أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - امين محمود - ليلى عبد المجيد / عبرت من هنا فاستحال المكان قصيدة















المزيد.....

ليلى عبد المجيد / عبرت من هنا فاستحال المكان قصيدة


امين محمود

الحوار المتمدن-العدد: 748 - 2004 / 2 / 18 - 06:07
المحور: الادب والفن
    


 إهداء  .... إلى ليلى في رحاب سموها تتجلى كلمتها بحراً وحديقة
        ..... إلى ميرفت بنت أمي وأبي لك كل صمتي يغشاك
        ...... إلى سمندل الذي ظل بفخفخني حتى انفجرت
        .... إلى نجمة... تلك المرآة التي عيرتني فأحالتني اشتعالاً
        ..... إلى كل الأصدقاء الذين ذرفوا دموعهم واستغفروا الله بعد ذلك

الحديث عن ليلى عبد المجيد يفتح  مجزرة في الروح في أقصى حدها العميق ، وتحس  النواح الداخلي يفتح نفسه عليك وعلى خلاياك .. كريح تولول،  وجوفك تشتعل نارُ من سعير ... تصيب حناياك  رطوبة لزجة، ولا تملك غير أن تنتحب على نجمة عبرة من هنا فخلفت  خلفها حديقة  البكاء عليها قد لا يجدي ولكن ماذا تفعل الروح التي تعلقت بها والحنين إلى عودتها يقودنا نحو أن نبتكر معنى جديد للحياة ....ولكن بما نملك من  قدرة على تشكيل الحلم ستدخلنا عنوة ومع سبق الإصرار والترصد عبر كلماتها وشعرها وتاريخها الزاهي النبيل ...

كتبت ليلى أول قصائدها وهي في الخامسة عشر من عمرها.... ويقول عنها صديقي سمندل الذي  التقى بها في ذلك الوقت (  جميلة .. ذات ضحك لا يتوقف .. نحيلة وشعرها أطول مني .. عيونها تخطيط هندسي لمدن يبنيها الله  لعباده الصالحين حين يؤوبون إليه في الجنات) وهي في هذا الأبهاء تمتع بشيء آخر يقول سمندل ( ليلى طيبة جدا .. محبوبة .. أنيقة مظهر وأنيقة واخل وأنيقة لسان)
إذا نحن أمام كائن بشري متفرد ومتميز بكل المقاييس وفوق ذلك كله لا يمكن الحديث عنها دون الحديث عن الانتماء الفكري  فقد انتمت لليسار بكل ما فيه من معاناة وكل ما فيه من حياة صعبة واختارت الفقراء والبسطاء لتقف إلى جانبهم.... يقول سمندل (إذ كانت يسارية من الطراز النادر الذي تعرفه يا زوربا) وقالت عنها ميرفت في قصيدتها التي رثتها بها(يا بت يسار كوستي النضيف وبت المساكين الفوانيس السيوف)  وليلى بروحها الشاعرة تندهش من كل شيء يقول ضياء في رسالة له عنها (وأتذكر ارتباكها في أول صعود لها لمنصة الإلقاء برابطة الشعلة ، وكيف أنها بعد ثواني بسيطة كتمت أنفاس الناس بشعرها الجميل . ولما شعرت بالأمر توقفت عن الشعر وسألتنا : انتو مالكم صانيين كده )  كم هي رهيفة وقوية وبسيطة  وبهية جداً هذا البنت التي غادرتنا في غفلة قبل إن نتعرف عليها بشكل كامل حتى قبل تنشر قصائدها المميزة والمتفردة والتي تعتبر إضافة حقيقية لعالم القصيدة برغم التطور الكبير الذي حدث في قصيدتها بعد غربتها إلى اثيناء  في اليونان والمكوس مع زوجها وأطفالها وليلى درست الصيدلة ولم تكمل  قد يكون قد أخذها الشعر بعيداً برغم أنها كانت من الأوائل في أثناء دراستها.
تعرفت عليها من خلال رسائل سمندل وميرفت من مقطع يعبر في روحك ليذبحك ولكنه يمنحك الحياة  يعبر هذا المقطع الذي قي حد ذاته وصية عن حالة  عميقة أصابتنا نحن في الغربة ولكن معظمنا ظل مرتبط بالوطن بشكل أو بآخر.. يقول المقطع

