تنمية قدرات الكوادر التربوية ( التعليمية ) في مجال حقوق الإنسان

مركز صدى للتنمية البشرية

الحوار المتمدن-العدد: 2423 - 2008 / 10 / 3 - 05:20
المحور: حقوق الانسان
    

في الحقيقة أن مشروع تنمية القدرات التعليمية للكوادر التربية للمعلمين في مجال حقوق الإنسان في المدارس الابتدائية في محافظة ذي قار ذو طبيعة نوعية وعلمية محددة مصممة على قياس اثر التعليم على مواضيع حقوق الإنسان باعتبارها من أهم وسائل التغيير بالمجتمعات وخصوصا المجتمعات المنقسمة عرقيا وطائفيا كالعراق وينعكس هذا الأثر بشكل قوي في مجال التعليم في المدارس الابتدائية ( مجالات تعليم حقوق الإنسان) بسبب افتقار المدارس في عموم العراق إلى التقنيات والأدوات والخبرات النوعية العالية في مجال تعليم حقوق الإنسان واستنادا للنتائج التي تم الحصول عليها من قبل منظمة إنقاذ الأطفال البريطانية عن أسباب تسرب الأطفال في المدارس عام 2005 والتي رجعت الأسباب إلى نقص خبرات المعلمين في مجال التعامل مع الأطفال في المدارس حيث المعلمين يميلون إلى ضرب الأطفال في المدارس لفرض التعليم مما دفعنا الى أعطاء أهمية خاصة للأدوات والوسائل والتقنيات التي يجب أن تستخدم بالتدريب والتي اعتمدت بالدرجة الأساس على منهاج الاكويتاس لتدريب المدربين الذي زود به مشتركي برنامج تدريب المدربين في عمان شباط 2007 لما ينطوي عليه من فائدة ومادة علمية وخبرات وحيث أن ذلك يعتبر الخطوة الأولى في طريق تطوير التعليم المعني بحقوق الإنسان في المدارس في المنطقة الجنوبية من العراق على المدى المتوسط والبعيد بالنسبة للمنظمة ألمنفذه ومحور التركيز فيه هو ( تطوير قدرات (( قابليات)) الكوادر التعليمية في مجال تعليم حقوق الإنسان في المدارس الابتدائية للبنين والبنات ) مما يعني ذلك أن التقرير يمكن أن يوجه لفئتين رئيسيتين :-

الأول / هنالك فئات وأشخاص ومؤسسات يعنيها موضوع تعليم حقوق الإنسان في المدارس وهؤلاء يستفيدون من المشروع ومن إرسال التقرير إليهم وقد حضر قسم منهم بصفة متدرب أو بصفة مراقب وهم الأشخاص الذين حضروا الورش من الكوادر التعليمية والذين يبلغ عددهم 75 شخص و12 مراقب من دوائر مختلفة ( حكومية وغير حكومية )

ثانيا / أشخاص وفئات ومؤسسات من المتوقع قد لايعنيها موضوع تعليم حقوق الإنسان أو قد لاتقرا التقرير النهائي في حال نشره وهم الأشخاص غير المعنيين في التعليم آو غير المعنيين بتعليم حقوق الإنسان أو قد يكونون من المنتهكين لحقوق الإنسان كرجال الدين المتطرفين والناس الأميين والقرويين وقادة وأعضاء المليشيات والمجرمين والموظفين الفاسدين في الدولة .

