أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم البهرزي - S.O.S















المزيد.....


S.O.S


ابراهيم البهرزي

الحوار المتمدن-العدد: 2425 - 2008 / 10 / 5 - 07:46
المحور: الادب والفن
    


أريدُ أنْ أذكِّركُم بالصفاءِ المخلوع....
بالطيور التي أطلقتْ عبر ذاكَ الفضاءِ المُزجَّج
وتكسَّرتْ
مبعثرةً
في غُربةِ المصيرْ:
النساءُ يُزَيِّنَ الذكريات دائماً
والرجالُ يُفسدونها!!
وانتم الذين أصغيتم لوصايا سقراط
تمتدحونَ مثلي ,توريةً, عَظَمَةَ النسيان....
ما كانَ أحلى , سيظلُّ مستحيلاً
لانَّ الخمسينَ عُمرُ المآتمِ والاستدارةِ عن الضوء...

أريدُ أنْ أتذكرَ بكُم,ببقاياكم
تلك الهياماتِ التائهةِ
ذلكَ الازرقُ المنزوعُ من السماء
وتلكَ الحرّيةُ الرعناءُ التي قَفَزتْ من السور العالي
واسْتَعِدْتُ ثيابها المُمزَّقةَ لأجلِ التحريضِ على الوفاءْ...
ويُقالُ انَّ الوفاءَ ازرقُ , ويُقالُ انَّهُ قُرُنفُلَ
ولا يُقالُ انَّهُ الرحيلُ مبكِِّراً احتجاجاً على غَلَبَةِ الطحالب....

ستعلو كاسي صعوداً بالذكرى حتّى مشارفَ الندمْ
وسأرمي لكُم قلبي لتتذكَّروا أسماءكم الأولى....

خلفَ ذلكَ الصوت الشفيف الذي كان كُنْيَتنا
ذلكَ النفيرُ القويُّ الذي كانَ يرتجُّ في دورقِ القلبِ
يَكْسرهُ
لِيَندَلقَ العسلُ وشهوةُ الحياةِ القديمةِ...

أريدُ أن اذكِّركُم بكُم
برقرقةِ الينابيعِ القصيَّةِ,بالمطر الأولِ المُداعبِ....
لقد انفرجَ الترابُ الأمينُ عن قَحَطٍ مُرٍّ!!
ولم يَعدُ المزاجُ قادراً على تهجينِ العشبِ ألشوكيِّ:
لقد مات مؤيد سامي , واديب ابو نوار ,وياسين ابو ظفار , وفائق السعدي , وحاتم الشيباني,وكلَّ أصدقائي الرؤومين
لانَّ البلاد لم تكن طاهرةً قط
ولانَّ الأسواقَ امتدَّتْ بتوابلها إلى حسّاسيّة الابهر
وهذا مقطع ٌيخجلُ الشِعرُ من جهامتهِ
ولكنَّ الذكرى تُسفرُ عن وردها الحزين في جرأةِ التأبينْ......

سابكي لانَّ القيامةَ قامت ولم أرَ القسطاسَ
ولانَّ الكثيرَ من الآخرين يستعدونَ قبلَ الوليمة ِ لغمسِ أصابعهم في الثريد
وسأقولُ للهواءِ كُنْ كريماً بنا
لقد أحببنا وتَيَتَّمْنا
فاترُك لنا مُتعةَ الهروبِ من منزلِ العائلة....

أريدُ أنْ أتذكرَ جَنَّةً هوجِمتُ بتُفّاحها
وشُجّتْ عاطفتي
وانْكَتَمتُ إكراماً لحياءِ الضمير.....

وتقولُ الوقيعةُ انَّ الانانيّةَ لن تستحي!!
تكرفُ كلَّ الغيومِ ولا تستحمُّ
خِشتةَ ان تَخُفَّ موازينها..........

الثِقالُ...
تَذَكَّروا جيِّداً!!, يهبطونَ بالمظلاّتِ
فلا نَسَبَ مع الأرضِ يَهِبهُم حبَّةً من الشفقة!!
فَكُلوها...
الولائمُ تنبئُ دوماً عن السرِّ في غفلةِ الآكلين....

أريدُ أنْ أتذكركم أيها الحائلونَ
حائلٌ آخرٌ يتهجّى تدافعَ الألوان في العُتمةِ
ويعمى!
لانَّ الرأسَ تكسفُ شمسهُ قسراً....

أريدُ أنْ أتذكرَ مِصْيدةَ المباهجِ
البناتِ القديماتِ ذواتَ الطُروفِ الغضيضاتِ
والشَفَقَةُ المسروقةُ من خزائنِ المتاحفِ...


أيامنا عَوَراتٌ لنا
فَلْنَعِشهُنَّ باسْتتارًٍ....

لتَكُن بلا ذكرى
وليكن السِخامُ مرآةَ الحلاّقِ
ولتكن رؤوسنا هِبَةً لسوءِ التقدير
لقد مُتنا بما يكفي ألفَ قيصرٍ للاستهتار بعرشهِ
وفكّرنا طويلاً بالنُكاتِ القصيرةِ
فما على غيرِ اطاريحنا ضحكَ الرُواةُ!!

لتَكُن بلا معنى
فهي كائنةٌ هكذا منذ أنْ فُصِّلتْ!
وليَظَلُّ الغبارُ دليلَ المؤرّخِ
ولتكُنْ عَضَلةٌ في القلب تجترحُ الخلاف..
لَقَد فَلَقتُ حياتي بفالجِ الخصام
فانا أعضلُ في كلِّ مسيرٍ
وأتعاركُ حيثُ يتوادُّ المتصالحون..
وقد فعلتُ بحياتي ما يفعلُ الرضيعُ بقماطهِ
فما شَطَّفني غيرُ النسيان.....
أنسى لأتذكرَ الغيب!
وأغيبُ لأجلِ أنْ ينساني وكلاءُ الإعلان!


لتَكُن بلا ذكرى
ليكُن المسدَّسُ قريباً من الجدل
ولتترامى النَزَواتُ على بعضها
علَّ خميرةً ضالّةً من الخجلِ
تَقَعُ صُدفةً في شِراكِ التصريح.....

ساعديني لأجلِ أنْ لا اسقطَ في المغازي الكبيرةِ
لانَّ الطرقاتَ زَلِقَةٌ , والمطرُغزيرٌ, وأنا سكرانٌ في هذا التيهِ...
ورغم انَّ كلَّ المنازلِ مطابخي
الاّ ان الوقتَ الحجريَّ يضعني في دروبِ الجياع

ساعدوني ايها المنكسرونَ لأجلِ أنْ ننهدرَ بالمسير
عُرجاً عوراُ بُرصانَ وعميانَ ومكتوعينَ وقطعاناً مقطوعةَ
لنرى غيمَ الصحّّةَ
وهو يرشُّ علينا مطر أل DDT
نحنُ كثارٌ
ذلك انَّ الدنيا تختصرُ علينا الزحمةَ
والبردُ يقلّصنا
والحَرُّ يُشَذِّبنا
والحربُ تغربلنا
والمطلوبُ:
هو العددُ الكافي للغُفرانْ!!

ساعدوني لاجل رؤيتكم
الضبابُ الذي ظلَّ يهمي ثلاثةَ ارباعِ قَرنِ واكثرْ
يَسُدُّ عليَّ احتمالَ التصوُّرْ


هل انا ضفدع التجربة؟
هل انا ارث كلِّ معاصي الخليقةِ كي اتَدَولبَ في هذهِ المقحبة؟
ساعديني ,اذن ,انتِ....
انَّ الرجالَ اقلُّ كثيراًمن الكَتَبةْ!!