 
تواصوا ، إذن ، بالبيوت
احملوها ، كما السلحفاة ، على ظهركم
أين كنتم ، وأنَّى حللتم
ففي ظلِّها لن تضلوا الطريق إلى برِّ أنفسكم
ولن تجدوا في صقيع شتاءاكم ما يوازي الركون إلى صخرة العائلة
وحرير السكوت
تواصوا ، إذن ، بالبيوت
استديروا ، ولو مرةً ، نحوها
ثم حثُّوا الخطى
نحو بيت الحياة الذي لا يموت ..

لهذا كان الحزن  شاهق ..... شاهق جداً     .... كم هوشاق 
اعتمدت ليلى في قصائدها على حسها الإنساني العميق فبعثرت الكلمات البسيطة لتنتج عالم شعري يموج ويتحرك بكل عفوية وبساطة واعتمدت  اللغة العادية جداً في  التعامل الإنساني

ففي قصيدتها هواء فاض عن رئتي

أيها الغريب.....تعال نتمشى معاً..!
لنقطف صباحا فجاً ، أو مساءً يابساً ، أو ناولني سكيناً كي أذبحك..!

تأخذ الصورة الشعرية هنا التعدد الغريب  والمرادف لكلمات برغم بساطتها وعنفها تعطيك ألفه وانسجام مع حالة منقولة من الصورة نقلة خاطفة وسريعة ولكنها عميقة وبها أكثر من روية مع توحد البناء في الإطار العام للصورة فمفردات الكلمات التي استعملتها هنا / فج ../ يابس ../ ذبح .../ قطف .../ كلها فعل عنف ولكنها برغم قسوتها تأتيك متناغمة وقوية لتعود هذه الصورة تنقلك إلى المقطع الأول،  لمن القسوة..؟لهذا الغريب ..؟ إذا من هو الغريب هنا ..؟ هذه  صورة مختلفة..أليس كذلك ... إذا تراكيب وتعدد الصورة في اقل من عشرة كلمات تعطيك عالماً كاملاً وتبقى أنت مأخوذ في حالة نشوى خاصة جداً ولكنك لا تشبع قالانا الغائبة هنا لمن....؟ وبرغم غياب ألانا تحس أن ذلك لم يكن مقصوداً ألبته وتلمسها في الصورة مسستر ومتحرك بفعل بحث آل نحن فيك  ويأخذك انتزاعاً من ذلك الصوت الشعري العميق لدايلوج أصلا هو  عمق كل الحركة في داخل المقطع وهو في حد ذاته، مجازفة في كسر موسيقى الوتر (سطح ) ولكن تحس انك تمتع بنفس الإيقاع( أساس )الذي كنت تتابع به الرقص الغاضب جداً .....برغم سكونه سكون يفيض عن العادي   إذا هو سكون مغمور،  ويأتي المقطع الثاني ليكمل لك الصورة الشعرية بشكل مغاير تماماً....


المهم أيها الغريب أن يعلو هنا ضجيج
وان لا يختنق واحدنا بكل الليل وحده
ولا شيء ،  أيها الوحيد سوى أن نشم رائحة عرق بشري هنا..!
لا شيء ،  سوى أن أعلقك على جدار عيني برهة
لا شيء  ، سوى أن تسقط من هذا الجدار وتتكسر...!

هنا تأتي الصورة باردة في بدايتها وتنقسم عن الصورة الأولى بدلالة هذه الكلمة الباردة / لاشيء
ولكنها تعود وتندمج بسرعة بنفس الفعل العنيف  / تتكسر/ وليس تنكسر وهنا للتعدد مما يمنح لوحة القراءة توحد في حالة انسجام مرتبط  بالتشتت  ومن أين هو السقوط..؟ انه من جدار  العين هنا يحدث امتلاء في العين ومن ثم السقوط المريع حد التفتت أنها صورة تتجاوز ما هو فوق  الاحتمال العميق بك تنقلك مرة أخرى برابط إلى ما هو في بداية القصيدة الربط بين الذبح والتكسر هنا توضح حالة الانقسام في داخل القصيدة ولكنه مترابط في بعضه البعض أنها صورة شعرية أخرى مكملة ومغايرة

