|
الى الحزب الشيوعي العراقي والحركة الوطنية العراقية
ليلى هادي
الحوار المتمدن-العدد: 2427 - 2008 / 10 / 7 - 02:14
المحور:
الادب والفن
مع كل الحب والتقدير ... اسمحوا لي أن أدخل في صلب الموضوع من غير مقدمات أو كلمات الخطابة المنمقة والمجاملات الروتينية المملة لكي لا أأخذ من وقتكم الكثير ولكي أصيب لب الموضوع الذي أثارني وجعلني اكتب ما أكتب إليكم من دون أن تكون لي أي مصلحة شخصية في الأمر سوى أنني أكن كل التقدير والاحترام لكم وللحركة الوطنية العراقية . فمن منا لا يتذكر الفنان العراقي الكبير ورائد الأغنية السياسية ( جعفر حسن ) وما قدمه في الستينات والسبعينات والذي مازال يقدم العديد من الألحان والأغاني الإنسانية والشعبية العراقية والأغاني الملتزمة بالخط الوطني الديمقراطي والتقدمي والإنساني ؟ فقد لا يخفى على أحد منكم ومنا ولا المتتبعين للحركة الوطنية والحركة الفنية العراقية والمثقفين والأدباء وكل العاملين في الوسط الفني وأبناء الشعب العراقي ما قدمه هذا الفنان العراقي المبدع للحركة الفنية والوطنية من أغاني وموسيقى ستبقى خالدة بيننا وللأجيال القادمة، فنحن جيل الستينات والسبعينات من القرن الماضي قد تربينا وكبرنا على أغانيه الوطنية والسياسية ، وغنينا أغاني هذا الفنان المبدع الذي ربى أجيالاً من أبنائنا ومن العديد من الفنانين وساهم وأسس الفرق الموسيقية والغنائية داخل وخارج الوطن ابتداءً من معهد الفنون الجميلة وفرقها وحفلاتها ومسرحياتها الغنائية إلى فرقة الرشيد للفنون الشعبية والفرقة القومية العراقية وفرقة الموشحات وفرقة موسيقى الجمهورية مروراً بفرق الشبيبة الديمقراطية العراقية وفرق الحزب الشيوعي العراقي والحركة الوطنية العراقية الأخرى وانتقالاً إلى لبنان وفرق شبيبتها في منتصف السبعينات والى اليمن الديمقراطية في نهاية السبعينات ونقل تجربته الشخصية والعراقية إليها حيث أسس هناك فرق الشبيبة الغنائية والموسيقية المتعددة وبعدها في الإمارات العربية المتحدة وعدد من مسرحياته الغنائية هناك وغيرها من أعمال موسيقية وغنائية وحفلات كثير وعديدة في أوروبا وأميركا والوطن العربي . فعمر وتأريخ هذا الفنان الرائد يمتد لأكثر من نصف قرن من العطاء والإبداع الفني ومئات الألحان الغنائية والموسيقية والموقف الوطني الشجاع بل أن العديد ممن يعتبرون الآن نجوماً في عالم الغناء والموسيقى قد تتلمذوا على يدي هذا الفنان ذو المواهب المتعددة وعازف للعدد للعديد من الآلات الموسيقية وذلك باعتراف كبار الفنانين والنقاد في بلادنا وما لمسناه نحن منه مؤخراً من خلال بعض اللقاآت التلفزيونية القليلة التي ظهر فيها أنه لا زال يعطي ويلحن الكثير من الأغاني ولديه الكثير من الألبومات الغنائية التي لم تصور وتوزع وآخرها رائعة الجواهري الكبير ( دجلة الخير ) و أغنية ( يا حبي يا بغداد ) التي شاهدناهما من خلال الشاشة ومواقع الإنترنيت العديدة. ومن منا لا يتذكر أغاني جعفر حسن ؟ حين كنا في المرحلة المتوسطة آنذاك في السبعينات وبدأنا نفتح عيوننا وأسماعنا وكل حواسنا على أغانيه ولا زلنا نحفظها عن ظهر قلب؟ بل ولا زال العديد من الأحزاب الوطنية يتغنوا بها بل يوزعونها في مناسباتهم الوطنية واحتفالاتهم الحزبية وغيرها ؟ من منا لا يتذكر فيكتور جارا العراق حيث أطلقت عليه اللقب الصحافة الوطنية ؟ ومن منا لا يتذكر أغنية ( لا تسألني عن عنواني ويابو علي وعمي يابو جاكوج وعمال نطلع الصبح ومساهرين وقبليني ونيرودا وفي كل العالم عندي حبيبة هي الشبيبة ووياك وياك وأغاني الطلبة والمرأة غنوتنا وأغاني المقاومة الفلسطينية العديدة وأغاني الصيادين والكسبة والعمال التي كانت تصلنا من عدن عبر الكاسيتات إلى أوروبا وبعض البلدان العربية المجاورة ؟ حينما كان يعيش فيها لسنوات ويحمل العراق في قلبه ؟ ومن منا لا يعترف بأن هذا الفنان قد غير شكل وأسلوب الأغنية الوطنية وأخرجها من طابعها ولونها القديم التقليدي الرتيب وأخرجها من النشيد التقليدي والمارش العسكري إلى أغنية إنسانية وسياسية سهله الحفظ والتلقي ( السهل الممتنع ) وأغنية سياسية تحريضية تحرك الشارع وتساند الطبقة العاملة والشغيلة والفلاحين والمسحوقين والفقراء من أبناء شعبنا العراقي ضد الظلم والتعسف ؟ وجعلنا هذا الفنان أن نرقص ونغني مع أغانيه في كل احتفالاتنا وحفلاتنا الاجتماعية الأخرى بل صارت الأغنية السياسية والوطنية أغنية الحياة والخبز اليومي ؟ من منا لا يتذكر مهرجان الشبيبة العالمي في السبعينات ومشاركاته وأغانيه ؟ حيث أنه غنى وتضامن مع شعوب العالم أجمع وبلغات متعددة وغنى لشعوب العالم العربي العديدة كمصر والبحرين وظفار وانغولا وتشيلي وأفريقيا وكل شعوب العالم وفلسطين، وكان للعراق والشعب العراقي بكل شرائحه حصة الأسد في أعماله مما عرضته مواقفه الطبقية الوطنية تلك للاعتقال والتعذيب والمحاربة والطمس الإعلامي من قبل النظام الفاشي البائد فهو لم يرضخ للطاغية ونظامه الفاشي مما اضطره هو وغيره من الفنانين التقدميين إلى الهجرة والمنفى الإجباري.
ما أثارني لكي أبعث بهذه الرسالة القصير المقتضبة هو أنني قد قرأت في إحدى صحفنا العراقية وعلى صفحات الإنترنيت بأن وزارة الثقافة العراقية مشكورة قد التفتت أخيراً لهذا الفنان الكبير وكرمته وهو لا يزال على قيد الحياة من ضمن خمسة من كبار الفنانين والشعراء والأدباء الكورد في إقليم كوردستان العراق في احتفال مهيب كبير حضره وزير الثقافة العراقية ووزير ثقافة الإقليم وعدد من وزراء الإقليم ومحافظ أربيل والشخصيات الأدبية والثقافية والفنانين وقدمت له ولزملائه جوائز وميداليات تكريمية تليق بمكانه هذا الفنان الكبير الرائد والكبار الآخرين المكرمين معه وهم:- الشـاعر الكبير عبــد الله كـــــــــــوران و الشـاعر الكبير فــــائـــــق بيكس و المؤرخ الكبير صـــادق بهــاء الدين والكاتبة والشاعرة د. كورستان موكرياني وفناننا الكبير جعفر حسن . كما لا يفوتنا هنا الإشارة إلى أن حكومة إقليم كوردستان مشكورة سبق لها وأن كرمت الفنان الكبير جعفر حسن بأن عينته حال عودته للوطن بمنصب مستشار لوزير ثقافة إقليم كوردستان العراق تكريماً له على عطائه الفني الممتد على مدى نصف قرن وعلى مواقفه الوطنية والإنسانية الجريئة في نصرة عموم الشعب العراقي من خلال أعماله الغنائية والموسيقية العديدة.