والحلقات التدريبية ألمنفذه عكست بشكل فعال موضوع رئيسي وهو (تعليم حقوق الإنسان باعتبارها وسيلة لبناء ثقافة حقوق الإنسان في العراق، والشرق الأوسط، وشمال أفريقيا من خلال النشاطات التي طبقت فيها حيث تم تناول الحقوق الواردة في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان من قبل القاضي جليل الهلالي خريج برنامج الاكويتاس /ورشة المنظمات العراقية وكما تم تنفيذ الأنشطة من قبل باقي الميسرين ( رعد عبد الحسين ويحيى عدنان ومرتضى هادي وغسان شمخي ) تناولت المواضيع التالية (المبادئ الأساسية لحقوق الإنسان وتعليم حقوق الإنسان , المنهجية القائمة على المشاركة , عناصر التعليم الناجح , تعليم حقوق الإنسان , التعليم الفعال لحقوق الإنسان وسيلة للتغيير الاجتماعي , تعليم حقوق الإنسان لجماهير مستهدفه , مفاهيم النوع الاجتماعي وتعليم حقوق الإنسان , التعليم التحويلي والتغيير الاجتماعي , تحديد المعوقات و تطوير برامج تعليم حقوق الإنسان في المؤسسات التعليمية لتحقيق النتائج , تصميم عملية التعليم الخاصة بحقوق الإنسان , طرق التعليم والمعايير التي يجب العمل بها وفقا un srs في العراق , أنواع التقنيات وأنشطة التدريب , معلمو حقوق الإنسان والمشاركون , تحويل التعليم والمتابعة ) و من تخطيط حلقات التدريب كان التركيز يدور على الدقة في تطبيق مواضيع الأنشطة من قبل المدربين وكيفية استفادة المشاركين بايجابية منها اظافتا إلى كيفية التفاعل معها حتى يتم التوصل إلى نتائج مقبولة وسهلة القياس وحتى تساهم النتائج المتحققة في التخطيط المستقبلي للجهة ألمنفذه لذلك فقد استغرق الأعداد لحلقات التدريب جهد ووقت وأموال خصصت كمساهمة من قبل الجهة ألمنفذه ( SCHD ) اظافتا للأموال المقدمة من قبل الاكويتاس من اجل الخروج بنتائج مقبولة حيث تم عمل بروفات تدريب متواصلة بشكل متكرر للمدربين وتم توزيع الأدوار بشكل متقن ..كما تم وضع خطط بديلة للظروف غير المتوقعة ولاسيما أن الأوضاع الأمنية في المحافظات الجنوبية قد تتدهور بشكل غير متوقع وسريع بسبب وجود المتطرفين الدينيين كما كان هنالك قلق من عدم تعاون المسؤولين الحكوميين ومدراء المدارس الذين ينتمي أليها المشاركين في أعطاء الموافقات الأصولية للمشاركين بسبب أما عدم إدراكهم لااهمية الحلقات التدريبية في مجال حقوق الإنسان أو تجاهلا منهم لها وهذه الحالة شائعة جدا لدى المسؤولين الحكوميين بسبب الفساد الإداري ووصول موظفين غير كفوئين لمراكز السلطة والقرار وقد يكون هؤلاء منتهكين لحقوق الإنسان في بعض الحالات..هذه المخاوف جعلت من عملية الاختيار تكون دقيقة وبطيئة من اجل الحصول على نتائج مقبولة وجيدة .
كما تم قياس نجاح العمل من اللحظات الأولى للورشة حيث بدا الجميع متحمس وسعيد بالاشتراك وكان المدربين يعرفون ماذا يعملون لذلك تم الاستفادة بشكل عالي من منهاج الاكويتاس الذي صمم في حلقة التدريب الإقليمية لتدريب المدربين في عمان شباط 2007 وخصوصا في مجالات توزيع ادوار المدربين ومعرفة ايجابيات وسلبيات المدرب الناجح والوقت المناسب لطرح الأسئلة .
كان جميع المشاركين متحمسين لطرح الأسئلة واقتراح الأجوبة كما أن الحلقات التدريبية صممت بأكملها بأتباع أسلوب التعليم ألتشاركي بحيث لأتكون الأفكار المطروحة بالضرورة ملك رأي الجهة ألمنفذه حصرا وإنما يصار إلى تبادل تصاعدي بالأفكار من اجل الوصول إلى نتائج تشاركية .كما أود أن أشير إلى موضوعيين أساسين كانا مميزين أثناء ورش العمل وهما موضوع مشاركة النساء بحماس للمطالبة بحقوقهن حيث انعكس ذلك من خلال نشاط العرض المسرحي الذي يتخلل حلقات التدريب من خلال وجود نساء يدافعن عن حقوقهن بقوة داخل الحلقة التدريبية و لولا وجود الخوف وهذا الخوف أساسه ( القيود الدينية الصارمة ) حيث كل النساء دون استثناء وحتى الإسلاميات منهن الذين شاركن بالورشة لو تحققت لهن الأرضية المناسبة للمطالبة بحقوقهن لن يتخلين من المطالبة بحقوقهن . والأمر الآخر الاستمتاع بالعروض والتحليلات التي تم تقديمها وخصوصا تمارين كسر الجمود كما انعكس اثر النجاح على رسائل الترحيب والشكر من قبل المشاركين ومؤسساتهم وقاد ذلك إلى إنهاء مخاوفنا قبل الورشة وأعطى تنشيط قوي لأعضاء الفريق المشارك مع المنظمة ألمنفذه إلى التفكير في البحث في طرق للاستمرار في إعادة تنفيذ نفس حلقات التدريب التي طبقت في مجال تعليم حقوق الإنسان لاحقا في المجتمع المحلي .