أن نختلف على مذاق الشاي ، ( والفيلم المفضل)
وأن نتراهن في أي مقطع من (مريم الأخرى )
يكون وت المغني مثل رشفتي حليب

هنا تنقلك الصورة إلى حالة  رومانسية راقية ولكنها مبنية على اختلاف الحوار الذي هو اختلاف لون في عميق الداخل ولكنه حالة حميمية وخاصة جداً ، و أيضا تستدعى روية الشاعرة البعيدة في أغنية قد لم ينتبه الآخرين إليها مما تعيدك لكي تفهم هذا المقطع بل أن تدخل بنفسك إلى الرهان وتسمع مريم الأخرى بشكل مخالف وتتبع دقيق ، أنها صورة  تستدعيك لان تكون جزءاً منها
هل استدرجتنا الشاعرة هنا للمشاركة معها...؟ تلك الوحدة المخيفة والسكون المرعب
 
 وان  نتشاجر على فتح النافذة فاصرخ بك
أيها الغريب ..، من جاء بك إلى جنتي...؟
المهم ، أيها الغريب ، أن ينسكب صراخ هنا.1
ما الذي تفعله الجدران  حين لا تخبىء شيئاً

تكتمل الصورة هنا على حالة غريبة تعيد ترابط سياق الصور المتعدد باشتراك كلمة المهم/ وكلمة الغريب في أول القصيدة وهنا للتأكيد على ثابت الغريب في شكله الأساسي وتأكيد شكل العلاقة مع ألانا وتأكيد كل الحالة النفسية للانا بين الرفض والاحتياج للآخر الذي هو جزء من ألانا فيحدث انفعال عالي على الفعل وفي نفس اللحظة يأتي انكسار   لتهدئة الموقف برمته وتحديد ما تريده ألانا / المهم إشارة تحديد مفتوح على خيار محدد هو الصوت ضجة صراخ أي شيء وفجأة يباغت السؤال ليكشف ما خلف كل هذا الانفعال وعمق وكثافة الحركة،.... لماذا هذه الجداران لا تخبي شيئاً   ، لتبين هنا صورة شعرية كانت غائبة بفعل سيكولوجي في العقل الباطن للانا غير مقصود، هو عدم انكشاف الداخل لهذا الغريب ويعكس الطبع الإنساني البسيط
ولكن تظل الصورة المضافة هنا هي ناتج عن ذات الصورة المكتملة دون توتر وهي تأتي في سياق التنقل المتوازن للحالة وللفعل بل متماسكة بقوة مع الصورة الأساس

أي شيء أيها الغريب ، أي شيء
فهذا الهواء يفيض عن رئتي!

هنا تظهر الحالة الكامنة في انهيار الصورة  وعمقها وتجلها  وتبعثر الصورة الحالة النفسية للانا المختفية في حرفنات اللغة وتكتمل صورة شعرية منقولة من غباش نفس لأتملك  أمامها إلا الوضوح الشديد  فلا  يكون معك  إلا أن تطلق اتجاهها كل مفردات الدهشة والتعجب الممكن وهذا دفع ميرفت إلى أن تطلق على القصيدة في احد رسائلها لي ( هواء فاض عن رئتي) إذا هذا البيت يسرق القصيدة كلها ويجعلها عاريا تحت شمس الرؤيا الشعرية
بعد ذلك تقلنا القصيدة نقله مهمة في صورة مغايرة لوصف المكان وهذه مقدرة أخرى للترابط الحسي والنفسي للقصيدة دون إن تحس بأنك تقفز إلى حيز أخر أو إلى صورة أخرى غير التي الفت والمكان هنا أيضا توصيف لما هو متحرك مرسوم بروح شاعرة قادرة على تلمس حتى هو غير منظور أو فيما هو خفي غير مادي تقول :-