بعد كل هذه العطاآت والمنجزات الفنية التي عرفناها وهي جزء بسيط مما قدمه الفنان جعفر حسن ألا يحق لنا أن نتساءل وبدون أي رتوش ومقدمات ؟
1- الم يكن من الأجدر بالحزب الشيوعي العراقي أن يبادر ويكرم هذا الفنان العراقي الكبير قبل الجميع وقبل الحكومة العراقية ويعطيه اللقب الذي يستحقه بجدارة لما قدمه من موسيقى وأغاني سياسية ووطنية وإنسانية تربى عليها أجيالاً من أبنائنا ؟ ولازال يقدم فناً إنسانيا ملتزماً بهموم الوطن والشعب ؟ 2- الم يكن من الأجدر أن يحضر احتفال التكريم ممثلا عن الحزب الشيوعي العراقي والحزب الشيوعي الكوردستاني أسوة كبعض الأحزاب الوطنية التي حضرت حفل التكريم؟ 3- الم يكن من الأجدر بالحركة الوطنية العراقية متمثلة بأحزابها العديدة المتعددة أن تكرم هذا الفنان العراقي الكبير لما قدمه من أغاني وطنية لخدمة العراق والشعب العراقي ؟ 4- الم يكن من الأجدر بوسائل إعلامنا العراقية بكل أطيافها الوطنية العديدة المتعددة وبفضائياتها وإذاعاتها وصحفها وبعد سقوط النظام البائد أن تلتفت لهذا الفنان العراقي الكبير وتلقي الضوء عليه وعلى تأريخه النضالي والفني وعلى أعماله بل وتكرمه باستحقاق لمواقفه الجريئة الشجاعة وأغانيه الوطنية والإنسانية ولأستاذيته في الغناء والموسيقى كما تعمل الآن للأسف مع الآخرين من بعض الفنانين ممن كانوا يطبلون ويزمرون ويلمعون وجه الطاغية المقبور ؟
للأسف التساؤلات كثيرة والهموم الفنية والثقافية أكثر والفنانين والمبدعين والمثقفين المغبونين أكثر لذا فقد كتبت ونشرت هذه الكلمات البسيطة وفاءً مني لتلك الأيام الخوالي من تأريخ حركتنا الفنية والوطنية العراقية لكي تلقى الترحيب والفهم الصحيح من مغزاها لدى الحركة الوطنية العراقية. ولكي أدعو بأن يصحوا المسؤلين من ذوي الرأي والشأن والحل والربط وينصفوا الفنانين والمبدعين والمثقفين الوطنيين العراقيين الذين دافعوا عن الشعب وغنوا آماله وآلامه في ذلك الزمن الأسود القاتم من الحكم الفاشي . وأن تكرم الحكومة ووزارة الثقافة العراقية الفنانين والمثقفين وهم أحياء لكي تبعث في النفوس الأمل لعراق ٍ ديموقراطي فيدرالي جديد.
تحية حب واحترام لكل المبدعين من أبناء شعبنا العراقي العظيم لما قدموه من عطاء إنساني وفي مقدمهم الفنان العراقي الكبير جعفر حسن .
تقبلوا تحياتي واحترامي
ليلى هادي
1-10-2008
#ليلى_هادي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
دائرة الثقافة والإعلام المركزي لحزب الوحدة الشعبية تنظم ندوة
...
-
Yal? Capk?n?.. مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 88 مترجمة قصة عشق
...
-
الشاعر الأوزبكي شمشاد عبد اللهيف.. كيف قاوم الاستعمار الثقاف
...
-
نقط تحت الصفر
-
غزة.. الموسيقى لمواجهة الحرب والنزوح
-
يَدٌ.. بخُطوطٍ ضَالة
-
انطباعاتٌ بروليتارية عن أغانٍ أرستقراطية
-
مدينة حلب تنفض ركام الحرب عن تراثها العريق
-
الأكاديمي والشاعر المغربي حسن الأمراني: أنا ولوع بالبحث في ا
...
-
-الحريفة 2: الريمونتادا-.. فيلم يعبر عن الجيل -زد- ولا عزاء
...
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|