خلاصة النتائج والتوصيات الرئيسية
هذه الخلاصات أو النتائج تحققت بالفعل أثناء أو بعد تنفيذ الحلقة التدريبية في محافظة ذي قار

1- قدمت طلبات إلى منظمة صدى للتنمية البشرية من قبل المعلمين والمدرسين في عدد من المدارس الابتدائية المختلفة في محافظة ذي قار تطلب منها للاستمرار بالتدريب على تعليم تقنيات تعليم مادة حقوق الإنسان بالمدارس بعد سماعهم بموضوع الحلقات التدريبية التي نفذت من قبل منظمة صدى للتنمية البشرية بهدف الوصول إلى اقتراح تنفيذ برنامج تدريبي على المدى المتوسط و البعيد خلال عام 2008 يعتمد على نفس المنهجيات التي تم تنفيذها في الورش الممولة من قبل الاكويتاس التي تم تنفيذها مسبقا (من قبل منظمة صدى )
2- حصلت منظمة صدى للتنمية البشرية على رسائل شكر من قبل مدراء المدارس الابتدائية المشاركين بالورشة بصفة متدربين والوزارات والمنظمات الدولية التي شارك أعضاء منها بصفة مراقبين ومن ذلك وزارة المهجرين والمهاجرين ومنظمة الانترسوز الايطالية ومحكمة استئناف ذي قار ووزارة التربية في محافظة ذي قار .
3- يعمل فريق منظمة صدى في الوقت الحاضر على البحث عن تمويل لتنفيذ مشروع يمتد مابين 6 – 12 شهر خلال هذا العام لتنفيذ نفس الحلقات التدريبية الممول مسبقا من قبل الاكويتاس وذلك استجابتا للطلبات التي تم الحصول عليها من قبل المعنيين بالتعليم بمحافظة ذي قار .