صوت وردة تدحرجها الريح خارجاً
قصيدة تغلق الباب خلفها
بقايا شجار من ليلة البارحة
قطعة خبز لست أنا من تركها على طرف الطاولة
أي شيء  يجعل الجيران لا ينامون  بهدوء
ويتركني أتذمر من الفوضى التي تعم الغرفة ال كانت هادئة
هذا المقطع المكاني يعبر عن روح متقاسمة مع الفعل الحدسي النفسي للانا الشاعرة مكملاً الصورة في نقاط التقاء حتمي في تمازج الغريب في داخل ألانا الشاعرة بين الرفض والاحتياج
الذي هو في محله هو بقدر تغيراته وصمته حيث مازال صوت الغريب غائباً لم يقدم أي شيء ولكن تحس بحركته في الصورة الشعرية في مجمل ألانا هو  هو  وفي عمق الصورة مختبيء في تما هي صريح مع ألانا القصيدة تخرج وتغلق الباب خلفها دون أن تقول حتى وداعاً الريح تقود وردتها معها وتأكد ألانا هنا عدم قيمها  بفعل ذلك الذي على الطاولة الجيران هنا غائب عن الحدث ولكنهم يحضرون في لا وعي ألانا للمرة الثانية مرة حين لا تسطيح الجدران أن تخبي شيئا والمرة الثانية هنا إذا الصورة هنا بها سد احتراس موضوعي ناتج عن ذات ألانا الحساسة جداً اتجاه الآخر  ،،، ومرة أخرى ينكسر الصوت منحازا إلى اللامبالاة الواضحة حين تقول :-

في أسوا الأحوال دعني اقترح عليك أن نذهب للضجر معاً
ليس مريحا ابدأ أن تشعر بالوحدة وحدك
لاشيء سوى أني أريد أن اشعر بمن عبث بفساتيني في غيابي
وان هناك من رتب الفاكهة في صحن الثلاجة
وهناك من سيسعل إن أصبت أنا بالزكام

انعكاس كامل في الصورة  المطروحة على مسرح الحدث الحالة النفسية الضجر الألفة التي بدأت تبنت بين الغريب والانا وهي ألفة الذاتي، أما استعمال  جملة / في أسوا الأحوال تعيدك للربط بين إيقاعات صورية ومحورية مترابطة في النص  وهي/ لاشيء / المهم / أي شيء / قي أسوا الأحوال ......... هذا يمنح المشد الصوري بعض الانسياب كما وانك في مقطوعة موسيقية تشدك إلى أعلى ومن ثم تهبط بك إلى تحت دون أن تشعر بفعل جذاب نحو هاوية، والانا هنا تبحث عن الاهتمام بشكل ما  ولكن كانت المفاجأة أن الشاعرة استعملت كلمة سيسعل  وهي تعكس طبيعية انسياب اللغة في الصورة الشعرية لما للكلمة هذه من مدلول أعمق من أن تقول  يكح ، لكن القصيدة تستمر في نص المحور المترابط للربط وتحاول أن تنتهي به

لاشيء أيها الغريب ، سوى انه من المحرج  أن استقبل الشمس صباحا
 ولا أحد في البيت سواي
لا شيء سوى أن يعلو صوت..فترتجف الشجرة الميتة في الغرفة
وتنجرح كف النعاس
هنا تظهر الصورة الشعرية والنفسية والتو صفية كاملة للغريب الذات وتمتلى روحك بتوثب النعاس الذي غادر هو أيضا بعد أن جرح  وكأن  النص كله أتى في تلك الحالة بين الصحو والمنام  وكأنه حلم  ظل منتقل إلى حالة الصحو ..... متتبعاً ألانا

كلمات  تشكل رابط أساسي في الصورة الشعرية
لاشيء
تكررت كلمة لاشيء في القصيدة حوالي خمسة مرات في شكل رابط إيقاعي عميق ومحور أساسي ف يتنقل القصيدة المرن لم  اشعر خلالها بالملل من بل أنها نقلت نقلات مهمة جداً في القصيدة
 المهم  
تكررت مرتين مرتبطة بالغريب وهو محور الذات أي العماد البنائي  الأكثر تحملاً لنقل الصورة الشعرية
الغريب ترددت في القصيدة خمسة مرات بصيغة واضحة ولكن في مرة ذكر انه وحيد وهذه حالة من حالات الغريب لا ادري ما هو السبب المباشر ولكن الصورة الشعرية لم تهتز