اريدُان اذكِّركم بما يمنحُ الحليبَ لذَّتهُ البِكرَ
تلكَ اللذائذُ التي انحدرت
الى غاباتِ وجودنا المنفيّ
وتمادتْ مع القرودِ عِشرةً لا تُلامُ عليها...
سيكونُ زماناً غليظَ المشافرِ
يُنَحّي النوايا
ويسمو بجلجلةِ الضحكة الخادعة...
زمانٌ
قصيرٌ
طويلَ الذراعِ
يمدُّ اصابعهُ خِلسةً
خلفَ اكتافنا
ليُلمْلمَ ما تنثرُ المنفعة .....


اريدُ ان اذكّركم بغيومِ الاحلام المتدافعة
وهي تتشظّى تحت نزوةِ البُروقِ....
كَشَّرنا اذرعنا في غمرةِ النداءاتِ
فما وَصَلنا من احدٍ احدْ!!
حتّى السماءُ ابتعدت قليلاً
لاننا اردناها مطيّةً لمغامراتنا الساذجة
وَحيثُ ظَلَلْنا وحيدينَ
كمجرَّةِ نائيةٍ
وراسخينَ في الوحشةِ كجنسٍ منقرضٍ
يُطلَبُ مِنّا أنْ نقولَ شُكراًً لايِّ شيءٍ
وبلا شيء!!


اريدُ ان اتذكّرَ معركةً ندمتُ بها على صلافةِ حياتي.
كانت البقيةُ ستاتي اجملَ
لو انَّ الموتَ كانَ اسبقُ قليلاً من الحظوظِ الطائحة!!!
وكان الندمُ سينحسرُ الى شتيمةٍ وحيدةٍِ اخيرةٍ
تكفيني شرَّ هذا الفراغِ المديد.....


ايّتُها الكُلومُ
يا كُلومُ!
انهمكي جميعاً بالقدومِ سِراعاً
لاختصارها..
طالتْ, واللهِ لقد طالتْ!!
وابتعدَ المعنى عن مغزاهُ
وملَّ المُنشدُ والسُمّاعُ
وملَّ الهواءُ...
فتقدّمي رزينةً
بلهاءَ ورزينةً
حكيمةً او لَعوباً ذات نوايا...
الملل؟
الملل!
المللْ...
مَغَصٌ في الدماغ :
يُطيلُ اللسانَ ويقصّرُ الاعمارْ....



#ابراهيم_البهرزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تنزيلٌ مِنْ حَصى فوقَ راسِ البلاد
- صًبوحٌ منَ الشِعرِ قبلَ غَبوقِ العَرَقْ
- تَعودُ سَعيداً .....وتَبكي!
- الديارُ الغائبة
- مِثلَ انكسار الضوءِ في الماءِ الشَفيفْ
- احزانُ جامِعِ التوتِ البريّ
- حَيثُ تَغيبُ حدائقنا.....سيكونُ الورد
- المراثي لمن ؟؟
- نَشيدٌ مُرْتَجَلْ
- كَلبُ الزَمان
- ألعبة هي ..ام لعنة ايها الجنرال السفاح؟
- وحيثما يممت وجهك فثمة الاستاذ مضر بن السيد طه مديرك العام !! ...
- استشهاد المناضل كامل شياع , اول الغيث .....وفي الافق دم ورعو ...
- على شفا حفرة من بلاد
- وحدة تيارات اليسار العراقي ...الاستحالة والامكان
- الكتابة من داخل العراق وديمومة التواصل.......انها لمحنة حقا ...
- قصائد الى مايا ......(2)
- قصائد الى مايا .....(1)
- بغداد -بيروت .......جرحان وخنجر واحد
- اطردوا (قمي ) من بغداد ...تعجلوا باستقلال واستقرار البلاد


المزيد.....




- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
- المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا ...
- الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا ...
- “تعالوا شوفوا سوسو أم المشاكل” استقبل الآن تردد قناة كراميش ...
- بإشارة قوية الأفلام الأجنبية والهندية الآن على تردد قناة برو ...
- سوريا.. فنانون ومنتجون يدعون إلى وقف العمل بقوانين نقابة الف ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم البهرزي - S.O.S