الاستنتاجات والتوصيات

أن موضوع تعلم حقوق الإنسان في العراق يعتبر من المواضيع المهمة و الحديثة لاسيما في ظل الحرية النسبية التي توفرت في ظل الديمقراطية الفتية التي شهدها العراق بعد التحول من النظام الدكتاتوري إلى النظام الديمقراطي الحالي متمثلا بوجود دستور يضمن الكثير من حقوق الإنسان وحيث أن الوعي في مجال ثقافة حقوق الإنسان ضروري جدا لفهم حقوق الإنسان على مستوى الفرد وتأثير ذلك على مستوى السلوك لديه وانعكاس ذلك على المجتمع في المستقبل وعلى مستوى المؤسسات الحكومية والغير حكومية من اجل التصدي للانتهاكات التي تتعرض لها حقوق الإنسان بسبب عدم إدراكها بالشكل الصحيح أو عدم التصدي لمنتهكيها بعيدا عن تأثيرات القيم والعادات القبلية والدينية المتخلفة والتي ساهمت بتكريس ثقافة العنف واللاتسامح عبر فتره ليس بالقصيرة و بذلك تعتبر هذه الحلقة التدريبية خطوا أولى نحو الإمام في مجال التغيير الاجتماعي من خلال المطالبة باحترام حقوق الإنسان بالعراق من خلال تعليم حقوق الإنسان بشكل فعال وبأتباع منهجيات علمية وتقنيات تعزز روح الشعور بالمسؤولية في إدراكنا لضرورة المطالبة بالتغيير والحلقات التدريبية جزء مهم من أهداف منظمتنا لاسيما في ظل سعينا نحو تحقيق هدف ( مجتمع عراقي أكثر اندماج وتسامح ) القائم على اعتبار حقوق الإنسان جزء مهم في التنمية البشرية والذي نسعى لتحقيقه على المدى المتوسط و البعيد ضمن محافظات الجنوب في العراق ضمن رؤيا تقوم على عالمية هذه الحقوق وأهميتها في مجال معايير العمل السلوكي والاجتماعي والسياسي باعتبارها وسيلة تغيير في المجتمع و المشروع يحقق منفعة متبادلة من خلال تبادل التعليم مابين المنفذين والفئات المستهدفة وذلك يقوي صلة المنظمة بالمجتمع أكثر ويطور من أدائها مستقبلا وبالتالي نرى أن تعلم حقوق الإنسان وتعليمها مسؤولية شخصية علينا كبشر وليس هي مجال لنطاق عملنا المكلفين به فحسب وذلك يقتضي منا الالتزام والمثابرة مستقبلا من اجل زيادة الوعي بها من اجل إدراكها بالشكل الصحيح .



التوصيات

هذه التوصيات اعتمدت على نتائج الاستبيانات وعلى الطلبات الرسمية التي تقدمت للمنظمة ألمنفذه وعلى تقارير المراقبين وبالشكل التالية:-
1- ضرورة أن تحضا مواضيع تعليم حقوق الإنسان والأطفال والمرآة بأهمية خاصة ولاسيما في ظل المجتمعات التي تعاني من الاضطرابات والحروب الأهلية والانقسامات الطائفية والعرقية وعلى المجتمع الدولي والمنظمات الدولية مسؤولية دعم التوجه المحلي في العراق نحو حقوق أكثر للإنسان ونحو عالم ينعم بالمساواة والحرية والأمان والاحترام والعدالة .
2- أن تتقدم الجهات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني المعنية بمواضيع حقوق الإنسان بالعراق بتقديم الشكر والامتنان إلى المنظمات الدولية المعنية بحقوق الانسان وذلك للدعم المالي والمعنوي الذي وفرته للمنظمات المحلية العراقية من اجل زيادة خبرتها ونشاطها في مجال تعليم حقوق الإنسان في المجتمع العراقي .
3- ضرورة زيادة الدعم من قبل الاكويتاس إلى المنظمات المحلية العراقية لتنفيذ حلقات تدريبية لمادة حقوق الإنسان في العراق عام 2008 طويلة الأمد لكي يتيح لأعداد كبيرة من المستفيدين من الاشتراك والاستفادة من التدريب.
4- الاستمرار بتقديم الدعم المعنوي بمختلف المجالات مستقبلا للمنظمات الشريكة لكي تستمر بتقديم الخبرات والمعلومات للمستهدفين مما يحقق ذلك مجالات واسعة للاستمرارية بتقديم الدعم والإسناد والخبرات ولكي تترسخ وتتطور خبرات المنظمات الفتيه .
5- أعطاء الأهمية الخاصة لموضوع الجندرية وكيفية تخفيف القيود الدينية عنها في الحلقات التي ترعاها منظمة الاكويتاس للمنظمات العراقية مستقبلا.
6- أن ترفع نتائج تقارير الورش وتوصياتها إلى الأمم المتحدة حسب الظروف .

#مركز_صدى_للتنمية_البشرية (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات