عادل صالح الزبيدي
الحوار المتمدن-العدد: 2424 - 2008 / 10 / 4 - 07:55
المحور:
الادب والفن
سيأتي زمان تفتح فيه دكاكين للتأمين على الكلمات
وسوف تؤمن أنت على القصيدة
لأنك ستخشى عليها من الحريق
أو حوادث السير أو الاغتيال أو الانتحال
لأنك حرقت عليها دما ودمعا كثيرا
ولكنك في دواخل سرك
ستصبر على حياة القصيدة بضع سنين
ثم تقرر اغتيالها
ولكنك تحجم عن ذلك
مرتعبا من التفكير فيه
مرتعبا من أن يقول الناس انك
تحولت من شاعر إلى قاتل
ثم تبدأ بالتخطيط
وتشرك زوجتك في الخطة
تقرر أخيرا أن تقوم زوجتك
باستئجار مشعلي حرائق مأجورين
ليضرموا النار بالقصيدة
وتذهبان صباحا بعد ليلة الحريق
لتجدا القصيدة وقد استحالت أشلاء متفحمة
أين تلك النوافذ المشرعة للضوء؟
أين أبوابها التي يدخل منها الناس إلى الفردوس؟
أين الحديقة وأزهارها والفراشات؟
كل ذلك ذهب
فتذرف دمعة تسقط من عينك
فلا تسمع لها هسيسا
لأنها تسقط على رماد
ولأنها على أية حال دمعة كاذبة
لأنك في دواخل سرك
قد امتلأت غبطة
وأنت تفكر بالجنة
فلتذهب القصيدة إلى الجحيم
فستأتيك الجنة
ولا حاجة لأن تدخلها من باب
#عادل_صالح_الزبيدي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