كلمات / فجا / يابسا / لنقطف/  ذبح  / ضجيج/ عرق / اختنق/ نتشاجر / فاصرخ /    أعلقك / تتكسر/ نختلف / نتراهن / ينسكب / سيسعل / فترتجف / الميتة / تنجرح / عبث ...
هذه الكلمات مترابطة من حيث المعني والجرس الموسيقي الحاد وهي محور لوني يجسد حالات الفعل والحركة في أقصى تحولاتها ويثير  الكثير جداً من   مبتغى ألانا  ويمكن الغوص فيها إلى مالا نهاية .....

كلمات  / نتمشى / صباحاً /  مساءً / مذاق / رشفتي  / حليب /النافذة /  جنتي / صوت / وردة  /
قصيدة / خبز / بهدوء / هادئة / مريحاً / رتب / الفاكهة / الشمس / النعاس ....
هذه الكلمات أيضا  تربط في سياق المعنى القريب والبعيد وتأتي بسياق مخالف ولكنها استعملت في امتزاج  محبب  مع الكلمات الأولى
وهناك استعمال مميز  في هذه الجملة لكلمة أل ( التي تعم الغرفة آل كانت هادئة ) ولم تقل التي وقد لاحظت أنها استعملتها أيضا في قصيدة _--- تجاعيد كفك حبي----- حين قالت : (هيولاي أنت .... وفاكهتي آل لم تزل ) لاحظ أنها لم تستعمل التي وهنا صوت للوزن الموسيقي الأكثر رونقاً

وهنا عند ليلى بشكل عام يقف بناء الصورة على اكتشاف لغة جديدة هي لغة العادي مما يجعل القصائد عندها تفتح شهقتها على ما لا نهاية المعنى والحس والشعرية فلم تستخدم كلمات عدمية  الصوت ولا متأرجحة المعني بل كلمات عميقة تفتح للنص بعد عميق في  المعنى وحين استعارت أغنية الأستاذ مصطفى سيد احمد مريم الأخرى كان عندها فهم مختلف تماما عن العادي  وتتسامى الصورة الشعرية هنا  بحس إنساني عميق يسلط الضوء ويفتح الدائرة المغلقة للتواصل مع القصيدة دون أي معاناة  وتظهر علاقة متطورة بين الواقع والصورة المنقولة منه بعيدا عن أي نمطية متكررة  والشعرية لا تأتي من حالة هذه الكلمات المستعملة هنا أو هناك ولكن في خلال الترابط الكلي بينها وبين بعض وفق صوت موسيقي حاضر وإيقاع ثابت مرتكز على حركية متكاملة وفق البناء الصوري والبناء اللغوي  وتأتي المسالة هنا جبرا  بل سلسة مثل علاقة طبيعية الوجود  وهي هنا أو هناك هي ناتج التحولات الفعلية العميقة في النص  والمونولوج  الذي في حد ذاته متعدد الأفعال في مجاله النفسي ولكنه هروباً إلى العالم الخارجي من الذات المتوثبة نحو فعل ما...  لا يرضي العقل الواعي، ويمثل الحوار في هذه القصيدة البعد  الكثيف للصورة فهو حوار من جانب أحادي في منظوره العام جانب ألانا ولكن في عميقة حوار هذه ألانا مع مجمل المحيط المكاني والزماني في النص  وتصل المخاطبة بين ألانا والغريب في إطار الانفعال الشديد ثم الهدوء المقبول للطرفين وهنا يظهر صوت ألانا قوياً جداً صادراً خارج القصيدة ويعود مستكيناً بحثا عن الألفة الممكنة مع الغريب والذي هو في أصله الذات وأيضا تتشابك كل القضية في مفصل واحد هو ما تحتاجه الذات ولكن بشكل  عميق نكتشف في هذا النص هذه الصورة التي تعكس تلك الغربة القاسية التي عانت منها الذات والوحدة المتكلسة ومتعنكبة في كل تفاصيل ألانا


امين محمود ( زووربا )   القاهرة

 



#امين_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - امين محمود - ليلى عبد المجيد / عبرت من هنا فاستحال المكان قصيدة