثة على أهداف مشتركة في ظروف عالمية وشرق أوسطية خاصة وتوزعا الأدوار في تنفيذ عمليات لاحصر لها ومن طبيعة الأشياء حصول تبدل في المهام والمرام والتوجهات عندما تتغير السمات الرئيسية في الصراع العالمي وتحدث الشروخ في المصالح والمطامح وهذا ما ينعكس الآن على الحالة الارهابية مجال بحثنا بثنائيتها المعروفة وعلى نهج الممانعة في المنطقة بشكل عام التي تجتاز أوقاتا انتقالية عصيبة وهو التفسير الوحيد لملامح الارتياب والتردد البادية على وجوه حكام دمشق بعد مقتل عماد مغنية والانفجار الأخير خاصة منذ نشوب التعارضات التي تقود الى الصراع والطلاق بين أطراف العائلة الارهابية الأصولية الواحدة وليس مستبعدا سماع اتهامات متبادلة بين أسي المعادلة في القريب العاجل واذا كان مايحصل عبارة عن سوء تفاهم بين العائلة الواحدة فلماذا تلك الهرولة العجيبة من جانب المحسوبين على المعارضة واصدار البيان تلو الآخر لصالح تبرئة النظام وادانة الفاعل المجهول ! لأن المنطق السليم يستدعي اعلان طرفي الارهاب الموقف الشفاف وتبرئة نفسيهما واقناع العالم بذلك وليس مطلوبا من القوى الديموقراطية السلمية الواثقة من نفسها وبرامجها ومواقفها سوى ادانة الارهابيين المنتمين للدولة والجماعات فهي ليست متهمة حتى تقدم صكوك الغفران لأحد . القوى والجماعات والشخصيات الوطنية والديموقراطية السورية المعارضة مدعوة في مثل هذه المنعطفات وازاء مثل تلك الأحداث التي تودي بحياة مواطنينا الأبرياء في شوارع دمشق وحلب والقامشلي – التي لم تعد آمنة - وبيروت وبغداد وغزة الى الافصاح عن الحقيقة بكل شفافية والوقوف الى جانب الشعب في محنته والبحث عن سبل الخلاص .
#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
دروس من - جنوب افريقيا -
-
حشود الشمال - وقاعدة - طرطوس -
-
حقيقة الصراع حول فدرالية كردستان
-
قضايا الخلاف في المعارضة السورية وسبل الحل
-
نظام الأسد ولعبة السباق مع الزمن
-
ماذا يعني - الأشغال الشاقة المؤبدة - لخدام
-
وجهة نظر حول بعض المهام العاجلة
-
هل من مفاجآت في - الوقت الضائع - الأمريكي ؟
-
الحرية للناشط السياسي مشعل التمو
-
أزمة كركوك .. أبعاد وآفاق
-
في الذكرى الثالثة والأربعين لكونفرانس الخامس من آب ... قراءة
...
-
في الذكرى الثالثة والأربعين لكونفرانس الخامس من آب - قراءة ن
...
-
محاولة في فهم قلق وليد جنبلاط
-
عندما تهب - أربيل - لنجدة - بغداد -
-
العدالة تلاحق رموز - الجينوسايد - في عصرنا
-
قراءات في الكرد والعرب والمعارضة ( 2 - 2 )
-
قراءات في الكرد والعرب والمعارضة ( 1 - 2 )
-
قراءة كردستانية . ... للاتفاقية الأمريكية - العراقية
-
ظاهرة الغلاء في كردستان
-
- وديعة رابين - ووداعة الأسد !
المزيد.....
-
شاهد.. رئيسة المكسيك تكشف تفاصيل مكالمتها مع ترامب التي أدت
...
-
-لم يتبق لها سوى أيام معدودة للعيش-.. رضيعة نٌقلت من غزة لتل
...
-
وزير الخارجية الأمريكي يتولى إدارة وكالة التنمية الدولية، وت
...
-
شهادات مرضى تناولوا عقار باركنسون -ريكويب-: هوس جنسي وإدمان
...
-
شاهد: الرئيس السوري الإنتقالي أحمد الشرع يؤدي مناسك العمرة ف
...
-
باريس تُسلِّم آخر قاعدة عسكرية لها في تشاد.. هل ولّى عصر -إف
...
-
أول رئيس ألماني يزور السعودية: بن سلمان يستقبل شتاينماير
-
لماذا تخشى إسرائيل تسليح الجيش المصري؟
-
-فايننشال تايمز-: بريطانيا تستعد للرد على الولايات المتحدة إ
...
-
الرئيس السوري أحمد الشرع يصدر بيانا إثر مغادرته السعودية
المزيد.....
-
لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
/ المنصور جعفر
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
-
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|